[align=right]
الفصيح الجــاهلي في العاميـّة الديرزوريـّة :
كنت من أيام الطلب – وأنا أقرأ الشعر الجاهلي- ألمح فيه بين الفينة والفينة كلمات نتداولها في حياتنا العامية في بلدتنا الحبيبة ، دير الزور ، المدينة السورية السابحة ، على ضفاف الفرات .
هذه اللغة يستعملها الناس في حديثهم البسيط ، ويتداولونها فيما بينهم.
ومن هنا آثرت الوقوف عندها قليلا ، محاولا الإشارة إلى مواضعها التي وردت فيها ، مكتفيا بالنماذج الشعرية ، ومقتصرا على العصر الجاهلي ، دون غيره .
ولم أحاول هنا أن أقدم لهذه الألفاظ دراسة لغوية ، اعرض فيها لمراحل تطورها وتنقلها ؛ لأن ذلك من اختصاص علماء اللغة ، الذين تدربوا على دراسة هذا الجانب منها ، فملكوا القدرة على الربط بين الألفاظ والموهبة ، إلى الاهتداء لأصولها الأصيلة .
على أن هذه العملية التي قمت بها ، قد أوضحت أمامي طريقا ، يمكن أن أقول ، على ضوئه ، بأن اللغة العربية ، التي حملتها القبائل العربية ، كانت إيذانا ، بشروق عصر جديد لها ؛ لأن هذه القبائل حملت لهجاتها ، إلى سوريا ، وفلسطين ، والعراق ، ومصر ، وشمال إفريقيا ، وإيران ، فظلت محتفظة بطريقة حياتها ، وسلامة لهجتها ، فكانت حقا الأساس المكين ، لتثبيت أقدام العربية ، في كل بلد تمكنوا من دخوله ، والاستيطان به ، على الرغم من انتشار لغات تلك الأمم .
وإن هذه المجموعة من الكلمات ، والتي تمكنت من تدوينها هنا ، لا تعني أن الشعر الجاهلي ، قد خلا من ألفاظ أخرى ، تحمل هذه الصفات نفسها ، والمعروف أن اللغة العامية كانت معروفة في أيام العربية الأولى ، وأن هذه الألفاظ وجدت في العامية الحاضرة ، فهل بعد هذا يمكن أن نربط بين العاميتين !؟
وهل إن هذه الألفاظ ظلت تتداول منذ تلك الفترة ، حتى عصرنا الحاضر !؟
وبنفس الشكل ، وبعين المعنى !؟
دون أن يشعر الناس ، صعوبة في تقبلها ، أو إشكالا في استعمالها !؟
فإذا انتهى الأمر بهذا الشكل ، فلا بد أن تكون هناك ألفاظا كثيرة ، مبعثرة من فصيحنا الجاهلي ، في اللهجة العامية السورية ، والعامية المصرية ، والعامية الأردنية ، والعراقية ، والجزائرية ، والتونسية ....
وللعلم فإن هذه المجموعة من الألفاظ مستعملة في بيئة دير الزور في الغالب ، ربما تكون هناك ألفاظ مستعملة في بيئات سورية أخرى ، لم أهتد إليها ، وهي موكولة بأصحابها وأهلها .
وعسى أن يتهيأ لها باحث آخر ، يجمع شتاتها ، ويلم متفرقها ، ويكمل ما تبعثر منها ، لتتناسق الألفاظ ، وترتب الشواهد ؛ ولتصبح أخيرا قاموسا ، لمن يريد البحث والمقارنة .
1- النـّيّه : وهي الوجهة التي يريدها الشخص .
قال الشاعر بشر بن أبي خازم الأسدي (ديوانه /201):
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/25.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أَلا ظَعَنَت لِنِيَّتِها إِدامُ=وَكُلُّ وِصالِ غانِيَةٍ رِمامُ
جَدَدتَ بِحُبِّها وَهَزَلتَ حَتّى=كَبِرتَ وَقيلَ إِنَّكَ مُستَهامُ[/poem]
ظعنت : أي ذهبت وسارت .
والنية : الوجه الذي يريده الإنسان ، وينويه في الذهاب .
