صدور ديوان (لمن يبكي) للشاعر الفلسطيني صقر أبو عيدة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ماهر المقوسي
    أديب وكاتب
    • 10-09-2008
    • 214

    صدور ديوان (لمن يبكي) للشاعر الفلسطيني صقر أبو عيدة

    صدر عن دار الصداقة للنشر والتوزيع- فلسطين ، ديوان شعري جديد بعنوان " لمن يبكي " للشاعر الفلسطيني صقر أبو عيدة المقيم في الإمارات العربية .
    يأتي الديوان في حوالي مئة صفحة من القطع المتوسط ، ويضم الديوان اثنتين وعشرين
    قصيدة موزونة ، منها : فليتركوا لي حلوة الخدين ، شقي غيمة البلدِ ، لا ورد يحكي ، وإن عصروا لك السحبا .
    صمم الغلاف الفنان التشكيلي عبد الهادي شلا ، وكتب الشاعر أبو عيدة الإهداء :
    " لأمي التي احتضنها ثرى الوطن ، ولم أرها .لأختي التي في المنفى انتقلت ، وكانت تتمنى أن تجاورها " .
    كما كتب الروائي غريب عسقلاني توطئة للديوان بعنوان " صقر أبو عيدة والدوران حول بؤرة الألم " .
    ويأتي هذا الديوان الشعري في باكورة الأعمال الورقية التي تصدر عن دار الصداقة للنشر.


    ومن قصائد الشاعر:
    1- وإنْ عَصَرُوا لكَ السّحُبَا


    أَتسأَلُني عنِ الشّهداءِ ياولدي ؟
    براءةُ قمحِنا في وجهِكَ ارْتسمتْ
    أَتبْحثُ عنْ نهاياتٍ لهذا الملحِ في البلدِ ؟
    أمِ الموتَى رموزٌ في فؤادٍ يرسمُ اللّعِبا ؟
    أَتدْري منْ همُ الشّهدا ؟
    شُموعُ حطَّ مَرساها بعيداً عن دَنايانا
    على نجمٍ وقد رحلوا إلى اللهِ
    فراشاتٌ منَ الأشواكِ تقطفُ آخرَ الْحُبِّ
    أَيا ولدي
    سؤالٌ ذاكَ أم تُرْسٌ إلى الشّكوَى ؟
    لأَنْتَ هُنا على مرْأَى من الثّكلَى
    فأنتَ تَرى
    عن الألعابِ لم تُفْطمْ
    فِراخُ العُشِّ في هُدْبيكَ لم تُرسمْ
    ولم أَرقبْ لكَ الزّغَبا
    فَدعْ ما قلتَ وانْظرْ منْ جبالٍ تسترُ الشّمسَا
    واغْرفْ من مَنابِعِها
    أَلا والْثِمْ ثُغورَ الأرضِ وامْخُرْ في مناكبِها
    فغُصْنُ البانِ لا يحمي لها سَرَبا
    أإنْ جنحَتْ بكَ الأهْواءُ
    فهل يرجِعنَ ما ذهَبا ؟
    فإنْ بركَتْ لكَ الأيّامُ خُذْ سَيفاً ولا تحنثْ
    أَتسألُني عنِ الشهداءِ ياولدي ؟
    بَلِ اسْألْ عنْ مخابِزِنا التي سَكتتْ
    أيَكْفيكَ الفُتاتُ وكِسرةٌ تََرِبَتْ ؟
    فلا تسألْ عنِ الخُطبِ التي صالتْ
    وَسَلْ عنْ بسمةٍ للحتفِ قد سِيقتْ
    فلا تعجلْ على اللهِ
    وإنْ عَصَرُوا لكَ السّحُبَا
    وإنْ كَحَلُوا لكَ العينينِ والأَمَلا
    أيا ولدي
    أتَترُكُنا وهذي الأمُّ في أكفانِهم تشْقَى
    نسيمُ الريحِ منْ مِشكاتِنا سُلِبَا
    فعِشْ يوماً ولا تُذْعنْ
    فإنْ تخشَ المنافِيَ أوْ تُحابِيهم
    يَجُوبُوا في فؤادِكَ كيْ تُفادِيهم
    أيا ولدي
    أُوارِي عنهُمُ الوَهَنا
    فلا تتركْ لهم رَسَنا
    فإن ساقُوا الدّوالِيَ نَندُبِ الوَطَنا
    وتسألُني عنِ الضَّوءِ الذي حُجِبَا
    فما عندي جَوابٌ يُشعِلُ السَّكَنا
    وتسألُني عن الفَرَحِ الذي سُرِقا
    فتلكَ مُصيبةٌ لم تَجْرِ في مرعَى خَواطِرنِا
    وننعَى أنَّ ربَّ البيتِ قد كَتَبا
    فهذا قَولُنا الآتي
    وهذا سَمْتُ منْ سَبَقا
    وتسألُني عن العمِّ الذي هَرَبا
    فلمْ يألفْ دُموعاً مُرّةً تجري على الخَدِّ
    ولم يعلمْ بِلونِ الطّعنِ في القَدِّ
    وتسألُني عنِ القُربَى
    وكيفَ أَتَوْا وقدْ لَوَّوْا لَنا العُنُقَا
    ولم نكتُمْ لهم طلَبا
    فهلْ نحنُ العِدَى أمْ أعيُنُ الأحبابِ قدْ رمدَتْ
    فهلْ تأْسَى على عَيشٍ أتَى الرَّمَقا
    فما ضَرَّ الكليمَ إذا تخَلّى عن مذارِفِهِ
    فلا تنظُرْ إلى القيدِ الذي جُلِبَا
    وتلكَ هيَ المفازاتُ التي تَنْأَى بِصاحِبِها
    ولن تُطْوَى دفاتِرُنا ولو عَجلُوا
    فإنَّ العُمرَ قد كُتِبا
    فلا تَجْزعْ
    فقدْ نَبَتَتْ مواجِعُنا
    وشمسُ اللهِ طَلَّتْ من خَباياها
    ولا تُرْدَفْ على نارِ القَرابِينِ
    فَخَيلُ الصّبحِ ماضِيَةٌ
    وكُنْ رمحاً على نجمٍ من القَدَرِ
    وإنْ حَاكُوا لكَ الشُّهُبَا



    2-شُقِّي غَيْمَةَ البَلَدِ

    أَلِي أُمٌّ أُناجِيها وتَأْوِيني ؟
    لِتُبكيني عَلَى خِلٍّ مَضَى في الغُرْمِ يَكْويني
    وتذْرِفُ في بَرارينا زُهوراً كُنتُ أَسْقيها
    علَى عَطشٍ وبئرٍ عُطِّلتْ فيها أَوَانيها
    بِرَبّكِ هل تنامينَ اللَّيَاليَ والصِّغارُ جثَوا ؟
    ولم يدرُوا بأنَّ الموتَ خاطبَهم
    أَجِيبيني أَيَا أَمَةً لها عِشرونَ جارِيَةً وثِنتانِ
    فكَمْ منْ قريةٍ لَبِستْ ثِياباً لَمْ تُحَكْ فيها ؟
    وأينَ الإخوةُ العَلاّتُ والأَبُ قادَهُ الغَلَسُ
    لقدْ رحلُوا منَ الأحضانِ وانْدَرسُوا
    أَمِنْ خَوْفٍ؟
    أَمِ الأَقْداحُ يسلبُ برقُها المهَجَا ؟
    فَناديهم
    فقدْ سمِعوا دُموعاً تشخَبُ الوَدَجا
    ألَيْسُوا منْ شِغافِ القلبِ قدْ وُلِدُوا ؟
    بِإسْفينِ اللَّيَالي أطْفأُوا السُرُجَا
    وما تَركوا جُلودَ الضرعِ والشجرِ
    ودسُّوا شوكَهم فينا وعاثُوا في حَشَى التّينِ
    أَتَرْضَينَ الهُمومَ تمورُ في عسلِ البساتينِ ؟
    وتشربُ منْ مَآقيها
    فَلا نامتْ لهمْ عينٌ ولا سَكنتْ لهم قدَمُ
    فقدْ غَبُّوا منَ الشهداءِ والجرحَى
    وما رقَّ الفؤادُ لهم ولا نَدمُوا
    وسَنُّوا رُمحَهم في هُدْبِ عينيكِ
    فهلْ حزنُوا لِخُبزٍ صارَ يقتلُنا؟
    على سكّينِ مسغبةٍ تلوحُ لنا بها أُممُ
    فقُومي إنهم ناموا ولم يدْروا بأنَّ السّيلَ جَرّارُ
    فصمتُكِ كادَ يُنْسينا بِأَنَّا إِخْوةٌ شرِبوا
    منَ الثّديِ الّذِي صَرمُوا
    أَذِيقيهمْ سَوافيَ منْ تُرابِكِ واطْمُسِي العَيْنا
    وحتى أُهدِيَ اللّوزاتِ أُغنيةً تَحِنُّ إلى بلابلِها
    سَليهم عنْ قَوادمِ خَيلِنا تكْبُو وتَرتطمُ
    أَلَمْ تَلِدِي رجالاً يمتطُون البأسَ منْ عدَمِ
    أَمِ الأُسْدُ ارْتَقَى في عرشِها ضَبُّ
    بلِ الأشباهُ قدْ رَكبُوا عناوينَ الْمَحَطّاتِ
    إلى دفْءٍ منَ الوهمِ
    وقد مَطرُوا على وطنٍ لكِ الدّمْعَا
    فَقُومي وامْسَحِي الغَبَشا
    وناديهم
    فكيفَ ترينَهم فعلُوا
    وقدْ ناخُوا عنِ الهِممِ
    فيا ليتَ السّماءَ قَضَتْ ولم تلدِي
    أَإِنْ هجمَ الصّقيعُ على جدارِ البيتِ والسّررِ
    وقدْ طُفِئتْ لكِ النيرانُ في كانونِ مشْتاكِ
    فهلْ تمضينَ للعَجَمِ؟
    وزارتْ فجرَكِ الأسْواطُ والشّرَطُ
    وبلُّوا في ذَرارِينا خَناجِرَهم
    فهلْ تَبقينَ ماضيةً إلى الفزَعِ؟
    وإِنْ عثَرَتْ بنا الطّرقاتُ والنّفَسُ
    ولم يشمخْ لنا ظِلٌّ نلوذُ بهِ
    فهلْ تشقينَ للولدِ؟
    وها أَنَذا سنامُ القبرِ أحملُهُ
    وأحملُ فوقَ أكْتافي سويعاتِ المساجينِ
    فهَلاّ قُمْتِ ترْوِينَ النُّجَيماتِ
    فَشُقِّي غَيمةَ البلدِ
    لأَشْعُرَ أنَّ رَحْلي قدْ تَوَقَّفَ تحتَ زيتوني
    إلى ما أنتِ جالِسةٌ ؟
    أَرَيتِ الدّمعَ في الوحْلِ؟
    وعطرَ الوردِ يهربُ منْ معاطفِهِ
    ألمْ تدرِي بأنَّ الجوعَ ينخُرُ في عراقيبِ الملايينِ
    فإنْ لمْ ترغَبي رُؤْياهُ غَلِّقِ حائطَ القلبِ
    ولا تصْغِي لأحزانٍ ولا تئِدِي
    إلَيكِ عِنادُ فقْري وابْتهالاتُ المجانينِ
    إليكِ دفاترُ الأبناءِ منْ وردٍ على الطينِ
    إليكِ سنابلُ القمحِ
    فلا موتٌ على الوتدِ
    ولا عيشٌ بهِ أمضي
    دَعيني أنْكُشِ الأرضَ التي اشْتاقَتْ إلى قُرصِ الطّواحينِ
    خُذيني ماءَ جذرٍ للريَاحينِ
    أسيرُ على جبيني وارْتعاشاتٌ على عضُدِي
    ومازالتْ صِراعاتُ الدّواوينِ
    على عشرينَ جاريةً وثنتينِ
    فلا رجلٌ ولا شبَهُ
    ألم تلدي ؟



