صدر عن دار الصداقة للنشر والتوزيع- فلسطين ، ديوان شعري جديد بعنوان " لمن يبكي " للشاعر الفلسطيني صقر أبو عيدة المقيم في الإمارات العربية .
يأتي الديوان في حوالي مئة صفحة من القطع المتوسط ، ويضم الديوان اثنتين وعشرين
قصيدة موزونة ، منها : فليتركوا لي حلوة الخدين ، شقي غيمة البلدِ ، لا ورد يحكي ، وإن عصروا لك السحبا .
صمم الغلاف الفنان التشكيلي عبد الهادي شلا ، وكتب الشاعر أبو عيدة الإهداء :
" لأمي التي احتضنها ثرى الوطن ، ولم أرها .لأختي التي في المنفى انتقلت ، وكانت تتمنى أن تجاورها " .
كما كتب الروائي غريب عسقلاني توطئة للديوان بعنوان " صقر أبو عيدة والدوران حول بؤرة الألم " .
ويأتي هذا الديوان الشعري في باكورة الأعمال الورقية التي تصدر عن دار الصداقة للنشر.
ومن قصائد الشاعر:
يأتي الديوان في حوالي مئة صفحة من القطع المتوسط ، ويضم الديوان اثنتين وعشرين
قصيدة موزونة ، منها : فليتركوا لي حلوة الخدين ، شقي غيمة البلدِ ، لا ورد يحكي ، وإن عصروا لك السحبا .
صمم الغلاف الفنان التشكيلي عبد الهادي شلا ، وكتب الشاعر أبو عيدة الإهداء :
" لأمي التي احتضنها ثرى الوطن ، ولم أرها .لأختي التي في المنفى انتقلت ، وكانت تتمنى أن تجاورها " .
كما كتب الروائي غريب عسقلاني توطئة للديوان بعنوان " صقر أبو عيدة والدوران حول بؤرة الألم " .
ويأتي هذا الديوان الشعري في باكورة الأعمال الورقية التي تصدر عن دار الصداقة للنشر.
ومن قصائد الشاعر:
1- وإنْ عَصَرُوا لكَ السّحُبَا
أَتسأَلُني عنِ الشّهداءِ ياولدي ؟
براءةُ قمحِنا في وجهِكَ ارْتسمتْ
أَتبْحثُ عنْ نهاياتٍ لهذا الملحِ في البلدِ ؟
أمِ الموتَى رموزٌ في فؤادٍ يرسمُ اللّعِبا ؟
أَتدْري منْ همُ الشّهدا ؟
شُموعُ حطَّ مَرساها بعيداً عن دَنايانا
على نجمٍ وقد رحلوا إلى اللهِ
فراشاتٌ منَ الأشواكِ تقطفُ آخرَ الْحُبِّ
أَيا ولدي
سؤالٌ ذاكَ أم تُرْسٌ إلى الشّكوَى ؟
لأَنْتَ هُنا على مرْأَى من الثّكلَى
فأنتَ تَرى
عن الألعابِ لم تُفْطمْ
فِراخُ العُشِّ في هُدْبيكَ لم تُرسمْ
ولم أَرقبْ لكَ الزّغَبا
فَدعْ ما قلتَ وانْظرْ منْ جبالٍ تسترُ الشّمسَا
واغْرفْ من مَنابِعِها
أَلا والْثِمْ ثُغورَ الأرضِ وامْخُرْ في مناكبِها
