غصة حارقة




تهزّ أحابيل الغرام كياني
وتمسي لها العينان تنسكبان

فتأخذني الذكرى إليها وإنني
لفي شغُل عنها بريب الزمان

أأيام لهوي والحبيبة كرمة
أمالك من عودٍ يزيل دخاني

وإذ نحن في الشِّعْب البعيد حمامة
وصاحبها في روضة تزقوان

وإذ فمها من لوعة الشوق في فمي
وفي يدها شوقا يدي تجفان

كذلك حينا بعد حين إذا بنا
أطاح بنا للفرقة الملوان

فما خُلِق الإنسان إلا إلى الشجى
ستبكي قريبا شجوك المقلتانِ

أذَكَّر ما قد مرّ من زمني فلا
أرى غير أطياف على خفقان

وما حاضر الأيام الا ضبابة
وإن كنت فيها راتعا في أمان

فلن تجد المأوى من الحزن فترة
فلست بحقٍّ والزوال تعاني

فما مرّ يوم من حياتك دون أن
تمشَّك حتى تسقط القدمان

ألا ليتني ماكنت إلا بهيمة
تعيش ولا تدري هل الوعد ياني

تعذبني الذكرى وشوقي لخلتي
وأسبح في ريحين تختلفان

فما العقل والوجدان إلا بليّة
هما في الفتى ياويبه لهبان

على قدر مايرقى العلا بهما فقد
يذيقانه من قاسيات الهوان

يعيش على خوف ويبدي شجاعة
ومازال في حاليه في جيَشانِ

كذاك إلى أن يدخل القبر هامدا
وحُرقته لا تشتفي بجِنانِ

فكيف يكون المرء إذ ولج الثرى
وأبقى عليه مااقتنى من ثِمانِ

وأبقى عليه من ذويه أحبّة
هى الغصة الأقسى بكل مكان

أنفسي اصبري ويها فقد تفلحين أو
فكوني كباقي ذلك الحيوان
20-11-06