عزيزي شكسبير.!! ممكن سؤال ؟
شكسبير رجل..
"والرجال قليل.."
سافر في غربة الموت منذ قرون..
اليوم نلهث خلف سطوره ..
نفتش عن أدوية لمآسينا ..
وحبوب منع الدوخة من عقدنا ..
ومراهم ملطفة ندهن بها الخوازيق قبل أن تكوينا ..
ونهز ضريحه ونصرخ فيه:
ياشيخ زبير : اسعفنا ..
ياشيخ زبير: جاوبنا.
شكسبير أوصى على لوح مغروس فوق قبره :
" رجاء.. لا تزعجوا رفاتي "!
فلماذا نتوجه اليوم إليه ؟
ـ ربما لأنه تحدث عن الحقائق الخالدة في الانسان
الحب ..الحقد ..الغيرة ..الحسد ..الوفاء..الانتقام..
عملة دائمة الصلاحية ..وعصية على التزييف .
شكسبير احترم ذكاءنا .. وكبرياءنا .
لم يقدم لنا وجبات جاهزة للاستهلاك ..
ولا "بيتزا واصلة للبيت "..
بل أسئلة لا أجوبة لها..
مصطلحات خارج القواميس
ودون دليل استعمال ..
شكسبير حرّضنا على التحرش بأدمغتنا .
" لا تطلب الفتاة من الدنيا الا زوجا .. فاذا جاء.. طلبت منه كل شيء"
عبارة عمرها 500 عام
والى اليوم ساخنة .. طازجة ..
تتجول في كل مدن العالم .
شكسبير دلق قارورة السم في حلق روميو ..
دس الخنجر في خاصرة جولييت ..
أبكى كل عشاق الأرض
أنقذ ملايين المراهقين ..
خطط مساحة للترو
قبل التهور والتورط فيما لا رجعة عنه ..
شكسبير يكتشف :
" يمكننا عمل الكثير بالحق .. لكن بالحب أكثر ".
دعوة مجانية كمائدة مفتوحة ..
النهر يتدفق بكرم ولا يتساءل..
من ؟ وكم ؟ ولماذا ؟ يُغرف منه ..
النهر لايعاتب من يبصق فيه
لا يعاقب من يتبول في مائه ..
لذا تنبت القرى والمدن على ضفتيه .
ويتدلى الخير من طميه.
شكسبيرنا لايملك حصانة من الغلط ..
قال أيام زمانه :
"إن الآثام التي يأتي بها الانسان في حياته غالبا ما تذكر بعد وفاته ، لكن أعماله الحميدة تدفن كما يدفن جسده وتنسى " .
جسده المهترئ تحت التراب أفسد نبوءته..
كتاباته تكتسح المعارض والمكتبات .
صوره تستوطن الشاشات والمجلات ..
أعماله تغرد في كل مسارح العالم
"هاملت وماكبث وعطيل والملك لير وتاجر البندقية "
وحدوا ألوان البشر تحت سلطة المتعة والألم .
ويبقى السؤال :
لماذا يحفظ لنا التاريخ
أسماء الأنبياء والأدباء والشعراء والفلاسفة والعلماء ..
لكنه لا يحفظ لنا اسم تاجر واحد ؟
تعليق