غياب الأسماء/ شعر عبدالكريم رجب صافي الياسري
إلى مدينة تعشق الشعر
إلى مدينة يعشقها الشعر
إلى البصرة
قَصُرَ الزَّمانُ،
وَغابَتِ الأسْماءُ
وَتَعَثَّرَتْ بِزُحامِها حَوّاءُ
هِيَ قَرْيَةٌ سَـمْراءُ،
قَبَّلَ ثَغْرَها أَلِفي وَبائي ،
وَاسْتَجابَ الياءُ
لِــنِــداءِ غَيْمَتِها
الَّتي لَوْ قَهْقَهَتْ
لَتَـرَنـَّمَتْ بِغِنائها الأشْياءُ
هِيَ غادَةٌ نَضَحَ النَّدى
مِنْ ضِفَّتَيْها،
فَاسْتَجارَ بِـأنْسِها مَنْ جاؤوا
لِيُغازلوا قَصَباَ،
بِوَحْيِ هَديلِهِ
ابْتَهَلَ الرِّضابُ،
وَصَلَّتِ الأصْداءُ
حُلُمٌ بِـحَجْمِ الْكَوْنِ
مَرَّ مُكَبِّـراً
فَتَنَهَّدَتْ ياقوتَةٌ زَرْقاءُ
رَقَصَ النَّخيلُ
عَلى انْشِطارِ خُيوطِها
فَتَسَمَّرَتْ بِظِلالِـها الأرْزاءُ
دَعْها وَما تَرْمي إلَيْهِ،
فَظَنُّها
عَبَثٌ يُكَفِّرُ عَيْبَهُ الإيماءُ
بِأصابِعِ الآياتِ
أرْسُمُ مَرْقَداً
يَأْوي إلى تَطْوافِهِ الْميناءُ
بِرَصيفِهِ سُفُنٌ،
إذا ما أمَّها حُلْوٌ
تَدَبَّرَ مُرَّهُ الشُّفَعاءُ
اسْمي عَلى راياتِ صِدْقٍ
يَسَّرَتْ طُرُقَ الْـكَواكِبِ
فَاهْتَدى الْـــغُرَباءُ
يا أنْتِ
يا قَمَراً يَسيلُ جَدائلاً،
بِنُضارِها يَتَخَضَّبُ الْـحِنّــاءُ
يا أنْتِ
يا شَجَراً يُهَدْهِدُ طِفْلَةً
بِدُعائها تَـتَـبَـرَّكُ الأفْياءُ
أنثى بِشَرْقِ الشَّوْقِ
يَعْزِفُ خِصْرُها
عُمْري ،
فَهَلْ يَـتَـنَكَّرُ الإصْغاءُ؟
فَكَأنَّ
عَيْنَ غَزالِــها قارورَةٌ
وَكَأنَّ
مِلْحَ دَلالِــها صَهْباءُ
هِيَ في بَساتينِ اللِّسانِ
فَسائِلُ
وَعَلى انْــتِــظارِ شَواطِئي
لَأْلاءُ
حَدَّثْتُ عَنْها الْـــبَــرْقَ
ذاتَ صَبابَةٍ
فَتَخَلَّلَتْ أنْفاسَها الأضْواءُ
خُذْني
إلى ذاتِ التَّضاريسِ الَّتي
بِعِنادِها يَتَقَهْقَرُ الْــخُيَلاءُ
خُذْني إلى عُشْبِ
تَنَصَّتَ خاشِعا
لِحَيائها،
فَـاجْـتَـرَّها الإطْراءُ
أسْعى إلَيْها
وَهْيَ تَسْعى مِثْلَما أسْعى
وَلكِنَّ الْمَدى ضَوْضاءُ
أنا عاشِقٌ
وَلَسَوْفَ أُنْجِبُ قِصَّةً
بِعَفافِها يَتَنَفَّسُ الأحْياءُ
أنا شاعِرٌ
والْــحُبُّ خَمْرُ قَصيدَةٍ
"وَيْلاهُ" !!
حينَ يَعبُّهُ الشُّعَراءُ...
