حتى تعود مريم .....

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • منجية بن صالح
    عضو الملتقى
    • 03-11-2009
    • 2119

    حتى تعود مريم .....

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    قراءة لقصيدة الشاعرة سليمى السرايري

    حتى تعود مريم .....

    أردت بهذه القراءة أن أغوص في الفكر الذي حمله النص و أستلهم معانيه التي حركت حروفه و شكلت كلماته التي إختزلت كل المشاعر الإنسانية
    هذه القراءة ليست نقدا بقدر ما هي تواصل أرجو أن يكون بناء يضيف و يغني الفكر بعيدا عن شخصية الشاعرة و قد حاولت تناول النص في جانبه الوجودي الإنساني فالكاتب هو فرد من المجموعة الإنسانية محمل بموروثها و همومها و كل الإشكاليات التي خانه العقل القاصر على حلها
    لقد خلقنا الله تعالى من نفس واحدة ففي كل فرد منا إنسان لا يستطيع أن يتخلص من إنسانيته الفطرية أو من موروثه الحضاري بما فيه تاريخ الزمان و المكان و الأديان الكل حفر في ذاكرة هذا الكون الصغير ليجعله يعبر عما يجيش في وجدانه و لاوعيه عند لحظات صفاء يمر بها كل منا في ظروف معينة
    فمن هذا المنطلق أريد أن أغوص في نص الشاعرة "سليمى" و التي هي إنسان قبل أن تكون شاعرة
    و كل ما سيأتي في هذه القراءة هو فهم شخصي للنص أنقله كما أدركته

    لقد عاب البعض على النص تناول مفاهيم دينية صاغها أدبيا و أقول أن الإنسان لا يمكن أن ينفصل بشعوره على الأديان ولا عن التاريخ لأنه جزء منه وهو موروث لا بد أن نسلم بوجوده في الذاكرة الفردية و الجماعية فتناول شخصية مريم لا يسيء لشيء يذكر لأن الاسم استعمل كرمز للديانة المسيحية كما نزلت على الأرض و كرمز للطهارة و النقاء و العبادة و هي الأرض الخصبة التي أنبت فيها الله تعالى الكلمة الروح التقية النقية وهي النفس الزكية الصابرة على الأذى كل هذه المواصفات و أخرى حملتها مريم العذراء و نحن مطالبون من ديننا الحنيف أن نتحقق بها و نسير بمقتضاها و هذا لا يسيء للرمز بل بالعكس يصير الرمز قدوة يقتدى به لمجرد ذكره و يصبح إشارة تختزل كل ما ذكرت من خصال إنسانية فطرية
    و اختزال الاسم مريم لهذه المفاهيم يجعله في مقابل حقيقة واقع طاله التحريف للديانة المسيحية و أصبح التاريخ و رموزه هو المرجعية و يسحبك النص إلى تفاصيل أخرى لها علاقة بالديانة اليهودية
    فالعنوان يوحي بفرضية مجيء مريم ليطهر واقعا من دنس التحريف و النسيان و بكاء وحزن نساء "أورشليم" في أماكن معينة جعلوها تحتضن طقوسهم المغرقة في واقع اختلقوه من عدم متناسين أصل حقيقة وجودهم ووجود أنبيائهم الذين قتلوهم و صاغوا مفاهيما و فكرا ماديا جديدا لا يمت للحقيقة بصلة بل يعتمد على الزمان و المكان و يصبغ عليه طقوسا يختزلها وجدانه لترثها الأجيال القادمة من بعده . فكأن النص جعل من مجيء مريم الخلاص لهذا الكيان الإنساني الأزلي ليتحرر من هذه الطقوس التي تكبل روحه و تمسخ هويته الأنثوية
    قد تجيء مريم
    لست من نساء أورشليم
    لأبكي على تموز
    عند بوابة الهيكل الشّماليّ
    و يفصح النص عن حقيقة وجودية أزلية ألا وهي وجود الإنسانية بصفة عامة و كأنها خارج الزمان و المكان ليتناول بعدها وجود الأنثى بصفة خاصة و التي خلقها الله تعالى لمهمة معينة فكأنها الأرض بما فيها من خصوبة معطرة، تنتظر هذه العلاقة الزوجية المقدسة كما أمر بها الله تعالى في الأزل و قدوم فارس من غيب أسطوري أفصح عنه لتمتزج الحقيقة بالخيال و بالواقع التاريخي وهو الأقرب إلى التصديق . فمجيء مريم مرتبط بمجيء هذا الفارس ليؤسس مع الأنثى علاقة زوجية لها قداستها الربانية لتهب لها مفاتيح الأرض و تجزل لها العطاء على المستوى المادي الخصوبة و المعنوي الحب "المريمي" الطاهر فيكون لهذا الحب شعارات أخرى أصدق و أجمل لا يشوبها خداع و لا نفاق بعيدة كل البعد عن ما تعرفه نساء "أورشليم" الباكيات عند بوابة "الهيكل الشمالي"

