وقفة في دار المتنبي --- شعر : ماجد الراوي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ماجد الراوي
    شاعر وأديب
    • 04-05-2009
    • 277

    وقفة في دار المتنبي --- شعر : ماجد الراوي

    ==================

    -------------------------
    أمام دار المتنبي في حلب

    وقفة في دار المتنبي

    شعر : ماجد الراوي من ديوان ( شموس القوافي ) ومجلة منارة الفرات

    اكتشف الباحثون وبعد دراسات دقيقة موقع دار الشاعر المتنبي في مدينة حلب قرب قلعتها الشهيرة
    ورغم أنه في موقع الدار سكن أشخاص كثيرون وأصبح الموقع مقرا لدوائر حكومية على مر الزمن
    إلا أنه لم يعرف ساكنوه المتعاقبون أنه دار الشاعر المتنبي حتى أثبت ذلك أحد الباحثين وبدلائله الدقيقة
    وكان الشاعر من أول القادمين لزيارة الدار بعد اكتشافها والتي يشغلها الآن مركز الرعاية الأسرية في حلب
    وحين وقف فيها وتأمل ترجم مشاعره في هذه القصيدة


    وقفتُ في الدارِ لكنْ لم أجدْ فيها
    من كان بالفكرِ والأمجادِ يبنيها
    ولا دواةً تحوكُ الحُسْنَ ريشتُها
    ولا روائعَ تسبينا معانيها
    مضيتُ أسألُ كلَّ العابرينَ بها
    عنهُ وكلَّ جدارٍ في نواحيها
    فثارَ صوتُ حنينٍ وسْطَ باحتها
    كأنما رجّعتْ أصواتَ أهليها
    مشيتُ في الدارِ أقفو للأبيِّ خُطاً
    راح التقادمُ عن عيني يُواريها
    وأرفع السترَ عن وجه الزمانِ بها
    فيرجعُ الدهرُ للأنظارِ يُبديها
    كأنما صوتُهُ قد رنَّ في أُذُني
    ونبَّهَ القلبَ قبلَ السمعِ تنبيها
    سرتْ إلى مسمعي أصداءُ قافيةٍ
    - راحت تردّدُها الأزمانُ في فيها
    جاء البيانُ بها يزهو بتوريةٍ
    وراقني بخيالٍ ضمَّ تشبيها
    فكم لهُ حكمة أعيتْ مقلّدَها
    مثل الربيع قِفارَ الروحِ تُحْييها
    وكمْ شمائلَ أرساها بمنطقِهِ
    تبيتُ ألسنةُ الأزمانِ ترويها
    يا باحةَ الدارِ روحي فيكِ قبَّرةٌ
    تظلُّ تهتفُ والتذكارُ يُشجيها
    تُسائلُ النجمَ عنهُ فوق منزلِهِ
    والشمس غائبة والبدرُ يبكيها
    سبحانَ من علّمَ الإنسانَ فانبعثتْ
    منهُ قرائحُ في الميدان يُجريها
    تبيتُ تنسجُ أبراداً مذهّبَةً
    من البيانِ موشّاةً حواشيها
    إنّ البيانَ لسحرٌ قَلَّ مدركُهُ
    وحكمةُ القولِ ما شيءٌ يُضاهيها
    الشعرُ ديوانُنا المعروفُ من قِدَمٍ
    وكم وقائعَ أبداها لقاريها
    فلا تلُمْني إذا ما زرتُ دارَ (أبي
    مُحَسّدٍ ) أتغنّى في نواحيها (1)
    كم عُجْتُ فيها وأشواقي تُناديها
    والروحُ صارتْ فراشاتٍ تناغيها
    أحجارُ جدرانها كالسِفْر أقرؤُهُ
    حتّى يعودَ من الأيّام خاليها
    ظلّتْ على دورة الأيام واجمةً
    إذْ ماتَ مُنشِئُها قِدْما وبانيها
    فإنْ أردتَ وجوها منهمُ غربتْ
    رأيتَ في وجهِها أشخاصَ أهليها
    مشيتُ في ( حَلبَ ) الشهباءَ أسألُها
    عمّنْ شخوصهُمُ ضمّتْ روابيها
    كأنّ قلعَتَها في الأفقِ باخرةٌ
    في البحر والريحُ همسَ الحُبِّ تُهديها
    أو أنّها في رياضِ الحُسْن غانيةٌ
    والطيرُ من حولِها صُبحاً تناجيها
    فإن سجا الليلُ لاحت كالعروس وقد
    تخفى ولكنْ عقودُ الماسِ تُبديها
    يا أرضَ قومي لقد أطربتِنا زمناً
    برائعاتِ الليالي أو شواديها
    يا واحةً بهُدى الإيمان عامرةً
    الخُلْدُ أعطتْكِ شيئاً من معانيها
    ----------------------
    1ـ أبو مُحَسّد : هو الشاعر المتنبي
    ========================
    التعديل الأخير تم بواسطة ماجد الراوي; الساعة 14-11-2010, 15:28.
  • توفيق الخطيب
    نائب رئيس ملتقى الديوان
    • 02-01-2009
    • 826

