أبو حيان التوحيدى...............بين نعيم الكتابة وجحيم الحياة
[align=justify]من المبدعين الذين لايشق لهم غبار ،ثقافة موسوعية وإبداع خلاق لانظير له،عملاق فى مؤلفاته المتعددة الغزيرة ورائد نابغة فاق كتاب عصره ,وترك الخلود فى نتاجه المميز عبر العصور ، منهاالإمتاع والمؤانسة ،الإشارات الإلهية ،الصداقة والصديق ،الهوامل والشوامل ،البصائر والذخائر ....والكثير من التصانيف المتفردة البارعة فى علوم متعددة 0وصفه ياقوت الحموى"{شيخ الصوفية وفيلسوف الأدباء و أديب الفلاسفة ومحقق الكلام ومتكلم المحققين وإمام البلغاء )ولكنه لم ينل حقه من التقدير والتوقير وهو المفرد العلم والمحيط الهادر .وهو نابغة زمانه ومثقف عصره ,وحلمه بالمستحيل وإلحاحه المزمن ، أن يكتب مالا يُكتب وينسج بالكلمات مايحرر الكون ويأسره...وفى سبيل هذا الحلم المستحيل ، إنصهر إبن بائع التمر الفقير بين المذاهب والأفكار،أشد إيمانا بالعقل ،باحثا عن الصداقةوالصديق فى وقت عزَ فيه الصديق ،ينشد الكمال فى الإنسان وأن سخط عليه ،يسعى للحب وإن فر من بين أصابعه ،رأى بعينه الإحتفاء بالسفهاء وأشباه المثقفين ،والتكريم للأراذل والإمتيازات التى لاحدود لها،أما هو فلم يجد القوت ولم يجد سوى خيبة الأمل ،وحسرته الفاجعة على موهبته ،وفى أخريات حياته أحرق كتبه لقلة جدواها وضنا بها على من لايعرف قدرها بعد موته.
فى كتابه الرائع ( المقابسات ) يقول مستهلا: كتابه"أللهم إليك نرغب فيما أنت أهله ومظنته ومعروف به،ونلتمس منك ماأنت واجده وقادر عليه ومأمول فيه0فهب لى بجودك ومجدك روح االقلب بنور العقل ،وسكون البال ببصيرة النفس،ورخاء العيش بدرور الرزق،وصلاح الحال بفائض الخير،وصواب القصد بثبات العقد،وبلوغ الغاية بصحة العزم،ونيل المراد بدوام الصبر،وبعد الصيت بحسن السيرة،.....واكفنا من اللسان فلتته،ومن الهوى فتنته،ومن الشر خطرته،ومن الرأى غلطته،ومن الظن خبطته، ومن الطباع سورته،.......ونقدس لك بألسنة نقية من الهجر،ونتوجه إليك بقلوب صافية من الدغل،......ونستجيب لك فى سهل وعسير،ونستريح إليك من كل قليل وكثير ،ونتحمل فيك الأذى من كل صغير وكبير ،وحتى إن ما حرمتنا من المال والثروة تخفيفا عنا،وما رزقتنا من الحكمة تشريف لنا،....إنك الله العزيز الحكيم ،الجواد الكريم ،الرؤوف الرحيم "
هكذا كان التوحيدى يملك ناصية اللغة ، وزمام الأفكار وروعة التصوير والصدق الفنى ،وتبلغ المقابسات مائة وستة مقابسة ،فيهم الحكمة والفكرة والعلم والفلسفة والمنطق والأدب وفى آخر مقابسة يقول :
{قيل له :فما الدنيا? قال:لعب ولهو وغفلة وسهو ،وهى فى غيب ظاهر عيان ومصحوب حسن ومفارق لحقيقة عقل0 قيل:ثم ماذا ? قال شاهد كذوب ،وزخرف خلوب. قيل:ثم ماذا? موجودولكنه معدوم،وحقيقة ولكنه باطل ،ويقظة ولكنها حلم،وكون ولكنه فى طى ضمحلال،واضمحلال ولكنه فى طى كون ،ومتصرم يشير إلى الدوام،وغاش فى جلباب نصيح،وعدو فى ثياب صديق .}
واعتقد وبحق أن التوحيدى من أعاظم المفكرين العالميين الذين ينبغى تخليدهم والإشادة بفكرهم وتنوع ثقافاتهم ودراستهم دراسات وافية ومتعمقة ,وأعتقد وبلا أدنى شك ,أن التو حيدى أكثر حداثة من الزخم المتراكم طوال عدة قرون والأسماء الرنانة الضحلة وكتبهم الكثيرة والمتوافرة بدون فائدة على الساحة الفكرية والفلسفية والأدبية ,وهذا الطنين والضجيج والصراخ ولاجدوى منه.
ولنقرأ كتابات التوحيدى ونقارن بين الجبل الأشم وهذه الحفر والمستنقعات والبرك الآسنة التى نتعثر فيها ليل نهار!!!!! فلنقرأ ولنحاو ل ..... ويكفى شرف المحاولة ، وحتى نكون حداثيين .
