بسم الله الرحمن الرحيم
الله رب العزة خلقنا وخلق الكون من أجلنا وسيره وفق منهج رباني , ونظام محكم , ولأن هذا النظام دقيق لا يصلح فيه الا الصالح ولا يصح فيه سوى الصحيح والحق أحق أن يتبع كان لزاما على من أراد أن يعيش في هذا الكون ويتفاعل معه حق التفاعل أن يسير وفق هذا النظام المحدد لا يحيد فيه عن الجاده ولا يزيغ عن الطريق .... ومع أن الأمر كله لله إلا أنه من رحمته سبحانه وتعالى أن جعل للإنسان أموراً هو منها في خيره فلا يجبره على أفعاله الإختياريه التي تتحدد منها أخلاقه وحياته الخاصه وكل له منهجه واعتقاده الذي يعتقده بداخله ويعمل بهذا الاعتقاد فهو المستحق بعمله وفق هذا الاعتقاد للثواب أو العقاب ، والذين يزعمون أنهم يعيشون حياتهم بطرقهم الخاصة ليسوا على الحق إذ أن هناك أمور مقدره لابد واقعه للإنسان نتيجة عمله الذي يعمله من أجل معتقده ، فلا يظن هذا الآبق عن سيده أنه بمفازة من وعيد الله وقدره ولا يظن أنه ناجٍ بأفعاله السيئة ، مسلم من الأقدار بل لابد وسيأتي اليوم الذي يذوق فيه مرارة أفعاله وخروجه عن طوع ربه والسير خلف أهوائه ونزواته"إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا " فهذا هو الآخذ بنفسه ومنجيها من مواطن هلكتها وسوء عاقبتها ، فالأصل في ذلك لمن أراد أن ينجو بنفسه أن يعلم تمام العلم أن الله عز وجل لا يظلم أحداً مثقال ذرة ولكنه بنفسه هو الذي يجلب لها الخسران وبنفسه هو الذي ينحو بها ناحية الفلاح وبتوفيق من ربه , وليتنا نتعرض لرحماته ونبتعد عن أماكن سخطه ونتجنب القول الذي يغضبه ونتقي شر السيئات من الكلمات والأفعال التي لا تنفع بل تضر ، ونتقي الله في ذوي الحقوق علينا ولا نتلفظ إلا من رضا الله ولا ننظر إلا إلى الطيب ، حتى نستمتع بالحلال لابد وأن نبتعد عن الحرام فالحرام هلكة في أصله مهلك لضده لأن من ذاق طعم الطيب عرف مر الخبيث ولم يذقه ، أما من تجرع مرارة الخبيث لن ينفعه الطيب حتى لو ذاقه ، فالقاعدة هنا تحتمت على أن من اعتاد على شئ تعلق به حتى ينتهي دونه ومن ختم له بشئ قام وهو يحمله فإن خيراً فخير وإن كان شراً فلن نلوم إلا أنفسنا وياليت اللوم يومها ينفع ......نعتاد الشئ فلا نعرف سواه ونداوم على الشئ وكأنه ليس لنا منه مفر وبعض الأمور التي تلتصق بالعبد ولا يستطيع الخلاص منها نتجت من عادات تعود عليها ولا يريد التخلص منها لضدها إذ لا يمكن أن يتذوق اللذيذ من ذاق النبيذ ولا يمكن أن نتصور أن ملأ فيه بالقطران وضاق صدره من الدخان أنه الفالح وغيره خسران لأنه وببساطه يرى في فعله ألذ الأفعال وللأسف هو لم يتذوق إلا الخبيث , كذا لا يعرف قيمة من يعول لأنه لا يريد أن يرى فيها من المحاسن ما يراه في غيرها وهذا الذي لا يرى محاسن امرأته فليسأل عن محاسنها الرجل الغريب ... وتلك التي لا ترى الخير في زوجها وتمردت على حياتها ورأت الرجولةَ في غيره والمروءة بينها وبينه الأمد البعيد فلتتقِ الله فيه ولا يغرنها الفراغ القاتل ولا الكلمات المنصهره بحرارة الخبث ولتعرض قلبها على ربها إن رضي عنه فلتكمل حياتها وإن سخط عليها فلن تستطيع عرض قلبها ولا حتى التفكير ... الذكرى لمن كان له قلب به يعي وله عقل به يفكر وله جوارح بها يقلع عن الحرام بإذن الإله العلام ...... فالعمل على الجاده يأخذ بنا وينجينا والعمل السئ يهوي بنا ويردينا فاللهم لك الحمد أن وفقتنا للإسلام وأهديتنا الحكمة والقرآن وعلمتنا أن هناك حساب وحشر ونشر وميزان ولأجل كل هذا يفعل الإنسان حتى ينتقل من دار الملامه إلى دار المقامه وحتى يخرج من مصارع الهلكان إلى حياة الحيوان ...... فاهدنا اللهم للطريق الحق المستقيم وابعد عنا شر كل شيطان رجيم وقنا شر وسوسة الإنس والجن الملاعين وتوفنا وأنت راضٍ عنا وذكرنا بالطيب من القول قبل الكلام ووفقنا للعمل بكل قيلٍ جميل واجعلنا من يستمعون فيعون وممن يقولون فيُفهمون وممن يتقون فيُرحمون
تعليق