بياض
حين يزهر النشيدُ في خضم البعيد
ندرك أن للخيلِ احتقان الدمامل
في عيون الدمع العزيز
كالسّكر تقطر من قصبٍ لعريش الزاوية الأقصى
في غربةِ من رحلوا أو عادوا
للأرضِ المثقلةِ بهمِّ الخضرة
وعلى الأرض المثقلةِ بضجةِ أقدامٍ,
ترقصُ في الملهاةِ الكبرى
ترثي الحياة بالحياة
ننتعلُ الصمتَ في درب الرجوعِ , والوقار
بما يليقُ بأسطورة البداية , وجبّةِ (الحلاج)
أو نشوةٍ ربما لنقوش العمارة , بأندلسَ القديمة
ودمعةٍ تخذلنا , في اللحظةِ الأخيرة
على عصا (سليمانَ) , بنملها الأبيض
يدقٌ عكاز الزمان , خطوةً خطوة
يسوقنا أطفالاً بدقاتهِ الرتيبة , هجرةً هجرة
ووحدي –كما الأطفالُ- حافياً
على وقعِ عكّازٍ متكئاً, أسير
متبصراً بما يكفي ليخذلني النهارُ والسحابُ
والفلاسفةُ , الأشقاءُ , التكنولوجيا الحديثة
وامرؤ القيس المؤتلف
أبيضٌ أنا على صفحةِ القصيدة
يخبئني التواضعُ الخجولُ
ولا تسعفني شجاعةُ الفراشة لأموتَ على السراجِ
كي أدعي النشازَ
أو زندقةَ (العطار) عن (منطق الطيرِ) وأسرابِ الحمامِ
ووحدي –كما الأطفالُ- حافياً
أنأى وأدنو
أغوص في العمقِ وأعلو
لأخبر الريحَ عن تفاصيلِ وجهي
وأحطم مرآتيَ الأخيرة , في صورةِ الأشياءِ
ركامُ طيني يجفُ الآنَ
وأسلخُ عنهُ روحي بشوكةِ الصبّارِ
ربما أغفو على قطنِ أحلامٍ صغيرة
ربما أقفزُ كيفما أشاءُ
عن الصحراءِ وجدارياتِ ( رامبو)
وأقولُ (لدرويش):
لقد ماتَ الحصانُ ((في العيون العسلية ))
ومن كثرة البكاءِ
فلا تقترب أكثر ((من دمائنا الأولى))
أو من خيط عكّازي
ولا تدعي معي أكثر سطوة النغم :
((من أنا لأخيب ظنّ العدم ))
من أنا لأقولَ: نعم
تعجبني القصيدة
وأنا البياضُ فيها وفي الليلِ حين يغشاني
والبياضُ كمالُ الألوانِ
وسيدها الوحيدُ
أضجُّ فيَّ كي أراني
ممدداً هناكَ , ببلاغةِ الصمتِ في الإطارِ
والصمتُ كمالُ الخطوطِ في لوحةِ المكانِ
وسيدها الوحيدُ
ووحدي أنا
-كما الأطفالُ – حافياً , أراني
أتقدمُ إلى الوراءِ
فأتقنُ الغناءَ على نغمِ الأمامِ
والأمامُ عكّازُ خطوي
وسيدي الوحيد
على خيطِ البياضِ.
هيثم الريماوي
حين يزهر النشيدُ في خضم البعيد
ندرك أن للخيلِ احتقان الدمامل
في عيون الدمع العزيز
كالسّكر تقطر من قصبٍ لعريش الزاوية الأقصى
في غربةِ من رحلوا أو عادوا
للأرضِ المثقلةِ بهمِّ الخضرة
وعلى الأرض المثقلةِ بضجةِ أقدامٍ,
ترقصُ في الملهاةِ الكبرى
ترثي الحياة بالحياة
ننتعلُ الصمتَ في درب الرجوعِ , والوقار
بما يليقُ بأسطورة البداية , وجبّةِ (الحلاج)
أو نشوةٍ ربما لنقوش العمارة , بأندلسَ القديمة
ودمعةٍ تخذلنا , في اللحظةِ الأخيرة
على عصا (سليمانَ) , بنملها الأبيض
يدقٌ عكاز الزمان , خطوةً خطوة
يسوقنا أطفالاً بدقاتهِ الرتيبة , هجرةً هجرة
ووحدي –كما الأطفالُ- حافياً
على وقعِ عكّازٍ متكئاً, أسير
متبصراً بما يكفي ليخذلني النهارُ والسحابُ
والفلاسفةُ , الأشقاءُ , التكنولوجيا الحديثة
وامرؤ القيس المؤتلف
أبيضٌ أنا على صفحةِ القصيدة
يخبئني التواضعُ الخجولُ
ولا تسعفني شجاعةُ الفراشة لأموتَ على السراجِ
كي أدعي النشازَ
أو زندقةَ (العطار) عن (منطق الطيرِ) وأسرابِ الحمامِ
ووحدي –كما الأطفالُ- حافياً
أنأى وأدنو
أغوص في العمقِ وأعلو
لأخبر الريحَ عن تفاصيلِ وجهي
وأحطم مرآتيَ الأخيرة , في صورةِ الأشياءِ
ركامُ طيني يجفُ الآنَ
وأسلخُ عنهُ روحي بشوكةِ الصبّارِ
ربما أغفو على قطنِ أحلامٍ صغيرة
ربما أقفزُ كيفما أشاءُ
عن الصحراءِ وجدارياتِ ( رامبو)
وأقولُ (لدرويش):
لقد ماتَ الحصانُ ((في العيون العسلية ))
ومن كثرة البكاءِ
فلا تقترب أكثر ((من دمائنا الأولى))
أو من خيط عكّازي
ولا تدعي معي أكثر سطوة النغم :
((من أنا لأخيب ظنّ العدم ))
من أنا لأقولَ: نعم
تعجبني القصيدة
وأنا البياضُ فيها وفي الليلِ حين يغشاني
والبياضُ كمالُ الألوانِ
وسيدها الوحيدُ
أضجُّ فيَّ كي أراني
ممدداً هناكَ , ببلاغةِ الصمتِ في الإطارِ
والصمتُ كمالُ الخطوطِ في لوحةِ المكانِ
وسيدها الوحيدُ
ووحدي أنا
-كما الأطفالُ – حافياً , أراني
أتقدمُ إلى الوراءِ
فأتقنُ الغناءَ على نغمِ الأمامِ
والأمامُ عكّازُ خطوي
وسيدي الوحيد
على خيطِ البياضِ.
هيثم الريماوي
تعليق