[align=center]لولاكَ يا وطني ما صِرتُ مغتَرِبا
عيني على لهَفٍ قد رافقَتْ سُحبُا
في كلِّ عاصمةٍ وَهمٌ ومُرْجِئَةٌ
تبُدي مفاتنَها إذ صِرتَ مُغتَصَبا
يخبو بهم طلَلٌ في صفحةِ الخَجَلِ
ما ضرَّهُمْ شرفٌ لو جاءَ منتَحِبا
يا ضارباً تَعبَي بالسَّوطِ مَكْرُمَةً
ألبحرُ تَركَبُهُ إلاّ إذا اضطَّربَ
سُحقاً لعولمةٍ أفشَتْ غَرائِزَكُمْ
فاهتزَّ من خجَلٍ طودٌ قدِ انتصبَ
كلُّ الشّعوبِ نَمَتْ والنّاسُ في بلدي
ناموا على حُلُمٍ بالغيث قد قَرُبَ
يطوونَ موبِقة من رِجسِ مُختَلِسٍ
من ضَيمِ مُنكفئٍ من سارقٍ نَهَبَ
يا نخلَ حاضرةٍ دانت لها حقبٌ
هل يَجفِلُ الطَّيرُ إن َصياَّدُه ُهَرَبَ؟!
رُدّي دُموعَكِ غَصباً في مآقيها
واروِ التُّرابَ دماً من عِزَّةٍ قِرَبا
هذا النخيلُ لنا والقدسُ عاصمةٌ
للصِّيدِ يُطرِبُهُمْ مَجدٌ إذا طَرِبَ
[/align]