وإدام : اسم امرأة ، والغانية : المرأة الجميلة ، وقد سميت بذلك ، لأنها استغنت بجمالها عن الزينة والحلي .
كما وردت في شعر الهذليين ، كلمة : (النوى) ، وهي تؤدي المعنى نفسه.
قال الشاعر الهذلي ساعدة بن جؤية (ديوان الهذليين/208):
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/23.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يا نُعمَ إِنّي وَأَيديهِم وَما نَحَروا=بِالخَيفِ حَيثُ يَسُحُّ الدافِقُ المُهَجا
إِنّي لَأَهواكِ حَقّاً غَيرَ ما كَذِبٍ=وَلَو نَأَيتِ سِوانا في النَوى حِجَجا[/poem]
النوى : وهو الوجه الذي تريده .
وقال الشاعر الهذلي صخر الغيّ (شرح أشعار الهذليين1/294):
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/23.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لِشَمّاءَ بَعدَ شَتاتِ النَوى=وَقَد كُنتُ أَخيَلتُ بَرقاً وَليفا
أَجَشَّ رِبَحلاً لَهُ هَيدَبٌ=يُكَشِّفُ لِلخالَ رَيطاً كَشيفا[/poem]
النوى : الوجه الذي تأخذ فيه .
وأخيلت : رأيت المخيلة .
وليفا : متتابعا اثنين اثنين .
والشتات : الفرقة .
2- العُــكّة : جلد صغير ، يوضع فيه السمن ، أصغر من القربة .
قال الشاعر أبو المُـثـلـَّم الخناعيّ الهذَليّ : (شرح أشعار الهذليين 1/ 305 ) :
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/35.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
له ظَبْيَة وله عُكَّة=إذا أنفضَ الحيُّ لم تـُنفِض ِ
ويأكلُ ما رضَّ من تمرها=ويأبَى الأُبلَّةَ لم تُرضَضِ[/poem]
ظبية : جراب ، وقيل خريطة من أدم فيها السويق وغيره .
العكة : جلد صغير فيه السمن ؛ (نِحْيٌ صغيرٌ) .
أنفضوا : ذهب ما عندهم .
يقول : إذا أُكِل ما في البيت ، لم يُفْنِِ ِ ما في العُكَّة .
والأُبلّة: تمر يُرَضُّ ، بين حجرين ، ويُحلَب عليه ، وقال الأصمعي أيضا :
الأُبلّة : الكتلة من التمر .
وقالوا : الأُبلّة : التمرّ المتلبد ، ويقال : الكتل !!
وقال الشاعر المُمزق العبدي (المفضليات : رقم 81 ، وشرح المفضليات3/1300) :
[poem=font="Simplified Arabic,6,white,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/28.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
صَحَا مِن تَصابيهِ الفُؤادُ المُشَوَّقُ=وَحانَ مِنَ الحَيِّ الجَميعِ تَفَرُّقُ
وَأَنَّ لُكَيزاً لَم تَكُن رَبَّ عُكَّةٍ=لَدُن صَرَّحَت حُجَّاجُهُم فَتَفَرَّقوا[/poem]
لكيز : قبيلة .
العكة : جلد صغير ، يوضع فيه السمن أصغر من القربة .
صرحت حجاجهم : خرجت من منى .
يريد الشاعر أن لكيزا لم تكن ممن يتجر في السمن ، ولكن للقتال ، فهم أصحاب خيل وسلاح .
3- الكاسد : الباير .
من قولهم كسدت السلعة : بارت .
وأهل مدينة دير الزور ، غالبا ما يميون الألف ، فيقولون : (كيسد) .
قال الشاعر ضمرة بن ضمرة النهشلي (المفضليات/ رقم 93 ، وشرح المفضليات3/1371-1372) :
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/44.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وما جمعا من آل سعدٍ ومالك=وبعضُ زناد القومِ غلثٌ وكاسدُ
ومن يتبلَّغ بالحديث فإنّه=على كلِّ قول ٍ قيلَ راع ٍ وشاهدُ[/poem]
الزناد : جمع زند ، وهو الذي يقدح به النار .
والغـلث ، بسكون اللام : صفة من قولهم : (غلث الزند) ، من باب فرح ، لم يور نارا ، وهذه الصفة لم تذكر في المعاجم .