*********************
البصرة في 02 تشرين الثاني، 2010
إلى مدينة تعشق الشعر
إلى مدينة يعشقها الشعر
إلى البصرة
قَصُرَ الزَّمانُ،
وَغابَتِ الأسْماءُ
وَتَعَثَّرَتْ بِزُحامِها حَوّاءُ
هِيَ قَرْيَةٌ سَـمْراءُ،
قَبَّلَ ثَغْرَها أَلِفي وَبائي ،
وَاسْتَجابَ الياءُ
لِــنِــداءِ غَيْمَتِها
الَّتي لَوْ قَهْقَهَتْ
لَتَـرَنـَّمَتْ بِغِنائها الأشْياءُ
هِيَ غادَةٌ نَضَحَ النَّدى
مِنْ ضِفَّتَيْها،
فَاسْتَجارَ بِـأنْسِها مَنْ جاؤوا
لِيُغازلوا قَصَباَ،
بِوَحْيِ هَديلِهِ
ابْتَهَلَ الرِّضابُ،
وَصَلَّتِ الأصْداءُ
حُلُمٌ بِـحَجْمِ الْكَوْنِ
مَرَّ مُكَبِّـراً
فَتَنَهَّدَتْ ياقوتَةٌ زَرْقاءُ
رَقَصَ النَّخيلُ
عَلى انْشِطارِ خُيوطِها
فَتَسَمَّرَتْ بِظِلالِـها الأرْزاءُ
دَعْها وَما تَرْمي إلَيْهِ،
فَظَنُّها
عَبَثٌ يُكَفِّرُ عَيْبَهُ الإيماءُ
بِأصابِعِ الآياتِ
أرْسُمُ مَرْقَداً
يَأْوي إلى تَطْوافِهِ الْميناءُ
بِرَصيفِهِ سُفُنٌ،
إذا ما أمَّها حُلْوٌ
تَدَبَّرَ مُرَّهُ الشُّفَعاءُ
اسْمي عَلى راياتِ صِدْقٍ
يَسَّرَتْ طُرُقَ الْـكَواكِبِ
فَاهْتَدى الْـــغُرَباءُ
يا أنْتِ
يا قَمَراً يَسيلُ جَدائلاً،
بِنُضارِها يَتَخَضَّبُ الْـحِنّــاءُ
يا أنْتِ
يا شَجَراً يُهَدْهِدُ طِفْلَةً
بِدُعائها تَـتَـبَـرَّكُ الأفْياءُ
أنثى بِشَرْقِ الشَّوْقِ
يَعْزِفُ خِصْرُها
عُمْري ،
فَهَلْ يَـتَـنَكَّرُ الإصْغاءُ؟
فَكَأنَّ
عَيْنَ غَزالِــها قارورَةٌ
وَكَأنَّ
مِلْحَ دَلالِــها صَهْباءُ
هِيَ في بَساتينِ اللِّسانِ
فَسائِلُ
وَعَلى انْــتِــظارِ شَواطِئي
لَأْلاءُ
حَدَّثْتُ عَنْها الْـــبَــرْقَ
ذاتَ صَبابَةٍ
فَتَخَلَّلَتْ أنْفاسَها الأضْواءُ
خُذْني
إلى ذاتِ التَّضاريسِ الَّتي
بِعِنادِها يَتَقَهْقَرُ الْــخُيَلاءُ
خُذْني إلى عُشْبِ
تَنَصَّتَ خاشِعا
لِحَيائها،
فَـاجْـتَـرَّها الإطْراءُ
أسْعى إلَيْها
وَهْيَ تَسْعى مِثْلَما أسْعى
وَلكِنَّ الْمَدى ضَوْضاءُ
أنا عاشِقٌ
وَلَسَوْفَ أُنْجِبُ قِصَّةً
بِعَفافِها يَتَنَفَّسُ الأحْياءُ
أنا شاعِرٌ
والْــحُبُّ خَمْرُ قَصيدَةٍ
"وَيْلاهُ" !!
حينَ يَعبُّهُ الشُّعَراءُ...
*********************
البصرة في 02 تشرين الثاني، 2010
تعليق