غياب الأسماء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالكريم الياسري
    شاعر من العراق
    • 20-05-2010
    • 387

    غياب الأسماء

    غياب الأسماء/ شعر عبدالكريم رجب صافي الياسري

    إلى مدينة تعشق الشعر
    إلى مدينة يعشقها الشعر
    إلى البصرة


    قَصُرَ الزَّمانُ،
    وَغابَتِ الأسْماءُ
    وَتَعَثَّرَتْ بِزُحامِها حَوّاءُ
    هِيَ قَرْيَةٌ سَـمْراءُ،
    قَبَّلَ ثَغْرَها أَلِفي وَبائي ،
    وَاسْتَجابَ الياءُ
    لِــنِــداءِ غَيْمَتِها
    الَّتي لَوْ قَهْقَهَتْ
    لَتَـرَنـَّمَتْ بِغِنائها الأشْياءُ
    هِيَ غادَةٌ نَضَحَ النَّدى
    مِنْ ضِفَّتَيْها،
    فَاسْتَجارَ بِـأنْسِها مَنْ جاؤوا
    لِيُغازلوا قَصَباَ،
    بِوَحْيِ هَديلِهِ
    ابْتَهَلَ الرِّضابُ،
    وَصَلَّتِ الأصْداءُ
    حُلُمٌ بِـحَجْمِ الْكَوْنِ
    مَرَّ مُكَبِّـراً
    فَتَنَهَّدَتْ ياقوتَةٌ زَرْقاءُ
    رَقَصَ النَّخيلُ
    عَلى انْشِطارِ خُيوطِها
    فَتَسَمَّرَتْ بِظِلالِـها الأرْزاءُ
    دَعْها وَما تَرْمي إلَيْهِ،
    فَظَنُّها
    عَبَثٌ يُكَفِّرُ عَيْبَهُ الإيماءُ
    بِأصابِعِ الآياتِ
    أرْسُمُ مَرْقَداً
    يَأْوي إلى تَطْوافِهِ الْميناءُ
    بِرَصيفِهِ سُفُنٌ،
    إذا ما أمَّها حُلْوٌ
    تَدَبَّرَ مُرَّهُ الشُّفَعاءُ
    اسْمي عَلى راياتِ صِدْقٍ
    يَسَّرَتْ طُرُقَ الْـكَواكِبِ
    فَاهْتَدى الْـــغُرَباءُ
    يا أنْتِ
    يا قَمَراً يَسيلُ جَدائلاً،
    بِنُضارِها يَتَخَضَّبُ الْـحِنّــاءُ
    يا أنْتِ
    يا شَجَراً يُهَدْهِدُ طِفْلَةً
    بِدُعائها تَـتَـبَـرَّكُ الأفْياءُ
    أنثى بِشَرْقِ الشَّوْقِ
    يَعْزِفُ خِصْرُها
    عُمْري ،
    فَهَلْ يَـتَـنَكَّرُ الإصْغاءُ؟
    فَكَأنَّ
    عَيْنَ غَزالِــها قارورَةٌ
    وَكَأنَّ
    مِلْحَ دَلالِــها صَهْباءُ
    هِيَ في بَساتينِ اللِّسانِ
    فَسائِلُ
    وَعَلى انْــتِــظارِ شَواطِئي
    لَأْلاءُ
    حَدَّثْتُ عَنْها الْـــبَــرْقَ
    ذاتَ صَبابَةٍ
    فَتَخَلَّلَتْ أنْفاسَها الأضْواءُ
    خُذْني
    إلى ذاتِ التَّضاريسِ الَّتي
    بِعِنادِها يَتَقَهْقَرُ الْــخُيَلاءُ
    خُذْني إلى عُشْبِ
    تَنَصَّتَ خاشِعا
    لِحَيائها،
    فَـاجْـتَـرَّها الإطْراءُ
    أسْعى إلَيْها
    وَهْيَ تَسْعى مِثْلَما أسْعى
    وَلكِنَّ الْمَدى ضَوْضاءُ
    أنا عاشِقٌ
    وَلَسَوْفَ أُنْجِبُ قِصَّةً
    بِعَفافِها يَتَنَفَّسُ الأحْياءُ
    أنا شاعِرٌ
    والْــحُبُّ خَمْرُ قَصيدَةٍ
    "وَيْلاهُ" !!
    حينَ يَعبُّهُ الشُّعَراءُ...
    *********************
    البصرة في ‏02‏ تشرين الثاني‏، 2010
    التعديل الأخير تم بواسطة عبدالكريم الياسري; الساعة 18-11-2010, 11:31.
    صفحتي في مركز النور
    http://www.alnoor.se/author.asp?id=1740
    ديواني في ملتقى الحكايا الأدبي
    http://www.al7akaia.com/forums/showthread.php?t=9717
    صفحتي في دروب
    http://www.doroob.com/?author=1386
    الأيميل k_yasiry@hotmail.com
  • سحر الشربينى
    أديب وكاتب
    • 23-09-2008
    • 1189