    أنا هنا منذ الأزل
    أهيّئ أكاليل وقوارير
    بزيت قدسيّ
    لعلّلك تأتي
    فارسا
    أسطوريا
    خارقا
    فتهبني مفاتيح الأرض
    لأؤسس مملكة جديدة
    للخصب
    للكائنات
    وأرسم على سماء المدينة
    شعارات أخرى للحبّ

    و يعود بنا النص إلى الواقع الموجود و المعاش في ترانيم القداس لتزيل ما علق بالناس من علاقات بغاء خارجة عن الشرعية و عن الزوجية الربانية و التي حرفت كل المفاهيم و حتى مشاعر الحب المقدس

    فكلّ الترانيم لا تزيل
    ما علق فينا
    من بغاء مقدّس
    و تتشابك المفاهيم في النص و يتواصل التاريخ مع الموروث الشخصي و الجماعي و كأن النفس تعيش في نفس اللحظة كل ما اختزلته العصور الغابرة في وجدان المرأة و أحيته ليولد من جديد كجنين هو طفل هذه الأنثى التي أخصبت سلالات حاملة محملة بعبق التاريخ و الزمان و المكان الذي اخترق كل العصور و ترك آثاره في هذه الأرض الأنثى الحاملة المحملة بهموم الإنسانية جمعاء فهي امرأة الوقت الراحل و القادم و كأن الزمن عزف عن الحركة ليكرر لنا هذا النموذج بما فيه و يجسد عالم الكثرة الأنثوي في جسد واحد هو لكل النساء

    وتسألني... من أين أتيت ?
    أنا من بقايا السّلالات الغابرة
    ورثت عن أسلافي
    الرقص ....والغناء
    بهيكل الملك
    أنا امرأة الوقت الراحل
    والقادم
    أسكن القلاع
    أغتسل بألبان النوق
    في بركة من الضوء
    ليس يساورني ندم,
    كلّما وزّعوا دمي نبيذا
    فوق التلال
    قد تتألّق لآلئ المطر
    قد يعانقني نجم
    على وجهي، قد يسقط ضياء

    و هذا الجسد لا يختزل فقط في ذاكرته تاريخ الديانات و المجتمعات بل يتعدى إلى مظاهر كونية من مطر و نجوم و ضياء في بحث محموم عن الطهارة و النور الذي اختزلته الأرحام "المريمية" والذي هو موجود في رحم كل أنثى فطريا

    وقد تجيئ مريم
    في جرّتها مياه ساخنة
    لتزيل لعنة الجدب منّي
    فأتّخذ من التّراب حرفا
    أخبّئ فيه طفلي
    لينبت من جديد
    عندما تكبر عناقيد الضّوء
    في جسدي
    وترشح وردا وماء

    و يعود النص ليبحث عن عذرية "مريم" و نقائها و يصبح كأنه بحر متلاطم الأمواج و كأن للمعاني مدا و جزرا تتواصل فيه الأعماق بالشاطئ في بحث محموم عن حقيقة وجودية تسكن الوجدان الإنساني لكنها غائرة تلفها المعتقدات و المفاهيم الموروثة فتارة تطفو على السطح لتفصح عن وجودها و أخرى تلفها ظلمات القاع فلا يعرف لها قرار و تستأنف الكلمات طوافها بحثا عن معانيها الغائرة في وجدان هذا الوجود الإنساني المحمل بالطهر و الدنس بالقدسية و البغاء والذي أضفى عليه مسحة قدسية زائفة