فغُصْنُ البانِ لا يحمي لها سَرَبا
أإنْ جنحَتْ بكَ الأهْواءُ
فهل يرجِعنَ ما ذهَبا ؟
فإنْ بركَتْ لكَ الأيّامُ خُذْ سَيفاً ولا تحنثْ
أَتسألُني عنِ الشهداءِ ياولدي ؟
بَلِ اسْألْ عنْ مخابِزِنا التي سَكتتْ
أيَكْفيكَ الفُتاتُ وكِسرةٌ تََرِبَتْ ؟
فلا تسألْ عنِ الخُطبِ التي صالتْ
وَسَلْ عنْ بسمةٍ للحتفِ قد سِيقتْ
فلا تعجلْ على اللهِ
وإنْ عَصَرُوا لكَ السّحُبَا
وإنْ كَحَلُوا لكَ العينينِ والأَمَلا
أيا ولدي
أتَترُكُنا وهذي الأمُّ في أكفانِهم تشْقَى
نسيمُ الريحِ منْ مِشكاتِنا سُلِبَا
فعِشْ يوماً ولا تُذْعنْ
فإنْ تخشَ المنافِيَ أوْ تُحابِيهم
يَجُوبُوا في فؤادِكَ كيْ تُفادِيهم
أيا ولدي
أُوارِي عنهُمُ الوَهَنا
فلا تتركْ لهم رَسَنا
فإن ساقُوا الدّوالِيَ نَندُبِ الوَطَنا
وتسألُني عنِ الضَّوءِ الذي حُجِبَا
فما عندي جَوابٌ يُشعِلُ السَّكَنا
وتسألُني عن الفَرَحِ الذي سُرِقا
فتلكَ مُصيبةٌ لم تَجْرِ في مرعَى خَواطِرنِا
وننعَى أنَّ ربَّ البيتِ قد كَتَبا
فهذا قَولُنا الآتي
وهذا سَمْتُ منْ سَبَقا
وتسألُني عن العمِّ الذي هَرَبا
فلمْ يألفْ دُموعاً مُرّةً تجري على الخَدِّ
ولم يعلمْ بِلونِ الطّعنِ في القَدِّ
وتسألُني عنِ القُربَى
وكيفَ أَتَوْا وقدْ لَوَّوْا لَنا العُنُقَا
ولم نكتُمْ لهم طلَبا
فهلْ نحنُ العِدَى أمْ أعيُنُ الأحبابِ قدْ رمدَتْ
فهلْ تأْسَى على عَيشٍ أتَى الرَّمَقا
فما ضَرَّ الكليمَ إذا تخَلّى عن مذارِفِهِ
فلا تنظُرْ إلى القيدِ الذي جُلِبَا
وتلكَ هيَ المفازاتُ التي تَنْأَى بِصاحِبِها
ولن تُطْوَى دفاتِرُنا ولو عَجلُوا
فإنَّ العُمرَ قد كُتِبا
فلا تَجْزعْ
فقدْ نَبَتَتْ مواجِعُنا
وشمسُ اللهِ طَلَّتْ من خَباياها
ولا تُرْدَفْ على نارِ القَرابِينِ
فَخَيلُ الصّبحِ ماضِيَةٌ
وكُنْ رمحاً على نجمٍ من القَدَرِ
وإنْ حَاكُوا لكَ الشُّهُبَا
أَتسأَلُني عنِ الشّهداءِ ياولدي ؟
براءةُ قمحِنا في وجهِكَ ارْتسمتْ
أَتبْحثُ عنْ نهاياتٍ لهذا الملحِ في البلدِ ؟
أمِ الموتَى رموزٌ في فؤادٍ يرسمُ اللّعِبا ؟
أَتدْري منْ همُ الشّهدا ؟
شُموعُ حطَّ مَرساها بعيداً عن دَنايانا
على نجمٍ وقد رحلوا إلى اللهِ
فراشاتٌ منَ الأشواكِ تقطفُ آخرَ الْحُبِّ
أَيا ولدي
سؤالٌ ذاكَ أم تُرْسٌ إلى الشّكوَى ؟