    #2
    هى البصرة التي تستحق كل هذا الجمال والإبداع

    تحياتي الخالصة
    إنَّ قلبي
    مثل نجماتِ السماءِ
    هل يطولُ الإنسُ نجماً
    (بقلمي)​

    تعليق

    • رضا الزواوي
      نائب رئيس ملتقى النقد الأدبي
      • 25-10-2009
      • 575

      #3
      [align=right]انسابت العبارات في قصيدتك أخي عبد الكريم بأناقة، في لحن داخلي رائق، وموسيقا خارجية شائقة.
      رأيتها فارهة شدتني، وغازلت ذائقتي برواء دلالاتها!
      شكرا لهذا العطاء الباذخ.
      دمت بخير، وشعر.
      مع تحياتي.
      رضا[/align]
      [frame="15 98"]
      لقد زادني حبّـا لنفسي أنني***بغيض إلى كل امرئ غير طائل
      وأنّي شقيّ باللئــام ولا ترى***شـقيّـا بهـم إلا كـريم الشـمـائل!

      [/frame]

      تعليق

      • عبدالكريم الياسري
        شاعر من العراق
        • 20-05-2010
        • 387

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة سحر الشربينى مشاهدة المشاركة
        هى البصرة التي تستحق كل هذا الجمال والإبداع

        تحياتي الخالصة

        الأخت العزيزة سحر الشربينى
        السلام عليكم
        شكرا جزيلا لك هذا الحضور الكريم
        سعدت كثيرا
        تقبلي كل الاحترام
        صفحتي في مركز النور
        http://www.alnoor.se/author.asp?id=1740
        ديواني في ملتقى الحكايا الأدبي
        http://www.al7akaia.com/forums/showthread.php?t=9717
        صفحتي في دروب
        http://www.doroob.com/?author=1386
        الأيميل k_yasiry@hotmail.com

        تعليق

        • خالد شوملي
          أديب وكاتب
          • 24-07-2009
          • 3142

          #5
          الشاعر عبد الكريم الياسري

          قصيدة بديعة جدا على بحر الكامل. لغة بليغة وصور شعرية راقية.

          هذا الإبداع يتستحق الإشادة

          والتثبيت!

          دمت شاعرا متألقا وكل عام وأنت بألف خير وشعر!

          مودتي وتقديري

          خالد شوملي
          متعرّجٌ كالنهرِ عمري مرّةً يسري ببطءٍ تارةً كالخيلِ يجري
          www.khaledshomali.org

          تعليق

          • عبدالكريم الياسري
            شاعر من العراق
            • 20-05-2010
            • 387

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة رضا الزواوي مشاهدة المشاركة
            [align=right]انسابت العبارات في قصيدتك أخي عبد الكريم بأناقة، في لحن داخلي رائق، وموسيقا خارجية شائقة.
            رأيتها فارهة شدتني، وغازلت ذائقتي برواء دلالاتها!
            شكرا لهذا العطاء الباذخ.
            دمت بخير، وشعر.
            مع تحياتي.
            رضا[/align]

            الأخ العزيز رضا الزواوي
            السلام عليكم
            شكرا جزيلا لك حضورك الجميل
            واحساسك النبيل
            تحياتي وتقديري
            صفحتي في مركز النور
            http://www.alnoor.se/author.asp?id=1740
            ديواني في ملتقى الحكايا الأدبي
            http://www.al7akaia.com/forums/showthread.php?t=9717
            صفحتي في دروب
            http://www.doroob.com/?author=1386
            الأيميل k_yasiry@hotmail.com

            تعليق

            • عبدالكريم الياسري
              شاعر من العراق
              • 20-05-2010
              • 387

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة خالد شوملي مشاهدة المشاركة
              الشاعر عبد الكريم الياسري

              قصيدة بديعة جدا على بحر الكامل. لغة بليغة وصور شعرية راقية.