    تمنحني العذراء
    عصارة نخلة سامقة
    أنتبذ من فيئها
    عتبة قصيّة
    لأشرب نخب الغابرين
    وألمح حدائق في السماء
    مظللة بشحوب حبيبي
    …. والغياب
    الفقد و الغياب هما سمة النص المميزة فللحقيقة وجهان أحدهما نوراني "مريمي" و الآخر ظلامي بشري فكلما تناول النص وجه غيب الآخر ثم رجع ليبحث عنه في رحلة محمومة بين السالب و الموجب بين الظلمة و النور، لم يستطع أن يجعل من الأضداد تكاملا ليفصح عن الحقيقة الفطرية النقية الكامنة في الإنسان مع وجود الآخر خارجا عنه بل يعيش النص كل هذه التناقضات التي تتفاعل فيه فتتلاطم المعاني و كأنها تخضع لريح الهوى العاتية تارة تقذفها إلى اليمين و أخرى إلى الشمال دون أن يستطيع النص أن يكون متوازنا يوحي للقارئ بالطمأنينة و الاستقرار على مفاهيم معينة بل يحتوي كل التناقضات و يجعل المتلقي يعيشها بكل التفاصيل الغائرة حد الألم الذي تحمله لنا المعاني المتضاربة في كيانها الوجودي و الإنساني المتحرك على الأرض

    تطول المسافات
    أهجس في سرّي
    كيف نعبر أحزاننا
    و كيف نمنح للعتمة
    أغنيات من الضوء
    كي لا تموت الأسماء...
    هناك على مرافئ الليل
    تعزف نجمة نشيد الخلد
    ترشق دروبنا وردا وياسمينا
    ثمّ تغفو بين كفّين
    يحمل النص في طياته حزنا دفينا لا يستطيع تجاوزه لكنه يهرب منه ليذكر لنا مسميات أخرى خارجة عنه كالتواصل مع الطبيعة ليوحي لنا بشيء من الرومانسية التي تزيح عن كاهله ثقل أحزانه و معاناته لفترة قصيرة ثم يعود إليه الوجع ليذكره بانقضاء العمر و التطلع إلى القمر و النور و العتمة فيترنح النص بين الحقيقة و الخيال بين الغيب و الشهادة في تداخل غير واضح تفصح عنه المعاني المتناقضة في ظاهرها لكنها متكاملة في جوهرها و هذا التكامل يغيبه النص فيشعر القارئ باضطراب داخلي لأنه لا يستطيع التنقل بالسرعة المطلوبة ليتابع حركة تنقل المعاني التي تتخذ من النص مساحة أو مركبة يخترق بها الزمان و المكان و الطبيعة و التاريخ و الموروث الحضاري و الديني و هذه الحركة تتقاطع في كثير من الأحيان بالطول في تواصل أرض - سماء و بالعرض شمال - جنوب شرق - غرب إذا صح التعبير فكل هذه المسافات التي يختزلها النص تتعب القارئ و تشوش إدراكه فتجزئة المفاهيم والأشياء و كثافة الصور يفقد النص بناءه التواصلي المنطقي والذي يوجد بين كل مكوناته الدلالية فيعيش الفكر معاني التشرذم و التفرقة و الغياب و هذا من شأنه أن يطمس حقيقة المشاعر الإيجابية فتختفي معالمها و يغيب وجودها

    وألمحني على جدار العمر
    أحفر إسمي
    وفي أرض الموعد
    أزرع توجّعي
    حتّى أينعت عناقيد الانتظار
    في يديّ
    وصار للقمر أصابع
    على كفّها تقتات روحي
    حبيبات ضوء
    فتزهر دمائي
    بين العتمة والنور

    ويرتفع الطّلع
    حيث الكواكب
    يتبع
  • منجية بن صالح
    عضو الملتقى
    • 03-11-2009
    • 2119

    #2



    و يعود النص من عالم التناقضات بين الواقع و الخيال و الحقيقة ليبحث عن الروح التي فارقته و عن ضوء القمر، عن الحبيب الغائب الحاضر، عن الطفل المفقود و الحلم الضائع و الوطن السليب، و يعود الحلم و الحنين إلى عالم أرحب و أجمل إلى مفهوم السعادة مع الحبيب و الخلود إليها بكل معاني الوجود المجسمة لها بالمسافات و الحلم و الرسم و السمات المتقلبة بين الفرح و الحزن بين الألم و الفقد و نجوى اللقاء مع الحبيب المنشود المفقود وسط طبيعة تتفاعل مع الوجدان الإنساني فتارة هي كئيبة حزينة مظلمة و أخرى حالمة مقمرة تتواصل بإنسانية ملفتة مع البشر فيجعل النص الطبيعة الإنسانية تتواصل مع الطبيعة الكونية على مستوى المفردات و المعاني و المشاعر

