مـــــــــــن أنـــــــــــتِ
أمسيات تمر , وليال ٍ , يزداد فيها بعض حبي المتلاشي عند أول الطريق , و يبدو الكون مظلماً لبرهة , ثم لا يلبث إلا ليحترق بنيران أشواقي , كم مر عليّ و أنا عاشق .
تلك التي تخاف , تتمثل على أنها مشاعري , تتنازل عن عروشها لعرشي الذي تنازلْت , تلغي كل اعتباراتها لتصيغ عنها مجدداً و إياي , تلك التي علمتني طعماً أخر للحياة , تلك التي جعلتني أنفض الغبار عن بعض قلبي الذي أغفلت لتنيره بشمعة أمل أخرى .
أراها قمراً في الكمال كبدر , فأرى نفسي مخطئاً , كلا لست كالقمر , فتبدو ملامح لحظها على أنه الغيظ و ليس بذلك , مخبئاً ورائه معرفتها بحجتي أو على الأقل وجودها , لتسأل كاظمة غيظها الكاذب ... لما ؟
أليس القمر آية الجمال , فهل دستِ أرضه قط , لتجدينه حفراً صحراء قاحلة بلا حياة , بلا روح , إنه يا سيدتي من بعيد مثال الشعراء , و لكنه عن قرب مثل الحجر الأصم .
لكن كيانكِ مختلف , لكنني أسعى أن أقترب , و كلما اقتربت , زاد عرش الجمال في جبروته و طغيانه طغياناً , فما أنت :
أ أنت البحر بثرائه بوسعه , مخطأً أنا .....
لأرى تلك النظرة الماكرة مرة أخرى و يحبب إليّ ذلك , و تسأل ما خطبكَ في البحر إذاً !!!!؟؟؟
ليس البحر إلا جمهور أجاج و ليس لي في أعماقه لا سكني و لا مسكنتي , لكنكِ سيدتي بحر سكرّ , أو أشد سكراً من السكر بذاته , لكنكِ في أعماقكِ تمتلكين ما يخصني :
سكني و مسكني و مسكنتي
فمن أنتِ
هل أنت من الملائكة , مخطأٌ أنا ...
و لا تكلف نفسها سؤالاً لتبتسم
سيدتي ما كانت الملائكة أجمل عطفاً من البشر , بل كانت جزءاً من روعة البشر , فكيف بك أنت عندي أحلى البشر .
فمن أنت و من أنا إلا عبيد رب أحكم خلق البشر , و رزقنا خيرعَبرة و عبر
أكاذيب صادقة
تعليق