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة ماجد الراوي مشاهدة المشاركة
    ==================



    -------------------------
    أمام دار المتنبي في حلب

    وقفة في دار المتنبي

    شعر : ماجد الراوي من ديوان ( شموس القوافي ) ومجلة منارة الفرات

    اكتشف الباحثون وبعد دراسات دقيقة موقع دار الشاعر المتنبي في مدينة حلب قرب قلعتها الشهيرة
    ورغم أنه في موقع الدار سكن أشخاص كثيرون وأصبح الموقع مقرا لدوائر حكومية على مر الزمن
    إلا أنه لم يعرف ساكنوه المتعاقبون أنه دار الشاعر المتنبي حتى أثبت ذلك أحد الباحثين وبدلائله الدقيقة
    وكان الشاعر من أول القادمين لزيارة الدار بعد اكتشافها والتي يشغلها الآن مركز الرعاية الأسرية في حلب
    وحين وقف فيها وتأمل ترجم مشاعره في هذه القصيدة


    وقفتُ في الدارِ لكنْ لم أجدْ فيها
    من كان بالفكرِ والأمجادِ يبنيها
    ولا دواةً تحوكُ الحُسْنَ ريشتُها
    ولا روائعَ تسبينا معانيها
    مضيتُ أسألُ كلَّ العابرينَ بها
    عنهُ وكلَّ جدارٍ في نواحيها
    فثارَ صوتُ حنينٍ وسْطَ باحتها
    كأنما رجّعتْ أصواتَ أهليها
    مشيتُ في الدارِ أقفو للأبيِّ خُطاً
    راح التقادمُ عن عيني يُواريها
    وأرفع السترَ عن وجه الزمانِ بها
    فيرجعُ الدهرُ للأنظارِ يُبديها
    كأنما صوتُهُ قد رنَّ في أُذُني
    ونبَّهَ القلبَ قبلَ السمعِ تنبيها
    سرتْ إلى مسمعي أصداءُ قافيةٍ
    - راحت تردّدُها الأزمانُ في فيها
    جاء البيانُ بها يزهو بتوريةٍ
    وراقني بخيالٍ ضمَّ تشبيها
    فكم لهُ حكمة أعيتْ مقلّدَها
    مثل الربيع قِفارَ الروحِ تُحْييها
    وكمْ شمائلَ أرساها بمنطقِهِ
    تبيتُ ألسنةُ الأزمانِ ترويها
    يا باحةَ الدارِ روحي فيكِ قبَّرةٌ
    تظلُّ تهتفُ والتذكارُ يُشجيها
    تُسائلُ النجمَ عنهُ فوق منزلِهِ
    والشمس غائبة والبدرُ يبكيها
    سبحانَ من علّمَ الإنسانَ فانبعثتْ
    منهُ قرائحُ في الميدان يُجريها
    تبيتُ تنسجُ أبراداً مذهّبَةً
    من البيانِ موشّاةً حواشيها
    إنّ البيانَ لسحرٌ قَلَّ مدركُهُ
    وحكمةُ القولِ ما شيءٌ يُضاهيها
    الشعرُ ديوانُنا المعروفُ من قِدَمٍ
    وكم وقائعَ أبداها لقاريها
    فلا تلُمْني إذا ما زرتُ دارَ (أبي
    مُحَسّدٍ ) أتغنّى في نواحيها (1)
    كم عُجْتُ فيها وأشواقي تُناديها
    والروحُ صارتْ فراشاتٍ تناغيها
    أحجارُ جدرانها كالسِفْر أقرؤُهُ
    حتّى يعودَ من الأيّام خاليها
    ظلّتْ على دورة الأيام واجمةً
    إذْ ماتَ مُنشِئُها قِدْما وبانيها
    فإنْ أردتَ وجوها منهمُ غربتْ
    رأيتَ في وجهِها أشخاصَ أهليها
    مشيتُ في ( حَلبَ ) الشهباءَ أسألُها
    عمّنْ شخوصهُمُ ضمّتْ روابيها
    كأنّ قلعَتَها في الأفقِ باخرةٌ
    في البحر والريحُ همسَ الحُبِّ تُهديها
    أو أنّها في رياضِ الحُسْن غانيةٌ
    والطيرُ من حولِها صُبحاً تناجيها
    فإن سجا الليلُ لاحت كالعروس وقد
    تخفى ولكنْ عقودُ الماسِ تُبديها
    يا أرضَ قومي لقد أطربتِنا زمناً
    برائعاتِ الليالي أو شواديها
    يا واحةً بهُدى الإيمان عامرةً
    الخُلْدُ أعطتْكِ شيئاً من معانيها
    ----------------------
    1ـ أبو مُحَسّد : هو الشاعر المتنبي

