[align=center]عندما تصير الكتابة نمطا للانتقام من سياسات خلفت القلوب إلى رماد من دم يميل إلى السواد..
عندما تتحول الكلمات إلى قذائف حارقة في وجه الخفافيش..
وعندما تغرد العصافير المهاجرة صراخا على حالها وحال الأعشاش المهجورة..
تولد القصائد الثائرة..[/align]
[align=center]
قصيدة ثائرة… إلى العش المهجور[/align]
[align=left]
وقبل البدء… كانت الفكرة[/align]
[align=center]أيا عشا من قش،
كم كنت شامخا في عيوني،
موشوما في كياني.
يا من سطوت على سطور قصائدي،
مذ كانت نعومة أفكاري،
وزرقة سطور دفاتري،
تمتهن الخجل،
وتكتحل ببياض الطباشير.
***
كنت مدينتي الفاضلة
وكنت نشيدي
وألبوم أغنياتي.
أيامها.. يا لتلك الأيام!!!
كانت بين أحضانك كسرة الخبز
كسرة شهد النحل،
وأحلى.
كانت للجرائد في مقاهيك رائحة الفتوة
ومسك الثورة.
وكان المطر حينها
يغازل عبق الثرى بشقاوة.
ويستسلم الموتى قبل الموت
للموت... في غباوة.
وكانت لكؤوس الشاي مجالس،
في الصباح،
قبيل ولادة العمال.
وفي المساء،
حين تفرح النفوس لكثرة التعب.
***
حينها، أيها العش المخملي،
كنت ناعم الملمس والمرقد،
دافئ الأحضان.
أستارك من حرير،
ومياهك تجري في رقص الخرير
وتصب الخمر مسكرا
إلى حناجر الحالمين.
أما الآن،
أيها العش المرصع بالقش،
والمحاط بالخفافيش،
هجرتك الصغار،
دون إذن، وقبل أن تصنع لنفسها الريش.
طارت في العلا بحثا عن معابد
تقضي فيها صيفها،
وشتاءها،
وكل فصول السنة.
غيرت لون ريشها،
مع تلون السنين،
وتحجر الذاكرة.
من صفرة ريشها
اكتحلت بدم الموت،
تأبينا لمنون آخر أطلال الذاكرة.
ومن الأبيض تمخض، في عسر،
لون الحداد
ضحكا على قرابين الموت
التي تتقدم سعيا
نحو محارقها الجماعية.
***
فلتكتب ولتسجل أيها العش،
ليس على جدرانك السرمدية،
ولا على أرضك المرصعة بأوراق الخريف الذابلة،
ولا على تربتك التي أخفت الريش المنفوش.
بل على صدور أشباح الكرامة،
وعلى جبين الجنين،
قبل أن يولد في مخاض عسير،
كما على شفاه الوليد.
لعل الموت يفنى قبل أن تنفق آخر العصافير.
فأكتب...كما علمتنا أن نكتب،
أيها العش المهجور...[/align]
عندما تتحول الكلمات إلى قذائف حارقة في وجه الخفافيش..
وعندما تغرد العصافير المهاجرة صراخا على حالها وحال الأعشاش المهجورة..
تولد القصائد الثائرة..[/align]
[align=center]
قصيدة ثائرة… إلى العش المهجور[/align]
[align=left]
وقبل البدء… كانت الفكرة[/align]
[align=center]أيا عشا من قش،
كم كنت شامخا في عيوني،
موشوما في كياني.
يا من سطوت على سطور قصائدي،
مذ كانت نعومة أفكاري،
وزرقة سطور دفاتري،
تمتهن الخجل،
وتكتحل ببياض الطباشير.
***
كنت مدينتي الفاضلة
وكنت نشيدي
وألبوم أغنياتي.
أيامها.. يا لتلك الأيام!!!
كانت بين أحضانك كسرة الخبز
كسرة شهد النحل،
وأحلى.
كانت للجرائد في مقاهيك رائحة الفتوة
ومسك الثورة.
وكان المطر حينها
يغازل عبق الثرى بشقاوة.
ويستسلم الموتى قبل الموت
للموت... في غباوة.
وكانت لكؤوس الشاي مجالس،
في الصباح،
قبيل ولادة العمال.
وفي المساء،
حين تفرح النفوس لكثرة التعب.
***
حينها، أيها العش المخملي،
كنت ناعم الملمس والمرقد،
دافئ الأحضان.
أستارك من حرير،
ومياهك تجري في رقص الخرير
وتصب الخمر مسكرا
إلى حناجر الحالمين.
أما الآن،
أيها العش المرصع بالقش،
والمحاط بالخفافيش،
هجرتك الصغار،
دون إذن، وقبل أن تصنع لنفسها الريش.
طارت في العلا بحثا عن معابد
تقضي فيها صيفها،
وشتاءها،
وكل فصول السنة.
غيرت لون ريشها،
مع تلون السنين،
وتحجر الذاكرة.
من صفرة ريشها
اكتحلت بدم الموت،
تأبينا لمنون آخر أطلال الذاكرة.
ومن الأبيض تمخض، في عسر،
لون الحداد
ضحكا على قرابين الموت
التي تتقدم سعيا
نحو محارقها الجماعية.
***
فلتكتب ولتسجل أيها العش،
ليس على جدرانك السرمدية،
ولا على أرضك المرصعة بأوراق الخريف الذابلة،
ولا على تربتك التي أخفت الريش المنفوش.
بل على صدور أشباح الكرامة،
وعلى جبين الجنين،
قبل أن يولد في مخاض عسير،
كما على شفاه الوليد.
لعل الموت يفنى قبل أن تنفق آخر العصافير.
فأكتب...كما علمتنا أن نكتب،
أيها العش المهجور...[/align]
تعليق