السافل قصة لربيع عقب الباب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    السافل قصة لربيع عقب الباب

    السافل

    لا أدري حجم ما وصل إليه ،
    من استهتار و مجون ،
    ذاك الكائن الغريب الوقح ،
    الذى استحوذ على ،
    ملأني فجأة ،
    و ما كان لي به عهد .
    أنا ذاك الخجول ،
    الذى هاجم غجرية قبيحة ،
    تتفجر شهوة كأتان روعها الجوع .
    التصق بها ،
    عصر كفها بكف خائنة .
    فالتهب جسده بشكل حاد وفاضح !

    سرت نارها .
    لم يهتم بعيون ،
    كان يعمل لها ألف حساب ،
    بل يتمزق حياء كلما مر بها وحيدا !

    كان القيظ منهكا ،
    وعليه قطع مسافة ثلاثمائة مترا ؛
    حتى يتمكن من تفريغ تلك الشحنة -
    قاسية السخونة - ،
    و بنفس الجرأة و الوقاحة .
    الصعوبة كانت فى حمل الخطوات ،
    كأنه يسير عبر رمال لزجة ،
    أو بحر من إسفلت سائل ،
    فكانت أى حركة تدمي أعصابه ،
    و جوارح تعيش حالة من غليان فاتك .

    حاصرته شهوته بشكل مأسوي .
    ابعد ذراعه ،
    تحسس الاقتراب منها ؛
    كأنه يزيد النار اشتعالا ،
    يعطيها مسافة للإحساس بالجوع ،
    بالحاجة إلي احتراق كامل .
    طقس ساخن حد الحريق ،
    يشوي مالم تنل منه .
    يكاد يبكي ،
    يحط على الأرض برغمه ،
    يواري فحيحه وتشظيه .
    ينال منه غضب عجيب ،
    يطاردها بلسان كلب محاصر
    : " تحركي .. سألحق بك
    تعرفين المكان .. هيا .. ياابنة إبليس

    تغنج جسدها ،
    التوي .
    تمنعت على أمره ،
    حطت بجانبه ،
    تداخلت كقطة ترتعد .
    زجرها : لم يبق إلا ..
    أن نفعلها ككلاب ،
    ابتعدي .. لن أتأخر عليك !!

    برضوخها ،
    و بمجرد اختفائها عن ناظريه ،
    تناثر ذاك الوقح المجرم ،
    راح يتبدد رويدا .. رويدا ،
    خلفني وحدي .
    أهذي ،
    أستحضر صورا تافهة ،
    بقيمة ، و ناس ،
    و صلاح فاقد المعني ،
    عيون حاصرته .
    رأته محموما ،
    متهالكا مشينا بما يكفي لداعر !

    لم يكن لي سابقة ،
    من هذا النوع معهن ،
    وما تمنيت .

    كانت تكفيني كلمة ،
    نظرة قلقة ،
    همسة : أحبك
    هاهي ترحل ،
    تخلفني ،
    تتركني ؛ ل
    يهاجمني بين وقت و آخر ،
    ذاك الوقح السافل ،
    الغريب عني !

    كم أنا فى حاجة إليها .
    هاهي تملؤني .
    تهب ريحها عبقة
    : أحبك .
    فجرتني .
    ارتعدت ،
    شهقت ؛
    كمن يقب بعد غرق ،
    من بين أمواج عاتية !

    بإهمال تركت مكاني ،
    تأملتني :
    ملابسي
    وجهي .
    تأكدت أن لا شيء نال منه الخلل ،
    انسحبت .
    داخلي إشراق فى براءة طفل ،
    إحساس بالتحليق ،
    براحة طرية ؛
    ساقت خطاي فى طريق يتفجر ،
    تحت قدمي رحيقا .
    ومطر أحسه يتهاطل ،
    بأوردتي !!
    sigpic
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    أيها الربيع
    بقيت أرمق السطور
    أحاول بلوغ ما بينها لأني لا أحب أن أقرأ السطور وحدها
    وهل كانت نزوة جعلته يتمزق كل هذا
    حتى يصف نفسه بالسافل
    متعففا
    يريد الخلاص
    ليجيء المطر لحظة الصفاء والتحرر والتطهر
    حد البراءة كطفل
    أحببت هذا التعبير فهو يعني نقاء السريرة
    ربما لم أدخل عمق النص ومازلت على الشاطيء
    ودي الأكيد لك
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • إيمان الدرع
      نائب ملتقى القصة
      • 09-02-2010
      • 3576