    ========================
    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الشاعر المبدع ماجد الراوي
    عندما يدخل الشاعر منزل شاعر كبير كالمتنبي فإن أول ماسيستحضره من ذاكرته الشعر , ستتوقف الكلمات وينعقد اللسان إلا لمن امتلك القريحة والموهبة ليخاطب شاعراً كبيراً كأبي الطيب المتنبي .
    لقد وصفت الدار كما يجب أن توصف أي بساكنيها وليس بجدرانها وأحجارها وكان أول مابحثت عنه أصحابها والدواة والريشة والروائع التي خطتها وبقيت تصارع الزمن وتبهر عشاق الشعر :
    وقفتُ في الدارِ لكنْ لم أجدْ فيها
    من كان بالفكرِ والأمجادِ يبنيها
    ولا دواةً تحوكُ الحُسْنَ ريشتُها
    ولا روائعَ تسبينا معانيها

    وتقول في موضع آخر من القصيدة مايعزز هذا الرأي :
    فلا تلُمْني إذا ما زرتُ دارَ (أبي
    مُحَسّدٍ ) أتغنّى في نواحيها (1)
    كم عُجْتُ فيها وأشواقي تُناديها
    والروحُ صارتْ فراشاتٍ تناغيها
    أحجارُ جدرانها كالسِفْر أقرؤُهُ
    حتّى يعودَ من الأيّام خاليها
    ظلّتْ على دورة الأيام واجمةً
    إذْ ماتَ مُنشِئُها قِدْما وبانيها
    فإنْ أردتَ وجوها منهمُ غربتْ
    رأيتَ في وجهِها أشخاصَ أهليها

