اللحظة الأخيرة / محمد الخضور - محطات نقدية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • صادق حمزة منذر
    الأخطل الأخير
    مدير لجنة التنظيم والإدارة
    • 12-11-2009
    • 2944

    اللحظة الأخيرة / محمد الخضور - محطات نقدية

    اللحظة الأخيرة / محمد خضور


    حتى اللحظة الأخيرة
    مهداة إلى الموسيقار اليوناني العظيم ( يانّي )
    لقاء رائعته الشهيرة
    Until The Last Moment
    وقد وضعت اسمها عنوانا للقصيدة
    --------------



    أصمتُ دهراً وأربعين
    أنطقُ وقتاً
    بلا قافيةْ
    أطوِي يأساً وأربعين
    خلف شجرة
    طائشةْ
    نائمة تحت ظلها
    خوفا من الاصفرار



    أحبالُ صوتي
    مشنوقةٌ حول دهشة
    يأتيها الباطل
    من بين يديها
    ومن خلفها


    أنا لا أراقصكِ
    أيتها اللحظة الأخيرة ، ،


    جذعي تلوّى
    دون إرادة
    حين التقطتُ أنفاسي
    عن الأرض
    وقت الرعاشْ


    لم أكن أشتهيكِ
    يومَ انتحرتُ احتراقاً ، ،


    كنت أنيرُ لساقيتي
    طريقَ الجذور
    في حلكة العطشْ


    كنت أشعل جزءا من الروح
    حول مآقي الورود
    التي تنتحبْ


    كنتُ شمعةً
    تحرق خيطَها الفقري
    طوعا
    كي تتدلى من الشمعدان
    وتهمسَ للأرض
    سرّ الحريق


    أعرف
    كيف تهرع إليك المسافةُ
    عارية من لذة الانتظارْ


    كيف يحابيك الموت
    بتقسيم إرثهْ


    أعرف
    أن انشغالي برسمكِ
    يوجع اليد


    وأن انشغالكِ عني
    لا يؤرّقُ حتميّتَكْ


    لم أكن أناديكِ ، ،


    كنت فقط أئنّ
    حين مرّ طيفُكِ
    تحت الوسادة
    تذكرةً بأوان القطافْ


    لم أكنْ أستحثّك ، ،
    حين لعنتُ أزمنةَ الانتظارْ


    كنتُ فقط
    أسألُ الرّيحَ
    عن حمامةٍ زاجلةْ
    حمّلتُها في الطفولةِ
    حلما
    ولم أجدْها حين أفقتُ
    في الأربعينْ


    خُذني بذنْبِكَ
    أيها البحرُ ، ،


    كم نهر فَقدَ عذريةَ مائه
    بملحكْ !


    كم بوصلة أضاعتْ أسرارها
    حين جُنِنْتَ !


    وكم "نجم سُهيْلٍ"
    أضاع رفاقه
    حين لم يفهمكْ !


    زريني بوزركِ
    أيتها الريح ، ،


    كم شراع باع مركبه
    وحطّ على جبالك
    وقت اجتياحك !


    كم برعم
    حرم من الرضاعة
    حين هجتِ
    بين الغصونْ !


    كم شتلة صارت سمادا
    قبل أن تورقْ !


    أيها اللحنُ
    الحاملُ آلامَ هوميروس
    وصخرةَ سيزيف


    لم أكن خائفا
    من لحظتك الأخيرة


    حين قلتُ بأنّي
    أموت حيا ، ،
    كما تموت التواريخ


    وبأنّي
    أعيش ميتا ، ،
    كما تعيش المباني


    كنتُ فقط
    أوقدُ قنديلا
    على كاهل الوقت
    كي أرى انتشاءَ التوحّدِ
    بين فصول الحياة
    ولانهاية الأشياءْ


    كنتُ أعبثُ
    بأصول التعاقب
    حين قلتُ
    بأنّ الفجرَ
    شمسٌ تستأذن الليلَ
    كي تقتلَهْ
    تلوّنُ لحظتَهُ الأخيرةَ
    بالبرتقالْ
    تُحيلُهُ رقماً
    وحلماً في ذاكرة


    تعالي ، ، ،
    تعالي
    أيتها اللحظة المؤجلة
    فقد شرّعتُ أنّاتِ الذنوب
    أوصيتُ بالفجر للفجر
    كتبتُ على هيئة النور
    أسطورةً
    ثرثرتُ كثيرا على
    لحن عودْ
    أوقدتُ نارا على شرفة العمر
    وجزّأتُ روحي فتاتا
    وأطعمتها لطيور لاجئة


