العذراء والدم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد محضار
    أديب وكاتب
    • 19-01-2010
    • 1270

    العذراء والدم

    العذراء والدم................نص لمحمد محضار
    في إحدى الأماسي الصيفية الهادئة، توقفت سيارة فخمة قرب بيت معزول بحواشي المدينة، وترجل منها رجل تجاوز الأربعين م عمره، تبدو عليه علامة الوقار وملامح الأبهة، يرتدي بدلة قمحية اللون، إتجه صوب باب البيت، نقره بضع نقراتـ،، وعندما فتح ظهرت على عتبته عجوز في حدود الستين من عمرها، حيته بحرارة، فرد على تحيتها وقال:
    - كيف حالك يا خالتي زينب؟
    - بخير، تفضل
    دلف الرجل صحبتها إلى داخل البيت، فقادته إلى غرفة الجلوس، حيث استقر به الحال فوق كنبة جلدية، وسألها ضاحكا:
    - كيف حال صبياتك؟
    - إنهن على أحسن حال يا أستاذ ، هل تريد إحداهن؟
    - ليس الآن .. لكن خبريني هل وجدت لي فتاة عذراء؟
    ردت العجوز بخبث:
    - إنك رجل محظوظ... فمنذ أسبوعين جاءت لتعمل في أحد البيوت المجاورة صبية في الخامسة عشرة من عمرها وهي عذراء...
    قاطعها متلهفا:
    - إذن وجدتيها
    - وليس أمامي الأن سوى البحث عن الخطة المناسبة لجلبها لك،و هذا أمر بسيط... فهي يتيمة الأبوين، أو قل مقطوعة من شجرة، ولن تمانع في شيء إذا ملأنا بطنها وجيبها.
    - إنك خارقة للعادة
    ألقت عليه العجوز بنظرة ثاقبة وقالت:
    - أظن أن الأمر سيتطلب منك مالا كثيرا
    - لايهم، اطلبي ما تشائين، سأدفع بسخاء
    - قامت العجوز، من مكانها واقتربت منه وهمست:
    - هل أنادي لك على إحدى الصبيات .. لتمرح بعض الوقت.
    رفع إليها رأسه وقال:
    - المهم هو العذراء، أريد فتاة عذراء بأي ثمن
    -اطمئن يا أستاذ ، بعد أسبوعين ستكون العذراء بين يديك .
    قام من مكانه ، أصلح ربطة عنقه، ثم أدخل يده في جيب بنطلونه، وأخرج بعض الأوراق النقدية، مدها للعجوز وهو يقول:
    - تفضلي ي خالتي زينب.
    وردت العجوز وعيناها تبرقان:
    - شكرا لك ياسيدي أنت رجل سخي بحق .
    - سأكون أكثرسخاءا، لو قضيت حاجتي.
    انسحب خارجا، ركب السيارة، ثم انطلق بين شوارع المدينة الهادئة، كانت تتصارع في رأسه عشرات الأفكار وتُضيق الخناق حوله. رأى ماضيه يسترسل في التداعي أمام عينيه، اسفلت الطريق المضاء بمصابيح سيارته، كان يبدو أمامه كمرآة تعكس سنوات عمره الملهوفة من الزمان، ذاكرته اخرجت مخزونها، وامتزج الماضي بالحاضر، تفجرت في اعماقة أشجان أعوام دفينة، واشتد رنينها في ذاته، داهمته على حين غرة صورة العذراء، عندما توقف أمام إشارة المرور واصطدمت عيناه باللون الأحمر، تذكر الدم، تراقصت أجزاؤه السفلى ، عاود المسير من جديد أشعل لفافة تبغ ليهدئ نفسه بعض الشيء، ثم غرق في بحر الماضي، لاحت أمامه أجزاء مضببة من طفولته ومراهقته وشبابه، فمضى يربط بينهما.
    كان ابن شيخ القبيلة ووجيهها الحاج عمر، كان واحدا من بين عشرة إخوة وكانت أمه واحدة من بين أربع نساء، كان منطويا على نفسه، قليل اللعب مع أبناء الدوار، شديد الخجل والخوف، ، وأبوه لم يكن ينتبه إليه إلا لماما، تعلم في مدرسة القرية، وأكمل دراسته بالمدينة، لكن المدينة لم تغير شيئا في طباعه فقد ظل مفرطا في التقوقع والانغلاق، وكانت علاقته بالمرأة لا تكاد تتعدى أحاديثه القليلة مع أمه، وأخواته، ولاشيء غير هذا، بنات المدينة كن بالنسبة له غولا مخيفا لا يقدر على مجابهته. لما أتم دراسته اشتغل في المدينة، الشغل لم يدخل هو الآخر أدنى تغيير على سلوكه. بعد موت والده آلت له ثروة لم يكن يحلم بمثلها، وجد نفسه يدخل دنيا المال وانتبه إلى نفسه، دارت بدماغه فكرة الزواج لكن كيف؟ وهو لا يعرف ما يقدم أو ما يؤخر مع المرأة، لجأ في الأخير إلى أمه التي تدبرت الأمر، وخطبت له ابنة أحد أثرياء القرية، وفي ليلة "الدخلة" أو ليلة العمر كما يحب أن يسميها البعض وجد نفسه صحبة عروسه في غرفة واحدة، وتهادى إلى أسماعه ضجيج وصخب الأهل والأحباب وهم يرقصون، ويغنون، منتظرين قطعة الثوب المخضبة بالدم، اجتاز مرحلة الخجل، بعد حمام بارد من العرق، وأقبل على عروسه .. لكن أين الدم؟؟ الثوب أبيض لاتكاد تظهر عليه نقطة واحدة حمراء، دارت به الدنيا، تلكأت الكلمات في فمه وانساب صوت عروسه تخنقه الدموع المسترسلة على وجنتيها:
    - استرني يا سيدي لو عرف أبي سيقتلني
    ورد هو:
    أين الدم أنت لست عذراء؟
    - لقد نال من شرفي ابن عمي الذي يدرس في فرنسا، لا تفضحني وأقسم أني سأخلص لك مدى العمر. ورق قلبه لدموعها وقال:
    - إذا تنازلت أنا عن حقي ، فماذا نفعل مع الآخرين إنهم يريدون الدم.
    - المسألة بسيطة
    قالت هذا ثم أخرجت شفرة وجرحت ساعدها، خبضت الثوب بالدم ومدته له قائلة:
    - أعطيهم الدم
    هكذا تزوج ورضي بامرأة ثيب، لكنها صدقته القول وأخلصت له بل"أسعدته، فانطلق في مشوار نجاح متواتر، وتفتح على الحياة وأصبح له أصدقاء وأصحاب سلخوا عنه ثوب الانطواء وجروه إلى دنيا اللذة والشهوة الحمراء. وتقدم به العمر، لكنه ظل وفيا لحياته التي بدأها بعد الزواج.
    وعرّفه أحد زملائه على العجوز المدعوة زينب التي تدير وكراً للتجارة في أعراض صبايا قاصرات وانبأه أنها تجلب لزبنائها من حين إلى آخر حسب الطلب فتيات عذروات، فأصاب النبأ في نفسه الموقع الحسن، وأسر للعجوز برغبته في صبية عذراء، فوعدته أن تلبي مطلبه.
    وهاهي ذي تعده اليوم بإمكانية تحقق غرضه بعد أسبوعين، فليستعد ليعيش ليلة العمر.
    في الليلة الموعودة تأنق في هندامه وصبغ بعض الشعيرات البيضاء التي كانت تجلل فوديه، ثم ذهب إلى العجوز التي استقبلته ببشاشة وقادته من جديد إلى غرفة الجلوس، وسألها بلهفة.
    - هل العذراء موجودة؟
    - بالطبع وقد هيأتها لك، لتبدو كعروسة في ليلة دخلتها.
    - حسنا فعلت يا امرأة.
    الموضوع الأصلى من هنا: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