    ثم تمزج لنا مشاعرك الشخصية مع انطباعاتك ورؤيتك الخاصة لتكون بالفعل وصفة شاعر مبدع :
    يا باحةَ الدارِ روحي فيكِ قبَّرةٌ
    تظلُّ تهتفُ والتذكارُ يُشجيها
    تُسائلُ النجمَ عنهُ فوق منزلِهِ
    والشمس غائبة والبدرُ يبكيها
    لتختم القصيدة بذكر التاريخ المجيد لحلب الشهباء عاصمة الشمال لسوريا الحبيبة من غير أن تنسى وصفها بشاعرية ساحرة فهي كالعروس تلوح في الليل تلمع في جيدها عقود الألماس , ومذكرا برموزها التاريخية الشامخة :
    مشيتُ في ( حَلبَ ) الشهباءَ أسألُها
    عمّنْ شخوصهُمُ ضمّتْ روابيها
    كأنّ قلعَتَها في الأفقِ باخرةٌ
    في البحر والريحُ همسَ الحُبِّ تُهديها
    أو أنّها في رياضِ الحُسْن غانيةٌ
    والطيرُ من حولِها صُبحاً تناجيها
    فإن سجا الليلُ لاحت كالعروس وقد
    تخفى ولكنْ عقودُ الماسِ تُبديها
    يا أرضَ قومي لقد أطربتِنا زمناً
    برائعاتِ الليالي أو شواديها
    يا واحةً بهُدى الإيمان عامرةً
    الخُلْدُ أعطتْكِ شيئاً من معانيها

    تمنيت فقط لو ربطت الماضي بالحاضر أو شكوت هموم وطنك لروح المتنبي في بيته التاريخي , ومع ذلك فقصيدتك بديعة من شاعر مبدع
    مع التثبيت
    وكل عام وأنت بخير

    توفيق الخطيب

    تعليق

    • سحر الشربينى
      أديب وكاتب
      • 23-09-2008
      • 1189

      #3
      الشاعر المبدع وجداً ماجد الراوي

      زادك الله من سِعة الحرف والكلمات
      روعة وأكثر

      كأني كنت هناك أمام الدار وأنا أقرؤك

      كل التقدير

      إنَّ قلبي
      مثل نجماتِ السماءِ
      هل يطولُ الإنسُ نجماً
      (بقلمي)​

      تعليق

      • سمير سنكري
        أديب وكاتب
        • 19-03-2010
        • 183

        #4
        أستاذي الشاعر ماجد الراوي .. بكل احترام
        توصيف جميل لحالة من الخيال جعلتنا نعيش معك الإحساس والعواطف المرتبطة مع هذا الشاعر الغني عن التعريف الشاعر الحكيم الفيلسوف المتنبي

        تعليق

        • محمد الصاوى السيد حسين
          أديب وكاتب
          • 25-09-2008
          • 2803

          #5
          تحياتى البيضاء

          يا باحةَ الدارِ روحي فيكِ قبَّرةٌ
          تظلُّ تهتفُ والتذكارُيُشجيها

          كمتلق أجد أن هذا البيت يستحيل وحده قصيدة شعرية جميلة كاملة تامة ، يكتنز التخييل هنا علاقة المبتدأ ويبدأ التخييل فى براعة عند علاقة الخبر ( قبرة ) والتى تم التمهيد لها بعلاقة شبه الجملة ( فيك ) بما يسيج الروح فى كيانها الجديد الذى تنساب فيه من كيانها البشرى إلى كيان نورانى إلى طير رهيف يشدو ، فتستحيل الدار شجرة وارفة من شعر ، وتستحيل تعريشة من فل تهتف في فننها القبرة الروح ، ما أجمل هذا البيت

          تعليق

          • ماجد الراوي
            شاعر وأديب
            • 04-05-2009
            • 277

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة توفيق الخطيب مشاهدة المشاركة
            بسم الله الرحمن الرحيم
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            الشاعر المبدع ماجد الراوي
            عندما يدخل الشاعر منزل شاعر كبير كالمتنبي فإن أول ماسيستحضره من ذاكرته الشعر , ستتوقف الكلمات وينعقد اللسان إلا لمن امتلك القريحة والموهبة ليخاطب شاعراً كبيراً كأبي الطيب المتنبي .
            لقد وصفت الدار كما يجب أن توصف أي بساكنيها وليس بجدرانها وأحجارها وكان أول مابحثت عنه أصحابها والدواة والريشة والروائع التي خطتها وبقيت تصارع الزمن وتبهر عشاق الشعر :
            وقفتُ في الدارِ لكنْ لم أجدْ فيها
            من كان بالفكرِ والأمجادِ يبنيها
            ولا دواةً تحوكُ الحُسْنَ ريشتُها
            ولا روائعَ تسبينا معانيها