    3-لا وَرْدَ يَحْكِي

    تغورُ البحارُ...فَتشْكُو الرّماحُ
    أَبِالْعينِ تُجْنَى الورودُ ؟
    إنِ النَّحْبُ يعلو...أتُرْوَى البطاحُ ؟
    وهل يبرأُ الحبُّ فينا ؟
    وشمسُ الأغاني تسيلُ عليها الجراحُ
    وهل بالتلاقي تُعادُ الوِهادُ ؟
    أللكأسِ درعٌ يصدُّ الحِرابا ؟
    بلِ العينُ تصفو
    إذا صفَّقَتْها الرّياحُ
    وقمحُ المصيفِ سَيزْهو
    وإنْ أثخَنُوا في الليالي وجاحُوا
    فسيروا بظلِّ الرَّواسي
    فلا ظلَ تحت السياجِ
    تكِئْتُمْ فَطابَ الوسادُ
    سمرتُمْ طويلاً... فنامَ الصباحُ
    وضلَّتْ وعودٌ بثْنَيِ الصُدورِ
    وقلتم عساه يجيءُ الفلاحُ
    جلستم طويلاً لجلبِ البريدِ
    فتاهتْ زهورٌ برسْمِ العهودِ
    ألم ترقبوا كيف طالَ النُّواحُ ؟
    فجُسُّوا خبيزَ الخَوابي
    فإنْ تسمعوها فقولوا :
    (سلاماً سلاما)
    وبُلُّوا من البحرِ ريقَ البلادِ
    فللملحِ لحنُ النَّقاءِ
    فهلاَّ رأيتمْ ضُروعَ السماءِ ؟
    تموجُ اضطرابا
    فلا زرعَ يشدو
    ولا وردَ تهفو إليه المِلاحُ
    وكنتم على حرفِ تيهٍ شُرودا
    ثملتمْ بصوتِ الحُداءِ
    تركتم خيولاً تدُرُّ الدّموعا
    على كلِ شبرٍ يذوبُ انْتهابا
    رضِيتمْ قُعودا
    (سلاما سلاما)
    فرِحتُمْ بلَمْعٍ يثيرُ الشّجونا
    وصرنا نُذَرِّي وفوقَ الرؤوسِ
    غناءَ المصابِ اغْترابا
    لعلَّ الدموعَ تُنَجِّي الدّوالي
    أَرَقْصُ الصبايا يُواسي الأسارَى ؟
    (سلاما سلاما)
    وباتَ الرضيعُ فطيما
    مسحْنا بخبزِ الفطامِ الدّموعا
    وتبكي العصافيرُ عشبَ العشاشِ
    ولم تبغِ قصراً منيعا
    حماماتُنا تذرفُ الموتَ صَمتا
    وللصمتِ دمعٌ يُندِّي الهضابا
    وفرخُ الحبارى يموتُ ارْتِقابا
    رسمتم حدوداً فحادَ الرفيقُ
    لأنفِ الطريقِ أعدُّوا خِطاما
    وجَبُّوا مذاكيرَنا والأُنوفا
    سقطْنا تِباعا
    وصِرْنا حُطاما
    ولم نَشْكُ مَنْ قادَ فينا الرّغيفا
    (سلاماً سلاما)
    نجوبُ البحارَ التماسا
    لخبزٍ وبيتٍ وشمسٍ
    حَضَنَّا الخرابا
    نظرْنا إلى كل صوتٍ ببابِ
    فصَكُّوا الرِّتاجا
    وهِمْنا على لاهياتِ الدّروبِ
    فزادتْ وُعورا
    وأُمٌّ تنوءُ بحملٍ وعيشِ النّكوبِ
    سكبتم على جرحِها دمعَ ثكلى
    ونزْفَ الترابِ
    تُناجي السماءَ
    سَحاباً ثِقالاً تبلُّ الشِّفاها
    وطَلُّ البلادِ يجفُّ اكْتِئابا
    بظلِّ الوصولِ ارتقيتم بِلاها
    ولم نَجْنِ إلا مَتاها
    فَيا َويْلَكم كيف جِئتُم بقيدٍ ومقتٍ
    وما جِئْتموها احتسابا
    وفي البالِ حلمٌ يمورُ انْتقاما
    لعطرٍ بكَتْهُ الغصونُ اشْتياقا
    وبَحرٍ سقتْهُ الجفونُ عيونا
    تموتُ الكرومُ بصمتِ النسورِ
    ونبحِ الكلابِ انتعاشاً لقهري
    ركبتم ظهوراً لوردِ الأماني
    فزلَّ الحصانُ بثوبِ الهوانِ
    وضلَّ الطريقَ ودامَ التَّشكِّي
    فلا ظهرَ أبقَوا
    ولا وردَ يَحْكِي





  • سفانة بنت ابن الشاطئ
    عضو الملتقى
    • 10-11-2010
    • 42

    #2
    [align=right]

    الشاعر ماهر المقوسي كل عام أنت بالف خير بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك وعيد سعيد

    خبر فعلا أسعدني كثيرا وخاصة أن الصديق صقر أبو عيدة هذا الشاعر الرائع الذي يحمل بين

    قلبه وفكره هم كبير لوطن جريح عصره في أبيات مرصعة من الغالي والنفيس ، يكتب بجرأة

    فارس وقوة مقاتل وعنفوان مواطن جبلته أرض فلسطين على عشقها رغم البعد ورغم المسافات

    مبروك صديقي وشاعرنا القدير صقر أبو عيدة وكل عام وأنت بألف خير وعيد سعيد إن شاء الله

    شكرا لك الشاعر ماهر لإطلاعنا على هذا الخبر واهتمامك .

    مودتي وتقديري

    سفـــــــــانة

    [/align]
    التعديل الأخير تم بواسطة سفانة بنت ابن الشاطئ; الساعة 14-11-2010, 22:19.
    [CENTER][IMG]http://www.mbc66.net/upload/upjpg1/D3m94867.jpg[/IMG][/CENTER]

    [CENTER][FONT=Traditional Arabic][COLOR=dimgray][B][COLOR=black]القلــب[/COLOR][COLOR=red] محبــرة[/COLOR][COLOR=green] الوجــد[/COLOR][COLOR=dimgray] ~~[/COLOR] [COLOR=black]الحــرف[/COLOR][COLOR=red] إلهـــام[/COLOR][COLOR=green] الرمــاد[/COLOR][/B][/COLOR][/FONT] [/CENTER]

    تعليق

    • صقر أبوعيدة
      أديب وكاتب
      • 17-06-2009
      • 921

      #3
      [align=center]
      الحبيب ماهر
      بوركت أين كنت وأينما حللت
      جهد بذلته لأخيك كان من سعادته
      شكرا لك وكل عام وأنت بخير
      [/align]

      تعليق

      • صقر أبوعيدة
        أديب وكاتب
        • 17-06-2009
        • 921

        #4
        [align=center]
        المشاركة الأصلية بواسطة سفانة بنت ابن الشاطئ مشاهدة المشاركة
        [align=right]
        المشاركة الأصلية بواسطة سفانة بنت ابن الشاطئ مشاهدة المشاركة

        الشاعر ماهر المقوسي كل عام أنت بالف خير بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك وعيد سعيد

        خبر فعلا أسعدني كثيرا وخاصة أن الصديق صقر أبو عيدة هذا الشاعر الرائع الذي يحمل بين

        قلبه وفكره هم كبير لوطن جريح عصره في أبيات مرصعة من الغالي والنفيس ، يكتب بجرأة

        فارس وقوة مقاتل وعنفوان مواطن جبلته أرض فلسطين على عشقها رغم البعد ورغم المسافات

        مبروك صديقي وشاعرنا القدير صقر أبو عيدة وكل عام وأنت بألف خير وعيد سعيد إن شاء الله

        شكرا لك الشاعر ماهر لإطلاعنا على هذا الخبر واهتمامك .