    وفي الكواكب أغنية تهاتفنا
    تهدي لنا بدايات النهار
    فنزداد إتّساعا
    بين الأرض والبحر
    ونحلم
    نحلم
    أن تكون لنا أجنحة
    لنعانق طفلا لنا في الأفق

    والسماء هناك... خلف الضباب
    تطلّ على وجوهنا الخائفة
    فنرحل في الفصول
    نرسم مركبة لنعلو
    نرسم مملكة
    ووطنا
    نرسم نخلة ثابتة تتسلّقنا

    و يعود النص ليعيش غربة الزمان و المكان و كأنه منبت عن الماضي ومحلق في الحاضر ليست له جذور ثابتة و هذا يخول له استعمال رحابة الفضاء و الزمان و المكان ليكمل حركته الغير متناسقة و لا منطقية لكثافة الصور التي تقفز من الواقع إلى الخيال إلى التاريخ إلى المشاعر الإنسانية إلى الطبيعة الكونية بكل مكوناته وهو تنقل محموم يصيب الفكر بالدوران وراء معاني زئبقية كلما حاول أن يمتلكها تفلت منه لتفصح عن معاني أخرى فيجد المتلقي نفسه أمام توالد سريع و مكثف لصور غير متجانسة و لمعاني تختزل التناقضات و التشرذم و يجعل للنص حركة سريعة تفقد المتلقي توازنه

    وتنتهي المسافات عندنا
    كلّما كبرنا في الغربة
    تتّسع البلاد بدمعتنا
    فخذني حبيبي الى الضوء
    لا شيئ الآن يعيد لي نجمة
    أحرقتها طقوس الإغريق
    هيّا..... لنغنّي إلى آخر المحطّة
    قد نزلت سكينة الحبّ
    وبللّت شفاهنا بالقبلات
    قبل أن نعود معها الى السّماء

    لا شيئ حبيبي يخلّدنا إذن
    سوى أصابع تحفر التّاريخ
    لا شيئ حبيبي الآن يبكي علينا
    سوى رائحة التّراب
    بعد المطر
    .
    و ينتهي النص كما بدايته، بكاء نساء على أطلال التاريخ و النهاية كانت بكاء الأحبة على الحلم الضائع و الخلود المستحيل و النهاية المحتومة لوجود الإنسان بعد أن قضى حياته راكضا وراء أحلام يقظة كانت من إنجازه، فهو المخترع وهو المنفذ لأحداث التاريخ و الطقوس الدينية و التقاليد الاجتماعية و العلاقات الزوجية بين البشر. وحتى الطبيعة فقد أخضعها الفكر الإنساني لإرادته فكان للقمر أصابع و حتى النجمة طالتها طقوس الإغريق و أحرقتها

    رحابة الخيال في النص أخضعته إلى اللامعقول في عالم تكون فيه الأشياء غيرها و كأن النص يعيد نحت المفاهيم و يعيد صياغة الطبيعة الإنسانية و الكونية بأدوات معروفة يستقيها من التاريخ و من المفاهيم الدينية و الأسطورية المختزلة في الذاكرة فتتوالد الصور و المعطيات و تكتظ مساحة النص بالصور و المعاني التي تتقابل لتعيش صراع الأضداد في الفكر فينقطع التواصل بينها و هذا يجعل النص يحلق في خيال المتلقي دون أن يستطيع أن يتواصل منطقيا معه و يثمر فكرا واضح المعالم شفاف السمات ومفاهيما تبصِّر وعي المتلقي على قيمة إنسانية واضحة بل يتركه ضمآنا وسط مطر الصور المكثفة المعاني و المباني .

    هل مهمة النص توعية القاريء بحقيقة إنسانية ,كونية أو إجتماعية أم هو إسترسال في إلقاء صور شعرية يعيشها الكاتب و ينقلها للقاريء كما أستشعرها بوجدانه و شاهدها على شاشة خياله ؟ الجواب يكون من حق الشاعر و ليس لأحد أن يجيب مكانه .

