بينما الشمس كانت ذاهبة لتأخذ قسطاً من الراح على صدر المغيب , إذ بي أسمع دقاً ضعيفا يطرق باب عقلي , فقلت من الطارق ؟ قال أنا رسول حائر من رسل الإلهام , ضل سبيله في بيوت العقول , يطلب كريماً يأوي إليه , فتحت له بابي فإذا بشاب أنيق واسع الجمال قائم الجاه عريض الهيبة , دعوته للضيافة وقلت له على الرحب والسعة والله أنك طرقت باباً أنت صاحبه ومالك زمام أمره , قدمت له نصيبه من الضيافة , بعدها أجلسته على متكأ الراح , وتجاذبت معه أطراف الحديث , بُحتُ له أنني ضحية من ضحايا الهموم , عرفت من حديثه أنه مشترك الخاطر , لمحت وجهه وقد تقسمته الهموم وتشعبت فيه الغموم , كأنه هائم في أودية الأحزان , أسكنت قلبه وهدأت روعه وأذهبت عنه غمه , وقبل أن ينتعل رحيله .. ترك لي رسالة فتحتها بأنامل الفضول فإذ هي رسالة من صلاح الدين الأيوبي ! إليكم سطورها ؟
من عبد الله صلاح الدين الأيوبي إلى سكان أرض العرب
الحمد الله الذي يقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شرع جهاد الخنوع , وأشهد أن محمد عبده ورسوله أمر بقتل الباطل في المشارق والمغارب وسلم تسليماً كثيرا
وبعد .. ؛
تجولت بأقدام الحسرة صفحتكم الجرداء , وشاهدت بعيون الندم قلوبكم السوداء , رأيت ليت أني ما رأيت ؟
صفحة يعربد عليها الخائنون .. باعوا العرض قبل الأرض بأبخس الأثمان
رأيت أحياء ترتدي ثياب الموتى ! رأيت سيوفكم في مراقدها نائمة ! ألسنتكم أيضا صامته ! لم أسمع لها رنين غير صراخ وأنات الجياع .. ارتموا كصيدا للأسود والسباع .. كل هذا وأنتم نائمون فقط ملحفين بوشاح الماضي ! فكان ما كان .. ثم علقتم فشلكم على شماعة الزمان !! يا ألهي ماذا أرى ؟ كل هذا العدد من المظلومين! وكل هذا العدد من الظالمين ! ماذا حدث لكم ؟ وأين عروبتكم ؟ أين الأرض التي اشتريناها لكم بدمائنا ؟
يا من تحمل رسالتي بلغهم وصيتي .. حتى تعود الكرامة ومعها العرض والأرض .. موتوا شهداء تكفنكم ثيابكم .
وما أن انتهيت من تبليغ وصية جدي حتى صحوت من هذا الحلم الجميل على صوت ضجيج وقعقعة مشاجرة بين شبابنا الواعد على فتاة سالت فيها الدماء !!!!!!
من عبد الله صلاح الدين الأيوبي إلى سكان أرض العرب
الحمد الله الذي يقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شرع جهاد الخنوع , وأشهد أن محمد عبده ورسوله أمر بقتل الباطل في المشارق والمغارب وسلم تسليماً كثيرا
وبعد .. ؛
تجولت بأقدام الحسرة صفحتكم الجرداء , وشاهدت بعيون الندم قلوبكم السوداء , رأيت ليت أني ما رأيت ؟
صفحة يعربد عليها الخائنون .. باعوا العرض قبل الأرض بأبخس الأثمان
رأيت أحياء ترتدي ثياب الموتى ! رأيت سيوفكم في مراقدها نائمة ! ألسنتكم أيضا صامته ! لم أسمع لها رنين غير صراخ وأنات الجياع .. ارتموا كصيدا للأسود والسباع .. كل هذا وأنتم نائمون فقط ملحفين بوشاح الماضي ! فكان ما كان .. ثم علقتم فشلكم على شماعة الزمان !! يا ألهي ماذا أرى ؟ كل هذا العدد من المظلومين! وكل هذا العدد من الظالمين ! ماذا حدث لكم ؟ وأين عروبتكم ؟ أين الأرض التي اشتريناها لكم بدمائنا ؟
يا من تحمل رسالتي بلغهم وصيتي .. حتى تعود الكرامة ومعها العرض والأرض .. موتوا شهداء تكفنكم ثيابكم .
وما أن انتهيت من تبليغ وصية جدي حتى صحوت من هذا الحلم الجميل على صوت ضجيج وقعقعة مشاجرة بين شبابنا الواعد على فتاة سالت فيها الدماء !!!!!!
تعليق