        مودتي وتقديري

        سفـــــــــانة

        [/align]

        سفانة بنت ابن الشاطئ
        الشاعرة الراقية ابنة الأكرمين
        شكرا لهذا المباركة الطيبة من أخت لها في القلب مكان الأخوة والمحبة
        دمت لنا مشجعة مبدعة معطاءة
        وكل عام وأنت بخير
        [/align]

        تعليق

        • عيسى عماد الدين عيسى
          أديب وكاتب
          • 25-09-2008
          • 2394

          #5
          الأخ ماهر ، مشكورة جهودك
          ومبارك لشاعرنا صقر

          لكن يا أخي هنا لقصائد الدواوين ، أما الأخبار فهي في دفتر أحوال الكتّاب

          سنضع بقية القصائد إذاً

          لكما التحية و المودة و الياسمين

          تعليق

          • عيسى عماد الدين عيسى
            أديب وكاتب
            • 25-09-2008
            • 2394

            #6
            مَرَايَا الْخَوف
            صقر أبوعيدة
            عَلى طَرَفٍ مِنَ الدُّنْيَا كَسَونَا الرُّوحَأَوهَامَا
            وَصِرْنَا نَظْعَنُ الأَوطَانَ في صَمْتٍ وَنَسْكُنُ فيحَقَائِبِنَا
            فَأَلْقَوا طُوبَةَ الطُّرُقَاتِ في أَعْنَاقِنَازَرَدَا
            وَهَمَّتْ كُلُّ نَاحِيَةٍ تُرِيدُ الْفَوتَوَانْهَمَكَتْ تَلُفُّ لِحَافَهَا..
            وَالرِّيحُ تَمْلأُ ثَغْرَهَازَبَدَا
            أَيَا امْرَأَةً تَقَوَّسَ ظِلُّهَا وَانْشَقَّ مِنْعَتَمَاتِهَا شَعْبٌ يَلُوكُ الْمَوتَ مَرَّاتٍ
            وَمَرَّاتٍ يُبَدِّلُ مَوتَهُكَمَدَا
            لِمَ الأَنْبَاءُعَقْرَى..
            لَيسَ في أَيَّامِهَا خَبَرٌ نُكَحِّلُ مِنْ مَرَاوِدِهِرُمُوشَ الصُّبْحِ وَالعُرُبَا
            أُعَاتِبُ فِيكِ إِخْوَةَ يُوسُفَ الْعَرَبِيِّ إِذْصَنَعُوا أَرَاجِيزَ الْمَهَانَةِ وَاكْتَفَوابِاللَّومِ..
            قَالُوا عِنْدَ كُلِّخَطِيئَةٍ..
            مِفْتَاحُ عَودَتِكُمْ يُثِيرُ الْجَمْعَ وَالأَخْوَالُأَلْقَوا دُونَنَا الْحُجُبَا
            رَأَيتُكِ في ثَنَايَا الْهَمِّ عَارِيَةً مِنَالأَبْنَاءِ وَالأَنْسَابِ..
            تَحْتَطِبِينَ في غَسَقِ الْعِدَى حَصَبَ الأَتُونِوَتُشْعِلينَ يَدَيكِ وَالْوَلَدَا
            وَتَنْتَظِرِينَ جَذْوَةَ نَجْمَةٍ شَرَدَتْ مِنَالأَحْلامِ..
            وَالْعَينُ اكْتَوَتْ شَعْبَاً يَجِيشُ وَيَبْلَعُالْوَقَدَا
            رَأَيتُكِ في مَرَايَاالْخَوفِ..
            وَالنِّيرُ اعْتَلَى عُنُقَ الْبِلادِ وَتَحْصُدِينَغُبَارَ فُرْقَتِنَا..
            وَمَا في لُبِّهَا مَاءٌ يَبُلُّ الرِّيقَوَالْعَضُدَا
            عَذَارَى تَخْتَفِي خَلْفَالدُّمُوعِ..
            قُلُوبُهَا مُلِئَتْ بِمِلْح الْحَلْقِ يَثْقُبُصَمْتُهَا جُدُرَ اللَّيَالِي..
            وَاللَّيَالِي تَمْتَطْيبَلَدَا
            حِبَالُ الشَّمْسِ نَتْرُكُهَا لِمَنْيَهْوَى
            نُفَكِّكُ عُرْوَةَ التَّارِيخِ نَنْثُرُهَافَتَنْبُتُخَيمَةُ الأَجْدَادِ بُلْدَانَا
            رَأَيتُكِ أُمَّةً رَقَصَتْ عَلَى جُرُفٍ يَشُقُّالدَّارَ أَقْوَامَاً
            وَلَمْ تُلْقِي لَهَاعَصَبَا
            فَمَنْ أَعْطَاكِ هَذَاالصَّمْتَ..
            وَالْبَلْوَى تَغَدَّتْ مِنْ جَوَانِبِ بَيتِكِالْكَابِي وَكَانَ عَشَاؤُهَا بَلَدَا
            فَقُولِي أَيُّ دَمْعٍ يُطْفِئُالأَجْدَاثَ..
            فَالْمَوتَى تُقَلِّبُ عَظْمَهَاغَضَبَا
            تُنَادِي أُمَّةً ظَعَنَتْ وَلَمْ تَتْرُكْ وَرَاءَظُهُورِهَا أَحَدَا
            وَمَا تَدْرِينَ كَيفَ تَسِيرُ أَفْئِدَةٌ عَلَى دَرْبِالسَّرَابِ..
            وَذَاكَ بَحْرٌ يَخْتَفِي مِنْلَونِهِ..
            وَالشَّطُّ تَبْتَعِدِينَ عَنْ صَخَرَاتِهِهَرَبَا
            عَلَى مِفْتَاحِ قَرْيَتِنَا نَمُدُّ الْخَطْوَ نَنْهَلُمِنْ أَمَانِينَا
            فَتَرْقُصُ في غَوَائِلِنَا جَرَادُ الْبِيدِ تَدْخُلُمِنْ شَبَابِيكِ الْخَوَاطِرِ تَفْتِنُ الْفِرَقَا
            عَلَى جُدْرَانِ عَودَتِنا نُعَلِّقُ سَرْجَنَجْمَتِنَا..
            وَصُورَةَ قَرْيَةٍ نَعَسَتْ وَلَمْ تَحْسِبْ لَهَاأَمَدَا
            خُذِينِي في صَلاتِكِ دَمْعَةً حَدَرَتْ عَلَى وَطَنٍوَمُتَّكَأَ
            سَعُوطُ الْجَدِّ نُلْقِمُهُ مَعَانِينَا فَيَشْخَبُ في مَوَاجِعِنَاحَلِيبُ الرَّفْضِ..
            نَسْكُبُهُ عَلَى دَمْعَاتِنِا فَتُحِيلُهَابَرَدَا
            وَنَخْلَعُ مِنْ جَبِيرَتِنَا عِظَامَالصَّبْرِ..
            نَرْبِطُهَا بِأَوْرِدَةٍ سَقَينَاهَا دُمُوعَ التِّينِوَالزَّيتُونِ تَرْتِيلاً بِهِ صَدْعٌ وَمِيعَادٌ
            وَمِفْتَاحٌ يُكُلِّمُ لَهْفَةً تًهْفُو لِدَالِيَةٍتُغَنِّي لِلْعَصَافِيرِ الّتِي طَرِبَتْ إلى صُبْحٍ تَفَلَّقَ مِنْ إِهَابِاللَّيلِ مَدَّ يَدَا