لأَنْتَ هُنا على مرْأَى من الثّكلَى
فأنتَ تَرى
عن الألعابِ لم تُفْطمْ
فِراخُ العُشِّ في هُدْبيكَ لم تُرسمْ
ولم أَرقبْ لكَ الزّغَبا
فَدعْ ما قلتَ وانْظرْ منْ جبالٍ تسترُ الشّمسَا
واغْرفْ من مَنابِعِها
أَلا والْثِمْ ثُغورَ الأرضِ وامْخُرْ في مناكبِها
فغُصْنُ البانِ لا يحمي لها سَرَبا
أإنْ جنحَتْ بكَ الأهْواءُ
فهل يرجِعنَ ما ذهَبا ؟
فإنْ بركَتْ لكَ الأيّامُ خُذْ سَيفاً ولا تحنثْ
أَتسألُني عنِ الشهداءِ ياولدي ؟
بَلِ اسْألْ عنْ مخابِزِنا التي سَكتتْ
أيَكْفيكَ الفُتاتُ وكِسرةٌ تََرِبَتْ ؟
فلا تسألْ عنِ الخُطبِ التي صالتْ
وَسَلْ عنْ بسمةٍ للحتفِ قد سِيقتْ
فلا تعجلْ على اللهِ
وإنْ عَصَرُوا لكَ السّحُبَا
وإنْ كَحَلُوا لكَ العينينِ والأَمَلا
أيا ولدي
أتَترُكُنا وهذي الأمُّ في أكفانِهم تشْقَى
نسيمُ الريحِ منْ مِشكاتِنا سُلِبَا
فعِشْ يوماً ولا تُذْعنْ
فإنْ تخشَ المنافِيَ أوْ تُحابِيهم
يَجُوبُوا في فؤادِكَ كيْ تُفادِيهم
أيا ولدي
أُوارِي عنهُمُ الوَهَنا
فلا تتركْ لهم رَسَنا
فإن ساقُوا الدّوالِيَ نَندُبِ الوَطَنا
وتسألُني عنِ الضَّوءِ الذي حُجِبَا
فما عندي جَوابٌ يُشعِلُ السَّكَنا
وتسألُني عن الفَرَحِ الذي سُرِقا
فتلكَ مُصيبةٌ لم تَجْرِ في مرعَى خَواطِرنِا
وننعَى أنَّ ربَّ البيتِ قد كَتَبا
فهذا قَولُنا الآتي
وهذا سَمْتُ منْ سَبَقا
وتسألُني عن العمِّ الذي هَرَبا
فلمْ يألفْ دُموعاً مُرّةً تجري على الخَدِّ
ولم يعلمْ بِلونِ الطّعنِ في القَدِّ
وتسألُني عنِ القُربَى
وكيفَ أَتَوْا وقدْ لَوَّوْا لَنا العُنُقَا
ولم نكتُمْ لهم طلَبا
فهلْ نحنُ العِدَى أمْ أعيُنُ الأحبابِ قدْ رمدَتْ
فهلْ تأْسَى على عَيشٍ أتَى الرَّمَقا
فما ضَرَّ الكليمَ إذا تخَلّى عن مذارِفِهِ
فلا تنظُرْ إلى القيدِ الذي جُلِبَا
وتلكَ هيَ المفازاتُ التي تَنْأَى بِصاحِبِها
ولن تُطْوَى دفاتِرُنا ولو عَجلُوا
فإنَّ العُمرَ قد كُتِبا
فلا تَجْزعْ
فقدْ نَبَتَتْ مواجِعُنا
وشمسُ اللهِ طَلَّتْ من خَباياها
ولا تُرْدَفْ على نارِ القَرابِينِ
فَخَيلُ الصّبحِ ماضِيَةٌ
وكُنْ رمحاً على نجمٍ من القَدَرِ
وإنْ حَاكُوا لكَ الشُّهُبَا
2-شُقِّي غَيْمَةَ البَلَدِ
أَلِي أُمٌّ أُناجِيها وتَأْوِيني ؟
لِتُبكيني عَلَى خِلٍّ مَضَى في الغُرْمِ يَكْويني