    قال هذا ثم أدخل يده في جيب جاكيتته البنية، وأخرج رزمة من الأوراق النقدية رمى بها للعجوز وقال:
    - تفضلي يا خالتي زينب
    - شكرا ياسيدي
    قدم لها ايضا علبة صغيرة كان يمسكها بين يديه وتمتم:
    - هذه الهدية للفتاة.. قدميها لها.
    - سأذهب إليها كي تستعد...
    - انسحبت العجوز، والتحقت بالصبية التي كانت تنتظر بداية المجزرة بإحدى غرف النوم ، قدمت لها العلبة وقالت:
    - خذي هذه الهدية
    فضت الفتاة غلاف العلبة، كانت سلسلة ذهبية جميلة،
    - ضعيها حول عنقك... وخذي هذا المال ثم استعدي
    قالت هذا ومدت لها جزءا من الأوراق التي تسلمتها منه، ثم خرجت قاصدة قاعة الجلوس.
    كان ما يزال ينتظر، طرق أذنية صوت العجوز وهي تقول:
    - هيا يا سيدي الفتاة في انتظارك قام من مكانه، تبعها، توقفت، وأشارت إلى الباب، ثم قالت:
    -يمكنك أن تفتح الباب وتدخل
    وضع يده على المزلاج، ضغط عليه، دفع الباب ودخل، وجد نفسه أمام صبية في ربيعها الخامس عشر، ذات شعرأرجواني يتهدل على كتفيها العاريتين، وعينين عسليتين تفيض البراءة من بؤبؤيهما، وجسد طفولي ينضج بالطهر. إقترب منها لمس جيدها براحته وقال:"ما اسمك يا بنية"، وردت الصبية:" اسمي سلمى"، صمت لحظة وقال: " هل أفهمتك السيدة زينب كل شيء"،
    - أفهمتني وأنا موافقة.
    جلس على السرير، طلب منها أن تخلع ثيابها،.. فعلت، لاح له جسدها البلوري، تسلل وحش الشهوة إلى دواخله، اقترب منها، من جديد، لمس صدرها بيده. تراجع فجأة الى الخلف كمن لسعته
    عقرب، أمسك رأسه بين راحتيه، وصرخ : "لا، هذا غير ممكن لا لا.."
    نظرت إليه الفتاة بخضوع وقالت: - ماذا حدث يا سيدي؟؟
    أعاد اللمس مرة أخرى، تكررت، نفس الحالة، ما حدث يا ترى؟؟
    اختلطت الامور أمام عينيه، من أمامه الآن، هل سلمى، أم ابنته سناء؟ إنه لا يكاد يلمس جسد سلمى حتى يرى ملامح ابنته سناء قد تمثلت فيها. ارتمى على السرير كالكلب المسعور، اضطرب، رفع رأسه الى الفتاة وقال:
    البسي يا بنيتي ثيابك، مكانك ليس هنا، ستجدين أختا لك في بيتي، خرج إلى العجوز سألته:
    - هل نلت الوطر؟
    قابلها بوجوم متجاهلا سؤالها، وقال:
    - سآخذ الفتاة معي.

