غَرِّد وحيدًا / عاطف عاشور

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عاطف عاشور
    عضو الملتقى
    • 31-10-2010
    • 30

    غَرِّد وحيدًا / عاطف عاشور

    غـِّرد وحيدًا
    على غصنك المستباحِ من الريحِ
    غرد كما شئتَ للأمنيات
    ورفرف كما شئتَ وارقص إذا شئت
    لا ضوء حولك لا مبصرون
    فلاشئ إلا سكونَ المواتْ

    ولا يخدعنَّك هذا الضجيج

    فكم من ملبٍ وما من حجيج
    ..
    أكلُّ الفوارس فوق الخيولِ
    تكون الفوارس عند النزال؟
    أكلُّ الذين يغنون في حُسنِها مطربون؟
    محالٌ محالْ
    ..
    أكلُّ الدعاء الذي قد سمعت
    على غصن هذى الحياة ابتهال؟
    أكلُّ هزالٍ يصيبُ الطيورَ بسهمِ الحوادثِ
    ، داءٌ عضال؟
    شتّان بين الذي يقرأون
    وبين الحقيقةِ ... لو يعلمون
    شتان بين المهرولِ نحو الطواغيتِ
    جهراً وسراً
    وبين الذين من التيهِ في حبه يسكرون
    ..
    غرد وحيدا
    فلن يجدبَ الصوتُ
    حتى وإن أقفرتَ بالقلوبِ المسامع.
    أحظُّ ابتهالاتنا قد تساوي برخو السكات؟

    عشها كما رمتها محض لحنٍ

    ولا تلتفتْ للطيور الحرس
    ومن أنهكتهم قيودُ الخَرَسْ
    فناموا كما شاءَ سوطُ الأميـرِ
    وصفُّــوا كما شـــاءَ صوتُ الجرسْ
    لينفذ فيهم وعيداً
    ويُخلفَ وعداً
    لمن سارَ خلفَ الركابِ
    بعقل ضريرٍ وقلبٍ يَبَسْ
    ..
    غرد وحيداً ،
    ويكفي النشازَ طيورٌ تغازلُ عهرَ الكلام
    وتلهث خلف دوى الطبول
    جناحًا كسيرًا
    وقلباً يسيرُ كما شاءَ طرفُ العسسْ
    ..
    غرد وحيداً
    ورفرف بلا أي قيدٍ وطِر
    وإن راوتدك عيون الشباك فللجوِّ فِـرّ

    غرد ..وقل للعيون التى قد ضناها التربص

    كلٌ على عهده مستقر
    وقل للرصاصةِ
    لن يُرجعَ الصمتُ سهمَ القدرْ
    ..
    غرد سعيداً كما أنت دومًا
    ليوم الخلاص
    غرد لروحك حتى يكونَ
    برغم أنوف الألوفِ القصاص
    غرد ...وغرد ..
    بطول الحياة وعرض الأمانىِّ
    لا تبتئس إن غزتك الشجون

    وقل للفؤاد الذي قد حملت ابتهاجا

    عدلت فنم يا رفيقي قريرَ العيون
    ولا تستبد بك الموحشات
    وطيش الظنون
    فكم للذي قد برى الكون في خلقه من شئون

    .........
    عاطف عاشور
    التعديل الأخير تم بواسطة عاطف عاشور; الساعة 11-11-2010, 00:33.
  • رمزت ابراهيم عليا
    أديب وكاتب
    • 18-10-2010
    • 275

    #2
    أخي عاطف عاشور
    لا بد أن أعلن لك أن النص أعجبني وصبحني مع قهوة الصباح
    وحرك ما أعماقي من مشاعر رمادية
    رغم ما نلمح فيها من تحد ٍ رائع
    وتفاؤل جميل
    وفي كلا الحالين أبدعت

    تعليق

    • خالد شوملي
      أديب وكاتب
      • 24-07-2009
      • 3142

      #3
      الشاعر المبدع عاطف عاشور

      قصيدة جميلة جدا. معانيها عميقة وصورها راقية. لغتها سلسة تدخل القلب وتريح الأذن.

      سررت جدا بالقراءة لك.

      ربما تقصد هنا تسكين التاء في كلمة: أقفرتْ في الشطر التالي وأن الفتحة سهوة.
      فلن يجدبَ الصوتُ
      حتى وإن أقفرتَ بالقلوبِ المسامع.

      أهلا بك دائما أيها الشاعر الجميل.

      مودتي وتقديري

      خالد شوملي
      متعرّجٌ كالنهرِ عمري مرّةً يسري ببطءٍ تارةً كالخيلِ يجري
      www.khaledshomali.org

      تعليق

      • عاطف عاشور
        عضو الملتقى
        • 31-10-2010
        • 30

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة رمزت ابراهيم عليا مشاهدة المشاركة
        أخي عاطف عاشور
        لا بد أن أعلن لك أن النص أعجبني وصبحني مع قهوة الصباح
        وحرك ما أعماقي من مشاعر رمادية
        رغم ما نلمح فيها من تحد ٍ رائع
        وتفاؤل جميل
        وفي كلا الحالين أبدعت
        المبدع الجميل أخي / رمزت ابراهيم عليا
        شكرا لمرورك الجميل وقهوة دائمة
        وصبحك الله بكل خير
        سعيد لتعليقك الكريم
        دمت ودام ابداعك وتعليقاتك
        أتمنى عليك المزيد من التواصل

        مودتى

        عاطف

        تعليق

        • أحمد عبد الرحمن جنيدو
          أديب وكاتب
          • 07-06-2008
          • 2116

          #5
          الشعر هنا يمسك بحدود اللغة والتعبيرويتطلع على أبعاد المدى بصور زاهيةانسيابية الكلمة وبديعة التعبيرورسم يفوق التصوريختلج في الروح ويحدث الزعزعةودي كبير لروعتكرائع وراقي
          يا جنون العشق يا أحلى جنونْ.
          يا سكون الليل يا خوف السكونْ.
          إنني أنزف من تكوين حلمي
          قبل آلاف السنينْ.
          فخذوني لم أعدْ سجناً لصيحات العيونْ.
          إن هذا العالم المغلوط
          صار اليوم أنات السجونْ.
          ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
          ajnido@gmail.com
          ajnido1@hotmail.com
          ajnido2@yahoo.com

          تعليق

          • محمد الصاوى السيد حسين
            أديب وكاتب
            • 25-09-2008
            • 2803

            #6
            تحياتى البيضاء

            كم هى بليغة جلية لوحة هذا النص ، الذى يمكن اعتباره قصيدا من قصائد المقاومة وبث الأمل فى الضمائر ، نص بحق يزرع البهجة ويعلى من قيمة الفن بل يجعله تغريدا عذبا وإن كان تغريدا أعزل لا يملك إلا صوته فهذا لا يعنى الخرس فالتغريد هنا يستحيل كناية عن البوح والمقاومة بالفن والثقافة فما أحوجنا إلى هذه الفكرة الشعرية النبيلة التى حواها النص

            - لا شىء إلا سكونَ الموات

            أرى رفع سكون حيث إنها بدل من الخبر المقدر لاسم لا النافية للجنس وتأويل الجملة لا شىء موجود إلا سكون ، وكونه خبرا مقدرا يجعلنا فى حالة الاستثناء الناقص المنفى بما يوجب رفع سكون حسب موقعها على البدلية

            تعليق

            يعمل...
            X