وتذْرِفُ في بَرارينا زُهوراً كُنتُ أَسْقيها
علَى عَطشٍ وبئرٍ عُطِّلتْ فيها أَوَانيها
بِرَبّكِ هل تنامينَ اللَّيَاليَ والصِّغارُ جثَوا ؟
ولم يدرُوا بأنَّ الموتَ خاطبَهم
أَجِيبيني أَيَا أَمَةً لها عِشرونَ جارِيَةً وثِنتانِ
فكَمْ منْ قريةٍ لَبِستْ ثِياباً لَمْ تُحَكْ فيها ؟
وأينَ الإخوةُ العَلاّتُ والأَبُ قادَهُ الغَلَسُ
لقدْ رحلُوا منَ الأحضانِ وانْدَرسُوا
أَمِنْ خَوْفٍ؟
أَمِ الأَقْداحُ يسلبُ برقُها المهَجَا ؟
فَناديهم
فقدْ سمِعوا دُموعاً تشخَبُ الوَدَجا
ألَيْسُوا منْ شِغافِ القلبِ قدْ وُلِدُوا ؟
بِإسْفينِ اللَّيَالي أطْفأُوا السُرُجَا
وما تَركوا جُلودَ الضرعِ والشجرِ
ودسُّوا شوكَهم فينا وعاثُوا في حَشَى التّينِ
أَتَرْضَينَ الهُمومَ تمورُ في عسلِ البساتينِ ؟
وتشربُ منْ مَآقيها
فَلا نامتْ لهمْ عينٌ ولا سَكنتْ لهم قدَمُ
فقدْ غَبُّوا منَ الشهداءِ والجرحَى
وما رقَّ الفؤادُ لهم ولا نَدمُوا
وسَنُّوا رُمحَهم في هُدْبِ عينيكِ
فهلْ حزنُوا لِخُبزٍ صارَ يقتلُنا؟
على سكّينِ مسغبةٍ تلوحُ لنا بها أُممُ
فقُومي إنهم ناموا ولم يدْروا بأنَّ السّيلَ جَرّارُ
فصمتُكِ كادَ يُنْسينا بِأَنَّا إِخْوةٌ شرِبوا
منَ الثّديِ الّذِي صَرمُوا
أَذِيقيهمْ سَوافيَ منْ تُرابِكِ واطْمُسِي العَيْنا
وحتى أُهدِيَ اللّوزاتِ أُغنيةً تَحِنُّ إلى بلابلِها
سَليهم عنْ قَوادمِ خَيلِنا تكْبُو وتَرتطمُ
أَلَمْ تَلِدِي رجالاً يمتطُون البأسَ منْ عدَمِ
أَمِ الأُسْدُ ارْتَقَى في عرشِها ضَبُّ
بلِ الأشباهُ قدْ رَكبُوا عناوينَ الْمَحَطّاتِ
إلى دفْءٍ منَ الوهمِ
وقد مَطرُوا على وطنٍ لكِ الدّمْعَا
فَقُومي وامْسَحِي الغَبَشا
وناديهم
فكيفَ ترينَهم فعلُوا
وقدْ ناخُوا عنِ الهِممِ
فيا ليتَ السّماءَ قَضَتْ ولم تلدِي
أَإِنْ هجمَ الصّقيعُ على جدارِ البيتِ والسّررِ
وقدْ طُفِئتْ لكِ النيرانُ في كانونِ مشْتاكِ
فهلْ تمضينَ للعَجَمِ؟
وزارتْ فجرَكِ الأسْواطُ والشّرَطُ
وبلُّوا في ذَرارِينا خَناجِرَهم
فهلْ تَبقينَ ماضيةً إلى الفزَعِ؟
وإِنْ عثَرَتْ بنا الطّرقاتُ والنّفَسُ
ولم يشمخْ لنا ظِلٌّ نلوذُ بهِ
فهلْ تشقينَ للولدِ؟
وها أَنَذا سنامُ القبرِ أحملُهُ
وأحملُ فوقَ أكْتافي سويعاتِ المساجينِ
