الشعر
الشعرُ فنٌ منطقيٌ معرفي
ينبي بتاريخ الشعوبِ المنصفِ
فيه التجلي والسموُّ لحكمةٍ
يُغني اللبيبَ عن البيانِ فيكتفي
قد جلَّ من بين العلومِ جميعِها
إذ حلَّ بالترتيبِ بعد المصحفِ
مازال يرقى بالنفوسِ وقد غدا
أسلوبَنا لخطابِ كل مثقفِ
ما الشعرُ ترتيبُ المعاني إنما
لثقافةِ الشعراءِ دورُ المُشرفِ
فثقافةُ الشعراءِ خيرُ ضمانةٍ
لبقائه يحوي العلومَ كمتحفِ
والشاعرُ المصداقُ يحفظُ شعرَهُ
عن كل تسويفٍ وكل تزلّفِ
الشعرُ مدرسةٌ تجدِّدُ نفسها
بالجيلِ تلوَ الجيلِ دون تصرُّفِ
في الشعرِ توريةٌ وألفاظٌ لها
إيحاؤها بالرمزِ دون تكلُّفِ
حتى يظنُّ السامعونَ بأنهم
قد أدركوا من رمزِها ما يختفي
فيما يظلُّ القصدُ فيه مُلمَّحاً
بوضوحهِ بين السطورِ وما خفي
كالحبِّ أصدقُه بصدقِ شعورِنا
والروحُ تقبلُهُ بدون تأفُّفِ
يأتي شذياً سلسبيلاً ناعماً
ينسابُ في الأوصالِ دون توقفِ
كم طفتُ في دوحاتِهِ مُترنماً
أجني القوافي من جَنىً لم تُقطفِ
أصغي إلى الأنغامِ بين حفيفها
والوجدُ أصداءَ القوافي يقتفي
فأرى سراباتٍ لها كحمائمٍ
حول الغديرِ وما الخيالُ بمنصفي
وأحارُ بين جلالها وسموِّها
لمطالعي … كالراصدِ المستكشفِ
أصطادُ ما أختارُ منها واثقاً
وأعفُّ عمَّا بالمقاصدِ لا تفي
فإذا التي فتشتُ عنها هائماً
كانت تراني في بياني تختفي
فوقفت نشواناً _ ووجهي مشرقٌ _
متأملاً بحجابها المتكشفِ
وطني ووجهُ حبيبتي وسناهُما
روحي التي ناجيتها .. خِلّي الوفي
فغدا طموحي أن تقولوا: شاعرٌ
ساقَ البساطةَ في سياقٍ فلسفي
أو أن تقولوا عاشقٌ وبشعرِه
صاغ البلاغةَ في إطارٍ عاطفي
لكنني أخشى تعسُّفَ ناقدٍ
لا يُدركُ القصدَ المبينَ منَ الخفي
إن قلتُ قولاً قد يفسرُ عكسَه
ما حيلتي بالناقدِ المتعسّفِ
في الشعرِ روحُ الحبُّ يُكرِمُ نفسَهُ
في محفلِ التكريمِ هذا يَحتفي
هل نستطيعُ بأن نفي بقصائدٍ
حقَّ القصيدةِ شاعراً منَّا كَفي
في شعريَ الجندُ اليراعُ سلاحُهم
وقفاتُ عزٍ سُجلتْ في الموقفِ
وبه جيوشٌ لا يقاوَمُ زحفُها
تُحيي النفوسَ بزحفها إن تَزحفِ
فالشعرُ تصويرُ النفوسِ لما بها
من روعةِ الإحساسِ دونَ تكلُّفِ
ما أصدقَ الشعرَ الذي يرقى إلى
أسمى المقاصدِ غايةً .. لا تَنتفي
هذا شعوري بالمحبةِ إن بدا
ضمَّنْتُ فيه تكلُّفي فناً خفي
ينبي بتاريخ الشعوبِ المنصفِ
فيه التجلي والسموُّ لحكمةٍ
يُغني اللبيبَ عن البيانِ فيكتفي
قد جلَّ من بين العلومِ جميعِها
إذ حلَّ بالترتيبِ بعد المصحفِ
مازال يرقى بالنفوسِ وقد غدا
أسلوبَنا لخطابِ كل مثقفِ
ما الشعرُ ترتيبُ المعاني إنما
لثقافةِ الشعراءِ دورُ المُشرفِ
فثقافةُ الشعراءِ خيرُ ضمانةٍ
لبقائه يحوي العلومَ كمتحفِ
والشاعرُ المصداقُ يحفظُ شعرَهُ
عن كل تسويفٍ وكل تزلّفِ
الشعرُ مدرسةٌ تجدِّدُ نفسها
بالجيلِ تلوَ الجيلِ دون تصرُّفِ
في الشعرِ توريةٌ وألفاظٌ لها
إيحاؤها بالرمزِ دون تكلُّفِ
حتى يظنُّ السامعونَ بأنهم
قد أدركوا من رمزِها ما يختفي
فيما يظلُّ القصدُ فيه مُلمَّحاً
بوضوحهِ بين السطورِ وما خفي
كالحبِّ أصدقُه بصدقِ شعورِنا
والروحُ تقبلُهُ بدون تأفُّفِ
يأتي شذياً سلسبيلاً ناعماً
ينسابُ في الأوصالِ دون توقفِ
كم طفتُ في دوحاتِهِ مُترنماً
أجني القوافي من جَنىً لم تُقطفِ
أصغي إلى الأنغامِ بين حفيفها
والوجدُ أصداءَ القوافي يقتفي
فأرى سراباتٍ لها كحمائمٍ
حول الغديرِ وما الخيالُ بمنصفي
وأحارُ بين جلالها وسموِّها
لمطالعي … كالراصدِ المستكشفِ
أصطادُ ما أختارُ منها واثقاً
وأعفُّ عمَّا بالمقاصدِ لا تفي
فإذا التي فتشتُ عنها هائماً
كانت تراني في بياني تختفي
فوقفت نشواناً _ ووجهي مشرقٌ _
متأملاً بحجابها المتكشفِ
وطني ووجهُ حبيبتي وسناهُما
روحي التي ناجيتها .. خِلّي الوفي
فغدا طموحي أن تقولوا: شاعرٌ
ساقَ البساطةَ في سياقٍ فلسفي
أو أن تقولوا عاشقٌ وبشعرِه
صاغ البلاغةَ في إطارٍ عاطفي
لكنني أخشى تعسُّفَ ناقدٍ
لا يُدركُ القصدَ المبينَ منَ الخفي
إن قلتُ قولاً قد يفسرُ عكسَه
ما حيلتي بالناقدِ المتعسّفِ
في الشعرِ روحُ الحبُّ يُكرِمُ نفسَهُ
في محفلِ التكريمِ هذا يَحتفي
هل نستطيعُ بأن نفي بقصائدٍ
حقَّ القصيدةِ شاعراً منَّا كَفي
في شعريَ الجندُ اليراعُ سلاحُهم
وقفاتُ عزٍ سُجلتْ في الموقفِ
وبه جيوشٌ لا يقاوَمُ زحفُها
تُحيي النفوسَ بزحفها إن تَزحفِ
فالشعرُ تصويرُ النفوسِ لما بها
من روعةِ الإحساسِ دونَ تكلُّفِ
ما أصدقَ الشعرَ الذي يرقى إلى
أسمى المقاصدِ غايةً .. لا تَنتفي
هذا شعوري بالمحبةِ إن بدا
ضمَّنْتُ فيه تكلُّفي فناً خفي
بيروت في 10 حزيران 1999
تعليق