الكاسد : الباير ، والمراد أن بعض القوم ضئيل النسب .
من يتبلغ : يقول :
من كان يتبلغ في الناس بشرفه الحديث ؛ فإن الناس يعرفون قديم الشرف ، ويفصلون بين باطل الفخر وحقه .
4- الفوالي : جمع فالية ؛ من (فليت الشعر) ، إذا مشطته ونقيته .
قال الشاعر الفارس الجاهلي عنترة بن شداد العبسي (ديوان عنترة ، بتحقيق محمد سعيد المولوي /227):
[poem=font="Simplified Arabic,6,white,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/38.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وَإِنّا نَقودُ الخَيلَ تَحكي رُؤوسُها=رُؤوسَ نِساءٍ لا يَجِدنَ فَوالِيا
فَما وَجَدونا بِالفُروقِ أُشابَةً=وَلا كُشُفاً وَلا دُعينا مَوالِيا[/poem]
قوله : لا يجدن فواليا : أي شعثت رؤوس خيلنا ، وتغيرت نواصيها ، لطول الغزو ، فصارت كرؤوس نساء غريبات ، لا يفلين ، ولا يمتشطن ، أو بمعنى آخر : إننا نقود الخيل ، ولا نزال نحملها على الغزو والركض ، حتى تتشعث أعرافها ، وتصبح رؤوسها ، كرؤوس النساء المشعثات ، اللواتي ، لا يجدن من يمشط شعرهن ، أو لا يجدن ما يمشطن به شعرهن.
والفروق : واد بين اليمامة والبحرين .
والأشابة : الأخلاط ، أي لم يختلط بنا غيرنا ، وقوله :
ولا كشفا : أي : لا ينكشف عند اللقاء ، أي : ينهزم .
والموالي هنا : الحلفاء .
يقول : نحن ذو عدد ومنعة ، فلا حاجة بنا إلى محالفة غيرنا .
[blink][glow=FFCC99]يتبع – بمشيئة الله- ...[/glow][/blink]
[/align]
الفصيح الجــاهلي في العاميـّة الديرزوريـّة :
كنت من أيام الطلب – وأنا أقرأ الشعر الجاهلي- ألمح فيه بين الفينة والفينة كلمات نتداولها في حياتنا العامية في بلدتنا الحبيبة ، دير الزور ، المدينة السورية السابحة ، على ضفاف الفرات .
هذه اللغة يستعملها الناس في حديثهم البسيط ، ويتداولونها فيما بينهم.
ومن هنا آثرت الوقوف عندها قليلا ، محاولا الإشارة إلى مواضعها التي وردت فيها ، مكتفيا بالنماذج الشعرية ، ومقتصرا على العصر الجاهلي ، دون غيره .
ولم أحاول هنا أن أقدم لهذه الألفاظ دراسة لغوية ، اعرض فيها لمراحل تطورها وتنقلها ؛ لأن ذلك من اختصاص علماء اللغة ، الذين تدربوا على دراسة هذا الجانب منها ، فملكوا القدرة على الربط بين الألفاظ والموهبة ، إلى الاهتداء لأصولها الأصيلة .
على أن هذه العملية التي قمت بها ، قد أوضحت أمامي طريقا ، يمكن أن أقول ، على ضوئه ، بأن اللغة العربية ، التي حملتها القبائل العربية ، كانت إيذانا ، بشروق عصر جديد لها ؛ لأن هذه القبائل حملت لهجاتها ، إلى سوريا ، وفلسطين ، والعراق ، ومصر ، وشمال إفريقيا ، وإيران ، فظلت محتفظة بطريقة حياتها ، وسلامة لهجتها ، فكانت حقا الأساس المكين ، لتثبيت أقدام العربية ، في كل بلد تمكنوا من دخوله ، والاستيطان به ، على الرغم من انتشار لغات تلك الأمم .
