استيقظت أنا والأمل, لحظات قصار مرت على صحوتنا كأنها لمحة من طيف مر ... أبصرت في الأفق , طائر اليأس ناشراً أجنحته الضبابية , مرسلاً من خلالها إشارة الأمر للأمل أن يعود من جديد لمرقده ! تفرعن غصن الشقاء بعقلي وقلبي , محملاً بشتى ثمار الألم , رأيت نهاري بغير شمس , وليلي كان طريداً من هموم الأمس , انتعلت هروبي إلى مرقدي , جلست أتفحص فهرس حياتي صفحة بعد أخرى حتى جاءت ملكة النعاس طوت صفحاتي وحملتني إلى قصرها الجميل وهناك أودعتني , اقتربت من إحدى شرفاته كي أتفحص الخارجة , فرأيت أيادي الندى تمسح غبار اليأس عن أشجار الأمل , رأيت النجم يطل من فروج السحب , وكان الحسن راكعاً أمام هذا القصر البديع خشوعاً لجماله . طفقت أجول ذهولي بين غرفاته , غرفة بعد غرفة أتنقل من جمال إلى آخر , غير أني توقفت فجأة أمام غرفة مظلمة ساكنة , سمعت في قلبها أنةُ ضعيفة لكنها كانت متواصلة للسكون كانت رافضة , أزعجني مسمعها وخيل إلي كأن رنينها صادر من أعماق قلبي . حدثت نفسي .. لابد وأن يكون الساكن بها مريض أو مصاب يسأل العون. دققت على بابها لكن غابت الإجابة , فتحت ودخلت فإذا بفراش متهالك يحتضن جسداً بالياً لرجل مسن...
أكثر...
أكثر...