    - هل ستتزوجها؟
    - لا سأتبناها. ستعيش مع ابنتي وزوجتي.
    ضحكت العجوز وقالت:
    - هل جننت
    لم يلتفت إليها وخرج صحبة الفتاة.


    محمد محضار 1986
    sigpicلك المجد أيها الفرح المشرق في ذاتي، لك السؤدد أيها الوهج المومض في جوانحي...
  • ميساء عباس
    رئيس ملتقى القصة
    • 21-09-2009
    • 4186

    #2
    صباح الجمال والروعة
    قصة جميلة سلسة مشوقة
    جريئة فاضحة
    عميق العقد المكتنزة الفاضحة بمجتمعنا
    النهاية كانت جميلة جدا بصحوته المفاجئة
    لكن لاأدري ماينقصها بعض الفلفل
    أي الأسلوب
    ربما كانت مباغتة جدا الحالة

    ممتعة جدا وتحمل الكثير من مآسينا
    بوركت محمد العزيز
    دمت متألقا
    دعواتي
    ميساء
    مخالب النور .. بصوتي .. محبتي
    https://www.youtube.com/watch?v=5AbW...ature=youtu.be

    تعليق

    • محمد الصاوى السيد حسين
      أديب وكاتب
      • 25-09-2008
      • 2803

      #3
      تحياتى البيضاء

      يمتاز هذا النص بحالة من التشويق مازت مدى وسيع من مساحة النص ن حالة من التشويق والإثارة التى تجذب المتلقى وتضمن تفاعله مع حالة السرد ورسالته التى يقوم عليها ، ربما لى هذه الملاحظات على بنية السرد التى قام عليها النص

      - ( في إحدى الأماسي الصيفية الهادئة، توقفت سيارة فخمة قرب بيت معزول بحواشي المدينة،وترجل منها رجل تجاوز الأربعين م عمره، تبدو عليه علامة الوقار وملامح الأبهة،يرتدي بدلة قمحية اللون، )

