يا ابنة الجرحِ واللجـوءِ شجانـي
بوحُكِ الحيُّ واغتـرابُ الأمانـي
واحتراقُ الشجون ظلمـاً وسهـواً
بينَ نـاءٍ مـن الـدروبِ ودانـيِ
كم نزفتِ الجراحَ في ألـفِ نبـعٍ
وأهـاجَ الحنيـنُ فيـكِ المغانـي
ولكـم ساهـرَتْ دموعُـك نجمـاً
باكيـا فـي إسـارهِ مـا يُعانـي
فسنون الضبابِ تمضـي وتهمـي
في العيونِ الظّماءِ بـوحَ اللسـان
والليالـي تبـث فيـك الليـالـي
وتشـبُّ النيـرانَ فيـكِ الثوانـي
وَلَكمْ سـلَّ مـن فـؤادِك شوقـاً
ذكـرُ أطلالنـا وصــوتُ الأذانِ
وشذا البرتقـالِ والصبـحُ ينـدى
بالنسيـم العليـل فـي الشريـانِ
يحلُـمُ الزيزفـونُ أنّـكِ نَــوْرٌ
فيئـجُّ الهـوى بـكـلّ بـنـانِ
يحلُـمُ البحـرُ والسواقـي بِـرَيٍّ
من لحـاظِ المَهـا ووِردِ الحنـانِ
وتلـي صوتَـهُ الهمـومُ ويسلـو
نبضَهُ الشعرُ في ربيـع الأغانـي
يستُرُ الشعرُ صفحـةً مـن هُيـامٍ
أجّجَتهـا هـواجـسُ الـوديـانِ
فأنـا واللجـوءُ فيـك انتهيـنـا
لنـمـدّ الـجـذورَ كالسنـديـانِ
أسكَرَتني الجراحُ من ألـفِ عـامٍ
كـيـفَ بالله أستـلـذّ دنـانـي
وانتشى الليلُ سارباً في ظنونـي
فكسـاهـا بلـونـه وكسـانـي
واحتستني الرياحُ كأسـاً أجاجـاً
فاضَ شعـراً أرقّ مـن بَلَسانـي
وانتضى قلبيَ الصغيـرَ وروحـي
موجُ تلك المنونِ فـي هجرانـيِ
وتقاسمتُ مـرّ وجـدي وشوقـي
مـع جنـون الأيـام والخـذلانِ
وتلعثمتُ بيـن صوتـي وموتـي
حين جُـنّ الظـلامُ جـنّ بيانـي
فكتبـتُ الأشعـارَ فيـكِ وسلّـتْ
من جراحي الخطوبُ نبضَ المعاني
دمـعُ عينيـكِ جمـارٌ أصطليهـا
ورؤاك الخضر في عيني جنانـي
لا تلومي الزمانَ لومـي رجيعـاً
من سيوفِ البسـوسِ أو ذبيـانِ
هل تُداري الرياحُ جرحـاً حزينـاً
يُمطِرُ الحزنَ في عيون الحسـانِ
أوْ يمدّ الشـرودُ فيـكِ انتعاشـاً
ويحـدّ الزمـانُ وجـدّ الغوانـي
يا ابنة الروحِ أنت نـزفُ جـراحٍ
كَلَّها الليلُ فـي شتـاتِ الهـوانِ
أنت نبعُ الجمال مـا كنـتِ يومـاً
غير نـورٍ يضـيءُ كـلّ كيانـي
فانثري الصبحَ كالنسيـمِ رقيقـاً
واعصري الكونَ في لظى الخفقانِ
أنت طهرُ الثرى وأنـتِ اغترابـي
عن فلسطينَ وانتمائـي المكانـي
تعليق