رصاصة فارغة ...
فتحت السجون أبوابها أخيرا، فهي لا تستقبل موتى على أية حال، وضعوا في نعشي تصريح العودة، لكن الحدود لم تكترث به، ولم تكترث بي، دعتني أعبر بلامبالاة، بل كانت تشرب نخب انتصارها سرا، وتقارنني بتلك التي خطفتها منذ شهور وكانت تشبهني! تأكدت أنها أخذت كل شيء.. دمرت كل شيء، لتردني إلى وطني مجرد جسد مشوه، يحمل في روحه الكثير من الأوبئة المعدية القاتلة ..!
كانت حجارة الأرض تغرز كالإبر في قدمي الحافيتين، ربما أرادت فقط أن تذكرني أنني نسيت حذائي هناك ..كما أرادت بعض قطرات الدماء العالقة على جدران فخذيّ أن تذكرني أنني تركت الشيء الأهم هناك ..!
هل رأوا فيّ ملامح تلك الأرض التي اشتهوا سمرتها عبر السنين!
أم أنهم أرادوا ألا يتركوا حبة رمل واحدة دون أن تطأها شهواتهم الشيطانية ..!
في تلك اللحظات التي كانوا يسلخون فيها بعضي عن بعضي، كنت أشعر أنني أتشارك مع وطني آلام الإغتصاب، وأن العار ركبنا وسيعلّق صورنا على صفحات التاريخ..!
لكن عندما عدت، وسمعت أصواتا تغني، تدندن فرحا بالاستقلال، ولما رأيت الناس يرقصون في الساحات، يستقبلون الوطن العائد سالما من فوهة البركان، الهارب من بين أنياب الذئاب... عرفت أن الأرض تجدد طهارتها، وتغسل عنها العار ببحارها وينابيعها .. ووحدي أنا من سأبقى مرمية كرصاصة فارغة، على سريري أطارد صورا، وأحاول مسح تلك الدماء عن جسدي..!
.
.
23/11/2010
هل رأوا فيّ ملامح تلك الأرض التي اشتهوا سمرتها عبر السنين!
أم أنهم أرادوا ألا يتركوا حبة رمل واحدة دون أن تطأها شهواتهم الشيطانية ..!
في تلك اللحظات التي كانوا يسلخون فيها بعضي عن بعضي، كنت أشعر أنني أتشارك مع وطني آلام الإغتصاب، وأن العار ركبنا وسيعلّق صورنا على صفحات التاريخ..!
لكن عندما عدت، وسمعت أصواتا تغني، تدندن فرحا بالاستقلال، ولما رأيت الناس يرقصون في الساحات، يستقبلون الوطن العائد سالما من فوهة البركان، الهارب من بين أنياب الذئاب... عرفت أن الأرض تجدد طهارتها، وتغسل عنها العار ببحارها وينابيعها .. ووحدي أنا من سأبقى مرمية كرصاصة فارغة، على سريري أطارد صورا، وأحاول مسح تلك الدماء عن جسدي..!
.
.
23/11/2010
تعليق