              هذا الإبداع يتستحق الإشادة

              والتثبيت!

              دمت شاعرا متألقا وكل عام وأنت بألف خير وشعر!

              مودتي وتقديري

              خالد شوملي

              أخي العزيز خالد شوملي
              السلام عليكم
              شكرا جزيلا لك
              اتشرف بحضورك
              واكون سعيدا بمنثورك
              شكرا لكل كلمة
              ولكل حرف جميل تنثره هنا
              فيزداد معه نصي بهاءا
              مودتي وكل التقدير
              أخي العزيز

              صفحتي في مركز النور
              http://www.alnoor.se/author.asp?id=1740
              ديواني في ملتقى الحكايا الأدبي
              http://www.al7akaia.com/forums/showthread.php?t=9717
              صفحتي في دروب
              http://www.doroob.com/?author=1386
              الأيميل k_yasiry@hotmail.com

              تعليق

              • د. نديم حسين
                شاعر وناقد
                رئيس ملتقى الديوان
                • 17-11-2009
                • 1298

                #8
                أخي الشاعر المبدع عبد الكريم الياسري
                هكذا يكونُ الشعر العربي حين ينفُرُ من منابعه الأصيلة .
                سبكٌ متينٌ ، موسيقا عامرة ، تصاوير جديدةٌ رائعةٌ وهذا النَّفَسُ الشعري العالي .
                بعيدًا عن نقيصة التبرُّجِ الشعري ، تأتي القصيدة لتثبتَ مرة أخرى أن الشعر هو هو كَرْمُ العربِ وديوان وجدانهم .
                نحنُ نعتزُّ بكَ ونحبُّكَ كثيرًا أيها الشاعر الكبير .
                التعديل الأخير تم بواسطة د. نديم حسين; الساعة 21-11-2010, 13:44.

                تعليق

                • عبدالله بن إسحاق الشريف
                  أديب وكاتب
                  • 11-09-2008
                  • 942

                  #9


                  الله الله الله الله
                  والله إنك تلجم حروفي
                  ماذا أقول أمام هذا الفيض الإنساني المهيب؟!!
                  صدقيني يا حبيبي ..
                  كلما قرأت لعبدالكريم الياسري
                  تمنيت أن أكون شاعرا
                  دمت في سويداء الإبداع
                  أيها الأبي

                  تعليق

                  • رغداء أحمد
                    عضو الملتقى
                    • 09-10-2009
                    • 191

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة عبدالكريم الياسري مشاهدة المشاركة
                    غياب الأسماء/ شعر عبدالكريم رجب صافي الياسري



