تويت
كتبت الأخت الفاضلة الصحفية الأستاذة ثريا نافع في صحيفة الراية القطرية:
يحكى أنه حين بدأت دعوة "الإمام المهدى" في الانتشار فى الكوفة والبصرة وباقي معاقل الشيعة جنوب العراق وشمال الجزيرة أواخر الدولة الاموية، استاءت بما نسميها اليوم المخابرات العامة فاخذت على عاتقها أن تجدَّ فى أثر أولئك الناس الذين أبدوا تعاطفهم أو انتمائهم لهذه الحركة، فكانوا إذا قبضوا على زيدا وقال لهم تحت التعذيب :ـ إن عمرا كان يحضر اجتماعات المتآمرين من أنصار إبراهيم المهدي، كانوا يجيئون إلى بيته ويأخذون دابته، وبعد العصرتحديدا؛ "لأن الاجتماعات كلها كانت تقع بين العصر والمغرب ساعة حرمة النوافل" فيركبون عليها رجلا ينخسها وينظر إلى أين تسير؟ فإذا سارت الدابة إلى البيت المشبوه علموا أن صاحبها كان ممن يرتادون تلك الاجتماعات المحرمة، فيقتلونه، ولما كان أغلب الناس في البصرة والكوفة يركبون الحمير" عدا الخاصة الذين كانوا يركبون بغالا إناثا لاسباب لا مجال لذكرها الآن" فإن السيد الحمار قد أصبح مقبول الشهادة في فترة من فترات تاريخ امتنا." ما علينا نخش فى الموضوع " .. إن الزبدة مما سبق ياجماعه بأننا ورغم البعد التاريخي عن الحقبة الأموية إلا أننا مازلنا نرتكز فى تقييم شؤون حياتنا إلى أناس يكاد الحمار"حاشاكم" أن يصرخ فيهم :ـ توقفوا أرجوكم فلستم وللأسف إلا هادمين لتلك الأمة التى تسير إلى المجهول الذى تبدو ملامحه واضحة أمامكم. أمة مقهورة رغم عظمتها التى كانت، ولكن هناك فرقاً بالتأكيد بين ما كانت عليه وما أصبحت فيه الآن ..انظروا حولكم وانعشوا ذاكرتكم بما يحدث الآن، هجمة شرسة على الإسلام والمسلمين، اتفاقيات لا تنتهى ولا تتم، اتهامات هنا وأخرى هناك، اختطافات وخيانات وسرقات وانتهاكات فى الوطن الواح ، ومازال أزيز الرصاص يخترق أجساد أهل لنا وأحبة لهم والكل دم واحد .. انظروا حولكم لتتأكدوا أن الاحياء منكم هم على قائمة انتظار للموت .. انظروا حولكم وقولوا لي لماذا يتناحر الأخوة وأصحاب المذاهب ويحجب كل واحد النور عن الآخ،ر ويبددون الخير فيما بينهم بتهور وجشع عدم احترام وجهات النظر الأخرى ..انظروا حولكم وأنتم تصرون على الصراع الذى يحصد الرجال ويسمم أرواحهم فلا يعودون كما كانوا أبدا ؟؟ وانظروا لهذا القتل الفاحش الذى يجري فى كل مكان والذى يترككم دون إحساس بالعدالة أو حتى إمكانية أن توجد ذات يوم. ألا يكفيكم تكالب الغرب عليكم والحروب هنا وهناك تتخطف أحبتكم وخيرة شبابكم من حولكم فى صراع لا تستوعبوه، يفجر في ـوأنا الحمار الذى تقولون- كراهية لا أستطيع كبحها لكل من يتناول السياسة أو الشأن العام .. والأدهى والأمر ذلك العهر الذى يجعل استمرار أو توقف القتال مادة للحوار .. ومن وسط كل هذا تطل عليكم فضائياتكم بمذيعات يحلم كل رجالكم بأن تصبح إحداهن زوجة له، حتى وإن كانت العصمة فى يدها، وكل ما يملك بين يديها، وهى تقرأ عليكم بصوت عذب وابتسامة خفية أخبار المعارك بين الإخوة المتصارعين فى فلسطينكم وعراقكم ولبنانكم ودول أخرى على قائمة انتظار المتصارعين .. ومازلتم وحتى يومنا هذا تنامون على أمجاد الماضي، فلا تبحثون من جديد، ولا تقرأون، ولا تتخصصون، معتمدين على عظمة أمتكم التى كانت، ونسيتم أن العالم حولكم يتحرك بسرعة الضوء نحو الإنجازات، وفى كل المجالات، وأنتم –وللأسف- مازلتم -وتلك حقيقة- تمضون لاهثين خلف سراب إنجازاتكم الماضية، ناسيين أن الحاضر أجمل، والمستقبل يجب أن يكون أعظم ..
