النكبة في عيني أمي
شعر/عاطف كامل
لا أذكر كم كانت سني
وأنا أسمع أمي تروي
قصة قريتنا المدعوة كفر عنـان
كانت قريتنا تصحو لنداء"الجزار"
وتنام بسفح الجرمق- - نعم الجار
فيها "الحجر الأزرق"و "العمري"
"وبنات اليعقوب السبــــــــع"
وتحيط بقريتنا "فراضية"ومغار
وهضاب تدعى" حـــــزور"
وبيوت القرية من طيـــــن
وقليل منها من أحـــجار
لا أذكر كم كانت سني
وأنا أسمع أمي تروي
قصة نكبتنا الكبرى
كانت تدري أو لا تدري
أن روايتها تروي في أنفسنا
أزهار الشوق العــــارم
ومرارات الحقد القادم
قــــالت أمــــي :
في ذات صباح مشؤوم
قدم المحتل الغاصب
قد سبقته فظاعات الغالب
جمعونا في ساح القريـة
واختاروا سبعة شبـــان
واقتادوهم صوب"الخلة"
وبرمشة عين ألقوهـــم
جثثا تأكلها النــــار
قالت أمــــي:
أما نحن فقد كنا نعدو
ورصاص المحتل يطاردنا
كنا نحسب أن الهجرة ليست
إلا أيـــــــام
فأخذنا بعض متاع
وأخذنا مفتاح الدار
(ونطرنا سبع جيوش)
كي تأخذ بالثــــــار
قالت أمــــي:
ها قد مرت خمس عقــود
والليل المظلم لم يعقبه نهار
ولهيب الشوق يزيد ولــكن
لا نعرف للشوق قـــــرار
وحراب يهود تقطر بالدم لم
تكمل ربـــــع المــشوار
كذاب يا ولدي مـــــن
يزعــــم أنـــــــي
بعت الأرض وخنت العهد
هل يملك إنسان أن يسلخ جلده؟!
هل يـــهتك حـــر عرضــــــه؟!
زارت أمــــي قريتنا بعد سنين
وجدت أطــــلال بيـــوت
يـحرســــها الصبــــار
وبقايا زيتون يحتضن الدار
وتراءت عن بعد بلوطتنا
تلك البلوطــة كـــــانت
تشهد أفراح القريــــة
وتظلل رمس جدودي
منـــذ قـــــرون
حملت أمي حفنة طين
شمت منها ريح الشهداء
لثمتها بدل المرة عدة مرات
زرعت فيها شتلة زيتــون
مـــهرت أسفلــــها
عنوان محبة ... عربون العودة
وسقتها مـــن دمــــع الأحـــــلام
تعليق