                    إلى مدينة تعشق الشعر


                    إلى مدينة يعشقها الشعر


                    إلى البصرة



                    قَصُرَ الزَّمانُ،
                    وَغابَتِ الأسْماءُ
                    وَتَعَثَّرَتْ بِزُحامِها حَوّاءُ
                    هِيَ قَرْيَةٌ سَـمْراءُ،
                    قَبَّلَ ثَغْرَها أَلِفي وَبائي ،
                    وَاسْتَجابَ الياءُ
                    لِــنِــداءِ غَيْمَتِها
                    الَّتي لَوْ قَهْقَهَتْ
                    لَتَـرَنـَّمَتْ بِغِنائها الأشْياءُ
                    هِيَ غادَةٌ نَضَحَ النَّدى
                    مِنْ ضِفَّتَيْها،
                    فَاسْتَجارَ بِـأنْسِها مَنْ جاؤوا
                    لِيُغازلوا قَصَباَ،
                    بِوَحْيِ هَديلِهِ
                    ابْتَهَلَ الرِّضابُ،
                    وَصَلَّتِ الأصْداءُ
                    حُلُمٌ بِـحَجْمِ الْكَوْنِ
                    مَرَّ مُكَبِّـراً
                    فَتَنَهَّدَتْ ياقوتَةٌ زَرْقاءُ
                    رَقَصَ النَّخيلُ
                    عَلى انْشِطارِ خُيوطِها
                    فَتَسَمَّرَتْ بِظِلالِـها الأرْزاءُ
                    دَعْها وَما تَرْمي إلَيْهِ،
                    فَظَنُّها
                    عَبَثٌ يُكَفِّرُ عَيْبَهُ الإيماءُ
                    بِأصابِعِ الآياتِ
                    أرْسُمُ مَرْقَداً
                    يَأْوي إلى تَطْوافِهِ الْميناءُ
                    بِرَصيفِهِ سُفُنٌ،
                    إذا ما أمَّها حُلْوٌ
                    تَدَبَّرَ مُرَّهُ الشُّفَعاءُ
                    اسْمي عَلى راياتِ صِدْقٍ
                    يَسَّرَتْ طُرُقَ الْـكَواكِبِ
                    فَاهْتَدى الْـــغُرَباءُ
                    يا أنْتِ
                    يا قَمَراً يَسيلُ جَدائلاً،
                    بِنُضارِها يَتَخَضَّبُ الْـحِنّــاءُ
                    يا أنْتِ
                    يا شَجَراً يُهَدْهِدُ طِفْلَةً
                    بِدُعائها تَـتَـبَـرَّكُ الأفْياءُ
                    أنثى بِشَرْقِ الشَّوْقِ
                    يَعْزِفُ خِصْرُها
                    عُمْري ،
                    فَهَلْ يَـتَـنَكَّرُ الإصْغاءُ؟
                    فَكَأنَّ
                    عَيْنَ غَزالِــها قارورَةٌ
                    وَكَأنَّ
                    مِلْحَ دَلالِــها صَهْباءُ
                    هِيَ في بَساتينِ اللِّسانِ
                    فَسائِلُ
                    وَعَلى انْــتِــظارِ شَواطِئي
                    لَأْلاءُ
                    حَدَّثْتُ عَنْها الْـــبَــرْقَ
                    ذاتَ صَبابَةٍ
                    فَتَخَلَّلَتْ أنْفاسَها الأضْواءُ
                    خُذْني
                    إلى ذاتِ التَّضاريسِ الَّتي
                    بِعِنادِها يَتَقَهْقَرُ الْــخُيَلاءُ
                    خُذْني إلى عُشْبِ
                    تَنَصَّتَ خاشِعا
                    لِحَيائها،
                    فَـاجْـتَـرَّها الإطْراءُ
                    أسْعى إلَيْها
                    وَهْيَ تَسْعى مِثْلَما أسْعى
                    وَلكِنَّ الْمَدى ضَوْضاءُ
                    أنا عاشِقٌ
                    وَلَسَوْفَ أُنْجِبُ قِصَّةً
                    بِعَفافِها يَتَنَفَّسُ الأحْياءُ
                    أنا شاعِرٌ
                    والْــحُبُّ خَمْرُ قَصيدَةٍ
                    "وَيْلاهُ" !!
                    حينَ يَعبُّهُ الشُّعَراءُ...
                    *********************

                    البصرة في ‏02‏ تشرين الثاني‏، 2010



                    الشاعر الكبير / عبد الكريم الياسري

                    سلام وتحيّة

                    البصرة: اسمها سيبقى عطراًّ بأنف الذاكرة

                    ما دامت تلد شعراء أصيلين

                    يتغزّلون بها كعروس خارجة من ليلة حنّاء

                    هنيئاً لها بأبنائها وهنيئاً للشعر بك


                    كن دوماً بخير وكل سنة وأنت وعائلتك بألف خير

                    تعليق

                    • عبدالكريم الياسري
                      شاعر من العراق
                      • 20-05-2010
                      • 387

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة د. نديم حسين مشاهدة المشاركة
                      أخي الشاعر المبدع عبد الكريم الياسري
                      هكذا يكونُ الشعر العربي حين ينفُرُ من منابعه الأصيلة .
                      سبكٌ متينٌ ، موسيقا عامرة ، تصاوير جديدةٌ رائعةٌ وهذا النَّفَسُ الشعري العالي .
                      بعيدًا عن نقيصة التبرُّجِ الشعري ، تأتي القصيدة لتثبتَ مرة أخرى أن الشعر هو هو كَرْمُ العربِ وديوان وجدانهم .
                      نحنُ نعتزُّ بكَ ونحبُّكَ كثيرًا أيها الشاعر الكبير .

