قصة قصيرة (موت الذئب) وتعليق عليها.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالرؤوف النويهى
    أديب وكاتب
    • 12-10-2007
    • 2218

    قصة قصيرة (موت الذئب) وتعليق عليها.

    [align=justify]حاولت منذ زمن بعيد ،أن أكتب سطوراً ،تعليقاً منى على قصة قرأتها أو كتاب أورواية .وتدويناً وتوثيقاُ لما تثيره القراءة فى النفس من ذكريات ومشاعر وأحاسيس.
    كان التزاماُ منى ،أخذته على نفسى وعملت به حتى اليوم.

    عبدالرؤوف النويهى
    ****************

    موت الذئب .............ألفرد دو فينى

    أقبل الذئب، ناصباً يديه، اللتين غرزهما في الرمل بأظافرهما المقوسة. وقدر أنه هالك، لأنه بوغت وقطع عليه خط الرجعة، وسدت عليه الطرق، وحينئذ أمسك بفمه المتوقد، أجرأ الكلاب، من حلقومه اللاهث، ولم يرح فكه الحديدي، - على الرغم من طلقاتنا النارية التي كانت تخترق لحمه، وخناجرنا الحادة التي كانت تتصالب كالكماشات وهي تغوص في خاصرتيه العريضتين، - إلا في آخر لحظة حين رأى الكلب المخنوق، يسبقه إلى الموت بزمن طويل، ويتدحرج معفراً تحت أقدامه! تركه الذئب حينئذ ثمّ نظر إلينا. وقد بقيت الخناجر مغمدة في خاصرته حتى المقابض، تسمره في الكلأ المغمور بدمه، على حين كانت بندقياتنا تحيط به على هيئة هلال مشؤوم، أعاد النظر إلينا ثم عاد إلى الاضطجاع، وهو لا يني عن لعق الدم المنتشر حول فمه ودون أن يعبأ بمعرفة كيف هلك، أغلق عينيه الكبيرتين، ومات من غير أن يصرخ صرخة واحدة...
    وأسفاه! لقد فكرت بأنني على الرغم من اسمنا "الرجال" أخجل مما نحن عليه، فما أشد خورنا!
    كيف يجب أن تودع الحياة وشرورها كلها? أنتم فقط تعرفون ذلك، أيتها الحيوانات المحترمة فلدى رؤية ما يصير إليه الخلق على الأرض، وما يتركونه، يعلم أن الصمت وحده عظيم، وأن كل شيء غيره خور، - آه لو عرفت جيداً أيها الراحل المتوحش ..فإن نظرتك الأخيرة نفذت إلى قلبي كانت تقول:

    إذا استطعت فاعمل على أن تصل نفسك بفضل بقائها مُجِدِّةً مفكِّرة، إلى هذه الدرجة السامية من الكبرياء الرّواقية التي بلغتها منذ لحظة قصيرة بفضل ولادتي في الغابات إن الأنين والبكاء والاستعطاف هي أيضاً جبن وحقارة، -فاعمل دائباً واجبك الثقيل الطويل في السبيل التي أراد القدر أن يناديك إليها ثم تجلد مثلي بعد ذلك، ومت من غير أن تفوه بكلمة.

    ألفريد دوفيني (1797 – 1863) شاعر وروائي ومؤلف مسرحيات فرنسي

    ************************************************** ***************
    فضفضة ............عن الذئب

    قرأت قصة ألفريد دوفينى منذ زمن بعيد ،ولم يكن الذئب بمنأى عن حياتى،فقد كان موجودا فى سورة يوسف بالقرآن الكريم حفظتها صغيرا على يد الشيخ بكتاب القرية وأتلوها أمام والدى الدارس والحافظ والمجود للقرآن الكريم الذى يُصلح لى أخطائى ويشدد على النطق السليم ومخارج الحروف.

    (((أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ 12 قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ 13 قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَّخَاسِرُونَ 14 فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ 15 وَجَاؤُواْ أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُونَ 16 قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ 17 وَجَآؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ 18 ))))


    كنت صغيراً ،أقرأ هذه السورة وأنا مندهش من الإفتراء على الذئب البرىء من دم يوسف عليه السلام .
    شاهدت الذئب وهو يعدو وراء الأغنام والكلاب تطارده ،بل هناك مثل شعبى مصرى يشيد بمن يعمل عملا بطوليا أنه(( جاب الديب من ديله)) ويقال أيضا لمن عمل عملا بسيطا ولكنه يفتخر به فنقول على سبيل السخرية (أصله جاب الديب من ديله ).

    وفى يوم فوجئنا فى أوائل ستينيات القرن الماضى بعمى ( الأخ الأصغر لوالدى (شقيقه ))يأتى بذئب صغير معه، رداً منه على سخرية( جدتى) والدته بأنه جاب الديب من ديله !!!عندما تقلل من شأن عمل ما يفتخر به ، وفزع كل من فى الدار، بل إن أحد أعمامى قام بتحنيط ديب كبير ،كنت أذهب إلى منزله لأراه وأتمعن فيه، سيما وقد جعله يهم بالجرى والإفتراس.
    كنا نسهر بالغيط لرى الأرض وأسمع عوائه وهو يقترب من أرضنا أو يبعد عنها ،وظلت صلتى بالديب موصولة وأنا أشيد به لأنه ذُكر بالقرآن الكريم ،وشيوخ القرية يصفون بعض الرجال بأنه( ديب )يبلد ويقف ساكنا ثم ينقض على فريسته ويفتك بها على غرة 0
    أعجبتى قصة موت الذئب لدو فينى وهو يصف الذئب (ومات من غير أن يصرخ صرخة واحدة).
    أى شجاعة وقوة يتحلى بها هذا الذئب ???

    وأحسب أن دوفينى استنطقه بكلمات خالدة ستظل لأرباب العقول المتوقدة سراجا منيرا ( ....فاعمل دائباً واجبك الثقيل الطويل في السبيل التي أراد القدر أن يناديك إليها ثم تجلد مثلي بعد ذلك، ومت من غير أن تفوه بكلمة).[/align]
  • ناهد تاج هاشم
    عضو الملتقى
    • 28-12-2007
    • 207

    #2
    السلام عليكم
    بداية أضم صوتي لما رحب بك بالملتقى ، فأهلابك أستاذ عبد الرؤوف في الملتقى وفي " قرأت لك"
    وأشكرك لهذه المساهمة . وحقيقة أول مرة أسمع بالقصة . وأنت عرفتنا بها فجازاك الله كل الخير.
    مودتي
    ناهد

    تعليق

    يعمل...
    X