قالواعن ... الدكتور /محمد النويهى
*************
[align=justify]باقة ريحان على ضريحه المهجور
الأحرص على دقة نتاجه ورفده بعلمه المفيد وبثقافته الموسوعية .
والأصبر على تحليل العمل الإبداعى ببصيرة نافذة نزاهة فكرية هى نزاهة العلماء الأجلاء .
والأشجع فى تصديه للتلفيقات والخزعبلات والترهات النقدية والفكرية فى عصره .
والأقدر على الدخول فى أعماق العمل الإبداعى _تخومه وشعابه ووهاده _ليكشف هويته ويهتك أسراره .
والأمضى فى قطع الشك باليقين وتبين الأبيض من الأسود والعاقل من المجنون،ومناوأة الجهل بالعلم والكذب بالصدق والفيض الطامى بالفيض المزهر.
والأعتد فى الدفاع عن الجمال والصدق والحق بذهنية العالم وقلب القاضى .
والأمهر فى إكتشاف أسرار المبدع والإبداع فى رحلته المتشابكة المعقدة .والأجرأ فى التصدى للجهل والحيف والظلم والمضى فى توطيد الثقافة العميقة والعلم المفيد.
والأحفل بما يجعل الروح الإنسانى يعبر عن نفسه بلا أية حواجز فيما يعبر عن الآخر بلا أية قيود.
والأدأب على تطهير المقولة العربية من الترهة المجلوبة وهو عالم إعتاد ألا يحفل فى مواجهة العناء والمكابرة بأية لحية على أيما ذقن ، وبأية عمامة على أيما رأس ، فهو يجهل المصانعة والمجاملة والمواربة .
ذلكم العالم الجليل الدكتور محمد النويهى ..الناقد الأدبى الكبير والمحاضر النابه وأستاذ الأدب العربى الذى تخرج على يديه العديد من النابهين .
رحل هذا العالم الجليل فى 13/فبراير 1980تاركا لنا درره العشر .
عشر إقحوانات (الجمع إقحوانة وهو الزهر الذى ينبت على القبور ) تضىء ضريحه المهجور فى قرية ميت حبيش البحرية القرية التى ولد فيها ونشأ بها وكانت مثواه الأخير ..عشرة كتب هى مجمل نتاجه القيم تركها لنا الراحل الكريم .أثارت الجدل فى حينها ، وسرعان ما تم التعتيم على الرجل ، والسبب معروف لكل ذى عينين .لا لكونه أكاديميا ينحصر نشاطه العلمى داخل رواق الجامعة ، بل كان ناقدا تطبيقيا على مستوى رفيع ، ولعل القارىء الكريم لا تبارح ذاكرته دراساته التطبيقية التى نشرت فى مجلة الآداب البيروتية منذ بداية صدورها فى أوائل الخمسنيات وحتى بداية الثمانينات .ولعل القارىء يذكر أيضا كتاب النويهى القيم (نحو ثورة فى الفكر الدينى )الذىنشر فى مجلة الآداب 1970،وأجازف بالقول إنه واحد من أهم كتبه إن لم يكن أهمها على الإطلاق ولعلى لا أجاوز الحقيقة فى ذلك 0وهو كتاب يدعو فيه النويهى إلى ثورة ثقافية عربية شاملة فى السياسة والفلسفة والدين واللغة والإجتماع والأدب والإقتصاد .
وهو فى هذا الكتاب كأنه يقول على لسان ابن الهيثم (ليس خطابى فى هذا الكتاب لجميع الناس ، بل خطابى لرجل منهم يوازى ألوف الرجال ،بل عشرات الألوف من الرجال ، إذا كان الحق ليس هو بأن يدركه الكثير من الناس ، لكن هو بأن يدركه الفهم الفاضل منهم )مذكرات شخصية _ابن الهيثم 430هجرية، وفى تحليلاته النقدية يستعين د0النويهى بالعلوم الإنسانية من تاريخ وفلسفة واجتماع وعلم نفس وأديان ...إلخ وبخاصة كتبه الثلاثة عن بشار وأبى نواس وابن الرومى ،أ ما دراساته وقراءاته الجديدة لتراثنا الشعرى الجاهلى والإسلامى فقد تجلت فيها ثقافته الموسوعية {مترسما خطى أستاذه الدكتور / طه حسين ومؤصلا لمنهج جديد فى دراسة الشعر لم يسبقه إليه ناقد آخر }.
على أية حال هذه بادرة ، وعلى الدرب ، والتزاما بعهد قطعناه على أ نفسنا رسخته الرافعى على أن يكون د/النويهى ،فى لوح التكريم وهذا العدد البارق (باقة ريحان على ضريحه المهجور )، وبهذه البادرة انتجب التكريم حكمة الفيلسوف فى مغانى الفكر وثورة الشاعر فى مدارج القافية 0والتحية والعرفان لكل من ساهم بحرف و جهد فى هذا التكريم المتواضع.[/align]
سعدالدين حسن،روائى مصرى
مجلة الرافعى ..العدد42،سنة 1997م
*************
[align=justify]باقة ريحان على ضريحه المهجور
الأحرص على دقة نتاجه ورفده بعلمه المفيد وبثقافته الموسوعية .