                      الأخ الشاعر د. نديم حسين
                      السلام عليكم
                      سعادتي بحضورك كبيرة جدا
                      والشرف كبير
                      اعتز بك كثيرا
                      تقبل كل الحب
                      وكل التقدير
                      وأسأل الله تعالى أن اكون عند حسن الظن
                      صفحتي في مركز النور
                      http://www.alnoor.se/author.asp?id=1740
                      ديواني في ملتقى الحكايا الأدبي
                      http://www.al7akaia.com/forums/showthread.php?t=9717
                      صفحتي في دروب
                      http://www.doroob.com/?author=1386
                      الأيميل k_yasiry@hotmail.com

                      تعليق

                      • د. سميح فخرالدين
                        عضو الملتقى
                        • 11-09-2010
                        • 98

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة عبدالكريم الياسري مشاهدة المشاركة
                        غياب الأسماء/ شعر عبدالكريم رجب صافي الياسري



                        إلى مدينة تعشق الشعر


                        إلى مدينة يعشقها الشعر


                        إلى البصرة



                        قَصُرَ الزَّمانُ،
                        وَغابَتِ الأسْماءُ
                        وَتَعَثَّرَتْ بِزُحامِها حَوّاءُ
                        هِيَ قَرْيَةٌ سَـمْراءُ،
                        قَبَّلَ ثَغْرَها أَلِفي وَبائي ،
                        وَاسْتَجابَ الياءُ
                        لِــنِــداءِ غَيْمَتِها
                        الَّتي لَوْ قَهْقَهَتْ
                        لَتَـرَنـَّمَتْ بِغِنائها الأشْياءُ
                        هِيَ غادَةٌ نَضَحَ النَّدى
                        مِنْ ضِفَّتَيْها،
                        فَاسْتَجارَ بِـأنْسِها مَنْ جاؤوا
                        لِيُغازلوا قَصَباَ،
                        بِوَحْيِ هَديلِهِ
                        ابْتَهَلَ الرِّضابُ،
                        وَصَلَّتِ الأصْداءُ
                        حُلُمٌ بِـحَجْمِ الْكَوْنِ
                        مَرَّ مُكَبِّـراً
                        فَتَنَهَّدَتْ ياقوتَةٌ زَرْقاءُ
                        رَقَصَ النَّخيلُ
                        عَلى انْشِطارِ خُيوطِها
                        فَتَسَمَّرَتْ بِظِلالِـها الأرْزاءُ
                        دَعْها وَما تَرْمي إلَيْهِ،
                        فَظَنُّها
                        عَبَثٌ يُكَفِّرُ عَيْبَهُ الإيماءُ
                        بِأصابِعِ الآياتِ
                        أرْسُمُ مَرْقَداً
                        يَأْوي إلى تَطْوافِهِ الْميناءُ
                        بِرَصيفِهِ سُفُنٌ،
                        إذا ما أمَّها حُلْوٌ
                        تَدَبَّرَ مُرَّهُ الشُّفَعاءُ
                        اسْمي عَلى راياتِ صِدْقٍ
                        يَسَّرَتْ طُرُقَ الْـكَواكِبِ
                        فَاهْتَدى الْـــغُرَباءُ
                        يا أنْتِ
                        يا قَمَراً يَسيلُ جَدائلاً،
                        بِنُضارِها يَتَخَضَّبُ الْـحِنّــاءُ
                        يا أنْتِ
                        يا شَجَراً يُهَدْهِدُ طِفْلَةً
                        بِدُعائها تَـتَـبَـرَّكُ الأفْياءُ
                        أنثى بِشَرْقِ الشَّوْقِ
                        يَعْزِفُ خِصْرُها
                        عُمْري ،
                        فَهَلْ يَـتَـنَكَّرُ الإصْغاءُ؟
                        فَكَأنَّ
                        عَيْنَ غَزالِــها قارورَةٌ
                        وَكَأنَّ
                        مِلْحَ دَلالِــها صَهْباءُ
                        هِيَ في بَساتينِ اللِّسانِ
                        فَسائِلُ
                        وَعَلى انْــتِــظارِ شَواطِئي
                        لَأْلاءُ
                        حَدَّثْتُ عَنْها الْـــبَــرْقَ
                        ذاتَ صَبابَةٍ
                        فَتَخَلَّلَتْ أنْفاسَها الأضْواءُ
                        خُذْني
                        إلى ذاتِ التَّضاريسِ الَّتي
                        بِعِنادِها يَتَقَهْقَرُ الْــخُيَلاءُ
                        خُذْني إلى عُشْبِ
                        تَنَصَّتَ خاشِعا
                        لِحَيائها،
                        فَـاجْـتَـرَّها الإطْراءُ
                        أسْعى إلَيْها
                        وَهْيَ تَسْعى مِثْلَما أسْعى
                        وَلكِنَّ الْمَدى ضَوْضاءُ
                        أنا عاشِقٌ
                        وَلَسَوْفَ أُنْجِبُ قِصَّةً
                        بِعَفافِها يَتَنَفَّسُ الأحْياءُ
                        أنا شاعِرٌ
                        والْــحُبُّ خَمْرُ قَصيدَةٍ
                        "وَيْلاهُ" !!
                        حينَ يَعبُّهُ الشُّعَراءُ...
                        *********************