    تعالي
    فقد فَصَلَت العيرُ
    في آخر الأرض
    وتناثرتُ بعدا
    عن القافيةْ
    __

    كرد لهدية أحسها الشاعر كأنها كانت موجهة له شخصيا
    قدم هدية شعرية لم تستطع أن تخرج عن حدود الهدية والمهدي الأول ( ياني ومقطوعته )
    وابتدأت هدية الرد من لحظة الاستماع ( أصمت )
    طوّر الشاعر توصيفا فعليا - أصمت - لرسم حالة الإنصات استعدادا لبدء السماع وكان البدء
    بفعل بصيغة الحاضر يؤكد على جدية الحالة وعلى إشراك المتلقي في حالة الحاضر
    المستمر في نقل شبه مباشر لحدث ربما يتم الآن في نفس الشاعر الذي يقدم نفسه
    بشكل رائع ويعلن ببضعة أفعال توازي الحاضر المستمر ( أنطق , أطوي ) تمسكه بالحالة
    الزمنية الممتعة التي يعيشها رغم ما وصل إليه من حالة صراع حياتية أشار إليها بمنتهى
    الدقة والتكثيف
    إنه أربعيني بدأ يقلقه ابتعاده الوشيك عن حالة الشباب ..

    أصمتُ دهراً وأربعين
    أنطقُ وقتاً
    بلا قافيةْ
    أطوِي يأساً وأربعين
    خلف شجرة
    طائشةْ
    نائمة تحت ظلها
    خوفا من الاصفرار

    ثم ينتقل الشاعر إلى حالة خبرية بحتة - أحبال صوتي - ليعيد الفعل للمؤثر الخارجي
    وليظهر حالة - الانفعال الشخصي بالمؤثر - وكانت تلك الروعة الموسيقية التي أظهرت عجزه
    صوتيا عن مجاراتها .. ولذلك أشار إلى حالة البطلان التي يعاني منها - وفقا للمقاييس
    الموسيقية - وهذا اعتراف أتبعه بمبرر استمده من أعماق نفسه ليتعامل مع العنوان "
    اللحظة الأخيرة " الذي أثار كل مخاوفه الدفينة وأخرجها إلى السطح بعودة لحالة الحاضر
    ومما رسة الفعل في حالة النفي القاسي ( لا أراقصك ) وهنا انتقال حاد من حالة خبرية
    سلسة إلى فعل نفي ينبئ
    بحجم المخاوف من اللحظة الأخيرة التي تتخذ من أفول مرحلة الشباب جرس إنذار ملح ومزعج جدا ..

    أحبالُ صوتي
    مشنوقةٌ حول دهشة
    يأتيها الباطل
    من بين يديها
    ومن خلفها
    أنا لا أراقصكِ
    أيتها اللحظة الأخيرة ، ،

    يعود مرة أخرى إلى حالة خبرية سلسة - جذعي - تعيد الفعل للمؤثر الخارجي والذي يبقى
    دائما المقطوعة -الهدية وليستمر بإبراز حالة العجز وليستمر بالعودة بعدها لحالة الانفعال
    والخضوع للمؤثر وإدراج مدى تأثيره الآني - التقطت - وليتبعها بمبرر يسوقه في حالة فعلية
    مؤكدة النفي - لم أكن أشتهيك .. تمهيدا للانتقال إلى حالة أخرى ..

    جذعي تلوّى
    دون إرادة
    حين التقطتُ أنفاسي
    عن الأرض
    وقت الرعاشْ
    لم أكن أشتهيكِ
    يومَ انتحرتُ احتراقاً ، ،

    ثم يدخل طورا جديدا يمثل حالة من التماسك و شبه الاستقرار منطلقا من حالة فعلية
    سابقة ماضية ومؤكدة بمتلازمة الكينونة ( كنت ) في سلسلة متتالية من حالة فعلية
    تحمل كامل الثقة وفقا لزمن حدوثها التام والمرتبط بحالة التماسك والتمسّك بالوضع
    السابق ليدل على استمرار الحالة ( أنير , أشعل ) ابتدأت بالتنوير وهذا أمر مرتبط بالحالة
    الشعورية المحلقة التي وصل إليها مع تصاعد اللحن ليسجل ما يمكن أن يحسبه لنفسه
    أنتصارا ونجاحا في هذه الحياة ( أنير ) وكان هذا المنطلق يحمل الكثير من الدلالات فالتنوير
    أولا عملية مستمرة لا تنتهي وكذلك هي أيضا ليست فردية بل تبادلية و تعم كثيرين أيضا
    ليعود بعد ذلك إلى الحالة الخبرية المؤكدة ( كنت شمعة ) المنفعلة - المتأثرة لينقلنا إلى
    حالة أكثر انسيابية و بطءا وتراجيدية في صورة شعرية و مشهدية رائعة تساوقا مع ريتم
    مشهدي بات واضحا الآن يتكرر في مقاطع النص ليرسم إيقاعا يزداد علوا وتأكيدا

