أرى أن يكون هناك احتفال بما نطلق عليه "يوم الرجل العالمي".
والعالمي هنا ليست صفة لليوم وإنما للرجل.
فمن هو الرجل العالمي؟
الرجل العالمي هو هو نفس الرجل غير العالمي، من حيث الملامح، والطبائع الغريزية، والبناء الجسدي، والنباهة العقلية، والذكاء الفطري، وحلاوة الروح حتى وإن كان أقرب الشبه بأحدب نوتردام. ولكنه أكثر انتشاراً، وأقل شهرة، وأكثر غموضاً، وأقل ظهوراً في الأضواء. وهو في الحقيقة عدو للنور والتنوير؛ لأنه كلما ازداد تسلط الضوء عليه كلما زاد اختفاؤه وروغانه، ومرت الحياة من حوله غير أبهة به، وغير مدركة لوجوده أصلاً. فهو يعيش في الظل حتى بعد غروب الشمس، ولا يعرف من العز إلا "عز" البرد.
وهو –ياحبة عيني- مضطهد في بيته من أم العيال، وفي عمله من رئيسه المتخلف. وهذه حقيقة فأي شخص يصبح رئيساً يتحول "بقدرة قادر" لأسباب لا يعلمها إلا رب العباد ومسبب الأسباب إلى متخلف من الدرجة الأولى، فالتخلف أصبح سمة كل رئيس، حتى وإن كان الرئيس رجلاً عالمياً أيضاً.
وحين لا يملك ثمن إصلاح سيارته يبدأ اضطهاد السيارة له بأن تتعطل من "الهوا الطاير"، وإذا توفر المال لإصلاح السيارة اضطهده الميكانيكي، هذا إن اسعده حظه بسيارة من الأصل بعد أن تورمت حياته من ركوب مركوبه من طراز "دواب فول وبرسيم درايڤ".
وهو قبل كل شيء وقع عليه اضطهاد الأب والأم لأنهم لم يحسنوا تربيته من البداية، أما من أحسنوا تربية أبنائهم فلم يُعِدُّوهم لمواجهة العالم الحقيقي بما فيه من صدمات ومصائب ومحمد البرادعي والبقرة الضاحكة، فكان هذا اضطهاد أسوء من اضطهاد من لم يربو أبنائهم. على الأقل من يقولون "حقي بدراعي" يأخذون حقوقهم كاملة أو على الأقل جزءًا منها. أما أولاد الناس فهم أقرب إلى المعذبين في الأرض أو من صنف "بؤساء" هوغو.
والرجل العالمي يضطهده أبناؤه لأنه لا يستطيع أن يضرب الأرض فتطرح بطيخاً، ولا يملك شجرة تطرح أموالاً أو آلة لطباعة البنكنوت ليلبي احتياجاتهم حتى يتساووا بأولاد الناس الآخرين الذين يطرق الحظ أبوابهم، ويبيت في بيوتهم "وكله بالحلال"، وحَدّ الله بينهم وبين "الأرانب" المذبوحة على غير الشريعة الإسلامية.
والرجل العالمي يعاني من تمزق داخلي؛ إذ تشده الحاجة يميناً، ويشده الدَّيْن يساراً، ويسحبه الهم لأعلى، ويجره الغم لأسفل، فيضرب أخماساً في أسداس، وكل حل يفكر فيه يأتيه منه ما لا يرضيه. فجميع خياراته طريق مسدود يا ولدي. إن سلك طريقاً أتبعه النقاد بالقباقيب، وإن سلك آخرَ أمسك الناس منه بالتلابيب، فهو في حيرة دائمة حتى وإن أشعل أصابعه العشرة شمعاً.
تنعقد من حوله المؤتمرات العالمية والندوات الدولية واللقاءات الإقليمية وحلقات النقاش المحلية، وترتفع الأصوات والشعارات منادية بحقوق المرأة، وتحرير المرأة، ومساواة المرأة، ورفع أجور المرأة، وتخصيص عربات بمترو الأنفاق للمرأة، وإجازة وضع ورضاعة للمرأة، ونفقة للمرأة، ولا أحد ينادي بالرأفة بحاله أو الرفق به، بل على العكس يتهمون الرجل العالمي بأنه هو سبب كل بلاء، وأنه وراء كل مصيبة. فالفساد الاجتماعي مثلاً هو من بدأه، ونوادي الرقص الشرقي هو من فتحها، وخداع الزوجة مع غيرها هو الخبير فيه، وأفلام الإغراء هو مخرجها، وإعلانات العري هو منتجها، وموضات الملابس النسائية هو مصممها. وهو فوق هذا يجبر المرأة "الغلبانة" التي تستحق يوماً عالمياً للنسوان، على فعل ما لا تقبل به، وتأبى نفسها لولا القسر الوقوع فيه.
ولكن الغريب أن نقرأ أن أوضاع المرأة في العالم " أصبحت أكثر قسوة خلال السنوات العشر الماضية" أي بعد جميع المؤتمرات والدعوات والمناشدات والثورات التحررية والجنسية وتبني الأمم المتحدة لشئون المرأة. ومن هنا نقول: أعيدو الأمور إلى ما كانت عليه قبل مؤتمر باريس لسنة 1946، وقبل الاحتفال بيوم المرأة العالمي سنة 1975 وتبني الأمم المتحدة له، فلعل الله أن يصلح حال المرأة، وتعود إلى الأيام الخوالي حين كانت أسعد حالاً مع رجلها العالمي. أو احتفلوا بيوم الرجل العالمي واجعلوا الأمم المتحدة تتبناه حتى يسوء حاله هو أيضاً فيتساوى أبو سعيد مع أم سعيد في سوء الحال، واحتمال أيضاً في سوء المنقلب.
