أصعب الخيانات وأخطرها على الإطلاق
هي تلك الخيانات التي نجنيها نحن على أنفسنا وعلى غيرنا ممن هم حوالينا، وعينا ذلك أم لم نعه، وأغلب هذه الخيانات بسبب الغيرة أو الحسد ومايتبعهما من حقد وبغض وسواد القلب، ولو راقبنا أنفسنا واحترمنا الطرف الآخر سواء أكان صديقا أو قريبا أو زميلا أو زوجا أوأخا، لمَ أمكن لذلك الطرف الآخر أن يخوننا، فالخائن لم يكن له ليخن لو رأى الإخلاص والصدق فينا. ونحن نعيب زماننا والعيب فينا
ولو نطق الزمان لنا هجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب
ويأكل بعضنا بعضا عيانا
كم من القادة قتلوا من شعوبهم وسفكوا الدماء، معللين ذلك بالخيانة، ولما أسقطت عروشهم اتضح لشعوبهم أنهم هم أخوّن الخونة.
وكم من إمرأة اتهمت زوجها بالخيانة، ولم حصحص الحق ظهرت أنها تتمرغ في مخاض الخطيئة.
وأنا أعتقد أن مجرد القاء التهمة على الغير هو نوع من الإدانة الذاتية الشخصية، لأن المرء ينطلق في اتهام غيره من الأفعال التي يعاقرها هو، وهي تقلقه، فيلقي بهمه الذي يثقل كاهله على الغير. عندما لايجد في نفسه ملجأ من أثقالها إلا بإلقائه على الغير.
والدرس يفهم من السياق كما يقال، والقراءة تكون لما بين الحروف
وكل الشكر لك أستاذة
لا يَحـسُـنُ الحـلم إلاّ فـي مواطـنِهِ ولا يلـيق الـوفـاءإلاّ لـمـن شـكـرا
تعليق