قرأت سيرتك الذاتية التي لم تكتبها بعد
قرأتها في خيوط الشمس عندما ودّعناها قبل المغيب
قرأتها في مخلب نسر زارني خلف الشفق
حاملا ًمعه عطرك الفرنسي، وقليلاً من همس البحر
كان لي فيها كرسي مهترئ، إنسّل من ثقب ذاكرتك المتعب
فكتبتَ تاريخي بلا يوم ولا شهر ولا سنة
صفحات مفقودة من دفتر العمر
لا تعني لك شيئاً ،وعنت لي الكثير
لستُ سوى رقم ينافس الأرقام
ولستُ سوى وهم يحلو معه السهر
أتحول الى كتلة لحم تحتاج الى طحن
لأتشكل كيفما تشاء
نجمة في السماء أو سمكة في البحر أو هلام بلا أكمام
سأكون كل الأشياء
إلا ... أنا
*******
قرأت سيرتك الذاتية التي لم تكتبها بعد
لكني لم أقرأ النهاية لأنها لم تأتي بعد
يا ترى كيف ستكون؟
وهل سأكون عندما يحمل الخريف أوراقه ،
ومعها يلملم الحكايات
لينثرها في مهبّ النسيان
لكني سأقبض على أطرافه قبل الرحيل
وأضعه في كفي المخضّب بحنّاء الحنين
لأتلو الذكريات في حضرة المغيب
ومن رائحته:
أصنع قلائد ومشانق للنشيد
لا ترحل بعيدا ً قبل أن تتلو النذور
وتعدني بربيع أخرٍ .... قادم على عنقود النور
أيها التشرين الذكي
كيف تسرق الأحلام من مهدها
وتبللّها بقطراتٍ من مطر ٍغبي
لتترمّل الشوارع
قبل أن يغتصبها الليل
كم أنت عنيد، عندما تصر ّ على تعرية الأوراق
فتترك العشّاق بلا غطاء
وترحل ،قبل أن يحاكمك السهارى
لتترك السيف ينفذ في زميلك التشريني الثاني
ألم تعلم إن للقلب ذاكرة من حديد
زرعها مع بذور الطيّون ، فتحدّاك بأزهاره
ربيعاً ينبت وسط الخريف
لا تظن إن البعض يحبك لأنك جميل
بل لأنهم يفتقدون الربيع
فكتبوا رسائل العشق على أوراقك الصفراء
لتستعجلك بالرحيل
أيها الخريف الأحمق
أحبك .... أحبك
فانزع عن وجهك القناع
لأقبّل شمسك الغاربة نحو نهاية الشعاع
وافسح الطريق للغيمة , لتعبر السماء
فيمضي الشتاء
ويرحل الشتاء
وينكشف الغطاء
عن ربيع العطاء
تعليق