      #3
      ياربيعنا ...
      هناك ملامح ترافق صاحبها ...
      تلبسه كوشاحٍ ملاصقٍ لأعطافه ...
      حتى وإن تغيّرت الظروف لبعض وقتٍ ...
      حتى لو تشتّتَ عن ذاته عبر أسفار العمر ...وأنوائها ..
      لابدّ أن تستيقظ ملامحه الكامنة فيه ...بعد غفوة عابرةٍ قصيرةٍ ...
      الدّماء النقيّة لها شوارد تطهّرها ...تخلّصها ممّا يعكّر أقنيتها ...
      ولن يتبقّى إلاّ الخطوط الأولى لوجه الطّفولة البريئة ...التي نسجت أديم الملامح ...
      رائع ما كتبته ...سيّد الكلمات ...
      تغلغلتَ بين النّوازع البشريّة بأوج ضياعها ...وقمّة إشراقها...
      مع أعذب أمنياتي ....تحيّاتي ...

      تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

      تعليق

      • بسمة الصيادي
        مشرفة ملتقى القصة
        • 09-02-2010
        • 3185

        #4
        إنه الضعف الذي يتعرض له الرجل أحيانا (بل الكائن البشري بشكل عام).. فينجرف بعيدا عن نفسه ..
        أو يشعر أن كائنا آخر لبسه، وتحكم فيه ... ليقع في شباك لم يختار الطريق إليها يوما ..
        ولذلك نرى أن هذا المشوار قصير عمره .. فسرعان ما سيعود إلى رشده .. إلى أصله ..إلى روحه الطيبة ..
        وسيهطل المطر من جديد في أوردته ..ليغسله ويعيده طفلا صغيرا ..!
        الخطيئة حفرة .. إن وقع أحدهم فيها ..ثم مدّ يده ..علينا أن نمد أيدينا أيضا ..!
        قصة رائعة حملت الكثير ..
        أجمل تحية لقلم يحمل في جعبته كل الألوان .. وقادر على التقاط كل الإطياف ..
        رائع أستاذ ربيع ..وستبقى ..
        في انتظار ..هدية من السماء!!

        تعليق

        • وفاء الدوسري
          عضو الملتقى
          • 04-09-2008
          • 6136

          #5
          الأستاذ/ربيع عقب الباب
          في هذا النص كأنك اقتلعت من شجرة الكلمات ربيع الحروف
          وضربت بها الورق!!..
          كأن وكأن ..........
          فكانت السطور تنزف الحزن من عيون خريفية الورق
          ورق ليس كــ الورق!..
          تحية المسك
          التعديل الأخير تم بواسطة وفاء الدوسري; الساعة 22-11-2010, 22:56.

          تعليق

          • ربيع عقب الباب
            مستشار أدبي
            طائر النورس
            • 29-07-2008
            • 25792

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
            أيها الربيع
            بقيت أرمق السطور
            أحاول بلوغ ما بينها لأني لا أحب أن أقرأ السطور وحدها
            وهل كانت نزوة جعلته يتمزق كل هذا
            حتى يصف نفسه بالسافل
            متعففا
            يريد الخلاص
            ليجيء المطر لحظة الصفاء والتحرر والتطهر
            حد البراءة كطفل
            أحببت هذا التعبير فهو يعني نقاء السريرة
            ربما لم أدخل عمق النص ومازلت على الشاطيء
            ودي الأكيد لك
            موقف بسيط لم يستمر سوى دقائق
            من مختزن ثقيل
            حين يتخلى الحب عنا
            أو نتخلى عنه بإرادتنا أو بدونها
            حين يموت الأمل
            تكون حتى الذكريات غير قادرة على منح الاتزان !!