            وتقول في موضع آخر من القصيدة مايعزز هذا الرأي :
            فلا تلُمْني إذا ما زرتُ دارَ (أبي
            مُحَسّدٍ ) أتغنّى في نواحيها (1)
            كم عُجْتُ فيها وأشواقي تُناديها
            والروحُ صارتْ فراشاتٍ تناغيها
            أحجارُ جدرانها كالسِفْر أقرؤُهُ
            حتّى يعودَ من الأيّام خاليها
            ظلّتْ على دورة الأيام واجمةً
            إذْ ماتَ مُنشِئُها قِدْما وبانيها
            فإنْ أردتَ وجوها منهمُ غربتْ
            رأيتَ في وجهِها أشخاصَ أهليها

            ثم تمزج لنا مشاعرك الشخصية مع انطباعاتك ورؤيتك الخاصة لتكون بالفعل وصفة شاعر مبدع :
            يا باحةَ الدارِ روحي فيكِ قبَّرةٌ
            تظلُّ تهتفُ والتذكارُ يُشجيها
            تُسائلُ النجمَ عنهُ فوق منزلِهِ
            والشمس غائبة والبدرُ يبكيها
            لتختم القصيدة بذكر التاريخ المجيد لحلب الشهباء عاصمة الشمال لسوريا الحبيبة من غير أن تنسى وصفها بشاعرية ساحرة فهي كالعروس تلوح في الليل تلمع في جيدها عقود الألماس , ومذكرا برموزها التاريخية الشامخة :
            مشيتُ في ( حَلبَ ) الشهباءَ أسألُها
            عمّنْ شخوصهُمُ ضمّتْ روابيها
            كأنّ قلعَتَها في الأفقِ باخرةٌ
            في البحر والريحُ همسَ الحُبِّ تُهديها
            أو أنّها في رياضِ الحُسْن غانيةٌ
            والطيرُ من حولِها صُبحاً تناجيها
            فإن سجا الليلُ لاحت كالعروس وقد
            تخفى ولكنْ عقودُ الماسِ تُبديها
            يا أرضَ قومي لقد أطربتِنا زمناً
            برائعاتِ الليالي أو شواديها
            يا واحةً بهُدى الإيمان عامرةً
            الخُلْدُ أعطتْكِ شيئاً من معانيها

            تمنيت فقط لو ربطت الماضي بالحاضر أو شكوت هموم وطنك لروح المتنبي في بيته التاريخي , ومع ذلك فقصيدتك بديعة من شاعر مبدع
            مع التثبيت j
            وكل عام وأنت بخير

            توفيق الخطيب
            =========================
            الأستاذ الكريم والناقد المتميز توفيق الخطيب
            أشكر لك تثبيت القصيدة ونقدك اللافت الذي عودتنا عليه ولاغرابة فأنت رجل أصيل عالي الحس وراقي المشاعر
            وتتفاعل مع كل كلمة صادقة أدامك الله نبراسا للإنصاف والذوق الجميل

            تعليق

            • هشام مصطفى
              شاعر وناقد
              • 13-02-2008
              • 326

              #7
              أخي المبدع الجميل / ماجد
              نعم هو المتنبي الذي يحرك فيك الحرف حتى ثملت فكانت القصيدة
              أجدت أخي في اختيار القافية التي تعكس وحدها ذلك الحزن الدفين وإن لم تعلنه إلا أن القافية قد قامت بذلك خير قيام
              كما أن تضارب الأحاسيس التي انعكست من خلال جملتك كانت دالا على عمق تماهيك مع المكان هي حوارية إذن مع المكان / الذات / الشاعر ثلاثية تنضح بالشاعرية وإجادة السبك معنى ومبنىى
              مودتي

              تعليق

              • د. سميح فخرالدين
                عضو الملتقى
                • 11-09-2010
                • 98

