أسباب
شعر : د. جمال مرسي
[poem=font="simplified arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أَمعِنِي يَا اْبنَةَ الضُّحَى فِي الغِيَابِ=و اْنهَلِي مَا شَاءَ النَّوَى مِن عَذَابِي
لا تُبَالِي ، فَقَد عَشِقتُ مَكَانِي=خَلفَ جُدرَانِ وَحدَتِي و اْغتِرَابِي
لِي صِحَابٌ يَستَعذِبُونَ حَدِيثِي :=ذِكرَيَاتِي و قَهوَتِي و كِتَابِي
و خَيَالٌ يُتَرجِمُ الصَّبرَ شِعراً=و يَرَاعٌ يَحنُو لَيَكتُبَ مَا بِي
و نُجُومٌ فِي وَحشَةِ اللَّيلِ تَمحُو=مَا عَرَانِي مِن وَحشَةٍ واْكتِئَابِ
مَا تَخَلَّت ، فَمَا لِقَلبِكِ يُلقِي=قِصَّةَ الأَمسِ بَينَ ضِرسٍ و نَابِ ؟
اهجُرِيني ما شِئتِ، إِنَّ ظِبَائِي=عَافَتِ السَّيرَ فِي طَرِيقِ السَّرَابِ
اهجُرِيني ما شِئتِ ، لَستُ أُبَالِي=لا يَضُرُّ الغَرِيقَ طَيشُ العُبَابِ
جَمرَةُ السُّهدِ قَد خَبَت فِي سَرِيرِي=عَبرَةُ الفَقدِ لَم تَعُد فِي حِسَابِي
أَوصِدِي بَاباً بِالصُّدُودِ ، فَإِنِّي=مُوصِدٌ بِالنِّسيَانِ مِليُونَ بَابِ
سَوفَ يَحيَا مِن دُونِ قَلبِكِ قَلبِي=سَوفَ تَهدَا مِن دُونِهِ أَعصَابِي
سَوفَ يَنمُو مِن دُونِ وَردِكِ عُشبِي= سَوفَ يَحلُو مِن دُونِ شَهدِكِ صَابِي
كُنتِ رَوضاً ، نَعَمْ ! ولَكِنْ أَيَنسَى=رَوضُكِ الغَضُّ أَنْ رَوَاهُ سَحَابِي ؟
و يَمِينِي قَد نَمَّقتْهُ فَأَضحَى=طَيِّبَ الطَّلحِ ، يَانِعَ الأَعنَابِ
و شِمالِي قَد طَوَّقَت جَانِبَيهِ =و ثَرَاهُ زَرَعْتُهُ مِن شَبَابِي
سَوفَ أَمضِي مِن دُونِ حُبِّكِ وَحدِي=أَعرِفُ الآَنَ وِجهَتِي ، أَسبَابِي
فَاترُكِي يَا ذَاتَ الحِجَابِ خَيَالِي=لا تَعُودِي بِدَمعَةٍ أَو عِتَابِ
أَبحَرَتْ فِي عَينَيكِ سُفْنُ ضِيَائِي=فَخَبا فِي بَحرِ الجَفَاءِ شِهَابِي
و سَمَت فِي فَضَاءِ وَصلِكِ طَيرِي=فَرَمَتْهَا يَدُ النَّوَى بِعُقَابِ
اذهَبِي أَو لا تَذهَبِي ، فَسَوَاءٌ=مَا تَوارَى فِي جَيئْةٍ أو ذَهَابِ
و سَوَاءٌ لَدَيَّ دَفنُ غَرَامِي=فِي سَمَائِي أَو دَفنهُ فِي تُرَابِي
بَعدَكِ الحُبُّ لا أُوَلِّيِهُ أَمرِي=لا و مَا لِي فِي أَمرِهِ مِن رِغَابِ[/poem]
تعليق