            هَلْ يَغْسِلُ الْبَحْرُ مَا اسْتَحَتْ مِنْهُالْقُبُور؟
            صقر أبوعيدة
            تِلْكَ الْقُرَى نَفَرَتْ وَظَنَّتْ خَطْبَهَا بَلَغَالْمُرَادْ
            فَعَتَتْ عَنِ الأَمْرِ الْعَتِيقْ
            وَخَلَتْ قُلُوبُ الْعَارِفينَ مِنَالرَّشَادْ
            وَالْوَقْتُ لَمْ يَجْلِسْ لَنَا حَتَّى نُخَبِّئَ ضَعْفَنَا
            فَتَكَاثَرَتْ مِنْ بَينِ أَيدِينَا عَنَاوِينُالْبِلادْ
            وَتَقَطَّعَتْ قُدَّامَنَا سُبُلُ الرُّؤَى
            وَاحْتَلَّنَا لَيلٌ يُوَارِي خَنْجَرَاً مَسْمُومَ نَصْلٍ فيالسَّوَادْ
            هَلاَّ سَأَلْتُمْ قَرْيَةً فَقَدَتْ بِخَاطِرِهَا عَلامَاتِالطَّرِيقْ
            لِمَ نَاحَ عُصْفُورٌ عَلَى أُمٍّ بَكَتْ نَعْشَالسَّلامْ؟
            وَتَنَاثَرَتْ لُغَةُ السَّمَاءِ عَلَى مَجَانِيقِالْهَوَى؟
            لا تَجْأَرُوا
            هَلْ تَعْلَمُونَ شُعُوبَ ظُلْمٍ كَيفَ جَاءُوامُشْهِرِينْ؟
            رَايَاتِ حُبٍّ وَانْتِشَاءْ
            مِنْ طَيبَةَ انْطَلَقَتْ أَغَارِيدُ الفَلاحْ
            نَثَرَتْ مِنَ الإِيمَانِ مَا يَرْوِي ابْتَسَامَاتِالزُّرُوعْ
            لَمَّا تَعَلَّقَ حُبُّهَا بِالْوَحْيِ وَالْكَلِمِالأَثِيرْ
            سَلِمَتْ لَهَا
            أَعْنَاقُ أَرْضٍ لَمْ تَكُنْ غَسَلَتْ لَهَا وَجَهَ الْخُنُوعْ
            وَتَعَلَّمَتْ في ظِلِّهَا لِمَنِالْخُشُوعْ
            تِلْكَ الْقُرَى نَفَرَتْ وَمَا لَبِثَتْتَحِيدْ
            دَخَلَتْ سَرَادِيبَ اخْتَلَتْ فِيهَا هُرُوبَاًلِلسُّجُودْ
            عَبَدُوا الْخَوَاءَ عَلَى خِلافِالأَوَّلِينْ
            ظَنُّوا بِخَلْوَتِهِمْ خُلُودْ
            فَتَفَرَّقَتْ بِهِمُ الدُّرُوبْ
            وَمَرَاكِبُ الشَّطَحَاتِ أَلْقَتْ عِنْدَهُمْ رَفْشَالْخَرَابْ
            حَفَرُوا بِهَا أَجْدَاثَهُمْ وَاللّغْوُ يَسْكُنُ فيالْقِبَابْ
            وَتَوَارَثُوهَا في التَّمَنِّيوَالْعِتَابْ
            دُنْيَا دَنَتْ
            وَبِخَمْرِهَا يَتَطَهَّرُونْ
            رَقَصَتْ لَهُمْ عُرْيَانَةً فَتَمَزَّقَ الثَّوبُالْغَلِيظْ
            قُمُصٌ وَأَثْوَابٌ لَهَا رِدْنُ الْهَوَى
            حَسِبُوا أَنِ الأَنْفَالَ تَأْتِي دُونَ مَا رُؤْيَاحَرِيقْ
            أَوَلَمْ يَرَوا أَنَّ الْبِلادَ تَلَوَّنَتْ بِالدَّمْعِ يَومَ تَقَلَّدُواأَمْرَ الْعَبِيدْ
            مِنْ جِلْدِنَا قَدَّتْ عُلُوجٌ خُرْجَهَا
            وَالْخَيطُ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدْ
            فَتَقَطَّعَتْ سُبُلُ اللّقَا بَينَ الأُمُومَةِوَالْوَلِيدْ
            تِلْكَ الْقُرَى
            أَوتَادُهَا مَغْرُوزَةٌ وَيَخُطُّهَا قَلَمُالرَّفِيقْ
            حَسِبَتْ لِقَاءَ السِّرِّ يَعْبَقُبِالرَّحِيقْ
            لا تَجْأَرُوا
            فَالْقَومُ تَخْبُو نَارُهُمْ يَومَاً كَمَا أَفِلَتْعُرُوشْ
            أَوَلَمْ تَكُنْ تِلْكَ الْقُرُونُ قَدِ اخْتََفَتْ مِنْهاالشُّمُوسْ
            فَلَهُمْ مِنَ الأَمْثَالِ مَا يَكْفِي لِيَرْجِعَ كُلُّ خَتَّارٍشَمُوسْ
            لَكِنَّهَا لَمْ تَدْرِ أَينَ تَسِيرُ أَوْ تَمْضِي بِهَا تِلْكَالطَّرِيقْ
            رُسِمَتْ لَهَا بِلَذَاذَةِ الْعَيشِالْيَؤُوسْ
            وَكَأَنَّهَا شَرِبَتْ عُصَارَةَ ذِلَّةٍ تَكْسُوالرُّؤُوسْ
            حَتَّى اسْتَحَتْ مِنْهَا الْقُبُورْ
            أَوَلَمْ تَكُونُوا أُمَّةً خَلَصَتْ لَهَا الدُّنْيَاتَخُورْ
            تِلْكَ الْقُرَى مَشْحُونَةٌ بِالصَّمْتِ وَاللُّغَةِ الَّتي في حَرْفِهَامَاضٍ يَفُورْ
            وَقُلُوبُهُمْ عِنْدَ الْمَلامِ تَوَجَّعَتْ
            لِمَ يلْبِسُونَ لِسَانَهُمْ لَحْنَالْهَوَانْ؟
            قَضَمُوا بَرِيقَ الْفَجْرِ فَانْطَفَأَتْ أَنَابِيبُالضِّيَاءْ
            عَجَباً لَهُمْ
            يَثْنُونَ أَشْفَارَ السُّيُوفِ وَيَشْرَبُونَ مِنَالْجُفُونْ
            وَدِثَارُهُمْ رِيحٌ لَهَا صَبُّ النَّوَى
            وَالْبُؤْسُ يَنْشُرُ جُنْدَهُ بَينَالْعِظَامْ
            وَالأُمُّ تُلْقِي ضِلْعَهَا دِفْئَاً عَلَى عُشِّالْحَمَامْ
            أَوَلَمْ يَرَوا أَنَّ الْقُرُونَ خَلَتْ عَلَى بُسُطٍ مِنَ الْحُطَمِالَّتي
            لَمْ يَنْظُرُوهَا في الْمَنَامْ؟
            يَا أُمَّةً خَذَلَتْ بَنِيهَا وَاصْطَفَتْ عَجَمَالْكَلامْ
            لا تَجْأَرُوا بِاللَّومِ وَالعَتْبِ الَّذِي يُرْدِيالْقِيَامْ
            تِلْكَ الْقُرَى نَسَلَتْ خُيُوطَ الْفَجْرِ مِنْ عَينِالْبِلادْ
            حَاكَتْ بِهَا ثَوبَ الرَّدَى
            وَتَوَضَّأَتْ بِالْهُونِ وَاسْتَحْلَتْ مِنَ الأَلَمِالْعِيَاطْ
            وَالْخَوفُ يُنْسِيهَا لِقَاءَ الْفَرْضِ مِنْ أَثَرِالسِّيَاطْ
            أَلْقَتْ نَوَاصِيهَا عَلَى عَتَبَاتِ ذَيَّاكَالْغَرِيبْ
            وَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ بِالْغُسْلِ في صَمْتِالأَنَامْ
            لا بَحْرَ يَغْسِلُ مَنْ بَنَى بُؤَرَالظَّلامْ


            تعليق

            • عيسى عماد الدين عيسى
              أديب وكاتب
              • 25-09-2008
              • 2394

              #7
              وَمَا يُبْكِيكَ يَا وَلَدِي؟
              صقر أبوعيدة
              وَمَا يُبْكِيكَ يَاوَلَدِي؟
              أَبُوكَ مَشَى عَلَى طُرُقٍ..
              وَيَحْسَبُ أَنَّهَا تَهْدِي إلى الْعَينِ الَّتي كَانَتْ عَلَى مَرْمًىمِنَ السُّقْيَا
              لِيَغْرِفَ مِنْ مَرَارَتِهَا أَغَانِيَ تَكْشِفُالرُّؤْيَا
              وَيَغْرِسَ في شِغَافِ الأَرْضِ آيَاتٍ بِهَاالْعُتْبَى
              عَسَى أَنْ تُزْهِرَ الْبَسَمَاتُ في عَينٍ لَنَارَمَدَتْ
              وَمَا يُبْكِيكَ يَاوَلَدِي؟
              أَتَبْكِي دَالِيَاتٍ في عَرَائِشِهَا؟
              وَصَوتُ الرِّيحِ تَزْفِرُ في الْمَرَاعِي وَالطُّيُورُ بَكَتْ عَلَى صَوتٍ
              رَأَينَاهُ عَلى خَدٍّ مِنَ الْمِلْحِ الْمُعَتَّقِ في الْفَوَاخِيرِالَّّتي كُسِرَتْ
              وَتَسْكُنُهَا الْعَصَافِيرُ الّتي رَدَمُواصَيَاصِيهَا
              وَلَمْ يَدْفَأْ لَهَا حِضْنٌ..
              فَمَنْ يُلْقِي لَها حَبَّ الطَّوَاحِينِ الّتيحُبِسَتْ؟
              وَمَا يُبْكِيكَ يَاوَلَدِي؟
              أَحَارَتُنا الّتي سَكَتَتْ بِهَا الأَعْرَاسُ وَانْكَفَأَتْ
              تُعَبِّئُ قَلْبَها وَجَلاً عَلى وَلَدٍ يُنَادِي حَائِرَاًأَبَتِي
              وَحَنْجَرَةٌ لَهُ مَجِلَتْ عَلى مَرْأَى مِنَ الدُّنْيَا الّتيصَمَتَتْ..
              عَلى حَبْسِ الْحُدُودِ وَفَرْحَةٍ سُرِقَتْ
              وَمَا يُبْكِيكَ يَاوَلَدِي؟
              فَتِلْكَ صَحَائِفُ الأَخْبَارِ أَلْقَتْ في مَرَاسِينَا صُخُورَالْهَدْمِ..
              يَومَ أَتَتْ مَرَاكِبُهمْ تُزَخْرِفُ في جَرَائِدِهِمْ تَصَاوِيرَالْحِكَاياتِ الّتي رُسِمَتْ عَلى الْحِيطَانِ لَحْمَاً وَالْعِظَامُ بَدَتْ
              وَمَا يُبْكِيكَ يَاوَلَدِي؟
              فَتَارِيخُ الْجُدُودِ يُغَلِّقُ الأَبْوَابَ في وَجْهِ التَّضَارِيسِ الّتينُحِتَتْ
              بِحَدِّ اللَّيلِ والْعَثَرَاتِ وَالْهَرْجِ الّذِي صَارَتْ لَهُطُرُقٌ
              وَفَتْوَى مِنْ سَفِيهِ الْقَومِلِلأَصْنَامِ..
              كَيْ تُلْقَى ذَبَائِحُهُمْ عَلَى النُّصُبِ الّتيرُفِعَتْ
              وَمَا يُبْكِيكَ يَاوَلَدِي؟
              قَذَفْتَ الصَّرْخَةَ الْبُرْكَانَ وَالْفَمُ كَانَ مَقْفُولاً بِأَيدٍ مِنْدُرُوعِ الْجَيشِ حَتَّى لا تَقُولَ أَبِي
              لَفِي سِجْنٍ أَحَبُّ إِلَيهِ مِنْ عَلَمٍ يُرَفْرِفُ رِيحُهُ وَهْمَاًوَلَو عَبِقَتْ
              وَمَا يُبْكِيكَ يَاوَلَدِي؟
              أَتَعْلَمُ أَنَّهُمْ نَفَرُوا عَلَى الصَّرَخَاتِ وَالدَّمْعِ الّذِيخَلَعُوهُ مِنْ عَينَيكَ حِينَ تَلَتْ شِفَاهُ أَبِيكَيَاوَلَدِي
              وَيَعْلَمُ أَنَّ فِيكَ رُجُولَةً تَطْفُو عَلَى سَطْحِ الْجَنَازِيرِ الّتيخَطَفَتْ
              وَمَا يُبْكِيكَ يَاوَلَدِي؟
              فِإنْْ فَرَضُوا عَلَيكَ رِهَانَهُمْرَبِحُوا
              وَإِنْ عَلِمُوا بِأَنَّ أَبَاكَ لَمْ يَحْزَنْ عَلَى وَلَدٍ يَسُوقُدُمُوعَهُ غَدَقَاً
              فَقَدْ يَأْتُونَ قَبْلَ بُلُوغِكَ الْحُلُمَ الّذِي سَرَقُواطُفُولَتَهُ
              فَلا تَيأَسْ وَإِنْ حَفَرَتْ لَكَ الدُّنْيَا سَبِيلَالْغَيِّ وَارْتَحَلَتْ
              وَمَا يُبْكِيكَ يَاوَلَدِي؟
              أَجَارُ الْحَيِّ لَمَّا أَشْغَلَ الأَنْفَاسَ تَبْحَثُ عَنْ رَغِيفِالْخُبْزِ بِالصَّمْتِ الْمُهِينِ فَيَمْتَطِي أَعْنَاقَهُمْفَرَقَاً؟
              وَلَمْ يَنْظُرْ إلى رَحِمٍ يَرَاهَا جَارَةًنَشَزَتْ
              وَمَا يُبْكِيكَ يَاوَلَدِي؟
              فَطَمْتُكَ مِنْ جُذُورِ اللَّوزِ وَالأَرْضِ الّتيحَبِلَتْ
              بِأَلْغَامٍ يُغَطِّيهَا تُرَابُ الْقَبْرِ تَنْثُرُهُ أَيَادٍ مِنْقَرَابَتِنَا
              فَلا رُفِعَتْ لَهُمْ أَيدٍ وَلا حَفَلَتْ
              وَمَا يُبْكِيكَ يَاوَلَدِي؟
              أَطِفْلٌ أَنْتَ أَمْ جَبَلٌ؟
              فَقُمْ جَمِّدْ سَحَابَ الدَّمْعِ وَاقْذِفْهَارَصَاصَاتٍ
              وَدَوِّنْهَا عَلى الْحِيطَانِ وَالطُّرُقَاتِ لِلآتِينَ حِينَ مَلامَةِالشُّهَدَاءِ..
              أَسْمِعْهمْ بِمَنْ أََقْنَى مَعَاطِفَ جُنْدِهِمْ لَونَاً بِحَجْمِالذُّلِّ..
              َقَدْ سَكَنُوا حَدِيدَاً في مَخَابِئِهِمْ
              وَلَمْ تَهْدَأْ لَهُمْ دَبَّابَةٌ يَومَاً أَوِاسْتَحْيَتْ





