[align=justify]صنع الله إبراهيم، أمريكانلي (أمري كان لي)، دار المستقبل العربي، الطبعة الثانية، يناير 2004.
يمكن الرجوع إلى صفحات السيرة الذاتية للمؤرخ والكاتب المصري الخارج عن المألوف في صفحات وكيبيديا أو صفحة أخرى تهتم بالأدب.
وما يهمني في هذه القراءة الشخصية لرواية أمريكانلي هو إعطاء رأيي وانطباعاتي تجاه عمل أدبي أسمح لنفسي بأن أسميه إبداعا حقيقيا. من جهة، يجمع صنع الله إبراهيم بين التاريخ والسرد ويحقق التعايش بينهما في عمل أدبي راق. ومن جهة أخرى، يظهر شخص صنع الله إبراهيم في صورة الدكتور "شكري"، الأستاذ المهتم بالتاريخ الذي هاجر في ظروف خاصة إلى أمريكا للعمل أستاذا زائرا بإحدى الجامعات الحرة. شكري يشكل، من خلال قراءتي، العين العربية التي تبحث في أغوار التاريخ وتقارن بين الأحداث وتحللها بعقلانية شديدة. وهي نفس العين التي تنقل للقارئ العربي حقيقة ما يجري في الولايات المتحدة الأمريكية من سياسات وإيديولوجيات وتطورات في الفكر والحياة العامة. ولا ينسى الدكتور شكري إعطاء نظرة المواطن الأمريكي تجاه ما يقع في كثير من بلدان العالم الثالث.
وما أعيبه على "شكري" أثناء السرد إعطاؤه صورة فضيعة عن الأستاذ الجامعي العربي عبر الحديث عن ميوله الجنسي وكيفية تعاطيه مع هذه النقطة. غير أنه أصاب شيئا من الوضع الحقيقي في الجامعات العربية، لأنه انتقد سياسات التدريس والتكوين وأوضح أنها مصابة ب"عوامل التعرية" مما يجعل المردود العلمي فقيرا في مجمل الدول العربية.
وأتمنى من كل محب للقراءة الاطلاع على هذا الإبداع الأدبي الذي بدأ يخرج بنا عن مألوف المألوف...
ــــــــــــــــــــ
صنع الله إبراهيم، اللجنة، منشورات عيون المقالات، الدار البيضاء، الطبعة الخامسة 1992.
ملخص: اللجنة رواية تحكي عن شخص مَثُلَ أمام لجنة مجهولة للإبانة عن قدراته وكفاءاته الفكرية، بعد أن وصل إلى "سن اليأس" وفقد الرغبة في الحياة. تخطت هذه الشخصية الغريبة أهم المراحل والشراك التي نصبتها اللجنة له. وطلبت منه هذه الأخيرة إعداد ملف دقيق عن ألمع شخصية عربية. وبعد جهد جهيد استطاع البطل تسليط الضوء على شخصية "الدكتور" المشوبة بالغموض والتستر. حصل على معلومات كثيرة من خلال الصحف العربية والأجنبية عن أهم شخصية في مصر والعالم العربي بأسره. ولكن البطل كان تحت أعين اللجنة منذ البداية فطلبت منه إما البحث في موضوع آخر أو متابعة البحث في نفس الموضوع. ويحصل أن يقتل البطل أحد أعضاء اللجنة فتحكم عليه ب:" أن يأكل نفسه"... !!!
من خلال هذا التلخيص الوجيز يمكن القول أن السارد/البطل يحبك، ببراعة كبيرة، عناصر سردية ليرسل رسالة مشفرة إلى القارئ العربي. أراد أن يبين له كيف تتحرك الأيادي الخفية وسياساتها التابعة لرغبات قوى أجنبية معطيا أمثلة كثيرة ركز في أغلبها على زجاجة الكوكاكولا التي سيطرت على العالم بأسره وأصبح المشروب الأول بدون منازع.. وقد لا أوفي الرواية حقها إن أضفت شيئا عما قلته، وأدعو كل القراء المولعين بالاكتشاف والاستفادة أن يقرؤوا هذا الإبداع الأدبي المهم.