      هذه المفتتح فى رأيى جاء فاترا قليلا لا يناسب حرارة الحالة وتلهب الحالة النفسية لبطل النص ، أجد ان المفتتح أخذ مساحة كبرى من النص بدلا من أن ندخل مباشرة إلى ذروة السرد وصراعه الفنى وعلى سبيل المثال يمكن أن يبدأ السياق مباشرة من هذا السياق
      - كيف حالك يا خالتى زينب ؟

      - على سلاسة هذا السرد

      (ذاكرته اخرجت مخزونها، وامتزج الماضي بالحاضر، تفجرت في اعماقة أشجان أعوام دفينة،واشتد رنينها في ذاته، داهمته على حين غرة صورة العذراء، عندما توقف أمام إشارةالمرور واصطدمت عيناه باللون الأحمر، تذكر الدم، تراقصت أجزاؤه السفلى ، عاودالمسير من جديد أشعل لفافة تبغ ليهدئ نفسه بعض الشيء، ثم غرق في بحر الماضي، لاحتأمامه أجزاء مضببة من طفولته ومراهقته وشبابه، فمضى يربط بينهما. )

      على سلاسة هذا السرد أجد نفسى كمتلق أسأل نفسى لماذا يخبرنا النص بما سيحدث ، لماذا يتوقف ليعلق لنا أن بطل النص الآن سيمضى ليربط بينهما أو أنه لاحت له أجزاء من من طفولته مضببة أو أنه الآن غرق فى بحر الماضى ، هذا كله لابد وأن نكتشفه نحن المتلقون وحدنا ، نعيد انتاجه عبر تفاصيل دالة مبثوثة فى ثنايا النص موحية ومضيئة ، كان على الصورة البليغة التى توقف عندها بطل الصورة إشارة المرور أنت تكون أكثر تكثيفا وكذلك صورة العذراء التى رآها ، هنا لابد وأن يكون السرد أكثر إيجازا ليترك للصورة الموازية والتفاصيل الصغيرة براحا كافيا للإيحاء وتفعيل التلقى

      - هذا الرجل الذى يقول عنه السرد (وتقدم به العمر، لكنه ظل وفيا لحياته التي بدأها بعد الزواج ) كيف تغايرت هذه الحالة إلى هذا السياق (البسي يا بنيتي ثيابك، مكانك ليس هنا، ستجدين أختا لك في بيتي ) لا يجيبنا السرد ولا يترك لنا مفاتيح دلالية تهيىء وتمهد لتغاير حالة بطل النص من النقيض إلى النقيض ، لماذا انكسر هذه المرة بالذات ، هل هذه المرة وحدها التى كان يريد عذراء ، أن النص يقدم سؤاله عن العذراء فى بداية النص كأنه سؤال رجل معتاد على مثل هذا التنويع فى طلباته من قوادة البيت ، لذا كان يجب على السرد أن يضع علامات فارقة على طلب بطل النص ثم يبدأ فى بناء خط السؤال دلاليا بما يجعلنا نرى البطل وقد قرر مثلا أن يختتم علاقته بالبيت المشبوه بهذه العذراء ، أو أنه وهو بصحبة المحترفات فى هذا البيت أو صحبة زوجته ينكسر ويتراءى له حلمه النائى أن ينال عذراء ، حقا أن النص يقدمه قد مل من الفتيات لكن ليس مجرد الضجر والملل كافيا هنا ، نحن أمام حالة البطل الخاصة والتى لها أسبابها النفسية التى تحتاج صياغة سؤاله عن العذراء صياغ أكثر دلالة وإيحاء

      2- ربما لى ملاحظة على ورورد هذا السياق بالنص والذى أظنه خطأ مطبعيا

      (الموضوع الأصلى من هنا: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحدلتعليم رائد

      3- ربما لى هذه الملاحظات اليسيرة على البنية اللغوية

      - وجدتيها صوابها وجدتِها حيث إن الفعل ماض للمفردة المؤنثة والتى يتصل بها تاء تاء التأنيث وليس الياء

      - أعطيهم الدم صوابها أعطهم الدم حيث إن الفعل أمر للمفرد المذكر فلا تدخله الياء لجزمه بحذف حرف العلة

      - أجد كلمة بؤبؤيهما ثقيلة قليلا على الفصحى المعاصرة خاصة فى صيغة المثنى

      - تراقصت أجزاؤه السفلى ما أجملها لو كانت ( نبضت أجزاؤه السفلى ) بما يوحى بالصحوة بينما تراقصت توحى بحالة من الفرحة وهى ليست حالة بطل النص الغارق فى الحسرة والشجن