وإن هذه المجموعة من الكلمات ، والتي تمكنت من تدوينها هنا ، لا تعني أن الشعر الجاهلي ، قد خلا من ألفاظ أخرى ، تحمل هذه الصفات نفسها ، والمعروف أن اللغة العامية كانت معروفة في أيام العربية الأولى ، وأن هذه الألفاظ وجدت في العامية الحاضرة ، فهل بعد هذا يمكن أن نربط بين العاميتين !؟
وهل إن هذه الألفاظ ظلت تتداول منذ تلك الفترة ، حتى عصرنا الحاضر !؟
وبنفس الشكل ، وبعين المعنى !؟
دون أن يشعر الناس ، صعوبة في تقبلها ، أو إشكالا في استعمالها !؟
فإذا انتهى الأمر بهذا الشكل ، فلا بد أن تكون هناك ألفاظا كثيرة ، مبعثرة من فصيحنا الجاهلي ، في اللهجة العامية السورية ، والعامية المصرية ، والعامية الأردنية ، والعراقية ، والجزائرية ، والتونسية ....
وللعلم فإن هذه المجموعة من الألفاظ مستعملة في بيئة دير الزور في الغالب ، ربما تكون هناك ألفاظ مستعملة في بيئات سورية أخرى ، لم أهتد إليها ، وهي موكولة بأصحابها وأهلها .
وعسى أن يتهيأ لها باحث آخر ، يجمع شتاتها ، ويلم متفرقها ، ويكمل ما تبعثر منها ، لتتناسق الألفاظ ، وترتب الشواهد ؛ ولتصبح أخيرا قاموسا ، لمن يريد البحث والمقارنة .
1- النـّيّه : وهي الوجهة التي يريدها الشخص .
قال الشاعر بشر بن أبي خازم الأسدي (ديوانه /201):
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/25.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أَلا ظَعَنَت لِنِيَّتِها إِدامُ=وَكُلُّ وِصالِ غانِيَةٍ رِمامُ
جَدَدتَ بِحُبِّها وَهَزَلتَ حَتّى=كَبِرتَ وَقيلَ إِنَّكَ مُستَهامُ[/poem]
ظعنت : أي ذهبت وسارت .
والنية : الوجه الذي يريده الإنسان ، وينويه في الذهاب .
وإدام : اسم امرأة ، والغانية : المرأة الجميلة ، وقد سميت بذلك ، لأنها استغنت بجمالها عن الزينة والحلي .
كما وردت في شعر الهذليين ، كلمة : (النوى) ، وهي تؤدي المعنى نفسه.
قال الشاعر الهذلي ساعدة بن جؤية (ديوان الهذليين/208):
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/23.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يا نُعمَ إِنّي وَأَيديهِم وَما نَحَروا=بِالخَيفِ حَيثُ يَسُحُّ الدافِقُ المُهَجا
إِنّي لَأَهواكِ حَقّاً غَيرَ ما كَذِبٍ=وَلَو نَأَيتِ سِوانا في النَوى حِجَجا[/poem]
النوى : وهو الوجه الذي تريده .
وقال الشاعر الهذلي صخر الغيّ (شرح أشعار الهذليين1/294):
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/23.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لِشَمّاءَ بَعدَ شَتاتِ النَوى=وَقَد كُنتُ أَخيَلتُ بَرقاً وَليفا
أَجَشَّ رِبَحلاً لَهُ هَيدَبٌ=يُكَشِّفُ لِلخالَ رَيطاً كَشيفا[/poem]
النوى : الوجه الذي تأخذ فيه .
وأخيلت : رأيت المخيلة .
وليفا : متتابعا اثنين اثنين .
والشتات : الفرقة .
2- العُــكّة : جلد صغير ، يوضع فيه السمن ، أصغر من القربة .
قال الشاعر أبو المُـثـلـَّم الخناعيّ الهذَليّ : (شرح أشعار الهذليين 1/ 305 ) :
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/35.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
له ظَبْيَة وله عُكَّة=إذا أنفضَ الحيُّ لم تـُنفِض ِ
ويأكلُ ما رضَّ من تمرها=ويأبَى الأُبلَّةَ لم تُرضَضِ[/poem]
ظبية : جراب ، وقيل خريطة من أدم فيها السويق وغيره .
العكة : جلد صغير فيه السمن ؛ (نِحْيٌ صغيرٌ) .
أنفضوا : ذهب ما عندهم .