                        البصرة في ‏02‏ تشرين الثاني‏، 2010
                        ما اجمل الشعر من شاعرٍ، عاطفته صادقة وجيّاشة، مثل الشاعر القدير عبد الكريم الياسري.
                        وما أجمل البيان عندما يعكس كالمرآة جمال المدينة الرائع.
                        مدينة الشعر والشعراء مدينة البصرة الحبيبة.
                        أبدعت فأتحفتنا بهذا الجمال والشاعرية المميزة وهذه الصور الآسرة.
                        أحييك أخي الشاعر عبد الكريم.
                        وأتمنى لك مزيدًا من الإبداع والتألق.
                        د. سميح فخرالدين

                        تعليق

                        • عبدالكريم الياسري
                          شاعر من العراق
                          • 20-05-2010
                          • 387

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة عبدالله بن إسحاق الشريف مشاهدة المشاركة


                          الله الله الله الله
                          والله إنك تلجم حروفي
                          ماذا أقول أمام هذا الفيض الإنساني المهيب؟!!
                          صدقيني يا حبيبي ..
                          كلما قرأت لعبدالكريم الياسري
                          تمنيت أن أكون شاعرا
                          دمت في سويداء الإبداع
                          أيها الأبي

                          الأخ العزيز عبدالله بن إسحاق الشريف
                          السلام عليكم
                          شكرا جزيلا لك هذا الحضور الكريم
                          شكرا لك هذا الشعور الجميل
                          والاحساس النبيل
                          تقبل كل الحب والاحترام
                          اخي العزيز


                          صفحتي في مركز النور
                          http://www.alnoor.se/author.asp?id=1740
                          ديواني في ملتقى الحكايا الأدبي
                          http://www.al7akaia.com/forums/showthread.php?t=9717
                          صفحتي في دروب
                          http://www.doroob.com/?author=1386
                          الأيميل k_yasiry@hotmail.com

                          تعليق

                          • باسل محمد البزراوي
                            مستشار أدبي
                            • 10-08-2010
                            • 698

                            #14
                            أخي المكرم الشاعر عبدالكريم الياسري
                            تحياتي
                            كلمات مضمّخة بأريج الشعر
                            تستحقها البصرة وكل شبرٍ من الأرض
                            العراقية الحبيبة,,,
                            دمتَ سامقاً كالنخيل
                            ودام القلب والنبض,,
                            أحييك.

                            تعليق

                            • مصطفى الصالح
                              لمسة شفق
                              • 08-12-2009
                              • 6443

                              #15
                              [align=center]جميل ورائع جدا ايها الشاعر

                              أنا شاعِرٌ
                              والْــحُبُّ خَمْرُ قَصيدَةٍ
                              "وَيْلاهُ" !!
                              حينَ يَعبُّهُ الشُّعَراءُ...



                              دمت مبدعا

                              تحيتي وتقديري
                              [/align]
                              [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

                              ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
                              لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

                              رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

                              حديث الشمس
                              مصطفى الصالح[/align]

                              تعليق

                              يعمل...
                              X