إيتيكيت
لم تزل تلك الندوب في خاطره رغم سنواته الخمسين و لا يزال يذكر حتى اللحظة قول أبيه المتكرر" أنت لن تكون شيئا يوما" و بسبب تلك الجملة التي كانت تتكرر في حياته كاللازمة فتجلده فينطلق على وقع ألمها أشواطا إلى الأمام كان يشعر بفقر شرس يلتهم روحه رغم ذلك العدد الضخم من اللـُّفافات النقدية و البناءات الشاهقة و السيارات الفارهة. كان يقود سيارتَهُ و هو يستذكر تفاصيل طفولته و لم يُدرك كيف قادتْهُ السيارة إلى النهر العميق الذي يعبر المدينة و حين طـُلِبَ إلى أهلِهِ التعرف إلى الجثة لم تتمالك أمه نفسَها من الإستنكار:"كيف تخرج يا "كامل" للعمل دون ربطة عنق و هذا الحذاء ألم أقل لك هذا الصباح إن لونَه لا يناسب البدلة!"
تعليق