من كوميديا الحياة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • رزان محمد
    أديب وكاتب
    • 30-01-2008
    • 1278

    من كوميديا الحياة

    [align=right]
    من ملف الأيام وحياة الأنام التي نحس معها أو لانحس بأي انسجام، رأيت مايلي
    الناس في ازدحام والطريق غاصة بالرؤوس والأقدام، والجو خال من الأنسام، وأناس من مختلف الأجناس و الأصناف، وبغايات مختلفة وأهداف، كان يمشي امانا شاب وفتاة، والظاهر أنهما من الأحباب، الفتاة في ريعان الصبا ومقتبل الشباب، غضة الإهاب، ناعمة الثياب، تمشي بخطى وئيدة وحركة بليدة، تتمايل ذات اليمين وذات الشمال،بهدوء وراحة بال، كأنها تتسلق الجبال، وتخاف أن تتفتت بها الصخور، فهوي للأسفل أميال، فتصيبها بالأهوال، وتصدر فرقعة لطيفة من علكة ظريفة، فيلتفت الكبار والصغار، فتظن هي بانبهار، أنها قد قامت باعمال كبار، وبين الآونة والآونة كنت أرى يدها الناعمة المزينة بالخواتم والأساور، واللألئ والجواهر، لتسوي بها شعرها الطويل المصفف ، الذي ابيض لونه وتقصف، من كثرة مابلل ونشف، أم الفتى باأعزائي فهو عريض طويل، ويعلو رأسه الكبير ، شعر منكوش غزير، ويبدو أنه غليظ وغير جميل، فقد كنت أرى منهما ظهر الفتاة الضئيل الصغير، وظهره الثخين الصقيل، فعندما يتحدث يشير بيديه، ويرفع صوته، كأنه يعطي محاضرة، أو يخطط لمؤامرة...

    فعجبت من توافق الأضداد، وانسجام الغزلان مع النسور، والنملة مع الصرصور، وبينما نحن في هذا المسرح الصغير، ننتقل من مشهد لآخر قصير، إذ بالمفاجأة الكبرى تصير، فالتي كنت أحسبها فتى ياأعزائي، إذا هي بفتاة ، إذ سمعت صديقتها الناعمة تهمس لها بلهجة حالمة، وتقول: " تعالي يافاتنة، لننتظر الحافلة، في ظل تلك الشجرة الدانية، بعيدا عن حدة الشمس القاسية، فتجيبها بطلتنا الثانية بصوت أجش عريض، كأنه هدير شاحنة، أو أزيز طائرة، وأنا باستغراب ناظرة لهذه المسرحية الساخرة،" حسنا ياضرغام إني آتية، وإن كانت الشمس لطيفة، ولاتؤثر في بشرتي وبنيتي الكثيفة، فنظرت بانشداه وذهول، ولم أعد أعرف ماذا أقول في هذا المجتمع المجبول على التغيير في بنيته الحقيقية والتبديل، الذي أصبح همه التقليد، حتى لم نعد نعرف ماذا يريد ، بهذه التصرفات الحمقاء، والتصرفات الخرقاء، لست أدري فكلنا في دوامة الحياة بلهاء، وكلمات في كتابها ولكن، مليئة بالأخطاء.
    [/align]
    التعديل الأخير تم بواسطة رزان محمد; الساعة 16-02-2008, 07:42.
    أراها الآن قادمة خيول النصر تصهل في ضياء الفجر
    للأزمان تختصرُ
    وواحات الإباء تفيء عند ظلالها الأقمار تنهمرُ
    وأقسم إنها الأحرار تنتصرُ
    سيكتب مجدها ألقا نجوم الدهر والقدرُ
    بلى؛ فالله لايغفو ..يجيب دعاء مضطرٍ بجوف الليل
    للمظلوم، والمضنى
    فيشرق في الدجى سَحَرُ
    -رزان-
  • عثمان علوشي
    أديب وكاتب
    • 04-06-2007
    • 1604

    #2
    [align=center]المبدعة رزان محمد،
    التغيير والثورة على التقاليد لها سلبياتها وإيجابيتها التي تقتصر على نوع الثقافة التي يتشبع بها أفراد المجتمع..
    ونسأل الله السلامة من كل شر في هذه الدنيا التي أصبحت مرتعا للشواذ والمنحرفين من كل جنس وصنف..
    تحياتي[/align]
    عثمان علوشي
    مترجم مستقل​

    تعليق

    • رزان محمد
      أديب وكاتب
      • 30-01-2008
      • 1278

      #3
      أشكرك لمرورك الجميل، وكلماتك الواعية، أخي الكريم علوشي عثمان.

      أطيب تحية.
      أراها الآن قادمة خيول النصر تصهل في ضياء الفجر
      للأزمان تختصرُ
      وواحات الإباء تفيء عند ظلالها الأقمار تنهمرُ
      وأقسم إنها الأحرار تنتصرُ
      سيكتب مجدها ألقا نجوم الدهر والقدرُ
      بلى؛ فالله لايغفو ..يجيب دعاء مضطرٍ بجوف الليل
      للمظلوم، والمضنى
      فيشرق في الدجى سَحَرُ
      -رزان-

      تعليق

      • حسين يعقوب الحمداني
        أديب وكاتب
        • 06-07-2010
        • 1884

        #4
        شكرا لكم تقبلوا تقديري الجمال وحي للذاكره

        تعليق

        • غسان إخلاصي
          أديب وكاتب
          • 01-07-2009
          • 3456

          #5
          أختي الكريمة رزان المحترمة
          مساء الخير
          لقد أعدتني سنوات للوراء ، عندما زرتني لأول موضوع كتبته في الملتقى .
          لقد استطعت بخلابة وبفكر عميق أن تصلي لكثير من الإسقاطات السامية في مناحي التفكير البشري بشفاقية حاذقة .
          التوافق تحكمه كثير من الاعتبارات .
          ننتظرك على الدوام ( سامحيني على التأخير )،
          رأيك يهمنا فاجعلي مشاركات الزميلات والزملاء في حيز اهتمامك .
          تحياتي وودي لك .
          التعديل الأخير تم بواسطة غسان إخلاصي; الساعة 24-11-2012, 07:39.
          (مِنْ أكبرِ مآسي الحياةِ أنْ يموتَ شيءٌ داخلَ الإنسانِِ وهو حَيّ )

          تعليق

          • أ.د/خديجة إيكر
            أستاذة جامعية
            • 24-01-2012
            • 275

            #6
            الفاضلة رزان

            نص مليء بالإبداع . فيه تشريح ووصف عميق لظاهرة غريبة ابتليت بها مجتمعاتنا ...

            قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( إذا لم تستح فاصنع ما شئت )

            دمت و سلمت

            تعليق

            • حسين راجحي
              أديب وكاتب
              • 13-08-2012
              • 219

              #7
              الأديبة المبدعة

              رزان محمد

              لك أرق تحية وأنداها في عالم الخلود الروحي

              المقامة أفتقدت لحس القصة وأيضا الراوي لها

              وأيضا تكلفك في السجع جعل القارئ فكره مشوش بتواتر الحدث

              هذا رأيي
              وأرجوا تقبله

              دمت بوافر من الود

              تعليق

              يعمل...
              X