فهَلاّ قُمْتِ ترْوِينَ النُّجَيماتِ
فَشُقِّي غَيمةَ البلدِ
لأَشْعُرَ أنَّ رَحْلي قدْ تَوَقَّفَ تحتَ زيتوني
إلى ما أنتِ جالِسةٌ ؟
أَرَيتِ الدّمعَ في الوحْلِ؟
وعطرَ الوردِ يهربُ منْ معاطفِهِ
ألمْ تدرِي بأنَّ الجوعَ ينخُرُ في عراقيبِ الملايينِ
فإنْ لمْ ترغَبي رُؤْياهُ غَلِّقِ حائطَ القلبِ
ولا تصْغِي لأحزانٍ ولا تئِدِي
إلَيكِ عِنادُ فقْري وابْتهالاتُ المجانينِ
إليكِ دفاترُ الأبناءِ منْ وردٍ على الطينِ
إليكِ سنابلُ القمحِ
فلا موتٌ على الوتدِ
ولا عيشٌ بهِ أمضي
دَعيني أنْكُشِ الأرضَ التي اشْتاقَتْ إلى قُرصِ الطّواحينِ
خُذيني ماءَ جذرٍ للريَاحينِ
أسيرُ على جبيني وارْتعاشاتٌ على عضُدِي
ومازالتْ صِراعاتُ الدّواوينِ
على عشرينَ جاريةً وثنتينِ
فلا رجلٌ ولا شبَهُ
ألم تلدي ؟
أَلِي أُمٌّ أُناجِيها وتَأْوِيني ؟
لِتُبكيني عَلَى خِلٍّ مَضَى في الغُرْمِ يَكْويني
وتذْرِفُ في بَرارينا زُهوراً كُنتُ أَسْقيها
علَى عَطشٍ وبئرٍ عُطِّلتْ فيها أَوَانيها
بِرَبّكِ هل تنامينَ اللَّيَاليَ والصِّغارُ جثَوا ؟
ولم يدرُوا بأنَّ الموتَ خاطبَهم
أَجِيبيني أَيَا أَمَةً لها عِشرونَ جارِيَةً وثِنتانِ
فكَمْ منْ قريةٍ لَبِستْ ثِياباً لَمْ تُحَكْ فيها ؟
وأينَ الإخوةُ العَلاّتُ والأَبُ قادَهُ الغَلَسُ
لقدْ رحلُوا منَ الأحضانِ وانْدَرسُوا
أَمِنْ خَوْفٍ؟
أَمِ الأَقْداحُ يسلبُ برقُها المهَجَا ؟
فَناديهم
فقدْ سمِعوا دُموعاً تشخَبُ الوَدَجا
ألَيْسُوا منْ شِغافِ القلبِ قدْ وُلِدُوا ؟
بِإسْفينِ اللَّيَالي أطْفأُوا السُرُجَا
وما تَركوا جُلودَ الضرعِ والشجرِ
ودسُّوا شوكَهم فينا وعاثُوا في حَشَى التّينِ
أَتَرْضَينَ الهُمومَ تمورُ في عسلِ البساتينِ ؟
وتشربُ منْ مَآقيها
فَلا نامتْ لهمْ عينٌ ولا سَكنتْ لهم قدَمُ
فقدْ غَبُّوا منَ الشهداءِ والجرحَى
وما رقَّ الفؤادُ لهم ولا نَدمُوا
وسَنُّوا رُمحَهم في هُدْبِ عينيكِ
فهلْ حزنُوا لِخُبزٍ صارَ يقتلُنا؟
على سكّينِ مسغبةٍ تلوحُ لنا بها أُممُ
فقُومي إنهم ناموا ولم يدْروا بأنَّ السّيلَ جَرّارُ
فصمتُكِ كادَ يُنْسينا بِأَنَّا إِخْوةٌ شرِبوا
منَ الثّديِ الّذِي صَرمُوا
أَذِيقيهمْ سَوافيَ منْ تُرابِكِ واطْمُسِي العَيْنا
وحتى أُهدِيَ اللّوزاتِ أُغنيةً تَحِنُّ إلى بلابلِها