              هَلْ يَغْسِلُ الْبَحْرُ مَا اسْتَحَتْ مِنْهُالْقُبُور؟
              صقرأبوعيدة

              تِلْكَ الْقُرَى نَفَرَتْوَظَنَّتْ خَطْبَهَا بَلَغَالْمُرَادْ
              فَعَتَتْ عَنِ الأَمْرِالْعَتِيقْ
              وَخَلَتْ قُلُوبُالْعَارِفينَ مِنَ الرَّشَادْ
              وَالْوَقْتُ لَمْ يَجْلِسْ لَنَا حَتَّى نُخَبِّئَ ضَعْفَنَا
              فَتَكَاثَرَتْ مِنْ بَينِأَيدِينَا عَنَاوِينُ الْبِلادْ
              وَتَقَطَّعَتْ قُدَّامَنَا سُبُلُالرُّؤَى
              وَاحْتَلَّنَا لَيلٌيُوَارِي خَنْجَرَاً مَسْمُومَ نَصْلٍ فيالسَّوَادْ
              هَلاَّ سَأَلْتُمْقَرْيَةً فَقَدَتْ بِخَاطِرِهَا عَلامَاتِالطَّرِيقْ
              لِمَ نَاحَ عُصْفُورٌعَلَى أُمٍّ بَكَتْ نَعْشَ السَّلامْ؟
              وَتَنَاثَرَتْ لُغَةُ السَّمَاءِ عَلَى مَجَانِيقِالْهَوَى؟
              لاتَجْأَرُوا
              هَلْ تَعْلَمُونَ شُعُوبَظُلْمٍ كَيفَ جَاءُوا مُشْهِرِينْ؟
              رَايَاتِحُبٍّ وَانْتِشَاءْ
              مِنْ طَيبَةَ انْطَلَقَتْأَغَارِيدُ الفَلاحْ
              نَثَرَتْمِنَ الإِيمَانِ مَا يَرْوِي ابْتَسَامَاتِالزُّرُوعْ
              لَمَّا تَعَلَّقَ حُبُّهَابِالْوَحْيِ وَالْكَلِمِ الأَثِيرْ
              سَلِمَتْلَهَا
              أَعْنَاقُ أَرْضٍ لَمْتَكُنْ غَسَلَتْ لَهَا وَجَهَ الْخُنُوعْ
              وَتَعَلَّمَتْ في ظِلِّهَالِمَنِ الْخُشُوعْ
              تِلْكَ الْقُرَى نَفَرَتْوَمَا لَبِثَتْ تَحِيدْ
              دَخَلَتْسَرَادِيبَ اخْتَلَتْ فِيهَا هُرُوبَاًلِلسُّجُودْ
              عَبَدُوا الْخَوَاءَ عَلَىخِلافِ الأَوَّلِينْ
              ظَنُّوا بِخَلْوَتِهِمْخُلُودْ
              فَتَفَرَّقَتْ بِهِمُالدُّرُوبْ
              وَمَرَاكِبُ الشَّطَحَاتِأَلْقَتْ عِنْدَهُمْ رَفْشَالْخَرَابْ
              حَفَرُوا بِهَاأَجْدَاثَهُمْ وَاللّغْوُ يَسْكُنُ فيالْقِبَابْ
              وَتَوَارَثُوهَا فيالتَّمَنِّي وَالْعِتَابْ
              دُنْيَادَنَتْ
              وَبِخَمْرِهَايَتَطَهَّرُونْ
              رَقَصَتْ لَهُمْعُرْيَانَةً فَتَمَزَّقَ الثَّوبُالْغَلِيظْ
              قُمُصٌ وَأَثْوَابٌ لَهَارِدْنُ الْهَوَى
              حَسِبُوا أَنِ الأَنْفَالَتَأْتِي دُونَ مَا رُؤْيَا حَرِيقْ
              أَوَلَمْيَرَوا أَنَّ الْبِلادَ تَلَوَّنَتْ بِالدَّمْعِ يَومَ تَقَلَّدُوا أَمْرَالْعَبِيدْ
              مِنْ جِلْدِنَا قَدَّتْعُلُوجٌ خُرْجَهَا
              وَالْخَيطُ مِنْ حَبْلِالْوَرِيدْ
              فَتَقَطَّعَتْ سُبُلُاللّقَا بَينَ الأُمُومَةِوَالْوَلِيدْ
              تِلْكَالْقُرَى
              أَوتَادُهَا مَغْرُوزَةٌوَيَخُطُّهَا قَلَمُ الرَّفِيقْ
              حَسِبَتْلِقَاءَ السِّرِّ يَعْبَقُبِالرَّحِيقْ
              لا تَجْأَرُوا
              فَالْقَومُ تَخْبُونَارُهُمْ يَومَاً كَمَا أَفِلَتْعُرُوشْ
              أَوَلَمْ تَكُنْ تِلْكَالْقُرُونُ قَدِ اخْتََفَتْ مِنْهاالشُّمُوسْ
              فَلَهُمْ مِنَ الأَمْثَالِمَا يَكْفِي لِيَرْجِعَ كُلُّ خَتَّارٍشَمُوسْ
              لَكِنَّهَا لَمْ تَدْرِأَينَ تَسِيرُ أَوْ تَمْضِي بِهَا تِلْكَالطَّرِيقْ
              رُسِمَتْ لَهَابِلَذَاذَةِ الْعَيشِ الْيَؤُوسْ
              وَكَأَنَّهَا شَرِبَتْ عُصَارَةَ ذِلَّةٍ تَكْسُوالرُّؤُوسْ
              حَتَّى اسْتَحَتْ مِنْهَاالْقُبُورْ
              أَوَلَمْ تَكُونُواأُمَّةً خَلَصَتْ لَهَا الدُّنْيَاتَخُورْ
              تِلْكَ الْقُرَىمَشْحُونَةٌ بِالصَّمْتِ وَاللُّغَةِ الَّتي في حَرْفِهَا مَاضٍيَفُورْ
              وَقُلُوبُهُمْ عِنْدَالْمَلامِ تَوَجَّعَتْ
              لِمَيلْبِسُونَ لِسَانَهُمْ لَحْنَالْهَوَانْ؟
              قَضَمُوا بَرِيقَالْفَجْرِ فَانْطَفَأَتْ أَنَابِيبُالضِّيَاءْ
              عَجَباًلَهُمْ
              يَثْنُونَ أَشْفَارَالسُّيُوفِ وَيَشْرَبُونَ مِنَالْجُفُونْ
              وَدِثَارُهُمْ رِيحٌ لَهَاصَبُّ النَّوَى
              وَالْبُؤْسُ يَنْشُرُجُنْدَهُ بَينَ الْعِظَامْ
              وَالأُمُّ تُلْقِي ضِلْعَهَا دِفْئَاً عَلَى عُشِّالْحَمَامْ
              أَوَلَمْ يَرَوا أَنَّالْقُرُونَ خَلَتْ عَلَى بُسُطٍ مِنَ الْحُطَمِالَّتي
              لَمْ يَنْظُرُوهَا فيالْمَنَامْ؟
              يَا أُمَّةً خَذَلَتْبَنِيهَا وَاصْطَفَتْ عَجَمَالْكَلامْ
              لا تَجْأَرُوا بِاللَّومِوَالعَتْبِ الَّذِي يُرْدِيالْقِيَامْ
              تِلْكَ الْقُرَى نَسَلَتْخُيُوطَ الْفَجْرِ مِنْ عَينِالْبِلادْ
              حَاكَتْ بِهَا ثَوبَالرَّدَى
              وَتَوَضَّأَتْ بِالْهُونِوَاسْتَحْلَتْ مِنَ الأَلَمِالْعِيَاطْ
              وَالْخَوفُ يُنْسِيهَالِقَاءَ الْفَرْضِ مِنْ أَثَرِالسِّيَاطْ
              أَلْقَتْ نَوَاصِيهَاعَلَى عَتَبَاتِ ذَيَّاكَ الْغَرِيبْ
              وَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ بِالْغُسْلِ في صَمْتِالأَنَامْ
              لا بَحْرَ يَغْسِلُ مَنْبَنَى بُؤَرَ الظَّلامْ