{اللهم إنا نسألك،ما نسأل،لا عن ثقة ببياض وجوهنا عندك،وحسن أفعالنا معك،ولكن عن ثقة بكرمك الفائض،وطمعا فى رحمتك الواسعة.} التوحيدى فى أول كتابه العمدة "الإشارات الإلهية
عبدالرؤوف النويهى
المحامى بالنقض[/align]
[align=justify]من المبدعين الذين لايشق لهم غبار ،ثقافة موسوعية وإبداع خلاق لانظير له،عملاق فى مؤلفاته المتعددة الغزيرة ورائد نابغة فاق كتاب عصره ,وترك الخلود فى نتاجه المميز عبر العصور ، منهاالإمتاع والمؤانسة ،الإشارات الإلهية ،الصداقة والصديق ،الهوامل والشوامل ،البصائر والذخائر ....والكثير من التصانيف المتفردة البارعة فى علوم متعددة 0وصفه ياقوت الحموى"{شيخ الصوفية وفيلسوف الأدباء و أديب الفلاسفة ومحقق الكلام ومتكلم المحققين وإمام البلغاء )ولكنه لم ينل حقه من التقدير والتوقير وهو المفرد العلم والمحيط الهادر .وهو نابغة زمانه ومثقف عصره ,وحلمه بالمستحيل وإلحاحه المزمن ، أن يكتب مالا يُكتب وينسج بالكلمات مايحرر الكون ويأسره...وفى سبيل هذا الحلم المستحيل ، إنصهر إبن بائع التمر الفقير بين المذاهب والأفكار،أشد إيمانا بالعقل ،باحثا عن الصداقةوالصديق فى وقت عزَ فيه الصديق ،ينشد الكمال فى الإنسان وأن سخط عليه ،يسعى للحب وإن فر من بين أصابعه ،رأى بعينه الإحتفاء بالسفهاء وأشباه المثقفين ،والتكريم للأراذل والإمتيازات التى لاحدود لها،أما هو فلم يجد القوت ولم يجد سوى خيبة الأمل ،وحسرته الفاجعة على موهبته ،وفى أخريات حياته أحرق كتبه لقلة جدواها وضنا بها على من لايعرف قدرها بعد موته.
فى كتابه الرائع ( المقابسات ) يقول مستهلا: كتابه"أللهم إليك نرغب فيما أنت أهله ومظنته ومعروف به،ونلتمس منك ماأنت واجده وقادر عليه ومأمول فيه0فهب لى بجودك ومجدك روح االقلب بنور العقل ،وسكون البال ببصيرة النفس،ورخاء العيش بدرور الرزق،وصلاح الحال بفائض الخير،وصواب القصد بثبات العقد،وبلوغ الغاية بصحة العزم،ونيل المراد بدوام الصبر،وبعد الصيت بحسن السيرة،.....واكفنا من اللسان فلتته،ومن الهوى فتنته،ومن الشر خطرته،ومن الرأى غلطته،ومن الظن خبطته، ومن الطباع سورته،.......ونقدس لك بألسنة نقية من الهجر،ونتوجه إليك بقلوب صافية من الدغل،......ونستجيب لك فى سهل وعسير،ونستريح إليك من كل قليل وكثير ،ونتحمل فيك الأذى من كل صغير وكبير ،وحتى إن ما حرمتنا من المال والثروة تخفيفا عنا،وما رزقتنا من الحكمة تشريف لنا،....إنك الله العزيز الحكيم ،الجواد الكريم ،الرؤوف الرحيم "
هكذا كان التوحيدى يملك ناصية اللغة ، وزمام الأفكار وروعة التصوير والصدق الفنى ،وتبلغ المقابسات مائة وستة مقابسة ،فيهم الحكمة والفكرة والعلم والفلسفة والمنطق والأدب وفى آخر مقابسة يقول :
{قيل له :فما الدنيا? قال:لعب ولهو وغفلة وسهو ،وهى فى غيب ظاهر عيان ومصحوب حسن ومفارق لحقيقة عقل0 قيل:ثم ماذا ? قال شاهد كذوب ،وزخرف خلوب. قيل:ثم ماذا? موجودولكنه معدوم،وحقيقة ولكنه باطل ،ويقظة ولكنها حلم،وكون ولكنه فى طى ضمحلال،واضمحلال ولكنه فى طى كون ،ومتصرم يشير إلى الدوام،وغاش فى جلباب نصيح،وعدو فى ثياب صديق .}
واعتقد وبحق أن التوحيدى من أعاظم المفكرين العالميين الذين ينبغى تخليدهم والإشادة بفكرهم وتنوع ثقافاتهم ودراستهم دراسات وافية ومتعمقة ,وأعتقد وبلا أدنى شك ,أن التو حيدى أكثر حداثة من الزخم المتراكم طوال عدة قرون والأسماء الرنانة الضحلة وكتبهم الكثيرة والمتوافرة بدون فائدة على الساحة الفكرية والفلسفية والأدبية ,وهذا الطنين والضجيج والصراخ ولاجدوى منه.
ولنقرأ كتابات التوحيدى ونقارن بين الجبل الأشم وهذه الحفر والمستنقعات والبرك الآسنة التى نتعثر فيها ليل نهار!!!!! فلنقرأ ولنحاو ل ..... ويكفى شرف المحاولة ، وحتى نكون حداثيين .
{اللهم إنا نسألك،ما نسأل،لا عن ثقة ببياض وجوهنا عندك،وحسن أفعالنا معك،ولكن عن ثقة بكرمك الفائض،وطمعا فى رحمتك الواسعة.} التوحيدى فى أول كتابه العمدة "الإشارات الإلهية
عبدالرؤوف النويهى
المحامى بالنقض[/align]
تعليق