والأصبر على تحليل العمل الإبداعى ببصيرة نافذة نزاهة فكرية هى نزاهة العلماء الأجلاء .
والأشجع فى تصديه للتلفيقات والخزعبلات والترهات النقدية والفكرية فى عصره .
والأقدر على الدخول فى أعماق العمل الإبداعى _تخومه وشعابه ووهاده _ليكشف هويته ويهتك أسراره .
والأمضى فى قطع الشك باليقين وتبين الأبيض من الأسود والعاقل من المجنون،ومناوأة الجهل بالعلم والكذب بالصدق والفيض الطامى بالفيض المزهر.
والأعتد فى الدفاع عن الجمال والصدق والحق بذهنية العالم وقلب القاضى .
والأمهر فى إكتشاف أسرار المبدع والإبداع فى رحلته المتشابكة المعقدة .والأجرأ فى التصدى للجهل والحيف والظلم والمضى فى توطيد الثقافة العميقة والعلم المفيد.
والأحفل بما يجعل الروح الإنسانى يعبر عن نفسه بلا أية حواجز فيما يعبر عن الآخر بلا أية قيود.
والأدأب على تطهير المقولة العربية من الترهة المجلوبة وهو عالم إعتاد ألا يحفل فى مواجهة العناء والمكابرة بأية لحية على أيما ذقن ، وبأية عمامة على أيما رأس ، فهو يجهل المصانعة والمجاملة والمواربة .
ذلكم العالم الجليل الدكتور محمد النويهى ..الناقد الأدبى الكبير والمحاضر النابه وأستاذ الأدب العربى الذى تخرج على يديه العديد من النابهين .
رحل هذا العالم الجليل فى 13/فبراير 1980تاركا لنا درره العشر .
عشر إقحوانات (الجمع إقحوانة وهو الزهر الذى ينبت على القبور ) تضىء ضريحه المهجور فى قرية ميت حبيش البحرية القرية التى ولد فيها ونشأ بها وكانت مثواه الأخير ..عشرة كتب هى مجمل نتاجه القيم تركها لنا الراحل الكريم .أثارت الجدل فى حينها ، وسرعان ما تم التعتيم على الرجل ، والسبب معروف لكل ذى عينين .لا لكونه أكاديميا ينحصر نشاطه العلمى داخل رواق الجامعة ، بل كان ناقدا تطبيقيا على مستوى رفيع ، ولعل القارىء الكريم لا تبارح ذاكرته دراساته التطبيقية التى نشرت فى مجلة الآداب البيروتية منذ بداية صدورها فى أوائل الخمسنيات وحتى بداية الثمانينات .ولعل القارىء يذكر أيضا كتاب النويهى القيم (نحو ثورة فى الفكر الدينى )الذىنشر فى مجلة الآداب 1970،وأجازف بالقول إنه واحد من أهم كتبه إن لم يكن أهمها على الإطلاق ولعلى لا أجاوز الحقيقة فى ذلك 0وهو كتاب يدعو فيه النويهى إلى ثورة ثقافية عربية شاملة فى السياسة والفلسفة والدين واللغة والإجتماع والأدب والإقتصاد .
وهو فى هذا الكتاب كأنه يقول على لسان ابن الهيثم (ليس خطابى فى هذا الكتاب لجميع الناس ، بل خطابى لرجل منهم يوازى ألوف الرجال ،بل عشرات الألوف من الرجال ، إذا كان الحق ليس هو بأن يدركه الكثير من الناس ، لكن هو بأن يدركه الفهم الفاضل منهم )مذكرات شخصية _ابن الهيثم 430هجرية، وفى تحليلاته النقدية يستعين د0النويهى بالعلوم الإنسانية من تاريخ وفلسفة واجتماع وعلم نفس وأديان ...إلخ وبخاصة كتبه الثلاثة عن بشار وأبى نواس وابن الرومى ،أ ما دراساته وقراءاته الجديدة لتراثنا الشعرى الجاهلى والإسلامى فقد تجلت فيها ثقافته الموسوعية {مترسما خطى أستاذه الدكتور / طه حسين ومؤصلا لمنهج جديد فى دراسة الشعر لم يسبقه إليه ناقد آخر }.
على أية حال هذه بادرة ، وعلى الدرب ، والتزاما بعهد قطعناه على أ نفسنا رسخته الرافعى على أن يكون د/النويهى ،فى لوح التكريم وهذا العدد البارق (باقة ريحان على ضريحه المهجور )، وبهذه البادرة انتجب التكريم حكمة الفيلسوف فى مغانى الفكر وثورة الشاعر فى مدارج القافية 0والتحية والعرفان لكل من ساهم بحرف و جهد فى هذا التكريم المتواضع.[/align]
سعدالدين حسن،روائى مصرى
مجلة الرافعى ..العدد42،سنة 1997م