            شكرا لمرورك استاذة عائدة
            أنتظر الزاجل على بوابة البيت
            يحدونى الأمل
            أن التقيك هنا
            فهل ترضي بتلك المدينة التى اغتليت بايدى أهلها و القائمون على زمام الأمور بها ؟!
            sigpic

            تعليق

            • ربيع عقب الباب
              مستشار أدبي
              طائر النورس
              • 29-07-2008
              • 25792

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
              ياربيعنا ...
              هناك ملامح ترافق صاحبها ...
              تلبسه كوشاحٍ ملاصقٍ لأعطافه ...
              حتى وإن تغيّرت الظروف لبعض وقتٍ ...
              حتى لو تشتّتَ عن ذاته عبر أسفار العمر ...وأنوائها ..
              لابدّ أن تستيقظ ملامحه الكامنة فيه ...بعد غفوة عابرةٍ قصيرةٍ ...
              الدّماء النقيّة لها شوارد تطهّرها ...تخلّصها ممّا يعكّر أقنيتها ...
              ولن يتبقّى إلاّ الخطوط الأولى لوجه الطّفولة البريئة ...التي نسجت أديم الملامح ...
              رائع ما كتبته ...سيّد الكلمات ...
              تغلغلتَ بين النّوازع البشريّة بأوج ضياعها ...وقمّة إشراقها...
              مع أعذب أمنياتي ....تحيّاتي ...
              شكرا لك أستاذة إيمان
              كنت حاضرة بين ثنايا الحروف
              متفاعلة مع حالة استثنائية لحضور هذا السافل

              خالص احترامي و تقديري
              sigpic

              تعليق

              • ربيع عقب الباب
                مستشار أدبي
                طائر النورس
                • 29-07-2008
                • 25792

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة بسمة الصيادي مشاهدة المشاركة
                إنه الضعف الذي يتعرض له الرجل أحيانا (بل الكائن البشري بشكل عام).. فينجرف بعيدا عن نفسه ..
                أو يشعر أن كائنا آخر لبسه، وتحكم فيه ... ليقع في شباك لم يختار الطريق إليها يوما ..
                ولذلك نرى أن هذا المشوار قصير عمره .. فسرعان ما سيعود إلى رشده .. إلى أصله ..إلى روحه الطيبة ..
                وسيهطل المطر من جديد في أوردته ..ليغسله ويعيده طفلا صغيرا ..!
                الخطيئة حفرة .. إن وقع أحدهم فيها ..ثم مدّ يده ..علينا أن نمد أيدينا أيضا ..!
                قصة رائعة حملت الكثير ..
                أجمل تحية لقلم يحمل في جعبته كل الألوان .. وقادر على التقاط كل الإطياف ..
                رائع أستاذ ربيع ..وستبقى ..
                هذا كرمك بي أستاذة بسمة
                كنت حاضرة الألق
                لا حرمت منك

                خالص احترامي و تقديري
                sigpic

                تعليق

                • آسيا رحاحليه
                  أديب وكاتب
                  • 08-09-2009
                  • 7182

                  #9
                  هي النفس التي سواها المولى عز و جلّ و ألهمها الفجور و التقوى..
                  بصراحة لم تشدّني الفكرة بقدر ما أذهلتني قدرتك على التعبير عن الحالة .
                  و هذا لم يعد بغريب عنك أستاذ ربيع .
                  تحيّتي و تقديري.
                  يظن الناس بي خيرا و إنّي
                  لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                  تعليق

                  • ربيع عقب الباب
                    مستشار أدبي
                    طائر النورس
                    • 29-07-2008
                    • 25792

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة وفاء عرب مشاهدة المشاركة
                    الأستاذ/ربيع عقب الباب

                    في هذا النص كأنك اقتلعت من شجرة الكلمات ربيع الحروف
                    وضربت بها الورق!!..
                    كأن وكأن ..........
                    فكانت السطور تنزف الحزن من عيون خريفية الورق
                    ورق ليس كــ الورق!..

                    تحية المسك

                    أستاذة وفاء
                    فى كل مرة تعطيني الكثير من الجمال الذى هو نواة روحك
                    لا حرمت منك

                    خالص احترامي و تقديري
                    sigpic

                    تعليق

                    • ربيع عقب الباب
                      مستشار أدبي
                      طائر النورس
                      • 29-07-2008
                      • 25792

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
                      هي النفس التي سواها المولى عز و جلّ و ألهمها الفجور و التقوى..
                      بصراحة لم تشدّني الفكرة بقدر ما أذهلتني قدرتك على التعبير عن الحالة .
                      و هذا لم يعد بغريب عنك أستاذ ربيع .
                      تحيّتي و تقديري.

                      كان حضورك جميلا أستاذة
                      ربما صغر المساحة أدي إلى ذلك
                      أنى لم أعطها ما تستحق
                      لا أدري
                      هل جفاف مبكر
                      أم عجز ؟!!


                      شكرا شكرا .. كنت صادقة
                      sigpic

                      تعليق

                      يعمل...
                      X