[frame="3 70"]
دقات الساعه
أرنو اليها دقاتها بطيئة متباعدة – لم يحن الوقت بعد- زمان بعيد مضي ...كم؟
فشلت في تحديده
أتأرجح بالكرسي نحو الامام حينا وجة الخلف حينا اخر... السكون القاتل ، قطرات الماء تتساقط من الصنبور في توال يهتك الاعصاب – وهي تنظر الي وتأبي التحرك... ماأغرب الزمن ... الأمس البعيد كان يمر كالحلم أما الان ......الان .. في السبعين يقتلنا ببطئه ... تراخت نظارتي ... بالامس أرسلتها الي بانعها ليري مابها قال هي كما هي ولكن أنت التي وهنت .. الوهن ..... أصبحت هذه الكلمه هي سمتي الوحيدة والمميزة .
رفعت يدي المعروقة لاحكمها علي عيني .. وتأوه الكتاب على ساقي من طول غفوته . مفتوحا سدى
انتظر فما زال الوقت أمامنا
لماذا لم يتصل بعد؟
هل شغلته الحياة عن محادثتي ؟ ولكنه هو كالعهد به منذ حداثته أنانيا ... يعشق ذاته ولايهتم الا بما يفيده ..ولكن هل أنسته نفسه من هي سبب وجوده ؟
بئس الاولاد هم ... لايذكرونني الا في المناسبات ... يجيئونني في الوقت واحد ... وكأنهم علي وعد – يتسامرون – وينسونني وأنا سبب مجلسهم هذا ... لماذا لاتدق ؟ طال الانتظار...
إنه قاتل...
في جلستهم الاخيرة قالت اصغرهم أن اجمل أيامها هي طفولتها
وما تمتعت به من رعايتي وحبي – هراء – لو كان حقا ما تقول لحاولت مجرد محاولة لاستعادتها ..
بل لقضاء ولو يوم واحد معي ولكنها تتحجج دوما بالاطفال ....هراء
أخيرا، رن ... أمد يدي المعروقه لاتلمس بها طريقي نحوه ألو ....من ؟ لا نمرة خطأ
مالهؤلاء لايعرفون من يطلبون .... لأرفعنه حيث مكاني
حتي لاأنهض والطبيب حذرني من الحركة – دواء كل ساعة ... هذا للقلب وذاك للضغط
أعود الي أرجوحتي .... اما زالت دقاتك بطيئة ؟
كل هذا الوقت ولم يمر سوي خمس دقائق... عجبا
أمد أصابعي الي المذياع – أغنية أم كلثوم _ دليلي احتار – ماأجملها كانت أغنيتنا المأثورة – قال لي يوما عندما تسمعيها تذكريني
وها انا اسمعها واذكرك ... ولكن اين انت الان مني – واريتك التراب من سنين
وتركتني وحيدة – انتظر يوم اللقاء
كفي رنينا – أغلقت المذياع – ساخفض من انشادك العذب
الي حين ......ألو ألو من ؟
الم اقل لك الرقم خطأ .....
أسمعني الرقم الذي تطلبه
لا ..
هذا ليس رقمك
عشر دقائق مروا
مالي احسب الوقت هكذا .... أه نعم .... لقد نسيت قرص الضغط
تعب كلها الحياة
هل سأتحمل مشقه الذهاب الي المطبخ
لاحضار كوب ماء
انه مشوار طويل
ولكن لامناص – تعالي ايتها العصاه
انك رفيقه دربي
منذ ان اعجزني الروماتيزم عن الحركه السريعة
وانت ايتها الهره ... ابقي حيث انت حتي اتيك بإناء اللبن
لا أريد سماع موائك .
مازال المشوار طويل
لم اجتاز الممر بعد
اه رنين الهاتف
انتظر
لما هذه السرعه ...نعم ....نعم
لا استطيع ان اسرع
اه الروماتيزم ...ساقاي
ماهذا الذي عرقلني انها طرف السجادة
اه أ حاول الامساك بطرف الصوان
لافائدة
الرنين
لقد تهاويت نحو الارض رنين.... رنين..... رنين
ماهذا الذي يلقي علي راسي انها الفازه
التي اهداها لي ابني الاكبر في عيد زواجي الاربعين
ما اثقلها
ماهذا السائل الساخن المنحدر علي وجهي
الرنين
صوته يبتعد.... يبتعد
يبتعد
الهره تحوم من حولي
لن استطيع ان اتيك باناء اللبن
لم يكف الرنين بعد
يدي تقبض علي قرص الضغط
لا استطيع رفعها الي فمي
أه
آه آه....... كف الرنين[/frame]
تعليق