سَليهم عنْ قَوادمِ خَيلِنا تكْبُو وتَرتطمُ
أَلَمْ تَلِدِي رجالاً يمتطُون البأسَ منْ عدَمِ
أَمِ الأُسْدُ ارْتَقَى في عرشِها ضَبُّ
بلِ الأشباهُ قدْ رَكبُوا عناوينَ الْمَحَطّاتِ
إلى دفْءٍ منَ الوهمِ
وقد مَطرُوا على وطنٍ لكِ الدّمْعَا
فَقُومي وامْسَحِي الغَبَشا
وناديهم
فكيفَ ترينَهم فعلُوا
وقدْ ناخُوا عنِ الهِممِ
فيا ليتَ السّماءَ قَضَتْ ولم تلدِي
أَإِنْ هجمَ الصّقيعُ على جدارِ البيتِ والسّررِ
وقدْ طُفِئتْ لكِ النيرانُ في كانونِ مشْتاكِ
فهلْ تمضينَ للعَجَمِ؟
وزارتْ فجرَكِ الأسْواطُ والشّرَطُ
وبلُّوا في ذَرارِينا خَناجِرَهم
فهلْ تَبقينَ ماضيةً إلى الفزَعِ؟
وإِنْ عثَرَتْ بنا الطّرقاتُ والنّفَسُ
ولم يشمخْ لنا ظِلٌّ نلوذُ بهِ
فهلْ تشقينَ للولدِ؟
وها أَنَذا سنامُ القبرِ أحملُهُ
وأحملُ فوقَ أكْتافي سويعاتِ المساجينِ
فهَلاّ قُمْتِ ترْوِينَ النُّجَيماتِ
فَشُقِّي غَيمةَ البلدِ
لأَشْعُرَ أنَّ رَحْلي قدْ تَوَقَّفَ تحتَ زيتوني
إلى ما أنتِ جالِسةٌ ؟
أَرَيتِ الدّمعَ في الوحْلِ؟
وعطرَ الوردِ يهربُ منْ معاطفِهِ
ألمْ تدرِي بأنَّ الجوعَ ينخُرُ في عراقيبِ الملايينِ
فإنْ لمْ ترغَبي رُؤْياهُ غَلِّقِ حائطَ القلبِ
ولا تصْغِي لأحزانٍ ولا تئِدِي
إلَيكِ عِنادُ فقْري وابْتهالاتُ المجانينِ
إليكِ دفاترُ الأبناءِ منْ وردٍ على الطينِ
إليكِ سنابلُ القمحِ
فلا موتٌ على الوتدِ
ولا عيشٌ بهِ أمضي
دَعيني أنْكُشِ الأرضَ التي اشْتاقَتْ إلى قُرصِ الطّواحينِ
خُذيني ماءَ جذرٍ للريَاحينِ
أسيرُ على جبيني وارْتعاشاتٌ على عضُدِي
ومازالتْ صِراعاتُ الدّواوينِ
على عشرينَ جاريةً وثنتينِ
فلا رجلٌ ولا شبَهُ
ألم تلدي ؟
3-لا وَرْدَ يَحْكِي
تغورُ البحارُ...فَتشْكُو الرّماحُ
أَبِالْعينِ تُجْنَى الورودُ ؟
إنِ النَّحْبُ يعلو...أتُرْوَى البطاحُ ؟
وهل يبرأُ الحبُّ فينا ؟
وشمسُ الأغاني تسيلُ عليها الجراحُ
وهل بالتلاقي تُعادُ الوِهادُ ؟
أللكأسِ درعٌ يصدُّ الحِرابا ؟
بلِ العينُ تصفو
إذا صفَّقَتْها الرّياحُ
وقمحُ المصيفِ سَيزْهو
وإنْ أثخَنُوا في الليالي وجاحُوا
فسيروا بظلِّ الرَّواسي
فلا ظلَ تحت السياجِ
تكِئْتُمْ فَطابَ الوسادُ
سمرتُمْ طويلاً... فنامَ الصباحُ
وضلَّتْ وعودٌ بثْنَيِ الصُدورِ