أيها السادة دققوا فى أحوالكم وقارنوا بينكم وبين أمم أخرى لتدركوا أن الأمجاد لا تأتي بالأحلام ولا تأتي بالأوهام أو إراقة الدماء .. أوقفوا حروبكم، ولا تكونوا أمواتا يحيون على الارض. اطلبوا السلام فيما بينكم وحاربوا من أجله حتى لا تدنسه قذارة الصراع .. وهنا تحضرني قصيدة لشاعركم أحمد مطر -مساه الله بكل خير- عندما قال :
أمة عَجِبَتُ لمرآنا العَجائِب،
فلا نحن أحياءُ ولا موتي ،
وَلا أَهْلُ البِلادِ وَلا أجانِب،
تَهوي المصائِبُ فَوْقَنا ،
وَتَسوقُنا مِن كُلِّ جانِب ،
لكنَّنا لَسْنا هُنا َ
كأنّما هِيَ نَفسُها ابتُلِيَتُ بِنا
وكأنّما نَحنُ المَصائِب؟!
هذي الملايينُ التّي
بِحِمي الجَريمةِ تحتمي !
وَلأَيِّ شيءٍ رُكِّبَتُ فيها العُيونُ ،
وَليسَ مِن عَينٍ تُراقِبْ!
وَلِمَ الأَيادي والشِّفاهُ
وَلا يَدٌ تَعلو..
ولا شَفَةٌ تُحاسِب؟!
وَهِتافُها يَعلو لِسارِقِ قُوتِها
وَلِمُستبيحِ بُيوتِها:
شُكراً علي هذي المَكاسِب!
يحكى أنه حين بدأت دعوة "الإمام المهدى" في الانتشار فى الكوفة والبصرة وباقي معاقل الشيعة جنوب العراق وشمال الجزيرة أواخر الدولة الاموية، استاءت بما نسميها اليوم المخابرات العامة فاخذت على عاتقها أن تجدَّ فى أثر أولئك الناس الذين أبدوا تعاطفهم أو انتمائهم لهذه الحركة، فكانوا إذا قبضوا على زيدا وقال لهم تحت التعذيب :ـ إن عمرا كان يحضر اجتماعات المتآمرين من أنصار إبراهيم المهدي، كانوا يجيئون إلى بيته ويأخذون دابته، وبعد العصرتحديدا؛ "لأن الاجتماعات كلها كانت تقع بين العصر والمغرب ساعة حرمة النوافل" فيركبون عليها رجلا ينخسها وينظر إلى أين تسير؟ فإذا سارت الدابة إلى البيت المشبوه علموا أن صاحبها كان ممن يرتادون تلك الاجتماعات المحرمة، فيقتلونه، ولما كان أغلب الناس في البصرة والكوفة يركبون الحمير" عدا الخاصة الذين كانوا يركبون بغالا إناثا لاسباب لا مجال لذكرها الآن" فإن السيد الحمار قد أصبح مقبول الشهادة في فترة من فترات تاريخ امتنا." ما علينا نخش فى الموضوع " .. إن الزبدة مما سبق ياجماعه بأننا ورغم البعد التاريخي عن الحقبة الأموية إلا أننا مازلنا نرتكز فى تقييم شؤون حياتنا إلى أناس يكاد الحمار"حاشاكم" أن يصرخ فيهم :ـ توقفوا أرجوكم فلستم وللأسف إلا هادمين لتلك الأمة التى تسير إلى المجهول الذى تبدو ملامحه واضحة أمامكم. أمة مقهورة رغم عظمتها التى كانت، ولكن هناك فرقاً بالتأكيد بين ما كانت عليه وما أصبحت فيه الآن ..