      تعليق

      • إيمان الدرع
        نائب ملتقى القصة
        • 09-02-2010
        • 3576

        #4
        الأستاذ الغالي محمد محضار:
        توقّفتُ طويلاً عند ومضة النهاية ...
        لأنها تحمل رمز الضّمير الحيّ
        هذا التماوج بين صورتين لفتاتين في مواقع مختلفة ...
        كان رائعاً ..
        ويؤكّد بأنّ بقيّةً للخير لا تزال تسكن النفّوس البشريّة...
        مع أطيب أمنياتي ...تحيّاتي أخي الفاضل ..

        تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

        تعليق

        • محمد محضار
          أديب وكاتب
          • 19-01-2010
          • 1270

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة ميساء عباس مشاهدة المشاركة
          صباح الجمال والروعة
          قصة جميلة سلسة مشوقة
          جريئة فاضحة
          عميق العقد المكتنزة الفاضحة بمجتمعنا
          النهاية كانت جميلة جدا بصحوته المفاجئة
          لكن لاأدري ماينقصها بعض الفلفل
          أي الأسلوب
          ربما كانت مباغتة جدا الحالة

          ممتعة جدا وتحمل الكثير من مآسينا
          بوركت محمد العزيز
          دمت متألقا
          دعواتي
          ميساء
          المبدعة الرقيقة ميساء سرتني إطلالتك العذبة ، تعليقك الجميل فيه ملامسة جلية لمضمون النص وتطورات أحداثه
          sigpicلك المجد أيها الفرح المشرق في ذاتي، لك السؤدد أيها الوهج المومض في جوانحي...

          تعليق

          • محمد محضار
            أديب وكاتب
            • 19-01-2010
            • 1270

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة محمد الصاوى السيد حسين مشاهدة المشاركة
            تحياتى البيضاء

            يمتاز هذا النص بحالة من التشويق مازت مدى وسيع من مساحة النص ن حالة من التشويق والإثارة التى تجذب المتلقى وتضمن تفاعله مع حالة السرد ورسالته التى يقوم عليها ، ربما لى هذه الملاحظات على بنية السرد التى قام عليها النص

            - ( في إحدى الأماسي الصيفية الهادئة، توقفت سيارة فخمة قرب بيت معزول بحواشي المدينة،وترجل منها رجل تجاوز الأربعين م عمره، تبدو عليه علامة الوقار وملامح الأبهة،يرتدي بدلة قمحية اللون، )

            هذه المفتتح فى رأيى جاء فاترا قليلا لا يناسب حرارة الحالة وتلهب الحالة النفسية لبطل النص ، أجد ان المفتتح أخذ مساحة كبرى من النص بدلا من أن ندخل مباشرة إلى ذروة السرد وصراعه الفنى وعلى سبيل المثال يمكن أن يبدأ السياق مباشرة من هذا السياق
            - كيف حالك يا خالتى زينب ؟

            - على سلاسة هذا السرد

            (ذاكرته اخرجت مخزونها، وامتزج الماضي بالحاضر، تفجرت في اعماقة أشجان أعوام دفينة،واشتد رنينها في ذاته، داهمته على حين غرة صورة العذراء، عندما توقف أمام إشارةالمرور واصطدمت عيناه باللون الأحمر، تذكر الدم، تراقصت أجزاؤه السفلى ، عاودالمسير من جديد أشعل لفافة تبغ ليهدئ نفسه بعض الشيء، ثم غرق في بحر الماضي، لاحتأمامه أجزاء مضببة من طفولته ومراهقته وشبابه، فمضى يربط بينهما. )

            على سلاسة هذا السرد أجد نفسى كمتلق أسأل نفسى لماذا يخبرنا النص بما سيحدث ، لماذا يتوقف ليعلق لنا أن بطل النص الآن سيمضى ليربط بينهما أو أنه لاحت له أجزاء من من طفولته مضببة أو أنه الآن غرق فى بحر الماضى ، هذا كله لابد وأن نكتشفه نحن المتلقون وحدنا ، نعيد انتاجه عبر تفاصيل دالة مبثوثة فى ثنايا النص موحية ومضيئة ، كان على الصورة البليغة التى توقف عندها بطل الصورة إشارة المرور أنت تكون أكثر تكثيفا وكذلك صورة العذراء التى رآها ، هنا لابد وأن يكون السرد أكثر إيجازا ليترك للصورة الموازية والتفاصيل الصغيرة براحا كافيا للإيحاء وتفعيل التلقى