وقلتم عساه يجيءُ الفلاحُ
جلستم طويلاً لجلبِ البريدِ
فتاهتْ زهورٌ برسْمِ العهودِ
ألم ترقبوا كيف طالَ النُّواحُ ؟
فجُسُّوا خبيزَ الخَوابي
فإنْ تسمعوها فقولوا :
(سلاماً سلاما)
وبُلُّوا من البحرِ ريقَ البلادِ
فللملحِ لحنُ النَّقاءِ
فهلاَّ رأيتمْ ضُروعَ السماءِ ؟
تموجُ اضطرابا
فلا زرعَ يشدو
ولا وردَ تهفو إليه المِلاحُ
وكنتم على حرفِ تيهٍ شُرودا
ثملتمْ بصوتِ الحُداءِ
تركتم خيولاً تدُرُّ الدّموعا
على كلِ شبرٍ يذوبُ انْتهابا
رضِيتمْ قُعودا
(سلاما سلاما)
فرِحتُمْ بلَمْعٍ يثيرُ الشّجونا
وصرنا نُذَرِّي وفوقَ الرؤوسِ
غناءَ المصابِ اغْترابا
لعلَّ الدموعَ تُنَجِّي الدّوالي
أَرَقْصُ الصبايا يُواسي الأسارَى ؟
(سلاما سلاما)
وباتَ الرضيعُ فطيما
مسحْنا بخبزِ الفطامِ الدّموعا
وتبكي العصافيرُ عشبَ العشاشِ
ولم تبغِ قصراً منيعا
حماماتُنا تذرفُ الموتَ صَمتا
وللصمتِ دمعٌ يُندِّي الهضابا
وفرخُ الحبارى يموتُ ارْتِقابا
رسمتم حدوداً فحادَ الرفيقُ
لأنفِ الطريقِ أعدُّوا خِطاما
وجَبُّوا مذاكيرَنا والأُنوفا
سقطْنا تِباعا
وصِرْنا حُطاما
ولم نَشْكُ مَنْ قادَ فينا الرّغيفا
(سلاماً سلاما)
نجوبُ البحارَ التماسا
لخبزٍ وبيتٍ وشمسٍ
حَضَنَّا الخرابا
نظرْنا إلى كل صوتٍ ببابِ
فصَكُّوا الرِّتاجا
وهِمْنا على لاهياتِ الدّروبِ
فزادتْ وُعورا
وأُمٌّ تنوءُ بحملٍ وعيشِ النّكوبِ
سكبتم على جرحِها دمعَ ثكلى
ونزْفَ الترابِ
تُناجي السماءَ
سَحاباً ثِقالاً تبلُّ الشِّفاها
وطَلُّ البلادِ يجفُّ اكْتِئابا
بظلِّ الوصولِ ارتقيتم بِلاها
ولم نَجْنِ إلا مَتاها
فَيا َويْلَكم كيف جِئتُم بقيدٍ ومقتٍ
وما جِئْتموها احتسابا
وفي البالِ حلمٌ يمورُ انْتقاما
لعطرٍ بكَتْهُ الغصونُ اشْتياقا
وبَحرٍ سقتْهُ الجفونُ عيونا
تموتُ الكرومُ بصمتِ النسورِ
ونبحِ الكلابِ انتعاشاً لقهري
ركبتم ظهوراً لوردِ الأماني
فزلَّ الحصانُ بثوبِ الهوانِ
وضلَّ الطريقَ ودامَ التَّشكِّي
فلا ظهرَ أبقَوا
ولا وردَ يَحْكِي
تغورُ البحارُ...فَتشْكُو الرّماحُ
أَبِالْعينِ تُجْنَى الورودُ ؟
إنِ النَّحْبُ يعلو...أتُرْوَى البطاحُ ؟
وهل يبرأُ الحبُّ فينا ؟
وشمسُ الأغاني تسيلُ عليها الجراحُ
وهل بالتلاقي تُعادُ الوِهادُ ؟
أللكأسِ درعٌ يصدُّ الحِرابا ؟