    و ينقلنا النص إلى الخيال الشخصي و الذي له تركيبته المتفردة بطبيعته البيئية الحضارية الثقافية و التي ليست بالضرورة متاحة الإدراك للمتلقي لأن لا أحد يمكن له أن يكون مكان صاحب النص و الذي ينقل لنا مشاعره على أجنحة الكلمات التي تتواصل معنا من خلال موروثنا و بيئتنا الشخصية فيكون خيال القاريء كمركبة ثلاثية الأبعاد تحلق في خيال الكاتب ترصد خلجات نفسه و حدة مشاعره

    و في الختام أقول أن النص يتراء لنا كأنثى حبلى بمفاهيم و موروث حضاري ثقافي تاريخي ديني، فهو الأم الولادة و الجنين المولود بكل تناقضاته المادية و المعنوية والتي اختزله وجدانه و أفصحت عنه الكلمات التي أسست لبنائه المادي الذي إحتوى معانيه

    يجعلك النص تخوض في إشكالية وجودية و كل ما لم يدركه الإنسان بعقله المحدود و حاول أن يتصوره بخياله ليجعله متاحا و في متناول يده يطوعه فيستجيب ليكون الغائب الحاضر و البعيد القريب
    وتبرزلنا من خلال القراءة الكثير من نقاط الإستفهام التي تجعلنا نتواصل مع النص بعد نهايته وتترك في داخلنا إنطباعا حائرا يبحث في النفس الإنسانية و في تطلعاتها على المجهول و في طموحها الجامح وهي محاولة لسبر أغوارها و معرفة خفاياها التي تتماهى مع الخفايا الكونية في محاولة جادة للبحث عن الهوية و الإنتماء في خضم بحر زاخر بالمفردات تتلاطم معانيه كأمواج جامحة في مدها نحو الشاطيء حتى تكون على أرض صلبة .


    شكرا للفنانة سليمى التي أتاحت لي هذه القراءة و التي أرجو أن تكون فيها من الإضافات التي تساعد على فهم النص فهما إنسانيا وجوديا بعيدا عن شخصية الشاعرة التي أكن لها كل الإحترام و التقدير

    تعليق

    • سحر الخطيب
      أديب وكاتب
      • 09-03-2010
      • 3645

      #3
      الاخت منجيه
      كنت رائعه فى التحليل باحساسك قبل ان تخط كلماتك
      دائما انت كما احسك بداخلي
      استطعت ان تكتبي ما لم استطع التعبير عنه واختنقت عباراتي وهربت مني
      وأقول دائما هناك انثى تستطيع فهم الانثى كما عهدي بك
      شكرا لك على التحليل الرائع
      الجرح عميق لا يستكين
      والماضى شرود لا يعود
      والعمر يسرى للثرى والقبور

      تعليق

      • نجيةيوسف
        أديب وكاتب
        • 27-10-2008
        • 2682

        #4
        [align=center]غاليتي منجية

        ربما ما تعلمينه من هم وظروف أبعدني عن متعة القراءة . لكنني حين اصطادت عيني اسمك واسم القسم الذي يستقر فيه موضوعك ، جئت على عجل ، أقرأك قبل أن أقرأ الموضوع ..

        أستاذة منجية ، هل هذه مجرد صدفة ؟؟؟؟

        شبه الاسم ، وشبه في الاهتمام أيضا ......

        رائعة غاليتي بما منحتنا من إضاءة حول نص لكاتبة جميلة مثل الغالية سليمى .

        تحياتي الطيبات . وكل آيات الاحترام لكليكما .

        دومي بخير أبدا [/align]


        sigpic


        كلماتنا أرواحنا تهمي على السطر

        تعليق

        • سليمى السرايري
          مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
          • 08-01-2010
          • 13572

          #5

          [align=center][table1="width:95%;background-image:url('http://www.wata.cc/up/uploads/images/w-4cba786cc0.gif');background-color:black;"][cell="filter:;"]
          [align=center][align=center][table1="width:95%;background-image:url('http://www.wata.cc/up/uploads/images/w-4cba786cc0.gif');border:2px groove orange;"][cell="filter:;"][align=center][align=center][table1="width:85%;background-image:url('http://www.wata.cc/up/uploads/images/w-93509fddd2.gif');background-color:black;border:2px groove orange;"][cell="filter:;"][align=right]
          [/align][/cell][/table1][/align][/align][/cell][/table1][/align][/align]
          [align=center][align=center][table1="width:95%;background-image:url('http://www.wata.cc/up/uploads/images/w-4cba786cc0.gif');border:2px groove orange;"][cell="filter:;"][align=center][align=center][table1="width:85%;background-image:url('http://www.wata.cc/up/uploads/images/w-93509fddd2.gif');background-color:black;border:2px groove orange;"][cell="filter:;"][align=right]

          الأخت منجيّة الغالية


          ارتبكتُ.....