              تعليق

              • عيسى عماد الدين عيسى
                أديب وكاتب
                • 25-09-2008
                • 2394

                #8
                هَامَان.. وَقَدْ أَبْهَجَهُالسَّراب!!
                صقر أبوعيدة
                نَشَلُوا جُذُورَ الضَّوءِ مِنْ شَمْسِالْبِلادْ
                قَالوُا مَوَاسِمُهَا انْتَهَتْ
                وَنَخَافُ أَنْ تَتَمَلْمَلَ الْحَسَرَاتُ في رُوحِالْعِبَادْ
                أَوْ تَأْتِيَ الرِّيحُ الْخَبِيئَةُبِالْفَسَادْ
                هَامَانُ يَاهَامَانُ قَدْ نَبْنِي لَهُمْ وَكْرَاً يَقِيهِمْحُبَّنَا
                فَارْسُمْ لَهُمْ مِنْ أَمْرِنَا
                دَرْبَ الرَّشَادْ
                وَانْحَتْ لَهُمْ صُوَراً تَقُولُ أَنَا اللَّيَالِيوَالضِّيَاءْ
                لا تَسْأَمُوا مِنْ دَامِسٍ مَدَّ الْعَبَاءَةَ فَوقَ مِصْبَاحِالنَّهَارْ
                لا تَسْأَلُوا عَمَّا يَقَولُ الْمُفْسِدُونَلِشِرْعَتِي
                إِنْ تَسْأَلُوا نُرْسِلْ لَكُمْ سُنَنَالْخَرَابْ
                أَوَلَمْ تَرَوا مَاذا فَعَلْنَا بِالَّذِي شَقَّ السُّكُونَبِلَيلَتي
                ثُمَّ اسْتَمَالْ
                مِنْ حَقْلِنَا زَغَبَ الغُصُونِ وَهَامَ يَلْعَقُ فيالرِّمَالْ
                وَالْمَاءُ عِنْدِي لَيْسَ صَعَباً أن يُنَالْ
                هَاتُوا دِلاءَ مَحَبَّتِي
                لا تَشْتَكُوا مِنْ سُنَّتِي
                قَدْ أُغْلِقُ الأَبْوَابَ رَدْمَاًلِلسُّؤَالْ
                لا تَنْخَسُوا زَهَرَاتِكُمْ في عُدْوَتِي
                وَلْتَتْرُكُوا تِلْكَ النَّوَاشِزَلِلزَّمَانْ
                أَوْ تَلْعَقُوا ظِمْءَ الْحَيَاةْ
                إِنْ تَنْتَهُوا نَقْفِلْ لَكُمْ نَهْرَالْعَذَابْ
                مَا عِنْدَكُمْ مِنْ مَلْجَأٍ تَحْبُونَ فِيهِ عِنْدَمَا أَذْروالسِّهَامْ
                *****
                وَيَقُولُ أَمْثَلُهُمْ عَلَينَا نِقْمَةً
                ذَرْنِي أَدُسُّ لَهُمْ مَنَافِيَ وَابْتِهَاجَاًبِالسَّرَابْ
                يَاحَسْرَةً عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونْ
                يَومَاً وَتَشْخَصُ مِنْ جَوَانِبِهَا الْعُيُونُ فَلاتَرَى
                إِلا سَوَادَاً في خِبَاءْ
                أَفَلا أَدُلُّ شَفِيعَكُمْ لِلْهَمْسِ في أُذُنِالْخِصَامْ
                كَيْ يَنْتَهُوا مِنْ حُلْمِهِمْ
                وَيَذُوبَ عُمْرُ الرَّاقِصِينَ عَلَى طَرِيقِيبِالدِّمَاءْ
                هِيَ حَالُهُمْ
                وَأَقُولُ أَشْوِي مَنْ يُبَدِّلُ لَحْنَ عَرْشِي تَحْتَ ظِلِّيلِلْوِلاءْ
                هَلْ عِنْدَكُمْ غَيرُ الإِيَابْ
                فَاسْتَشْفِعُونِي أَرْضَهُ نَغَمَاً لَكُمْ
                أََوَ صَمْتُكُمْ يَخْفَى عَلَيَّ وَمَا أَنَا إِلا طَرِيقٌلِلْعَذَابْ؟
                *****
                تِلْكَ الأَسَافِينُ انْتَشَتْ فَوقَ التَّرَاقِي مَا أَتَتْ نَحْوَالصَّوَابْ
                يَا مَنْ تَرَونَ بَلاءَكُمْ زُلْفَى لِمَنْ بَلَعَالنِّفَاقْ
                يَشْرِي لَكُمْ وَهَجَ السَّحَابْ
                وَالْمُزْنُ يَرْجُفُ حَبُّهُ بَينَالغُيُومْ
                يَهْوِي وَيَفْتُقُ ثَوبَ حَرْثٍ بَعْدَمَا يَبْلَىالْغِطَاءْ
                وَيقَولَ هَذِي مِنَّتِي
                فَيَدِي عَلَيكُمْ نِعْمَتِي
                وَتَرَونَ قُرْبِي كَيفَ يَأْتِيبِالنَّمَاءْ
                *****
                هَذِي الْمَغَالِيقُ افْتَرَتْ
                وَتُحَاوِرُ الأُذُنَ الْخَبِيثَةَ خَلْفَ مَا يَسْعَىالضَّمِيرْ
                وَيَقُولُ جَدِّي يَومَ جَاءَ غِيَابُهُ ثُمَّ امْتَطَى رَحْلاًوَغَابْ
                الْبِئْرُ بِئْرِي وِالدِّلاءُ يَغِبُّ مِنْهَا كُلُّ طَيرٍ لايَهَابْ
                لَكِنْ عُطَاشَى حَقْلِنَا
                قَدْ أَطْفَأُوا نِيرَانَهُمْ بِالدَّمْعِ وَاقْتَسَمُوا سَحَابَةَحُلْمِهِمْ
                هَلاَّ عَصَرْتُمْ دَمْعَةً قَبْلَالْحِسَابْ
                فَلَعَلَّهَا تَرْوِي غُصُونَاً لِلْعِتَابْ
                تِلْكَ الْغَرَانِيقُ الَّتِي لَعِبَتْ عَلَى قَدَمٍوَسَاقْ
                لَمْ يُحْشَ في فَمِهَا لِجَامْ
                عَرَفَتْ مَتَى تَمْشِي عَلَى لَحْمِي وَتَهْرسُ فيالْعِظَامْ
                وَلَهَا حَوَافِرُ تَشْتَهِي هَمَسَاتِ عِرْقِي كَيتَرَى
                في صِمْتِهِ غُصْنَ السَّلامْ
                تَهْفُو وَتَعْرِفُنِي مِنَ الْكَدَمَاتِ وَالْجُوعِالْخَشِنْ
                نَسَجَتْ مِنَ الأَنْفَاسِ والْقَهْرِالْعَلَنْ
                أَحْزَانَ ثَكْلَى وَارْتِهَانَاًلِلْوَطَنْ
                *****
                أَوَ تَرْقُصُ الأَيَّامُ وَالتَّارِيخُ يَنْسَى دَمَعَهُ؟
                وَالنَّاسُ تَسْأَلُ مَوتَهَا كَيفَافْتُقِدْ!
                هَلْ يَأْلَفُ الْمَوتَى قُبُورَاًزُيِّنَتْ؟
                هَلاَّ سَأَلْتَ فُؤَادَكَ الْغَافِي عَلَى كَبِدِالْبَلدْ
                أَينَ الَّذِينَ يُسَافِرُونَ بِلا جَسَدْ؟
                وَقَلَعْتَ دَوْحَةَ ظِلِّهِمْ
                أَوَ لَمْ تُجِبْكَ حُقُولُهُمْ؟
                أن الْمَوَاشِيَ لا تُعَرِّشُ ظِلَّهَا؟
                إِنْ لَمْ تَكُنْ تِلْكَ الْمَرَاعِي قَدْ نَمَتْدَوحَاتُهَا
                أَينَ السَّبِيلُ لِمَنْ رَأَى ذِئْبَاً يَعُدُّخِرَافَهُ؟
                يَغْفُو وَيَنْهَكُ فيالْعَدَدْ






