الموت وقوفا
تَقُولُونَ أَنَّ الْأَشْجَارَ لَا تَتَنَفَّسْ ؟
لَا تَجُوْعُ وَلَا تَعْطَشْ ؟
تَقُولونَ أَنَّهَا لَا تَحْزَنْ ؟
لَا تَمُوْتُ وَلَا تُدْفَنْ ؟
لَا تُحِبُّ لَا تَكْرَهُ وَلَا تَعْشَقْ ؟
كَيْفَ تَقُولُون أَنَّهَا فِيْ الْمَخَاضِ
لَا تَتَأَلَّمْ ؟
أشْجَارِي تَتَلَوَّى مع هبوب الرِيَاح
وتَنْدِبْ
هذا ليْسَ رَقْصًا
أو غِناءْ
لَا تَجُوْعُ وَلَا تَعْطَشْ ؟
تَقُولونَ أَنَّهَا لَا تَحْزَنْ ؟
لَا تَمُوْتُ وَلَا تُدْفَنْ ؟
لَا تُحِبُّ لَا تَكْرَهُ وَلَا تَعْشَقْ ؟
كَيْفَ تَقُولُون أَنَّهَا فِيْ الْمَخَاضِ
لَا تَتَأَلَّمْ ؟
أشْجَارِي تَتَلَوَّى مع هبوب الرِيَاح
وتَنْدِبْ
هذا ليْسَ رَقْصًا
أو غِناءْ
مَعَ كُلِّ زَهْرَةٍ لَهَا تَتَفَتَّحْ
يُوْلَدُ لَنَا فِيْ الْسَّمَاءِ ...
قَوْسُ قُزَحْ
يُوْلَدُ لَنَا فِيْ الْسَّمَاءِ ...
قَوْسُ قُزَحْ
لَا تَظُنُّوْا أن أشْجَاري لَا تَشِيْخْ
لَا تَهْرَمْ
أشْجَاري تَتَكَلَّمْ
تُنْشِدُ لِلَرَّبِيْعِ
وَفِيْ الْخَرِيْفِ تَرَاهَا تَئِنُّ
تَتَوَجَّعْ
فَكَيْف تَقُوْلُوْنَ أَنَّهَا تَمُوْتُ وَاقِفَةً
وَلَا تَرْكَعْ ؟!
تُرَكَّعْ
لَا تَهْرَمْ
أشْجَاري تَتَكَلَّمْ
تُنْشِدُ لِلَرَّبِيْعِ
وَفِيْ الْخَرِيْفِ تَرَاهَا تَئِنُّ
تَتَوَجَّعْ
فَكَيْف تَقُوْلُوْنَ أَنَّهَا تَمُوْتُ وَاقِفَةً
وَلَا تَرْكَعْ ؟!
تُرَكَّعْ
أَشْجَارِيْ الْزَّيْتُونِ
مُنْذُ أَلْفَيْ جِيْلٍ
شَامِخَةْ
تَحْمِلُ هَمِّيْ
هَمِّيْ الْثَّقِيْلِ
تُوَشْوِشُ الْغَيْمَ
يُمْطِرْ
تُوَشْوِشُ لِلوَدَع
ثُمَّ تَقْضِي الْعُمْرَ
فِيْ أَلَقِ الْوُعُود
مُنْذُ أَلْفَيْ جِيْلٍ
شَامِخَةْ
تَحْمِلُ هَمِّيْ
هَمِّيْ الْثَّقِيْلِ
تُوَشْوِشُ الْغَيْمَ
يُمْطِرْ
تُوَشْوِشُ لِلوَدَع
ثُمَّ تَقْضِي الْعُمْرَ
فِيْ أَلَقِ الْوُعُود
مَا بَالُ أَغْصَانِهَا الْيَوْمَ
هَشَّةً
وسُلْحُفَاتِي بَاتَتْ
لَا تُطِيْقُ الْبَيَات
هَرَبَتْ
فَمَتَى تَعُوْد ؟
هَشَّةً
وسُلْحُفَاتِي بَاتَتْ
لَا تُطِيْقُ الْبَيَات
هَرَبَتْ
فَمَتَى تَعُوْد ؟
أَشْجَارِيْ
مِنْ جُذُورِها اقتُلِعَتْ
دَعُوني عَلَيْها أبْكِي
أحْبَبْتُها
حَيَّةً ومَيِّتَة
ابْحَثوا مَعي عَنْ مَدْفَنٍ
بِهَا يَليقُ
قبْلَ أن يَغْدو حُزْني بِلا جَدْوى
ويُهْدَرُ دَمْعي عليها سُدَى
فلَيْسَ في كلِّ يومٍ
تَمُوتُ أشجاري واقِفَة
مِنْ جُذُورِها اقتُلِعَتْ
دَعُوني عَلَيْها أبْكِي
أحْبَبْتُها
حَيَّةً ومَيِّتَة
ابْحَثوا مَعي عَنْ مَدْفَنٍ
بِهَا يَليقُ
قبْلَ أن يَغْدو حُزْني بِلا جَدْوى
ويُهْدَرُ دَمْعي عليها سُدَى
فلَيْسَ في كلِّ يومٍ
تَمُوتُ أشجاري واقِفَة
تعليق