بدون عنوان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عمر الصوص
    أديب وكاتب
    • 06-01-2010
    • 240

    بدون عنوان

    بدون عنوان


    بقلم عمر الصوص


    توقفت الحافلة الكبيرة , ليس امتثالا لأمر شرطي السير, ولا لقانون الإشارة الحمراء , ولا بسبب أزمة مرورية . يجبرها على التوقف قطيع من الغنم يعبر الشارع ببطء وأمان وخطوات واثقة, يسير خلفها ويعبر معها راع لا يلتفت يمينا ولا شمالا ,يترنح رأسه , يلوح بعصاه , كلما حاولت بعضها سلك اتجاه مغاير .

    يصل طرف الحافلة , ويضرب بعصاه عجلتها الكبيرة , يشد رقبته لأعلى ويتجه ببصره حيث السائق , ولا يكلف نفسه عناء التلويح باليد أو حتى العصا إشارة شكر للرجل , فيما تتدارك الخطأ بعض النعجات السمان يتركن له عربون شكر عينات مادية تناثرت على الطريق .

    يخرج السائق رأسه من غرفة القيادة ,لا حول ولا قوة إلا بالله , ثم ينطلق

    يحسد الراعي هذا الرجل دائما في المقدمة وخلفه الكثير من الناس بينما هو دائما في المؤخرة تتقدمه الأغنام ( معادلة لم ترق له ) فيما هو يختلف عني , فيما هو أفضل مني ببدلته وربطة العنق , بسيطة غدا أنزل المدينة ...

    يتقدم الراعي قطيع الغنم , مزهوا ببدلته الجديدة وربطة العنق الأطول من عصاه , يترنح برأسه كعادته, يلوح ويضرب بعصاه أطراف البدلة كلما افترشها غبار التراب المتطاير .

    صوت حافلة مسرعة يقترب وتقترب , والراعي ما زال يتقدم القطيع ,يقترب من الشارع العام , لا يلتفت يمينا ولا شمالا , يعبر الشارع , تدهس عجلات الحافلة الراعي وحلمه وتمضي , فيما يعبر القطيع آمنا مطمئنا بخطوات ثابتة بدون راع في المؤخرة أوالمقدمة .
  • مصطفى الصالح
    لمسة شفق
    • 08-12-2009
    • 6443

    #2
    نص رائع أخي عمر

    فيه مفارقة وفكرة عميقة

    على الإنسان أن يكون قنوعا، كما هو وحسب متطلبات وظيفته وحياته

    والتقليد الأعمى لا يأتي بخير

    دمت مبدعا

    أقصوصة عميقة جميلة بأسلوب سلس أخاذ

    تحياتي
    التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى الصالح; الساعة 11-12-2011, 10:04.
    [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

    ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
    لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

    رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

    حديث الشمس
    مصطفى الصالح[/align]

    تعليق

    • أحمد مليجي
      كاتب
      • 03-08-2010
      • 175

      #3
      قصة رائعة وجميلة

      أدام الله لنا ابداعك أخي الفاضل

      شكرا جزيلا لك

      بارك الله فيك
      لا إله إلا الله محمد رسول الله




      اللهم أنصر الإسلام والمسلمين في كل مكان يارب العالمين

      مدونتي

      تعليق

      • شيماءعبدالله
        أديب وكاتب
        • 06-08-2010
        • 7583

        #4
        مرحبا فاضلنا الكريم حياك وبياك وسعداء بحضورك العطر
        وجميل ماقرأت من سرد توعوي موجه مع لمسات القصة القصيرة حتما
        والقصة ننقلها بأمان حيث تكون بسلام في ظلها الظليل "قسم القصة القصيرة"
        ولنا أن نطالبك من سمو ذائقتك بإغداقنا نصا للخاطرة
        مع كل الشكر والتقدير
        تحيتي

        تعليق

        • فايزشناني
          عضو الملتقى
          • 29-09-2010
          • 4795

          #5

          لوحة جميلة وإن جاءت محزنة في إطارها العام
          لاشك أن للناس مواقع مختلفة وكل من موقعه يؤدي رسالة ما
          فالقناعة عمل صعب عند البعض وفطري عند البعض الآخر
          أحببت هذا النص القصير ولو بدون عنوان
          فهو فاض بأكثر من عبرة وعنوان
          أستاذ عمر شكراً لك
          مع كل التقدير
          هيهات منا الهزيمة
          قررنا ألا نخاف
          تعيش وتسلم يا وطني​

          تعليق

          • أحمد عيسى
            أديب وكاتب
            • 30-05-2008
            • 1359

            #6
            فعلاً هي قصة قصيرة جميلة ومبدعة ، وهنا مكانها الصحيح

            كانت نهاية مفجعة والمفارقة ، وربما المبالغة أيضاً فيها كانت في محلها

            مودتي
            ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
            [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

            تعليق

            • ريما ريماوي
              عضو الملتقى
              • 07-05-2011
              • 8501

              #7
              نعم اعجبتني انا ايضا

              ويسعدني الترحيب بك عندنا.

              لك اجمل تحيااتي.


              أنين ناي
              يبث الحنين لأصله
              غصن مورّق صغير.

              تعليق

              • عبدالكريم شكوكاني
                أديب وكاتب
                • 31-12-2010
                • 266

                #8
                قصة حلوة
                بإسلوب شيق

                دمت بخير

                تعليق

                • عائده محمد نادر
                  عضو الملتقى
                  • 18-10-2008
                  • 12843

                  #9
                  الزميل القدير
                  عمر الصوص
                  أهلا وسهلا بك بيننا
                  فكرة بسيطة لكنها عميقة
                  جاءت على سطحية تفكير بعض الناس ( السذج )
                  لكني وجدت ومضة النهاية مباشرة جدا وخلت من خلق تلك الدهشة حين استرسلت بها
                  لون أنك جعلتها دون أن تتوغل كثيرا لكان أفضل
                  أرجو أن يكون رأيي خفيفا على قلبك وتتقبله برحابة صدر
                  ودي ومحبتي لك وهلا وغلا مرة أخرى

                  اليوم السابع
                  اليوم السابع! تذكرني أمي دائما أني ابنة السابع من كل شيء! متعجلة، حتى في لحظة ولادتي! وأني أخرجت رأسي للحياة معاندة كل القوانين الفيسيولوجية، أتحداها في شهري السابع من جوف رحم أمي. في اليوم السابع من الأسبوع الساعة السابعة.. صباحا في الشهر السابع، من السنة! عقدة لا زمتني أخذت مني الكثير من بهجة حياتي، خاصة أن هناك سبع
                  الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                  تعليق

                  • وسام دبليز
                    همس الياسمين
                    • 03-07-2010
                    • 687

                    #10
                    فكرة القصة راقت لي ،كانت ومضة سريعة لحالة ناس كثيرين ،فما أجمل أن يدرك الأنسان موقعه ومكانه دون أن بتطلع بحسد

                    تعليق

                    • سمية البوغافرية
                      أديب وكاتب
                      • 26-12-2007
                      • 652

                      #11
                      نص جميل وعميق الدلالة،
                      أحييك عليه أستاذ عمر الصوص
                      تحياتي

                      تعليق

                      يعمل...
                      X