تويت
سرّ العرّافة نصحوها ببنات الشام جميلات، ودودات، ومتوفرات بكثرة. اقتيدت ابنة الخمسة عشر عاما إلى المجهول، وأصبح أبي زوج الشامية.حلمها بفارس على حصان أبيض، وعقودالياسمين باء بالفشل. قُدّمت قربانا لمقتدر يكفيهم شرّ العوز والحاجة. لم تتعود ضنك العيش وحياة القرويين، من علف الدواب، زراعة، حصاد،وتربية الدّواجن والأرانب . كان يحلو لها علف الدجاجات ، وكثيرا ما كانت تشكو حالها للدّجاجات و تغنى للغربة، والشوق للأهل، ينتهي الأمر إلى بكاء متواصل، وربّما تنام سهوا عند القنّ، أمّي لا تختلف حياتها عن الدّجاجات. يعلو الصراخ والعويل، تجتمع النّساء معزيات بالابن البكر لأبي، وسط النحيب والبكاء، تئنّ أمّي من ألم المخاض، تلد الولد الأوّل، تستقبله جدّتي باستنكار. تزداد المعاناة والظّلم، وأمّي تصبر لأجل وليدها المشؤوم كما يقولون.. .تبكي لياليها ظلما وقهرا ومقاطعة، لتهمة ليس لها ذنب بها. والدي يشكر الله عوضه بطفل، محتسبا عند الله فقيده الشّاب . تسافر أمّي عند أهلها مع طفل يحبو وفي رحمها جنينا ينمو .. جدّتي قاسية على أحفادها الأيتام، وتزداد ظلما وقسوة على البنات. هي امرأة غليظة ذات جاه، يخشاها أهل القرية رجالا ونساء. زوّجت ابنيها من بنات أخيها. لا أغراب يدخلون مستعمرتها، تتبنى عادات وتقاليد الجاهلية تكره خلفة البنات، وتحتفل بالذكور . ماتت زوجة ابنها عن أولاد وبنات وأب عمره خمسون عاما. نساء القرية لا يجرؤن على الزّواج من أبي؛ لأنّه أيضا عنيف كجدّتي وكانت الشامية هي الحلّ. ضنك العيش والحياة القاسية لتوفير حياة أفضل، كانت سبب موت الحفيد الثّاني، فقد وقع عن التراكتور وهو يحرث الأرض، وأمّي تنجب المولود الثاني، سرت إشاعة في القرية بأن الله ينتقم من جدّتي الظالمة، البأسة الغليظة. يكسر قلبها موت الحفيد الثّاني، تتّعظ العجوز، ترتدّ على نفسها وتتراجع عن ظلمها، أصبحت شبه ودودة. ترجو أمّي أن تعود بأحفادها من الشّام. نساء القرية وأمّي يترقبن وجه جدّتي عندما جاء لأبي المولود الثّالث خوفا وتوجسا من الآتي .تسكت على مضض خوفا ورهبة من انتقام ربّاني تُبتلى به، وتحت قسوة حياتهم وإرادة الله يقع حجر الرّحى على مريم وهي تعمل ونساء الحيّ؛ لتوفير القمح المطحون وإعداد الطعام للحرّاثين وتموت الصّبيّة، تحزن أمّي ونساء القرية كثيرا؛ لأنّها الجانب الحنون في الأسرة ويبكيها أبي أيضا. ذات صباح خرجت من مخدع جدّتي امرأة غريبة. قالت أختي الكبرى أنّها سمعت همسهما، هي عرّافة تدور على بيوت القرية في مواسم الحصاد، تسترزق ببعض ما يجود عليها به الفلاحون من حنطة وعدس، وربما قليلا من زيت الزيتون إذا تنبأت لهم بما يرضي سائلها . رأيت جدّتي تملأ لها وعاء من الزّيت، من ذلك اليوم والعجوز متقلّبة المزاج، نصحت أبي أن يغيّر جوّ الكآبة والحزن عن البيت بفرح، قرّرت إقامة عرس أخي الكبير . منذ زارتنا العرّافة وجدّتي مكتئبة حزينة ترتقب انتفاخ بطن أمّي بحزن كبير. صاحت النّسوة : الشّامية جابت بنت. وقلن أيضا أنّ جدتي رفعتني بين النّسوة بيديها المرتجفتين، تغمرها الفرحة وأشبعتني قبلا قبل أن تقطع الدّاية الحبل السّرّيّ، انفرجت أسارير العجوز تزغرد فرحة لقدوم بنت! تذكّرت نساء القرية وأمّي قبلتها وفرحتها بي عندما بكيتها بحرقة ..ماتت جدّتي وومات سرّ العرّافة معها .
-
التعديل الأخير تم بواسطة سما الروسان; الساعة 01-05-2017, 06:59. -
[align=center]
جذبني سردك رغم أنه متقطع في بعض الجمل ويحتاج إلى ربط
وقد وجدت في ما قصصتي ألما كبيرا ربما لإنه يحمل واقعا.
أو ربما لإني شعرت بأحاسيس القاصة
..
تحياتي وتقديري وأتمنى لك الانطلاق نحو الصدارة
[/align] -
جميل قصّك أخت سما ..
أحببت الجمل القصيرة هنا..و السرد العفوي السلس..
أرجو تصحيح الهفوات التالية ..
لا أغراب يدخل مستعمرتها
خوفا ورهبة من إنتقاما ربانيا
تترزق ببعض
ما يجود عليها الفلاحين من حنطة وعدس وربما قليلا من زيت
تحيّتي و احترامييظن الناس بي خيرا و إنّي
لشرّ الناس إن لم تعف عنّيتعليق
-
ريما منير عبد الله حياك الله
شكرا لقراءتك الجميله
مودتي واحتراميتعليق
-
آسيا رحاحليه حياك الله
حضور جميل
وتنبيه اشكرك عليه
مودتيتعليق
تعليق