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة ماجد الراوي مشاهدة المشاركة
                ==================


                -------------------------
                أمام دار المتنبي في حلب

                وقفة في دار المتنبي

                شعر : ماجد الراوي من ديوان ( شموس القوافي ) ومجلة منارة الفرات

                اكتشف الباحثون وبعد دراسات دقيقة موقع دار الشاعر المتنبي في مدينة حلب قرب قلعتها الشهيرة
                ورغم أنه في موقع الدار سكن أشخاص كثيرون وأصبح الموقع مقرا لدوائر حكومية على مر الزمن
                إلا أنه لم يعرف ساكنوه المتعاقبون أنه دار الشاعر المتنبي حتى أثبت ذلك أحد الباحثين وبدلائله الدقيقة
                وكان الشاعر من أول القادمين لزيارة الدار بعد اكتشافها والتي يشغلها الآن مركز الرعاية الأسرية في حلب
                وحين وقف فيها وتأمل ترجم مشاعره في هذه القصيدة


                وقفتُ في الدارِ لكنْ لم أجدْ فيها
                من كان بالفكرِ والأمجادِ يبنيها
                ولا دواةً تحوكُ الحُسْنَ ريشتُها
                ولا روائعَ تسبينا معانيها
                مضيتُ أسألُ كلَّ العابرينَ بها
                عنهُ وكلَّ جدارٍ في نواحيها
                فثارَ صوتُ حنينٍ وسْطَ باحتها
                كأنما رجّعتْ أصواتَ أهليها
                مشيتُ في الدارِ أقفو للأبيِّ خُطاً
                راح التقادمُ عن عيني يُواريها
                وأرفع السترَ عن وجه الزمانِ بها
                فيرجعُ الدهرُ للأنظارِ يُبديها
                كأنما صوتُهُ قد رنَّ في أُذُني
                ونبَّهَ القلبَ قبلَ السمعِ تنبيها
                سرتْ إلى مسمعي أصداءُ قافيةٍ
                - راحت تردّدُها الأزمانُ في فيها
                جاء البيانُ بها يزهو بتوريةٍ
                وراقني بخيالٍ ضمَّ تشبيها
                فكم لهُ حكمة أعيتْ مقلّدَها
                مثل الربيع قِفارَ الروحِ تُحْييها
                وكمْ شمائلَ أرساها بمنطقِهِ
                تبيتُ ألسنةُ الأزمانِ ترويها
                يا باحةَ الدارِ روحي فيكِ قبَّرةٌ
                تظلُّ تهتفُ والتذكارُ يُشجيها
                تُسائلُ النجمَ عنهُ فوق منزلِهِ
                والشمس غائبة والبدرُ يبكيها
                سبحانَ من علّمَ الإنسانَ فانبعثتْ
                منهُ قرائحُ في الميدان يُجريها
                تبيتُ تنسجُ أبراداً مذهّبَةً
                من البيانِ موشّاةً حواشيها
                إنّ البيانَ لسحرٌ قَلَّ مدركُهُ
                وحكمةُ القولِ ما شيءٌ يُضاهيها
                الشعرُ ديوانُنا المعروفُ من قِدَمٍ
                وكم وقائعَ أبداها لقاريها
                فلا تلُمْني إذا ما زرتُ دارَ (أبي
                مُحَسّدٍ ) أتغنّى في نواحيها (1)
                كم عُجْتُ فيها وأشواقي تُناديها
                والروحُ صارتْ فراشاتٍ تناغيها
                أحجارُ جدرانها كالسِفْر أقرؤُهُ
                حتّى يعودَ من الأيّام خاليها
                ظلّتْ على دورة الأيام واجمةً
                إذْ ماتَ مُنشِئُها قِدْما وبانيها
                فإنْ أردتَ وجوها منهمُ غربتْ
                رأيتَ في وجهِها أشخاصَ أهليها
                مشيتُ في ( حَلبَ ) الشهباءَ أسألُها
                عمّنْ شخوصهُمُ ضمّتْ روابيها
                كأنّ قلعَتَها في الأفقِ باخرةٌ
                في البحر والريحُ همسَ الحُبِّ تُهديها
                أو أنّها في رياضِ الحُسْن غانيةٌ
                والطيرُ من حولِها صُبحاً تناجيها
                فإن سجا الليلُ لاحت كالعروس وقد
                تخفى ولكنْ عقودُ الماسِ تُبديها
                يا أرضَ قومي لقد أطربتِنا زمناً
                برائعاتِ الليالي أو شواديها
                يا واحةً بهُدى الإيمان عامرةً
                الخُلْدُ أعطتْكِ شيئاً من معانيها
                ----------------------
                1ـ أبو مُحَسّد : هو الشاعر المتنبي

