تويت
(هذه كل الحكاية)
نرجس فالح الشلاه
ضحكاتي وابتسامتي تتزامن مع ضحكات أمي، حبل كنت أحبذ أن يكون طويل لأتأرجح به،عند شعور أمي بتعب حملها وعدم إكمالها قصة لي قبل نومي ، والدتي تكره التأرجح على الحبال وعلمتني منذ ذلك الوقت الصدق ،الاخلاص،الوفاء في الحياة.
في الربيع وما أروع الربيع بمجرد أن تنطق الشفاه هذه الكلمة تزول الغيوم ،وتخضر الأرض ،وتتفتح ألزهور ألمعطرة بعطر الأمل ،زهور وجنتاها تحمر خجلا وهي تشاهد النور من جديد،الربيع هو الحياة والحياة هي ربيع. فصل الجميع يترقبه بشوق.كشوق الأم لاحتضان أبن لها في بلاد الغربة. الثلوج تذوب في بلادي فهي تقبل أعلى جبل في كردستان مرورا بسهل العراق وصول إلى *كرمة علي حيث ملتقى الأحباء بعد طول غياب ،براعم خضراء تبرز من سيقان الأشجار معلنة هكذا هي إرادة الحياة مهما أشتدت خشونة جذع ألساق،السمك في الهور يتراقص كأنه في كرنفال ولا يهاب شباك الصياد،نخل بلادي كعادته شامخ وسعفاته خضراء كخضرة أرض السواد أعثاقه جميلة ترسم لوحة للكبرياء،والسماء تقبل كل نجمة برزت فيه،فقد ولى الشتاء ببرودته القارسة،فلن تنسى مشاهد أصفرار أوراق الشجر في الخريف،فهلم بالربيع .
في أجواء ألحياة ولدت ودعت جدار أمي وأستقبلني الجميع بآيات وبسملات صرخة بمجرد أنني فتحت عيني على الحياة لم أدرك حتى الآن لماذا صرخت ؟ّّّّّّّّّ!هل كانت صرختي لمشاهد ودروس مؤلمة ستبرز في الحياة؟!!.كبرت ولم أدرك ذلك السر .
نعم:- كبرت كما تكبر الأشجار ،وأيام تمضي مسرعة كسرعة البرق حين يظهر في السماء،ربيع ولدت فيه،لم أحسسه في بلدي الجريح ،حروب،دمار،خراب،طمس لهوية الإنسان،استباحة لأبسط قيم الحياة،أزيز لطائرات،وحمائم في هجرة وأغتراب ،فأي ربيع يقال؟!!
اليوم:- عقارب ساعات بلدي تعود إلى الوراء،نهر مدينتي أملح ،
حمورابي رمى بقوانينه أرضا،عشتار رفضت الحب ،كلكامش أبى ماء الحياة، لم يعد هناك أنيكدور الآن،الصديق يحبذ غدرك وتركك هناك حيث مكان الثعبان. ذئاب تجوب كل مكان،قمر لاينير قلوب الناس،هو ينزف أوجاعا والآلام،انتفاضات هنا وهناك،ربيع لاتخضر فيه الأرض،نخلة ذبحوا قمتها ،عواصف ترابية ،ترابها غطى كل شبر في الأرض،دموع ،وحزن يسود القلوب،لحظات تسكنها الوحدة .
عندما أرى دمعة ،أطلال كثيرة،ويتيم يتجول في الشارع، ونهر قد جف ،أرض غطتها الملوحة،وقطار توقف في منتصف الطريق،ولوحة لفنان لم تكتمل،شمس تشرق لكن غيوم سوداء تغطي شعاعها الجميل،ومدن لملاهي أطفال أصبحت كمدن الأشباح،شاعر لم يكمل قصيدته فقد خدعته القافية،ذئاب تدعي الحب والحياة ،لكنها مخادعة تحبذ اللهو على جميع الحبال،وعنكبوت ينسج بيته على خارطة أحلامنا،ساعات عقاربها توقفت عند الصفر أيقنت عند تلك المشاهد المرعبة أن أحلامنا سحابة صيف مرت بدون أثر جميل يذكر لها ،أحلامنا أوهام نشقى في رسم لوحة مبهرة لها.
نعم:- أحلامنا شيعت وماتت في أرض ولادتنا،ويضحك على جثت أحلامنا الجهلاء،هل حقا ماتت أحلام الشرفاء في أرض الحضارة والتراث وأنقلبت موازيين الحياة؟!لا أعرف قد أكون في كابوس عنوانه لاتحترم طموحات النجباء في ارض كثيرة الانفجارات .فهل سأصحو من كابوسي،وأعود من جديد أحقق حلمي؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!
تعليق