وعيد نسوان سعيد عليكن جميعاً.
والعالمي هنا ليست صفة لليوم وإنما للرجل.
فمن هو الرجل العالمي؟
الرجل العالمي هو هو نفس الرجل غير العالمي، من حيث الملامح، والطبائع الغريزية، والبناء الجسدي، والنباهة العقلية، والذكاء الفطري، وحلاوة الروح حتى وإن كان أقرب الشبه بأحدب نوتردام. ولكنه أكثر انتشاراً، وأقل شهرة، وأكثر غموضاً، وأقل ظهوراً في الأضواء. وهو في الحقيقة عدو للنور والتنوير؛ لأنه كلما ازداد تسلط الضوء عليه كلما زاد اختفاؤه وروغانه، ومرت الحياة من حوله غير أبهة به، وغير مدركة لوجوده أصلاً. فهو يعيش في الظل حتى بعد غروب الشمس، ولا يعرف من العز إلا "عز" البرد.
وهو –ياحبة عيني- مضطهد في بيته من أم العيال، وفي عمله من رئيسه المتخلف. وهذه حقيقة فأي شخص يصبح رئيساً يتحول "بقدرة قادر" لأسباب لا يعلمها إلا رب العباد ومسبب الأسباب إلى متخلف من الدرجة الأولى، فالتخلف أصبح سمة كل رئيس، حتى وإن كان الرئيس رجلاً عالمياً أيضاً.
وحين لا يملك ثمن إصلاح سيارته يبدأ اضطهاد السيارة له بأن تتعطل من "الهوا الطاير"، وإذا توفر المال لإصلاح السيارة اضطهده الميكانيكي، هذا إن اسعده حظه بسيارة من الأصل بعد أن تورمت حياته من ركوب مركوبه من طراز "دواب فول وبرسيم درايڤ".
وهو قبل كل شيء وقع عليه اضطهاد الأب والأم لأنهم لم يحسنوا تربيته من البداية، أما من أحسنوا تربية أبنائهم فلم يُعِدُّوهم لمواجهة العالم الحقيقي بما فيه من صدمات ومصائب ومحمد البرادعي والبقرة الضاحكة، فكان هذا اضطهاد أسوء من اضطهاد من لم يربو أبنائهم. على الأقل من يقولون "حقي بدراعي" يأخذون حقوقهم كاملة أو على الأقل جزءًا منها. أما أولاد الناس فهم أقرب إلى المعذبين في الأرض أو من صنف "بؤساء" هوغو.
والرجل العالمي يضطهده أبناؤه لأنه لا يستطيع أن يضرب الأرض فتطرح بطيخاً، ولا يملك شجرة تطرح أموالاً أو آلة لطباعة البنكنوت ليلبي احتياجاتهم حتى يتساووا بأولاد الناس الآخرين الذين يطرق الحظ أبوابهم، ويبيت في بيوتهم "وكله بالحلال"، وحَدّ الله بينهم وبين "الأرانب" المذبوحة على غير الشريعة الإسلامية.
والرجل العالمي يعاني من تمزق داخلي؛ إذ تشده الحاجة يميناً، ويشده الدَّيْن يساراً، ويسحبه الهم لأعلى، ويجره الغم لأسفل، فيضرب أخماساً في أسداس، وكل حل يفكر فيه يأتيه منه ما لا يرضيه. فجميع خياراته طريق مسدود يا ولدي. إن سلك طريقاً أتبعه النقاد بالقباقيب، وإن سلك آخرَ أمسك الناس منه بالتلابيب، فهو في حيرة دائمة حتى وإن أشعل أصابعه العشرة شمعاً.
تنعقد من حوله المؤتمرات العالمية والندوات الدولية واللقاءات الإقليمية وحلقات النقاش المحلية، وترتفع الأصوات والشعارات منادية بحقوق المرأة، وتحرير المرأة، ومساواة المرأة، ورفع أجور المرأة، وتخصيص عربات بمترو الأنفاق للمرأة، وإجازة وضع ورضاعة للمرأة، ونفقة للمرأة، ولا أحد ينادي بالرأفة بحاله أو الرفق به، بل على العكس يتهمون الرجل العالمي بأنه هو سبب كل بلاء، وأنه وراء كل مصيبة. فالفساد الاجتماعي مثلاً هو من بدأه، ونوادي الرقص الشرقي هو من فتحها، وخداع الزوجة مع غيرها هو الخبير فيه، وأفلام الإغراء هو مخرجها، وإعلانات العري هو منتجها، وموضات الملابس النسائية هو مصممها. وهو فوق هذا يجبر المرأة "الغلبانة" التي تستحق يوماً عالمياً للنسوان، على فعل ما لا تقبل به، وتأبى نفسها لولا القسر الوقوع فيه.
ولكن الغريب أن نقرأ أن أوضاع المرأة في العالم " أصبحت أكثر قسوة خلال السنوات العشر الماضية" أي بعد جميع المؤتمرات والدعوات والمناشدات والثورات التحررية والجنسية وتبني الأمم المتحدة لشئون المرأة. ومن هنا نقول: أعيدو الأمور إلى ما كانت عليه قبل مؤتمر باريس لسنة 1946، وقبل الاحتفال بيوم المرأة العالمي سنة 1975 وتبني الأمم المتحدة له، فلعل الله أن يصلح حال المرأة، وتعود إلى الأيام الخوالي حين كانت أسعد حالاً مع رجلها العالمي. أو احتفلوا بيوم الرجل العالمي واجعلوا الأمم المتحدة تتبناه حتى يسوء حاله هو أيضاً فيتساوى أبو سعيد مع أم سعيد في سوء الحال، واحتمال أيضاً في سوء المنقلب.
وعيد نسوان سعيد عليكن جميعاً.
تعليق