بدون عنوان
بقلم عمر الصوص
توقفت الحافلة الكبيرة , ليس امتثالا لأمر شرطي السير, ولا لقانون الإشارة الحمراء , ولا بسبب أزمة مرورية . يجبرها على التوقف قطيع من الغنم يعبر الشارع ببطء وأمان وخطوات واثقة, يسير خلفها ويعبر معها راع لا يلتفت يمينا ولا شمالا ,يترنح رأسه , يلوح بعصاه , كلما حاولت بعضها سلك اتجاه مغاير .
يصل طرف الحافلة , ويضرب بعصاه عجلتها الكبيرة , يشد رقبته لأعلى ويتجه ببصره حيث السائق , ولا يكلف نفسه عناء التلويح باليد أو حتى العصا إشارة شكر للرجل , فيما تتدارك الخطأ بعض النعجات السمان يتركن له عربون شكر عينات مادية تناثرت على الطريق .
يخرج السائق رأسه من غرفة القيادة ,لا حول ولا قوة إلا بالله , ثم ينطلق
يحسد الراعي هذا الرجل دائما في المقدمة وخلفه الكثير من الناس بينما هو دائما في المؤخرة تتقدمه الأغنام ( معادلة لم ترق له ) فيما هو يختلف عني , فيما هو أفضل مني ببدلته وربطة العنق , بسيطة غدا أنزل المدينة ...
يتقدم الراعي قطيع الغنم , مزهوا ببدلته الجديدة وربطة العنق الأطول من عصاه , يترنح برأسه كعادته, يلوح ويضرب بعصاه أطراف البدلة كلما افترشها غبار التراب المتطاير .
صوت حافلة مسرعة يقترب وتقترب , والراعي ما زال يتقدم القطيع ,يقترب من الشارع العام , لا يلتفت يمينا ولا شمالا , يعبر الشارع , تدهس عجلات الحافلة الراعي وحلمه وتمضي , فيما يعبر القطيع آمنا مطمئنا بخطوات ثابتة بدون راع في المؤخرة أوالمقدمة .
تعليق