لحنُ الهديل
..... يا ارتعاشةَ اللحظةِ الثكلى يرشُفُها الغرامْ
يا ابتسامةَ النظرةِ الأُولى يسلُبُها الهَيَـــامْ
لأُصبِحَ يا حبيبتي...
في بِحارِ الأَمسِ قطرة
وأكونَ يارفيقتي...
في مآقي الحُزنِ بسمــة
فتصــبحُ اللحــــظةُ أمْسَـــاً بعد لحظـــــة
..... إنّي مبعثرٌ في كتابٍ يملؤهُ الغبارْ
فأكتُبُني وأصابعي مشاعلٌ من نارْ
وأمتطي نفسي وأسوقُ البحارْ
يُحرقُني الحنينْ...
ويُحييني الأنينْ...
فأغدو فينيقياً حزينْ...
يحترقُ كلّما طارْ ويُبعَثُ مِنْ رَحِمِ النّارْ
..... أرى مرآتي السحريةَ مُحطمةً فلا أُبالي
والشاطئُ المعهودُ يبْتاعُني الآنَ بثمنٍ غالي
يُرسيني بينَ فكّيه ... يعصِرني في راحتيْه
أُنادي عَلَيَّ كالثكلى وأقولُ مالي؟
كيفَ تَوّجَني عبْداً وأنا حضرةُ الوالي!!
..... أَيَا امرأةً ترسُمُ بأَناملها صورتي الورديّة
وتَخُطُّ بعينيها ملابسي المُخْملية
تُشكِّـلُـني...تُـلَوِّنُـني...تُزَخْرِفُني
بأمشاطِ شَعْرِها العاجيّة
لأكونَ لوحةً باريسيّة
مِنْ صُنْعِ فتاةٍ شرقيّة
..... فتاتي تعشقُ الورْدَ بجنونْ...
فتاتي زنبقٌ وسوسنُ ودحنونْ
تهوى العطرْ....
تحبُّ البحرْ.....
وقلبُها بمياسمِ الزّهرِ مسكونْ
وحُلِيـُّها أساورَ عربيةٌ ولؤلؤٌ مكْنونْ
..... عيناكِ ياحبيبتي مدينتان قديمتانْ
أرى فيهما أديرةً وزوايا ورُهبانْ
عيناكِ ياحبيبتي... طقسٌ شعائري
وسحرٌ شرقيٌّ ضمآنْ...
أحتاجُهُما احتياجَ السفينةِ للرُّبّانْ
أقتاتُهُما اقتياتَ العَرّافَةِ مِنَ الفِنجانْ
..... أُحبـُّكِ يا حبيبتي حُـبِّي لتشرينْ
أُحبـُّكِ كما يُحبُّ الماءَ الياسمينْ
أَشربُكِ كأساً تغلبيّاً
أَتنفـَّسُكِ عِطراً فرنسياً
أُخبـِّئُـكِ في قلبي ككنزٍ دفينْ
فأنتِ لي ماءٌ ورملٌ وحجرٌ وطينْ
..... يا امرأتي حذارِ أنْ تتركيني وحيداً
يا امرأتي بكِ أشقى وبكِ أكونُ سعيداً
لا ترحلي... فحـِصْنـُكِ موجودْ...
وطعامُكِ موجودْ...ومِحرابُكِ موجودْ
ابقِي إليَّ في الأفراحِ عيداً
دعيني أكونُ لعشقِ البشريةِ شهيداً
وعنْ أَغْلالِ الحُرّيةِ بعيداً
..... ألا ليتَ قصيدتي صفحةً بيضاءْ
تخلو مِنَ الماءِ والعشقِ والهواءْ
لأُعيدَها يا حبيبتي مِنْ جديدْ
وأنقُشَ حروفَها مِنْ حَديدْ
فما أَوْفَـتْـكِ نِدَّكِ مِنَ النّقاءْ
ولا ساقَتْ على أصابعِ يديْكِ الصّفاءْ
فأنتِ منذُ الفجْر ... وأجزائِي سَواءْ
..... اسمُكِ يا زنبقتي ما كانَ لهُ مثيلا
يعزِفُ لأغصان الشّجرِ لحناً جميلا
تعشَقُه الأريافُ الشرقية...
ويخِرُّ لهُ الجمالُ قتيلا
اسمُكِ لِضياعِ الأصالةِ كانَ دليلا
إذا ما عانَقَهُ الحمامُ...
صاحَ منهُ الهديلُ هديلا
بقلم : علاء شدوح
دكتوراة الادب والنقد
جامعة اليرموك
محاضر متفرغ في جامعة اربد الاهلية
تعليق