يقول : إذا أُكِل ما في البيت ، لم يُفْنِِ ِ ما في العُكَّة .
والأُبلّة: تمر يُرَضُّ ، بين حجرين ، ويُحلَب عليه ، وقال الأصمعي أيضا :
الأُبلّة : الكتلة من التمر .
وقالوا : الأُبلّة : التمرّ المتلبد ، ويقال : الكتل !!
وقال الشاعر المُمزق العبدي (المفضليات : رقم 81 ، وشرح المفضليات3/1300) :
[poem=font="Simplified Arabic,6,white,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/28.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
صَحَا مِن تَصابيهِ الفُؤادُ المُشَوَّقُ=وَحانَ مِنَ الحَيِّ الجَميعِ تَفَرُّقُ
وَأَنَّ لُكَيزاً لَم تَكُن رَبَّ عُكَّةٍ=لَدُن صَرَّحَت حُجَّاجُهُم فَتَفَرَّقوا[/poem]
لكيز : قبيلة .
العكة : جلد صغير ، يوضع فيه السمن أصغر من القربة .
صرحت حجاجهم : خرجت من منى .
يريد الشاعر أن لكيزا لم تكن ممن يتجر في السمن ، ولكن للقتال ، فهم أصحاب خيل وسلاح .
3- الكاسد : الباير .
من قولهم كسدت السلعة : بارت .
وأهل مدينة دير الزور ، غالبا ما يميون الألف ، فيقولون : (كيسد) .
قال الشاعر ضمرة بن ضمرة النهشلي (المفضليات/ رقم 93 ، وشرح المفضليات3/1371-1372) :
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/44.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وما جمعا من آل سعدٍ ومالك=وبعضُ زناد القومِ غلثٌ وكاسدُ
ومن يتبلَّغ بالحديث فإنّه=على كلِّ قول ٍ قيلَ راع ٍ وشاهدُ[/poem]
الزناد : جمع زند ، وهو الذي يقدح به النار .
والغـلث ، بسكون اللام : صفة من قولهم : (غلث الزند) ، من باب فرح ، لم يور نارا ، وهذه الصفة لم تذكر في المعاجم .
الكاسد : الباير ، والمراد أن بعض القوم ضئيل النسب .
من يتبلغ : يقول :
من كان يتبلغ في الناس بشرفه الحديث ؛ فإن الناس يعرفون قديم الشرف ، ويفصلون بين باطل الفخر وحقه .
4- الفوالي : جمع فالية ؛ من (فليت الشعر) ، إذا مشطته ونقيته .
قال الشاعر الفارس الجاهلي عنترة بن شداد العبسي (ديوان عنترة ، بتحقيق محمد سعيد المولوي /227):
[poem=font="Simplified Arabic,6,white,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/38.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وَإِنّا نَقودُ الخَيلَ تَحكي رُؤوسُها=رُؤوسَ نِساءٍ لا يَجِدنَ فَوالِيا
فَما وَجَدونا بِالفُروقِ أُشابَةً=وَلا كُشُفاً وَلا دُعينا مَوالِيا[/poem]
قوله : لا يجدن فواليا : أي شعثت رؤوس خيلنا ، وتغيرت نواصيها ، لطول الغزو ، فصارت كرؤوس نساء غريبات ، لا يفلين ، ولا يمتشطن ، أو بمعنى آخر : إننا نقود الخيل ، ولا نزال نحملها على الغزو والركض ، حتى تتشعث أعرافها ، وتصبح رؤوسها ، كرؤوس النساء المشعثات ، اللواتي ، لا يجدن من يمشط شعرهن ، أو لا يجدن ما يمشطن به شعرهن.
والفروق : واد بين اليمامة والبحرين .
والأشابة : الأخلاط ، أي لم يختلط بنا غيرنا ، وقوله :
ولا كشفا : أي : لا ينكشف عند اللقاء ، أي : ينهزم .
والموالي هنا : الحلفاء .
يقول : نحن ذو عدد ومنعة ، فلا حاجة بنا إلى محالفة غيرنا .
[blink][glow=FFCC99]يتبع – بمشيئة الله- ...[/glow][/blink]
[/align]
تعليق