          تساقطتْ عناقيد قلبي
          كأنّي كل المساحات الفاصلة بيني وبين حقيقة الإنسان
          مسكتُ جيّدا غيماتي ، وقلت لابدّ من الجنون
          لابدّ من الصمت
          لكنّي ، لم أعد بعد من ارتباكي .
          استكشف دائما المسالك المتشعبة
          تحرسني أشباح لا أعرفها
          ربما تكون من جنود الملوك الحجريّة
          أو من جنود الليل المغسولة بالعشق
          أنثى الماء انا،
          أنثى الوجع
          أنثى تبحث دائما عن حبيب في جوف الأرض
          لوّن التراب بحمرة دمه
          اله الخصب

          الأنثى في كلّ الأزمان ، تبحث عن هذه الخصوبة
          في المياه الساخنة التي ذكرتها، هناك في مدينة عربيّة حيث تتبرّك النساء بها شوقا للأمومة.
          في رموز عديدة وعبر كل المعتقدات
          ومريم أكبر دليل على هذه الرمزيّة التي أبحث عنها.

          ~~~

          منجيّة

          هل هذا القلم الذي يحفر في عمق في الوجدان، هو الذي اغتصب من عيني دمعة الآن؟؟
          أراك تقرئين جيّدا موتي كأنثى وثورتي حين أكون في قمّة الحياة أيضا.
          أراك تلامسين التنهيدات وخوف تلك الأنثى المليئة باليمام رغم كل الأوجاع التي مرت بها مشيرة إلى الزمن مرورا بتواريخ عدّة واضطرابات نفسيّة بل ومراجع كثيرا تأثرت بها الأنثى في داخلي فكان النص..

          من الروح لك الشكر الجزيل على هذه الإلتفاتة الراقية والرائعة التي مسحتِ بها بلطف على قلبي .

          ~~~



          سليمى


          [/align][/cell][/table1][/align][/align][/cell][/table1][/align][/align]
          [align=center][align=center][table1="width:95%;background-image:url('http://www.wata.cc/up/uploads/images/w-4cba786cc0.gif');border:2px groove orange;"][cell="filter:;"][align=center][align=center][table1="width:85%;background-image:url('http://www.wata.cc/up/uploads/images/w-93509fddd2.gif');background-color:black;border:2px groove orange;"][cell="filter:;"][align=right]



          [/align][/cell][/table1][/align][/align][/cell][/table1][/align][/align][/cell][/table1][/align]

          التعديل الأخير تم بواسطة سليمى السرايري; الساعة 15-11-2010, 04:20.
          لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

          تعليق

          • منجية بن صالح
            عضو الملتقى
            • 03-11-2009
            • 2119

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة سحر الخطيب مشاهدة المشاركة
            الاخت منجيه
            كنت رائعه فى التحليل باحساسك قبل ان تخط كلماتك
            دائما انت كما احسك بداخلي
            استطعت ان تكتبي ما لم استطع التعبير عنه واختنقت عباراتي وهربت مني
            وأقول دائما هناك انثى تستطيع فهم الانثى كما عهدي بك
            شكرا لك على التحليل الرائع

            أختي الغالية سحر

            كانت مداخلتك أول ما قرأت في هذا الصباح صباح يوم
            عرفة جعله الله مباركا علينا جميعا و على الأمة الإسلامية
            و تقبل منا جميعا صالح الدعاء و الأعمال
            و أنا عاجزة عن شكر الله تعالى على هذا التواصل الراقي بيننا
            و على هذه الصحبة و الأخوة الصادقة التي تجمعنا كبنات حواء
            و تجعلنا ندرك عن بعضنا البعض آلامنا و أفراحنا نتقاسمها
            ليخف عنا حملها
            لك كل وردي وودي يا غالية و كل عام و أنت بألف خير

            تعليق

            • منجية بن صالح
              عضو الملتقى
              • 03-11-2009
              • 2119

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة نجيةيوسف مشاهدة المشاركة
              [align=center]غاليتي منجية

              ربما ما تعلمينه من هم وظروف أبعدني عن متعة القراءة . لكنني حين اصطادت عيني اسمك واسم القسم الذي يستقر فيه موضوعك ، جئت على عجل ، أقرأك قبل أن أقرأ الموضوع ..

