غاليليو ضيف غير مرغوب فيه
تخيَّلوا لو أن الحلاّقين فقدوا مَلَكة الثرثرة والحديث مع زبائنهم ! وقاموا بنزع المرايا من صالوناتهم !
وتخيّلوا أيضا لو أن الحلاقين لم يستعملوا مقصّاتهم الحادة النصل للقص ، واستعاضوا عنها بنتف الشعر !
ولكم أن تتخيّلوا أيضا ، لو أنهم قاموا برش ماء النار على وجوهننا بدل الكولونيا !
هل كنا سنعبر صالوناتهم ؟ بالطبع لا . وسيغدو شعورنا ، آسف شعرنا . كشعر ميل جيبسون حين كان قلبه شجاعا
وتغدوا لِحَانا مهبطاً للحشرات .
على فكرة . من الصعب ومن النادر جدا أن نقوم بتغيير الحلاق الذي يحلق لنا ، مع أن صالونات الحلاقة على
قفا مين يشيل . وبات ترددنا على حلاق بعينه ، ككلمة شرف نلتزم بها حتى رحيل أحدنا .
ويا ما أحلاها كلمة " نعيما " التي أسمعها من إدوار ابن خالتي ، حلاّقي من أيام البلاد . وما أحلاها هذه الكلمة
أسمعها وأطرب لها حين يتفضّل بها زبائنه الذين ينتظرون دورهم في الحلاقة ، على العبد الفقير فوزي .
أقف بعدها مزهوّاً كالطاووس ، أختال بين مرآة وأختها وأنا أشكر زبائن الصالون وصاحبه ، ولا أغادر ، بل أنتظرهم
إلى حين أن يُحلَق لهم ، كي أرد على تَحِيَّتهم لي ، بمثلها أو بأحسن منها .
قبل دخولي إلى ملتقى ما ، كنت هائما على وجهي أجول الفضاء النِتِّي إلى أن هداني الله . عثرت على ضالّتي فيه .
أسماء وأعلام لم أكن أحلم أن أصادفها أو أن أحتَكَّ بها وتحتَكّ بي في يوم من الأيام . فباتوا لي أخوات وإخوة أفتخر
بحميمية العلاقة التي نَمَتْ بيننا مع مرور الوقت . إلى أن تمَّت ولادة غرفته الصوتية . فغدت كالصالون الأدبي الذي
يجمعني بزميلات وزملاء مبدعين على أعلى مستوى . وأمامي بوفيه عامرة من الطعام والشراب ، أنتقي منها ما شاء لي .
فأصبت بالتخمة يا إخوان . وكما يقال في الأمثال : " هجين ووقع في سلة تين " . وهذا الكلام ينطبق علّيّ ، وربما على
آخرين مثلي . لم نرحم أنفسنا ، ولم نراعي شعور ولا شعر ولا مشاعر ولا عشائر ولا شعائر بعضنا البعض .
فهذا يغمز لذاك ، وذاك يلمز لهذا . هذه قصيدة مملة وهذه محاضرة غير مفهومة . هذه نكتة وأخرى قفشه . واحد يقبض
على ألاقط باستحياء وينتظر اللحظة التي يتخلّص بها منه ويبعده عن فمه وكأنه طير مصاب بأنفلونزا الخنازير،
والثاني يتمسك به كتمسك رئيس دولة عربية بكرسي العرش حتى الممات . وثالث يظن بالمايكروفون قطة بسكويت
فوقها دندرمه . والحبل على الجرار .......
تذكّرت صالون حلاقة إدوار ابن خالتي . وقلت في نفسي . ويْحَك يا أبو الفوز . هل تريد أن تفرض على ابن خالتك
إدوار ، شريحة الزبائن الذين ترتاح لها وعلى مزاجك ؟ سوف يقول لك ابن خالتك ، ولن يخجل منك . ها هو باب
الصالون مفتوح ومُشَرَّع لك ولغيرك ، فإن شئت أن تدخل ، أهلا وسهلا . وإن شئت أن تخرج ، لن نتعربش بك .
ــ نحن في صالون أدبي . والمقارنة بينه وبين صالون إبن خالتك يا أبو الفوز ، لا تجوز .
اسحبها واعتذر .
طبعا . قمت بالاعتذار .
وكما قال جاليليو حين حوكم على نظريته حول كروية الأرض ودورانها حول الشمس . قلت في همس :
ــ لكنها كروية وتدور رغم أنف الجميع ، والعيار إلّي ما يصيب بيدوش .