                تَقَاسِيمُعَلَى ثَوبِالْفَجْرِ

                صقرأبوعيدة

                رَأَتْنِي ضَامِرَ الْجَسَدِ
                أُقَبِّلُ جَفْنَ سَيفٍ كَانَمَصْلُوبَا
                عَلَى سُورٍ مِنَ التَّارِيخِوالصُّوَرِ
                وَلَمْ يَسْطَعْ مِنَ الأَثْقَالِوَالْكَمَدِ
                وَيَشْكُو مِنْ خَرَائِطَ قَدْرَسَمْنَاهَا مِنَ الأَشْوَاكِ واللَّدَدِ
                فَصَارَ الْغَرْبُلِلإخْوَانِ مَنْدُوبَا
                وَتَنْظُرُنِي فَأَخْلَعُ بَسْمَةًلَعِبَتْ عَلَى شَفَتِي
                أُبَاشِرُهَا فَتَحْكِي لِي عَنِالْوَلَدِ
                وَتَسْأَلُنِي لِمَاذَا صِرْتَلِلسَّجَّانِ مَطْلُوبَا؟
                فَقُلْتُلَهَا
                حَمَلْتُ مَصَابِحَ الطُّرُقَاتِلِلْعَلَمِ
                فَزَاغَ الدَّرْبُ عَنْقَدَمِي
                تُحَاوِرُني لِتَنْكُشَ حُبِّيَالْمَطْوِيَّ بِالشَّجَنِ
                أَقُولُلَهَا
                أُرَوِّضُ خَاطِرِي وَلَعَلَّ يَومَاًأَقْدَحُ الأَفْرَاحَ مِنْ سَقَمِي
                وَأَرْسُمُ جَيْشَأَحْلامِي لِدَالِيَةٍ كَبَا عُنْقُودُهَا وَهْنَاً عَلَىوَهَنِ
                فَلَمْ يَقْبَلْ لِيَ السَّجَّانُ حُلْمَاًكُحْلُهُ وَطَنِي
                وَلَكِنْ غَاصَ فيأَلَمِي
                أَنَاغِيهَا
                لمَاذَا تَعْجَبِينَ وَقَدْ رَهَنْتُ لَكِالْعِظَامَ بِدُونِ أَوْجَاعِي؟
                وَتَسْأَلُنِي بِصَوْتٍبَينَ عِطْفَيْهِ فُؤَادٌ عَدَّ أَضْلاعِي
                لِمَاذَا تَكْتُبُالشِّعْرَا؟
                أُرَمِّمُ شَدْخَ سَيْفِي مِنْ تَجَاهُلِعُصْبَةِ الأُمَمِ
                وَأَبْرِيهِ مِنْ الأَحْزَانِوَالظُّلَمِ
                وَأَكْتُبُ قِصَّةً تَرْنُو إِلىقَلَمِي
                وَعَادَتْ تَسْأَلُالْعَجَبَا
                أَهَذَا شِعْرُكَ الْمَسْعُورُ يُوقَدُلِي؟
                نَعَمْ..لَكِنَّنِي فَصَّلْتُهُ لِلشَّمْسِفي الْبَلَدِ
                عَلَى ثَوبٍ بِغُصْنِ الْفَجْرِوَالسَّلَمِ
                فَتَلْكِزُنِي بِعَينَيهَا وَجُمْعِالْقَبْضَةِ الْغَيرَى
                أَلَسْتُ حَبِيبَةً لَكَ كُنْتَ تَْرْسُمُبَسْمَهَا عِطْرَا
                وَتَنْقُشُ في ضَفَائِرِهَا كِتَابَالنَّصْرِ وَالْقَمَرَا
                وَتَكْتُبُ لِيمَوَاوِيلِي
                فَأَينَ نَصِيبِيَ الْمَنْسِيُّ، قُمْوَاقْسِمْ لَنَا قَدَرَا
                فَقُلْتُلَهَا
                لَكِالشَّغَفُ
                لَهَا قَلْبِي وَعِنْدَ الْمَوْتِتَأْتِلِفُ
                تَعَاتِبُنِي وَتَذْرِفُ هَمْسَةً مِنْعَينِها الْحَيرَى
                لَهَذِي قِسْمَةٌضِيزَى
                أَدُسُّ لَهَا مَرَاسِيلي
                لأَنْتِ لَهَا كَوَرْدٍ يَرْتَقِيشَجَرَا




                تعليق

                • عيسى عماد الدين عيسى
                  أديب وكاتب
                  • 25-09-2008
                  • 2394

                  #9
                  مَنْ يُقْرِئُ أُمِّي السَّلام؟
                  صقر أبوعيدة
                  نَظَرَتْ بِعَينٍ سَامَهَا فَزَعُ النَّوَى
                  فَرَأَيتُ بَرْقَ دُمُوعِهَا قَدْ قَفَّ لِي
                  تَتَسَاءَلُ
                  أَرَضِيتَ أَنْ تَنْسَابَ في وَكْرِالْهَوَى؟
                  وَلمِنْ تَسِيبُ مَآقِيَا؟
                  تَتَعَكَّزُ الظِّلَّ انْتِظَارَاًلِلرَّدَى
                  وَلَدِي حَبَيبي، رِحْلَتِي قَرُبَتْ وَقَبِري قَدْ نَمَتْدَرَجَاتُهُ
                  فَأَدَرْتُ قَلْبي صَائِتَاً جَرْشُالرَّحَى
                  وَصَكَكْتُ أُذْنِيَ فَاسْتَقَرَّ بِهَاالصَّدَى
                  وَسَحَبْتُ رُوحِيَ مِنْ ثَنَايَا عُمْرِهَا
                  مِنْ بَينِ أَيدِيهَا رَحَلْتُ وَلَمْ تُنَادِتُوَدِّعُ
                  وَكَأَنَّهَا تَدْرِي بِأَنِّي قَدْ نَبَذْتُ لَهَا حَبِيبَاًيَهْلِكُ
                  وَتَقُولُ عَينَاهَا لِمَنْ هَذِي الأَيَادِيتُتْرَكُ
                  هَذَا التُّرَابُ يَثُورُ في أَرْضِي عُطُورَاًتُحْبَكُ
                  عُدْ إِنَّ دَرْبَاً لَمْ يَكُنْ فِينَا وَلَمْ نَكُ قَدْ عَلِمْنَالَوْنَهُ
                  يَعْدُو بِنَا حَتَّى يُوَارِيَ فَيئَنَا
                  فَاصْبِرْ لأُمٍّ قَدْ رَأَتْ بِكَ مَوطِنَا
                  خَبَّأْتُ مِنْ شَمْسِ النَّهَارِ حِكَايَةً لِلَّيلِ وَالْخَوفِالْخَلِي
                  وَسَكَبْتُ مِنْ مُزْنِ الصَّلاةِ لَكَ النَّسِيمَسَحَائِبَا
                  يَمَّمْتُ وَجْهِيَ نَحْوَ بَيتِ اللهِ عَلَّكَتَنْثَنِي
                  أَوْ يَنْثَنِي دَرْبُ الْجَوَى
                  لَوْ تَنْطِقُ الْبَطْنُ الَّتِي أَثْخَنْتَهاوَتَمَخَّضَتْ
                  في أَرِضِهَا وَأَبُوكَ فِيهَا قَدْ تَمَنَّىوَاخْتَفَى
                  لَكَفَفْتَ عَنْ عَينِي دُمُوعَاً تَصْطَلِي
                  حَلَمَاتُ ثَدْيِي لَمْ تَقُلْ يَومَاًكَفَى
                  أَنَسِيتَ كَيفَ أَظَافِرُ السَّنَتَينِ قَدْ نَشَبَتْبِيَا
                  لَمْ تَدْرِ كَيفَ جَذِلْتُ بِالْخَمْشِ الَّذِي أَهْرَقْتَهُ
                  تِلْكَ الدِّيَارُ مَتَاعُ دُنْيَا تَعْلِكُ
                  وَرَأَيتُ فِيهَا عَقْرَبَاً تَتَحَنَّكُ
                  نَارٌ تَرَاءَى سُمُّهَا يَومَ الْفِرِنْجِتَمَلَّكُوا
                  لا تَقْتَرِبْ مِنْ جَنَّةٍ فِيهَا الْمَسِيخُيُبَرِّكُ
                  رَسَمُوا لَكَ الْعَسَلَ الْمُصَفَّى في الْمَدَائِنِوَالْقُرَى
                  صُحُفٌ تُكَبِّلُ وَجْهَهَا بِاللَّيلِ وَالْمَوتِالْجَلِي
                  مَاذَا تَرَى
                  أَسْلَمْتَ نَفْسَكَ لِلَّذِي فَرَشَ الْبِلادَنَوَائِبَا
                  أَيَغُرُّكَ الشَّعْرُ الْمُسَرَّحُ لِلرِّيَاحِمُحَرَّرَا
                  وَالطُّولُ كَسَّرَ قَدَّهُ وَتَغَنَّجَا
                  تِيكَ الْهَلُوبُ تَنَمَّرَتْ
                  وَالْخِدْنُ أَصْبَحَ ثَانِيَا
                  لا تَسْتَمِعْ لِمَنِ اجْتَبَى رَسَنَ الْغَوَايَةِوَاخْتَلَى
                  فَقَد ِالْتَوَى بِلِسَانهِ وَتَعَوَّجَا
                  فَالنَّفْسُ سِيقَتْ لِلسُّرُورِ وَقَدْ تُبَاعُوَتُشْتَرَى
                  خَوفِي عَلَيكَ وَمَا عَلَى نَفْسِي أَخَافُ فَإِنَّ رَبِّي قَدْرَأَى
                  مَنْ يَحْمِلُ النَّعْشَ الثَّقِيلَ لِيَومِ يَخْبُونَجْمِيا؟
                  عِنْدَ الْمَغِيبِ وَظَعْنُ صَمْتِي قَدْأَتَى
                  فَبِأَيِّ دَرْبٍ تَلْتَقِي ذَاكَ الَّذِي جَلَبَ الْوَبَا
                  فَأَنَاالْبِلادُ، أَنَا الْوِصَالُ، أَنَا الْحَبِيبَةُ وَالتُّرَابُدِثَارُنَا
                  *****
                  وَكَأَنَّنِي في الأُذْنِ وَقْرٌ أَوْرَكَامْ
                  هَلْ تُقْرِئُونَ أَمُومَتِي مِنِّيالسَّلامْ؟





                  كَفَرَاشَةٍ تَفِرُّالْمُفْرَدَةُ!