              أستاذة منجية ، هل هذه مجرد صدفة ؟؟؟؟

              شبه الاسم ، وشبه في الاهتمام أيضا ......

              رائعة غاليتي بما منحتنا من إضاءة حول نص لكاتبة جميلة مثل الغالية سليمى .

              تحياتي الطيبات . وكل آيات الاحترام لكليكما .

              دومي بخير أبدا [/align]
              عزيزتي الغالية نجية

              يا نوارة قسم فنون النثر بل أنت باقة ورود تعطر الملتقى

              كنت سعيدة في هذا الصباح و سعدت أكثر بقراءة كلماتكم

              و شعرت بهذا الحب الذي تهادى إلى قلبي و غمرني شذاه

              و لقد جعلنا الله تعالى من الأرواح التي تعارفت عنده حتى نلتقي

              على وجه البسيطة لنرتقي إليه و نحن متحابون فيه

              فله الحمد و له الشكر كما يجب و حتى يرضى على نعمه الامتناهية

              أسعد الله ايامك و جعلها كلها أعياد عيد مبارك و كل عام و أنت إلى الله أقرب

              غاليتي لك مني كل الود و الورد

              تعليق

              • منجية بن صالح
                عضو الملتقى
                • 03-11-2009
                • 2119

                #8
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                الأخت العزيزة سليمى

                منجيّة

                هل هذا القلم الذي يحفر في عمق في الوجدان، هو الذي اغتصب من عيني دمعة الآن؟؟
                أراك تقرئين جيّدا موتي كأنثى وثورتي حين أكون في قمّة الحياة أيضا.
                أراك تلامسين التنهيدات وخوف تلك الأنثى المليئة باليمام رغم كل الأوجاع التي مرت بها مشيرة إلى الزمن مرورا بتواريخ عدّة واضطرابات نفسيّة بل ومراجع كثيرا تأثرت بها الأنثى في داخلي فكان النص..
                من الروح لك الشكر الجزيل على هذه الإلتفاتة الراقية والرائعة التي مسحتِ بها بلطف على قلبي


                غاليتي كم السعادة الذي أشعر به عند قراءتك لا يوصف
                ربما لأني أنثى مثلك أحمل همومك و أقاسمك إياها
                تتخللني كلماتك و تثير مكامن وجعي و تجعلها تفصح عن ما بها
                ربما لأن وجودنا واحد و رسالتنا كذلك في زمن تعيش فيه الأنثى
                التشتت و القلق القاتل لأمومتها و أنوثتها
                كنت سعيدة لأن الله وحده من وفقني إلى هذه القراءة و لأنها إستطاعت
                أن تتواصل مع روحك الشفافة و قلبك المحب للنقاء و الطهر

                إسمحي لي عزيزتي أن أقرأ نفس الأنثى من خلال كلماتك
                التي كما قالت أختنا العزيزة سحر أني عبرت عن ما يختلج في
                داخلها من مشاعر لم تستطع الإفصاح عنها
                لعلنا نرتقي معا إلى مكامن هذا الألم الدفين الذي يحاصرنا
                و يجعلنا نرى الحياة من خلاله

                الحياة اجمل لو إستطعنا أن نراها من خلال منظومة الجمال
                و الكمال الإنساني و الذي خلقه تعالى في سيدنا آدم قبل الغواية
                فكل ما نكتبه الآن هو ثمرة عصر ما بعد الغواية لهذا يسكننا الألم
                و يثقل كاهل مفرداتنا هذا الوجع الدفين

                لك كل الشكر و الود و كل الحب على هذه الفرصة التي أتحتها
                لي لأقرأ كلماتك المعبرة عن هذا القلق الوجودي و الذي يشمل كل بنات جنسنا
                كل عام و أنت بألف خير و تقبل الله منا و منك صالح الأعمال
                لك ودي ووردي

                تعليق

                يعمل...
                X