بلِ العينُ تصفو
إذا صفَّقَتْها الرّياحُ
وقمحُ المصيفِ سَيزْهو
وإنْ أثخَنُوا في الليالي وجاحُوا
فسيروا بظلِّ الرَّواسي
فلا ظلَ تحت السياجِ
تكِئْتُمْ فَطابَ الوسادُ
سمرتُمْ طويلاً... فنامَ الصباحُ
وضلَّتْ وعودٌ بثْنَيِ الصُدورِ
وقلتم عساه يجيءُ الفلاحُ
جلستم طويلاً لجلبِ البريدِ
فتاهتْ زهورٌ برسْمِ العهودِ
ألم ترقبوا كيف طالَ النُّواحُ ؟
فجُسُّوا خبيزَ الخَوابي
فإنْ تسمعوها فقولوا :
(سلاماً سلاما)
وبُلُّوا من البحرِ ريقَ البلادِ
فللملحِ لحنُ النَّقاءِ
فهلاَّ رأيتمْ ضُروعَ السماءِ ؟
تموجُ اضطرابا
فلا زرعَ يشدو
ولا وردَ تهفو إليه المِلاحُ
وكنتم على حرفِ تيهٍ شُرودا
ثملتمْ بصوتِ الحُداءِ
تركتم خيولاً تدُرُّ الدّموعا
على كلِ شبرٍ يذوبُ انْتهابا
رضِيتمْ قُعودا
(سلاما سلاما)
فرِحتُمْ بلَمْعٍ يثيرُ الشّجونا
وصرنا نُذَرِّي وفوقَ الرؤوسِ
غناءَ المصابِ اغْترابا
لعلَّ الدموعَ تُنَجِّي الدّوالي
أَرَقْصُ الصبايا يُواسي الأسارَى ؟
(سلاما سلاما)
وباتَ الرضيعُ فطيما
مسحْنا بخبزِ الفطامِ الدّموعا
وتبكي العصافيرُ عشبَ العشاشِ
ولم تبغِ قصراً منيعا
حماماتُنا تذرفُ الموتَ صَمتا
وللصمتِ دمعٌ يُندِّي الهضابا
وفرخُ الحبارى يموتُ ارْتِقابا
رسمتم حدوداً فحادَ الرفيقُ
لأنفِ الطريقِ أعدُّوا خِطاما
وجَبُّوا مذاكيرَنا والأُنوفا
سقطْنا تِباعا
وصِرْنا حُطاما
ولم نَشْكُ مَنْ قادَ فينا الرّغيفا
(سلاماً سلاما)
نجوبُ البحارَ التماسا
لخبزٍ وبيتٍ وشمسٍ
حَضَنَّا الخرابا
نظرْنا إلى كل صوتٍ ببابِ
فصَكُّوا الرِّتاجا
وهِمْنا على لاهياتِ الدّروبِ
فزادتْ وُعورا
وأُمٌّ تنوءُ بحملٍ وعيشِ النّكوبِ
سكبتم على جرحِها دمعَ ثكلى
ونزْفَ الترابِ
تُناجي السماءَ
سَحاباً ثِقالاً تبلُّ الشِّفاها
وطَلُّ البلادِ يجفُّ اكْتِئابا
بظلِّ الوصولِ ارتقيتم بِلاها
ولم نَجْنِ إلا مَتاها
فَيا َويْلَكم كيف جِئتُم بقيدٍ ومقتٍ
وما جِئْتموها احتسابا
وفي البالِ حلمٌ يمورُ انْتقاما
لعطرٍ بكَتْهُ الغصونُ اشْتياقا
وبَحرٍ سقتْهُ الجفونُ عيونا
تموتُ الكرومُ بصمتِ النسورِ
ونبحِ الكلابِ انتعاشاً لقهري
ركبتم ظهوراً لوردِ الأماني
فزلَّ الحصانُ بثوبِ الهوانِ
وضلَّ الطريقَ ودامَ التَّشكِّي
فلا ظهرَ أبقَوا
ولا وردَ يَحْكِي
تعليق