[/align]
يمكن الرجوع إلى صفحات السيرة الذاتية للمؤرخ والكاتب المصري الخارج عن المألوف في صفحات وكيبيديا أو صفحة أخرى تهتم بالأدب.
وما يهمني في هذه القراءة الشخصية لرواية أمريكانلي هو إعطاء رأيي وانطباعاتي تجاه عمل أدبي أسمح لنفسي بأن أسميه إبداعا حقيقيا. من جهة، يجمع صنع الله إبراهيم بين التاريخ والسرد ويحقق التعايش بينهما في عمل أدبي راق. ومن جهة أخرى، يظهر شخص صنع الله إبراهيم في صورة الدكتور "شكري"، الأستاذ المهتم بالتاريخ الذي هاجر في ظروف خاصة إلى أمريكا للعمل أستاذا زائرا بإحدى الجامعات الحرة. شكري يشكل، من خلال قراءتي، العين العربية التي تبحث في أغوار التاريخ وتقارن بين الأحداث وتحللها بعقلانية شديدة. وهي نفس العين التي تنقل للقارئ العربي حقيقة ما يجري في الولايات المتحدة الأمريكية من سياسات وإيديولوجيات وتطورات في الفكر والحياة العامة. ولا ينسى الدكتور شكري إعطاء نظرة المواطن الأمريكي تجاه ما يقع في كثير من بلدان العالم الثالث.
وما أعيبه على "شكري" أثناء السرد إعطاؤه صورة فضيعة عن الأستاذ الجامعي العربي عبر الحديث عن ميوله الجنسي وكيفية تعاطيه مع هذه النقطة. غير أنه أصاب شيئا من الوضع الحقيقي في الجامعات العربية، لأنه انتقد سياسات التدريس والتكوين وأوضح أنها مصابة ب"عوامل التعرية" مما يجعل المردود العلمي فقيرا في مجمل الدول العربية.
وأتمنى من كل محب للقراءة الاطلاع على هذا الإبداع الأدبي الذي بدأ يخرج بنا عن مألوف المألوف...
ــــــــــــــــــــ
صنع الله إبراهيم، اللجنة، منشورات عيون المقالات، الدار البيضاء، الطبعة الخامسة 1992.
ملخص: اللجنة رواية تحكي عن شخص مَثُلَ أمام لجنة مجهولة للإبانة عن قدراته وكفاءاته الفكرية، بعد أن وصل إلى "سن اليأس" وفقد الرغبة في الحياة. تخطت هذه الشخصية الغريبة أهم المراحل والشراك التي نصبتها اللجنة له. وطلبت منه هذه الأخيرة إعداد ملف دقيق عن ألمع شخصية عربية. وبعد جهد جهيد استطاع البطل تسليط الضوء على شخصية "الدكتور" المشوبة بالغموض والتستر. حصل على معلومات كثيرة من خلال الصحف العربية والأجنبية عن أهم شخصية في مصر والعالم العربي بأسره. ولكن البطل كان تحت أعين اللجنة منذ البداية فطلبت منه إما البحث في موضوع آخر أو متابعة البحث في نفس الموضوع. ويحصل أن يقتل البطل أحد أعضاء اللجنة فتحكم عليه ب:" أن يأكل نفسه"... !!!
من خلال هذا التلخيص الوجيز يمكن القول أن السارد/البطل يحبك، ببراعة كبيرة، عناصر سردية ليرسل رسالة مشفرة إلى القارئ العربي. أراد أن يبين له كيف تتحرك الأيادي الخفية وسياساتها التابعة لرغبات قوى أجنبية معطيا أمثلة كثيرة ركز في أغلبها على زجاجة الكوكاكولا التي سيطرت على العالم بأسره وأصبح المشروب الأول بدون منازع.. وقد لا أوفي الرواية حقها إن أضفت شيئا عما قلته، وأدعو كل القراء المولعين بالاكتشاف والاستفادة أن يقرؤوا هذا الإبداع الأدبي المهم.
[/align]
تعليق