[align=right]
من ملف الأيام وحياة الأنام التي نحس معها أو لانحس بأي انسجام، رأيت مايلي
الناس في ازدحام والطريق غاصة بالرؤوس والأقدام، والجو خال من الأنسام، وأناس من مختلف الأجناس و الأصناف، وبغايات مختلفة وأهداف، كان يمشي امانا شاب وفتاة، والظاهر أنهما من الأحباب، الفتاة في ريعان الصبا ومقتبل الشباب، غضة الإهاب، ناعمة الثياب، تمشي بخطى وئيدة وحركة بليدة، تتمايل ذات اليمين وذات الشمال،بهدوء وراحة بال، كأنها تتسلق الجبال، وتخاف أن تتفتت بها الصخور، فهوي للأسفل أميال، فتصيبها بالأهوال، وتصدر فرقعة لطيفة من علكة ظريفة، فيلتفت الكبار والصغار، فتظن هي بانبهار، أنها قد قامت باعمال كبار، وبين الآونة والآونة كنت أرى يدها الناعمة المزينة بالخواتم والأساور، واللألئ والجواهر، لتسوي بها شعرها الطويل المصفف ، الذي ابيض لونه وتقصف، من كثرة مابلل ونشف، أم الفتى باأعزائي فهو عريض طويل، ويعلو رأسه الكبير ، شعر منكوش غزير، ويبدو أنه غليظ وغير جميل، فقد كنت أرى منهما ظهر الفتاة الضئيل الصغير، وظهره الثخين الصقيل، فعندما يتحدث يشير بيديه، ويرفع صوته، كأنه يعطي محاضرة، أو يخطط لمؤامرة...
فعجبت من توافق الأضداد، وانسجام الغزلان مع النسور، والنملة مع الصرصور، وبينما نحن في هذا المسرح الصغير، ننتقل من مشهد لآخر قصير، إذ بالمفاجأة الكبرى تصير، فالتي كنت أحسبها فتى ياأعزائي، إذا هي بفتاة ، إذ سمعت صديقتها الناعمة تهمس لها بلهجة حالمة، وتقول: " تعالي يافاتنة، لننتظر الحافلة، في ظل تلك الشجرة الدانية، بعيدا عن حدة الشمس القاسية، فتجيبها بطلتنا الثانية بصوت أجش عريض، كأنه هدير شاحنة، أو أزيز طائرة، وأنا باستغراب ناظرة لهذه المسرحية الساخرة،" حسنا ياضرغام إني آتية، وإن كانت الشمس لطيفة، ولاتؤثر في بشرتي وبنيتي الكثيفة، فنظرت بانشداه وذهول، ولم أعد أعرف ماذا أقول في هذا المجتمع المجبول على التغيير في بنيته الحقيقية والتبديل، الذي أصبح همه التقليد، حتى لم نعد نعرف ماذا يريد ، بهذه التصرفات الحمقاء، والتصرفات الخرقاء، لست أدري فكلنا في دوامة الحياة بلهاء، وكلمات في كتابها ولكن، مليئة بالأخطاء.[/align]
من ملف الأيام وحياة الأنام التي نحس معها أو لانحس بأي انسجام، رأيت مايلي
الناس في ازدحام والطريق غاصة بالرؤوس والأقدام، والجو خال من الأنسام، وأناس من مختلف الأجناس و الأصناف، وبغايات مختلفة وأهداف، كان يمشي امانا شاب وفتاة، والظاهر أنهما من الأحباب، الفتاة في ريعان الصبا ومقتبل الشباب، غضة الإهاب، ناعمة الثياب، تمشي بخطى وئيدة وحركة بليدة، تتمايل ذات اليمين وذات الشمال،بهدوء وراحة بال، كأنها تتسلق الجبال، وتخاف أن تتفتت بها الصخور، فهوي للأسفل أميال، فتصيبها بالأهوال، وتصدر فرقعة لطيفة من علكة ظريفة، فيلتفت الكبار والصغار، فتظن هي بانبهار، أنها قد قامت باعمال كبار، وبين الآونة والآونة كنت أرى يدها الناعمة المزينة بالخواتم والأساور، واللألئ والجواهر، لتسوي بها شعرها الطويل المصفف ، الذي ابيض لونه وتقصف، من كثرة مابلل ونشف، أم الفتى باأعزائي فهو عريض طويل، ويعلو رأسه الكبير ، شعر منكوش غزير، ويبدو أنه غليظ وغير جميل، فقد كنت أرى منهما ظهر الفتاة الضئيل الصغير، وظهره الثخين الصقيل، فعندما يتحدث يشير بيديه، ويرفع صوته، كأنه يعطي محاضرة، أو يخطط لمؤامرة...
فعجبت من توافق الأضداد، وانسجام الغزلان مع النسور، والنملة مع الصرصور، وبينما نحن في هذا المسرح الصغير، ننتقل من مشهد لآخر قصير، إذ بالمفاجأة الكبرى تصير، فالتي كنت أحسبها فتى ياأعزائي، إذا هي بفتاة ، إذ سمعت صديقتها الناعمة تهمس لها بلهجة حالمة، وتقول: " تعالي يافاتنة، لننتظر الحافلة، في ظل تلك الشجرة الدانية، بعيدا عن حدة الشمس القاسية، فتجيبها بطلتنا الثانية بصوت أجش عريض، كأنه هدير شاحنة، أو أزيز طائرة، وأنا باستغراب ناظرة لهذه المسرحية الساخرة،" حسنا ياضرغام إني آتية، وإن كانت الشمس لطيفة، ولاتؤثر في بشرتي وبنيتي الكثيفة، فنظرت بانشداه وذهول، ولم أعد أعرف ماذا أقول في هذا المجتمع المجبول على التغيير في بنيته الحقيقية والتبديل، الذي أصبح همه التقليد، حتى لم نعد نعرف ماذا يريد ، بهذه التصرفات الحمقاء، والتصرفات الخرقاء، لست أدري فكلنا في دوامة الحياة بلهاء، وكلمات في كتابها ولكن، مليئة بالأخطاء.[/align]
تعليق