                ========================
                قصيدة مميزة وجميلة جدًا
                طاب لي التمعن في صورها والتنعم في أجوائها.
                دمت مبدعًا وكبيرًا أيها الشاعر.
                وكل عام وانت بخير

                تعليق

                • ماجد الراوي
                  شاعر وأديب
                  • 04-05-2009
                  • 277

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة سحر الشربينى مشاهدة المشاركة
                  الشاعر المبدع وجداً ماجد الراوي

                  زادك الله من سِعة الحرف والكلمات
                  روعة وأكثر

                  كأني كنت هناك أمام الدار وأنا أقرؤك

                  كل التقدير
                  =====================
                  سحر الشربيني
                  كلماتك الجميلة زادت القصيدة إشراقا
                  وإحساسك الصادق أعان القصيدة على التحليق
                  وتفاعلك زادني سعادة
                  ذوق جميل من روح مرهفة
                  وكل عام وأنت بخير

                  تعليق

                  • د. نديم حسين
                    شاعر وناقد
                    رئيس ملتقى الديوان
                    • 17-11-2009
                    • 1298

                    #10
                    الأخ الشاعر ماجد الراوي
                    قصيدة رائعة . مضمونها كسبكها عالٍ وجميل .
                    أرجوك أن تقرأ في فناء الدار هذه الأبيات النديمية :

                    " يا ماجِدًا ساكنتَ روحَ مُغادِرٍ = أبقى لخيلِ الشِّعرِ طَعمًا صاهِلا "
                    " سَلِّم على جدرانِ بيتٍ ضَمَّهُ = ما زالَ مُكتَظًّا بروحِهِ ، آهِلا "
                    "نَذلٌ تَوَلَّى أمرَ عسكَرِنا هُنا = واستخلفوا للعِلمِ عبدًا جاهِلا "


                    دمتَ نبيلاً كما أنتَ . وكل عام وأنت والعائلة الكريمة بألف خير .
                    التعديل الأخير تم بواسطة د. نديم حسين; الساعة 17-11-2010, 09:49.

                    تعليق

                    • ماجد الراوي
                      شاعر وأديب
                      • 04-05-2009
                      • 277

                      #11
                      [align=center]الأخ الشاعر ماجد الراوي[/align][align=center]
                      قصيدة رائعة . مضمونها كسبكها عالٍ وجميل .
                      أرجوك أن تقرأ في فناء الدار هذه الأبيات النديمية :

                      " يا ماجِدًا ساكنتَ روحَ مُغادِرٍ = أبقى لخيلِ الشِّعرِ طَعمًا صاهِلا "
                      " سَلِّم على جدرانِ بيتٍ ضَمَّهُ = ما زالَ مُكتَظًّا بروحِهِ ، آهِلا "
                      "نَذلٌ تَوَلَّى أمرَ عسكَرِنا هُنا = واستخلفوا للعِلمِ عبدًا جاهِلا "

                      دمتَ نبيلاً كما أنتَ . وكل عام وأنت والعائلة الكريمة بألف خير .
                      [/align]

                      [align=center]
                      الدكتور العزيز نديم حسين المحترم
                      قدمت ردك على الإخوة الأعزاء لخصوصيته
                      فرّج الله عن فلسطين كربها وولاكم خياركم وقاد خطاكم إلى النصر المؤزر
                      ياابن الكرام أخي نديم تحيتي --- جازت إليك جداولا وخمائلا
                      جاءت فلسطين الحبيبة تبتغي --- أهلاً لنا طابوا نهىً وشمائلا
                      وبها سلام (أبي محسّدٍ ) الذي --- أهداكمو وداً وحباً شاملا
                      [/align]
                      التعديل الأخير تم بواسطة ماجد الراوي; الساعة 17-11-2010, 13:26.