انظروا حولكم وانعشوا ذاكرتكم بما يحدث الآن، هجمة شرسة على الإسلام والمسلمين، اتفاقيات لا تنتهى ولا تتم، اتهامات هنا وأخرى هناك، اختطافات وخيانات وسرقات وانتهاكات فى الوطن الواح ، ومازال أزيز الرصاص يخترق أجساد أهل لنا وأحبة لهم والكل دم واحد .. انظروا حولكم لتتأكدوا أن الاحياء منكم هم على قائمة انتظار للموت .. انظروا حولكم وقولوا لي لماذا يتناحر الأخوة وأصحاب المذاهب ويحجب كل واحد النور عن الآخ،ر ويبددون الخير فيما بينهم بتهور وجشع عدم احترام وجهات النظر الأخرى ..انظروا حولكم وأنتم تصرون على الصراع الذى يحصد الرجال ويسمم أرواحهم فلا يعودون كما كانوا أبدا ؟؟ وانظروا لهذا القتل الفاحش الذى يجري فى كل مكان والذى يترككم دون إحساس بالعدالة أو حتى إمكانية أن توجد ذات يوم. ألا يكفيكم تكالب الغرب عليكم والحروب هنا وهناك تتخطف أحبتكم وخيرة شبابكم من حولكم فى صراع لا تستوعبوه، يفجر في ـوأنا الحمار الذى تقولون- كراهية لا أستطيع كبحها لكل من يتناول السياسة أو الشأن العام .. والأدهى والأمر ذلك العهر الذى يجعل استمرار أو توقف القتال مادة للحوار .. ومن وسط كل هذا تطل عليكم فضائياتكم بمذيعات يحلم كل رجالكم بأن تصبح إحداهن زوجة له، حتى وإن كانت العصمة فى يدها، وكل ما يملك بين يديها، وهى تقرأ عليكم بصوت عذب وابتسامة خفية أخبار المعارك بين الإخوة المتصارعين فى فلسطينكم وعراقكم ولبنانكم ودول أخرى على قائمة انتظار المتصارعين .. ومازلتم وحتى يومنا هذا تنامون على أمجاد الماضي، فلا تبحثون من جديد، ولا تقرأون، ولا تتخصصون، معتمدين على عظمة أمتكم التى كانت، ونسيتم أن العالم حولكم يتحرك بسرعة الضوء نحو الإنجازات، وفى كل المجالات، وأنتم –وللأسف- مازلتم -وتلك حقيقة- تمضون لاهثين خلف سراب إنجازاتكم الماضية، ناسيين أن الحاضر أجمل، والمستقبل يجب أن يكون أعظم ..
أيها السادة دققوا فى أحوالكم وقارنوا بينكم وبين أمم أخرى لتدركوا أن الأمجاد لا تأتي بالأحلام ولا تأتي بالأوهام أو إراقة الدماء .. أوقفوا حروبكم، ولا تكونوا أمواتا يحيون على الارض. اطلبوا السلام فيما بينكم وحاربوا من أجله حتى لا تدنسه قذارة الصراع .. وهنا تحضرني قصيدة لشاعركم أحمد مطر -مساه الله بكل خير- عندما قال :
أمة عَجِبَتُ لمرآنا العَجائِب،
فلا نحن أحياءُ ولا موتي ،
وَلا أَهْلُ البِلادِ وَلا أجانِب،
تَهوي المصائِبُ فَوْقَنا ،
وَتَسوقُنا مِن كُلِّ جانِب ،
لكنَّنا لَسْنا هُنا َ
كأنّما هِيَ نَفسُها ابتُلِيَتُ بِنا
وكأنّما نَحنُ المَصائِب؟!
هذي الملايينُ التّي
بِحِمي الجَريمةِ تحتمي !
وَلأَيِّ شيءٍ رُكِّبَتُ فيها العُيونُ ،
وَليسَ مِن عَينٍ تُراقِبْ!
وَلِمَ الأَيادي والشِّفاهُ
وَلا يَدٌ تَعلو..
ولا شَفَةٌ تُحاسِب؟!
وَهِتافُها يَعلو لِسارِقِ قُوتِها
وَلِمُستبيحِ بُيوتِها:
شُكراً علي هذي المَكاسِب!
تعليق