            - هذا الرجل الذى يقول عنه السرد (وتقدم به العمر، لكنه ظل وفيا لحياته التي بدأها بعد الزواج ) كيف تغايرت هذه الحالة إلى هذا السياق (البسي يا بنيتي ثيابك، مكانك ليس هنا، ستجدين أختا لك في بيتي ) لا يجيبنا السرد ولا يترك لنا مفاتيح دلالية تهيىء وتمهد لتغاير حالة بطل النص من النقيض إلى النقيض ، لماذا انكسر هذه المرة بالذات ، هل هذه المرة وحدها التى كان يريد عذراء ، أن النص يقدم سؤاله عن العذراء فى بداية النص كأنه سؤال رجل معتاد على مثل هذا التنويع فى طلباته من قوادة البيت ، لذا كان يجب على السرد أن يضع علامات فارقة على طلب بطل النص ثم يبدأ فى بناء خط السؤال دلاليا بما يجعلنا نرى البطل وقد قرر مثلا أن يختتم علاقته بالبيت المشبوه بهذه العذراء ، أو أنه وهو بصحبة المحترفات فى هذا البيت أو صحبة زوجته ينكسر ويتراءى له حلمه النائى أن ينال عذراء ، حقا أن النص يقدمه قد مل من الفتيات لكن ليس مجرد الضجر والملل كافيا هنا ، نحن أمام حالة البطل الخاصة والتى لها أسبابها النفسية التى تحتاج صياغة سؤاله عن العذراء صياغ أكثر دلالة وإيحاء

            2- ربما لى ملاحظة على ورورد هذا السياق بالنص والذى أظنه خطأ مطبعيا

            (الموضوع الأصلى من هنا: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحدلتعليم رائد

            3- ربما لى هذه الملاحظات اليسيرة على البنية اللغوية

            - وجدتيها صوابها وجدتِها حيث إن الفعل ماض للمفردة المؤنثة والتى يتصل بها تاء تاء التأنيث وليس الياء

            - أعطيهم الدم صوابها أعطهم الدم حيث إن الفعل أمر للمفرد المذكر فلا تدخله الياء لجزمه بحذف حرف العلة

            - أجد كلمة بؤبؤيهما ثقيلة قليلا على الفصحى المعاصرة خاصة فى صيغة المثنى

            - تراقصت أجزاؤه السفلى ما أجملها لو كانت ( نبضت أجزاؤه السفلى ) بما يوحى بالصحوة بينما تراقصت توحى بحالة من الفرحة وهى ليست حالة بطل النص الغارق فى الحسرة والشجن
            ما تكرم به قلمك الجميل في حق نص المتواضع ، ينم عن قدرات نقدية كبيرة ، قراءتك أيها العزيز أعادت ترتيب الأوراق ، وأضاءت الكثير من العتمات ، وهذا في حد ذاته نوع من التوجيه والمساعدة سواء للكاتب أو القارئ على تلمس مواطن القوة والضعف المتضمنة في النص.......شكرا لك أيها السامق ودام لك وهج الحرف
            sigpicلك المجد أيها الفرح المشرق في ذاتي، لك السؤدد أيها الوهج المومض في جوانحي...

            تعليق

            • محمد محضار
              أديب وكاتب
              • 19-01-2010
              • 1270

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
              الأستاذ الغالي محمد محضار:
              توقّفتُ طويلاً عند ومضة النهاية ...
              لأنها تحمل رمز الضّمير الحيّ
              هذا التماوج بين صورتين لفتاتين في مواقع مختلفة ...
              كان رائعاً ..
              ويؤكّد بأنّ بقيّةً للخير لا تزال تسكن النفّوس البشريّة...
              مع أطيب أمنياتي ...تحيّاتي أخي الفاضل ..
              لقدج ترددت طويلا في موضوع القفلة ، لكنني اخترت في الأخير باب الخير فطرقته ، وأنا أعلم أنني ربما كنت مثاليا أكثر من اللازم حين جعلت ضمير شخصية النص الرئيسية يصحو رغما عنه...........مودتي
              sigpicلك المجد أيها الفرح المشرق في ذاتي، لك السؤدد أيها الوهج المومض في جوانحي...

              تعليق

              يعمل...
              X