                      تعليق

                      • ماجد الراوي
                        شاعر وأديب
                        • 04-05-2009
                        • 277

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة سمير سنكري مشاهدة المشاركة
                        أستاذي الشاعر ماجد الراوي .. بكل احترام
                        توصيف جميل لحالة من الخيال جعلتنا نعيش معك الإحساس والعواطف المرتبطة مع هذا الشاعر الغني عن التعريف الشاعر الحكيم الفيلسوف المتنبي
                        ===========================
                        الأستاذ الكريم سمير سنكري
                        تحياتي لك ولمشاعرك السامية التي تفاعلت مع أجواء القصيدة
                        ولاغرابة فهذا منبعه صفاء جوهرك وأصالة ذوقك
                        كل عام وأنت بخير

                        تعليق

                        • ماجد الراوي
                          شاعر وأديب
                          • 04-05-2009
                          • 277

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة محمد الصاوى السيد حسين مشاهدة المشاركة
                          تحياتى البيضاء

                          يا باحةَ الدارِ روحي فيكِ قبَّرةٌ
                          تظلُّ تهتفُ والتذكارُيُشجيها

                          كمتلق أجد أن هذا البيت يستحيل وحده قصيدة شعرية جميلة كاملة تامة ، يكتنز التخييل هنا علاقة المبتدأ ويبدأ التخييل فى براعة عند علاقة الخبر ( قبرة ) والتى تم التمهيد لها بعلاقة شبه الجملة ( فيك ) بما يسيج الروح فى كيانها الجديد الذى تنساب فيه من كيانها البشرى إلى كيان نورانى إلى طير رهيف يشدو ، فتستحيل الدار شجرة وارفة من شعر ، وتستحيل تعريشة من فل تهتف في فننها القبرة الروح ، ما أجمل هذا البيت
                          ==========================
                          الأخ الأستاذ محمد الصاوي المحترم
                          والله زمان
                          اشتقنا إليك وإلى نقدك الجميل وروحك المنصفة
                          أسعدني حضورك المبهج ومشاعرك الراقية وتقديرك العالي
                          وكل عام وأنت بخير

                          تعليق

                          • ماجد الراوي
                            شاعر وأديب
                            • 04-05-2009
                            • 277

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة هشام مصطفى مشاهدة المشاركة
                            أخي المبدع الجميل / ماجد
                            نعم هو المتنبي الذي يحرك فيك الحرف حتى ثملت فكانت القصيدة
                            أجدت أخي في اختيار القافية التي تعكس وحدها ذلك الحزن الدفين وإن لم تعلنه إلا أن القافية قد قامت بذلك خير قيام
                            كما أن تضارب الأحاسيس التي انعكست من خلال جملتك كانت دالا على عمق تماهيك مع المكان هي حوارية إذن مع المكان / الذات / الشاعر ثلاثية تنضح بالشاعرية وإجادة السبك معنى ومبنىى
                            مودتي
                            ======================
                            الأستاذ العزيز هشام مصطفى
                            أشكرك على حضورك وتعليقك الجميل ونقدك المتميز وتفاعلك مع النص
                            الذي أظهر هذا التحليل الصادق
                            سعيد بكلامك وانطباعك
                            وكل عام وأنت بخير

                            تعليق

                            • خالد البهكلي
                              عضو أساسي
                              • 13-12-2009
                              • 974

                              #15
                              الأخ الشاعر ماجد الراوي
                              كل عام وأنت بخير
                              نص بديع سررت به وعانقت أحرفه مسبقا
                              دمت مبدعا ولك خالص ودي

                              تعليق

                              يعمل...
                              X