                  صقرأبوعيدة
                  فَرَدْتُ شِغَافَ قَلْبِي بَينَ كَفَّيكِ احْتِفَالاًباِلْقَصِيدَةِ ثُمَّ أَمْشِي حَامِلاًصَدِّي
                  أُحَاوِلُ أَنْ أُلَوِّنَهُدْبَ عَينِكِ مِنْ غُرُوبِ الشَّمْسِ بِالشَّرْيَانِوَالْقَدِّ
                  أُرَتِّلُ هَمَّ يَوْمِكِكُلَّ حِيْنٍ كَيْ أُزَيِّنَ بَسْمةَالْخَدِّ
                  نَتَشْتُ مِنَالْمَصَائِبِ جُمْلَتَينِ وَقَدْ بَنَيْتُ لَهَا مَرَاسِيَ مِنْ ضُمُورِ الصَّدْرِوَالْوَجْدِ
                  نَظَرْتُ إِلى يَرَاعِيوَانْتَظَرْتُ لأَقْطِفَ الْحَرْفَ الْعَصِيَّ لأَنْسِجَالأُخْرَى
                  دَخَلْتُ صَلاةَ صُبْحٍفَامْتَطَيْتُ خُيُولَ أَحْلامِي عَسَى أَنْ أَدْخُلَالْمَرْعَى
                  فَأَجْنِيَ جُمْلَةً أَوْفِقْرَةً فِيهَا قَصِيدٌ يَجْبُرُالْكَسْرَا
                  هَرَبْتُ مِنْ الْخُشُوعِإِلى الْقَصِيدَةِ فَانْتَشَى قَلَمِي وَطَارَ الْخَطُّ مِنْوَرَقِي
                  وَرَاوَدْتُ الْفُؤَادَلِيَزْرَعَ الرَّكَعَاتِ في عَجَلٍ لأَقْطِفَ جُمْلَةًحَرَّى
                  وَأَرْسُمَ وَرْدَةً مِنْبُؤْسِ فِكْرِي عِنْدَمَا هَاجَتْ بِهِ مَوْجَاتُهُالْقُصْوَى
                  عَصَرْتُ الذِّهْنَ لَمْأَمْسِكْ مِنَ الْكَلِمَاتِ إِلا جُمْلَةً خَرَجَتْ عَلَىلَحْنِي
                  وَلَمْ تَسْكُنْ عَلَىقَلَمِي فَطَارَتْ مَرَّةً أُخْرَى
                  وَنَاجَيْتُ الْقَرِينَ فَهَابَ مِنْ جَرسِ الْكِتَابَةِ وَاقْتَفَىأَثَرَا
                  رَجَعْتُ إِلىشَيَاطِيني
                  فَلَمْ تَهْمِسْ عَلىشَجَرِي طُيُورُ الشِّعْرِ أَوْتَذْرِفْ
                  عَلَى شَفَتِي إِطَارَالْحُبِّ أَوْ تَرْسُمْ عَلى خَدِّ الْحَبِيبَةِ بَسْمَةًتَرْعَى
                  تَضَارِيسَ الْبِلادِوَلَمْ نَكُنْ نُرْخِي لَهَا وَتَرَا
                  يُمَوْسِقُ فَرْحَةً رَقَصَتْ عَلَى عَجُزٍ مِنَالْبَيتِ
                  رَجَوْتُ الْقَلْبَأَلَّا يَسْكُبَ الأَلْوَانَ عِنْدَ هَوَامِشِالْوَرَقِ
                  فَحِبْرِي قَدْ يَسِيلُعَلى بُيُوتِ الشِّعْرِ بِالْعَرَقِ
                  تُسَائِلُنِي حَبِيبَةُ عُمْرِيَالأُوْلَى
                  وَقَدْ غَرَسُوا لَهَاحَقْلاً مِنَ الأَلْغَامِ وَالفِرَقِ
                  فَنَهْرُ الْوَصْلِ مَمْلُوءٌ بِغَيرِ الْمَاءِوَالْوَدَقِ
                  وَكُنَّا نَرْتَوِي مِنْبَسْمِهِ وَطَنَاً بِهِ تَتَجَرَّدُالْحُرَّهْ
                  تُعَاتِبُنِي أُنِيخُلَهَا وَلَمْ تَجْلِسْ عَلَى فُرُشِي وَلَوْغَفْوَهْ
                  فَمَاجَ الدَّمُّيَرْعُفُ فَوْقَ أَوْرَاقِي
                  وَلْمْأَكْتُبْ وَلَوْ نُقْطَهْ
                  وَرَفْرَفَتِ الْفَرَاشَةُ فَوْقَ أَفْكَارِي فَحَارَ الْجَفْنُ حَتَّىاخْتَلَّ في ظِلِّهْ
                  عَصَرْتُ الْقَلْبَلَمَّا هَاجَ فَاحْتَبَسَتْ بِهِالغُصَّهْ
                  يُسَائِلُنِي عَلَى أَيِّالْمَنَافِي أَزْرَعُ الْوَرْدَهْ
                  فَيَصْدِمُني سُؤَالُ حَبِيبَتي ، أَوَلَسْتَ في قَلْبِي تُطَارِدُنَيْسَمَ الْعَوْدَهْ
                  أَهِيمُعَلَى خَليِجِ اللَّيلِ عَلَّ بِهِ سُكُونَ الأَنْفِسِالْمَوْتَى
                  أُغَازِلُهُ عَلَىقَبْرِي وَأَمْسَحُ فَوْقَهُالْعَبْرَهْ
                  وَقَدْ عَلِمَتْ جُفُونُاللَّيلِ مُشْكِلَتِي
                  بِأَنِّي قَدْ أَجِيءُ لِهُدْبِ عَيْنَيهَا بِلاوَرَدَهْ
                  فَقَدْ وَطِئَتْ عِطَاشُالأَرْضِ مَوْرِدَهَا
                  وَلَمْنَنْهَلْ وَلَوْ رَكْوَهْ
                  وَقَدْتَرَكَتْ دُمُوعُ الْقَمْحِسُنْبُلَهَا
                  وَغَارَ الْكُحْلُوَانْتَحَبَتْ مَرَاوِدُهُ مِنَالْجَفْوَهْ
                  قَذَفْتُ شُمُوعَأَرْوِقَتِي
                  وَصِرْتُ غَرِيبَأَنْفَاسِي
                  فَنَارُ الْهَجْرِأُشْعِلُهَا بِلاجَذْوَهْ







                  عندَالتّأَمُّلِوالسّؤَال

                  صقرأبوعيدة
                  لم أذكرِ العسلَ المصفَّى أو شراباًسائِغا
                  أو خمرَ دُنيا بالفؤادِ ولا صُروحاًتُبتغَى
                  لم أجلبِ البارودَ يوماً للوغَى
                  أنهارُكم لاتُرتجَى
                  لكنّني قد أعصرُ العينينِ أنعىنبعَكمْ
                  لم أسألِ الليلَ المحيطَ بكاهلي عنطولهِ
                  لكنْ هنا، قد يرقبُ الفجرَ اصطباري عندمايتثاقلُ
                  لم أنزعِ الورداتِ منأغصانِها
                  حقٌّلِيَا
                  عن عطرِهاأتساءلُ
                  لِمَ فَرَّ من أوراقهِ حين انتفَىفَلّاحُهُ؟
                  لِمَ تكرهونَسؤاليا؟
                  أو ليسَ بي مِمّابكم؟
                  لي قلبُ إنسٍمثلُكم
                  لي أنفُ وجهٍيشمخُ
                  وحبيبةٌ زرعتْ على أنفاسِنا ما لم تكونواتعلمونْ
                  ملأَتْ جِرارَ قلوبنِاحبّاً بلونِالياسمينْ
                  لِمَ تكرهونَ الأمنياتِ وقدغلتْ
                  لاتستكينْ؟
                  أوَليسَ لي عينٌ ترىتتخيّلُ؟
                  في هذهِ الدّنيا التيتتململُ
                  بين الجهاتِ وتسلبُ العمرَ الذييتجرجرُ
                  بين الخضوعِ وبين ثغرٍيسألُ
                  أوَ ليسَ لي حقٌ لأنظرَ في سماءِ اللهِ لاأتأوّلُ
                  أمْ أَنني خلقٌ بهِ شُؤمُالهوَى
                  أحببتُ ربيوالرسولْ
                  لِمَتكرهونْ؟
                  اليومَ مثلي لم يكنْ حرمَ الندَىألوانَهُ
                  لم يعصرِ القطراتِ من أكمامِها
                  لِمَ صدُّكم يبقى على عيني وظهرييُرتقَى
                  لم أطلبِ الكنزَ الذي لم تصنعوامفتاحَهُ
                  أسعَى إلى خَبَرٍ يعاتبُني لأرسمَصدْحَهُ
                  أهفُو إلى شمعاتِ ليلٍ ما بها نزفُالجراحْ
                  أَمضي على دربي ولا يعلُو على وجهينُباحْ
                  وأنامُ في حقلي ولا أصحُو على صِرِّالرياحْ
                  يأتي دياري ضيفُها
                  أُقريهِ وُدِّي، خبزَ يومي، غيرَ أرضيوالسماءْ
                  أعطي حواكيرَ الجدودِ فؤادَ وِلْدي خوفَهجْرٍ أو تُباحْ
                  أصطادُ ما في خاطري دونَ اخْتلاجٍ أويواريني اجتياحْ
                  هلْ في ظنوني أيُّ جُرمٍ أوجُناحْ؟
                  ساومتُموني كيْ أظلَّ قبيحَ قومي أوأُزاحْ
                  لِمَ ياتُرى؟
                  صارتْ ضمائرُكم تُوارى أنفَها عندَ ابتلاءٍأو كفاحْ
                  أدمنتُ قبري في لياليكم ولا تدرونَ يوماًما بِيا
                  أوَلم تروا أني أسيرُ وراءَ بُؤسيوالبِلَى
                  مرْجُ البلادِ لها عطورٌ لم تُراعواريحَها
                  أرنُو إلى شمسٍ لأغزلَ من ضفائرِهاوشاحْ
                  هل أتركُ الدارَ التي أثخنتُمواأجفانَها؟
                  أرأيتموني أجرحُ النسماتِ فيشطآنَها؟
                  في البالِ أحلامٌ لها نغَمُ الفراشةِ ترسمُالبسماتِ في ألوانِها
                  طلبي بسيطٌ ما بهِ ظلُّالسلاحْ
                  فرَحي غسلتُهُ من مذارفَ صبَّها خدُّالملاحْ
                  جفني تعوّدَقذفَكمْ
                  لَمْ تكتفوا من رميتي فوقَالجراحْ
                  وأُمومتي لم تدعُ لوماً أوعتابْ
                  سكَبَتْ ندىً أسقتْهُ جِيداً فوقَهُ وردُالأقاحْ
                  كُتبُ الطفولةِ لم تلاقِ هِلالهَا ليلاًولا وجهَ الصباحْ
                  هذي خواطرُ لم تجدْ درباًلها
                  جلبتْ لنا صهريجَ نقعٍ مندماءْ
                  والشمسُ تنقضُ غزلَها فيحَيِّنا
                  أوَقبلَما أحبُو إلى دفءِالشتاءْ
                  جرَّدْتُموني من ثِيابي وانتهتْ فوقَالرّماحْ
                  شُلِّّحْتُ من جِلدي وعظمي يكتسي ثوبَالعراءْ
                  لم يبقَ لي غيرُ انْشغالي فيالخواءْ
                  هل تنتَشُون إذا شربتُم فوقَ ذلكَ منجراحْ؟



                  تعليق

                  يعمل...
                  X