والله يستر
وتخيّلوا أيضا لو أن الحلاقين لم يستعملوا مقصّاتهم الحادة النصل للقص ، واستعاضوا عنها بنتف الشعر !
ولكم أن تتخيّلوا أيضا ، لو أنهم قاموا برش ماء النار على وجوهننا بدل الكولونيا !
هل كنا سنعبر صالوناتهم ؟ بالطبع لا . وسيغدو شعورنا ، آسف شعرنا . كشعر ميل جيبسون حين كان قلبه شجاعا
وتغدوا لِحَانا مهبطاً للحشرات .
على فكرة . من الصعب ومن النادر جدا أن نقوم بتغيير الحلاق الذي يحلق لنا ، مع أن صالونات الحلاقة على
قفا مين يشيل . وبات ترددنا على حلاق بعينه ، ككلمة شرف نلتزم بها حتى رحيل أحدنا .
ويا ما أحلاها كلمة " نعيما " التي أسمعها من إدوار ابن خالتي ، حلاّقي من أيام البلاد . وما أحلاها هذه الكلمة
أسمعها وأطرب لها حين يتفضّل بها زبائنه الذين ينتظرون دورهم في الحلاقة ، على العبد الفقير فوزي .
أقف بعدها مزهوّاً كالطاووس ، أختال بين مرآة وأختها وأنا أشكر زبائن الصالون وصاحبه ، ولا أغادر ، بل أنتظرهم
إلى حين أن يُحلَق لهم ، كي أرد على تَحِيَّتهم لي ، بمثلها أو بأحسن منها .
قبل دخولي إلى ملتقى ما ، كنت هائما على وجهي أجول الفضاء النِتِّي إلى أن هداني الله . عثرت على ضالّتي فيه .
أسماء وأعلام لم أكن أحلم أن أصادفها أو أن أحتَكَّ بها وتحتَكّ بي في يوم من الأيام . فباتوا لي أخوات وإخوة أفتخر
بحميمية العلاقة التي نَمَتْ بيننا مع مرور الوقت . إلى أن تمَّت ولادة غرفته الصوتية . فغدت كالصالون الأدبي الذي
يجمعني بزميلات وزملاء مبدعين على أعلى مستوى . وأمامي بوفيه عامرة من الطعام والشراب ، أنتقي منها ما شاء لي .
فأصبت بالتخمة يا إخوان . وكما يقال في الأمثال : " هجين ووقع في سلة تين " . وهذا الكلام ينطبق علّيّ ، وربما على
آخرين مثلي . لم نرحم أنفسنا ، ولم نراعي شعور ولا شعر ولا مشاعر ولا عشائر ولا شعائر بعضنا البعض .
فهذا يغمز لذاك ، وذاك يلمز لهذا . هذه قصيدة مملة وهذه محاضرة غير مفهومة . هذه نكتة وأخرى قفشه . واحد يقبض
على ألاقط باستحياء وينتظر اللحظة التي يتخلّص بها منه ويبعده عن فمه وكأنه طير مصاب بأنفلونزا الخنازير،
والثاني يتمسك به كتمسك رئيس دولة عربية بكرسي العرش حتى الممات . وثالث يظن بالمايكروفون قطة بسكويت
فوقها دندرمه . والحبل على الجرار .......
تذكّرت صالون حلاقة إدوار ابن خالتي . وقلت في نفسي . ويْحَك يا أبو الفوز . هل تريد أن تفرض على ابن خالتك
إدوار ، شريحة الزبائن الذين ترتاح لها وعلى مزاجك ؟ سوف يقول لك ابن خالتك ، ولن يخجل منك . ها هو باب
الصالون مفتوح ومُشَرَّع لك ولغيرك ، فإن شئت أن تدخل ، أهلا وسهلا . وإن شئت أن تخرج ، لن نتعربش بك .
ــ نحن في صالون أدبي . والمقارنة بينه وبين صالون إبن خالتك يا أبو الفوز ، لا تجوز .
اسحبها واعتذر .
طبعا . قمت بالاعتذار .
وكما قال جاليليو حين حوكم على نظريته حول كروية الأرض ودورانها حول الشمس . قلت في همس :
ــ لكنها كروية وتدور رغم أنف الجميع ، والعيار إلّي ما يصيب بيدوش .
والله يستر
تعليق