    كنت أنيرُ لساقيتي
    طريقَ الجذور
    في حلكة العطشْ
    كنت أشعل جزءا من الروح
    حول مآقي الورود
    التي تنتحبْ
    كنتُ شمعةً
    تحرق خيطَها الفقري
    طوعا
    كي تتدلى من الشمعدان
    وتهمسَ للأرض
    سرّ الحريق

    في حالة وعي ويقظة ملهمة
    يعود للحالة الفعلية بصيغة الحاضر الأكثر ثقة حين يطرح محور المعرفة منطلقا لمعالجة الأزمة
    فييصرخ ( أعرف كيف ) وهنا يطرح قضية الكيفية لممارسة المعرفة وهذا يؤكد تمسك
    الشاعر بحالة التجريب والواقعية الملموسة بعيدا عن التنظير والأوهام الفكرية مؤكدا حالة
    الصحو التام والتعاطي مع معطيات الواقع : المكان ( المسافة ) والزمان ( الانتظار )
    والحقيقة المطلقة ( الموت ) وديالكتيكية ( الانشغال والحتمية ) ..
    ثم يعود متساوقا مع ريتمية تصاعدية إلى حالة الفعل المؤكد النفي ( لم أكن ) يسبق حالة
    انفعالية صوتية صارخة ( لم أكن أناديك .. لم أكن أستحثك ) وقد تناوبت مع حالة الفعل
    الحاضر المؤكد الإيجاب المتبسّط في مفارقة جميلة ( لم أكن ... كنت فقط ) وكانت ( كنت
    فقط ) متبوعة بحالة فعلية ثابتة وأكثر هدوء وبطءا وتراجيدية ( أئن .. أسأل .. ) وتنتهي
    بحالة انفعالية يائسة ( لم أجدها ... )

    أعرف
    كيف تهرع إليك المسافةُ
    عارية من لذة
    الانتظارْ
    كيف يحابيك الموت
    بتقسيم إرثهْ
    أعرف
    أن انشغالي برسمكِ

    يوجع اليد
    وأن انشغالكِ عني
    لا يؤرّقُ حتميّتَكْ
    لم أكن أناديكِ ، ،
    كنت فقط أئنّ
    حين مرّ طيفُكِ

    تحت الوسادة
    تذكرةً بأوان القطافْ

    لم أكنْ أستحثّك ، ،
    حين لعنتُ أزمنةَ الانتظارْ
    كنتُ فقط
    أسألُ الرّيحَ

    عن حمامةٍ زاجلةْ
    حمّلتُها في الطفولةِ
    حلما
    ولم أجدْها حين أفقتُ
    في الأربعينْ


    في تطور مشهدي تصاعدي مدهش ينتقل الشاعر إلى حالة الفاعل الآمر ( خذني )
    كانت حالة أشبه بالخروج من عنق الأزمة بتجسيد قوة المنح والإيثار .. إنه يقف مواجهة مع
    الطوفان .. (خذني بذنبك ) مخاطبا هذا الطوفان العظيم ( اللحن - الهدية ) الذي يجتاحه
    ويحاول رسم حدود جبروته وسطوته
    على الأنفس متسائلا ( كم .. وكم ) منطلقا نحو صوفية فطرية تلتحف الطبيعة في ثنائية
    الماء والريح .. لتصل إلى عمق فوق شعوري من أعماق النفس ..


    خُذني بذنْبِكَ
    أيها البحرُ ، ،
    كم نهر فَقدَ عذريةَ مائه
    بملحكْ !
    كم بوصلة أضاعتْ أسرارها
    حين جُنِنْتَ !
    وكم "نجم سُهيْلٍ"
    أضاع رفاقه

    حين لم يفهمكْ !
    زريني بوزركِ
    أيتها الريح ، ،
    كم شراع باع مركبه
    وحطّ على جبالك

    وقت اجتياحك !
    كم برعم
    حرم من الرضاعة

    حين هجتِ
    بين الغصونْ !

    كم شتلة صارت سمادا
    قبل أن تورقْ !

    ثم يصل إلى قمة النشوة في حالة النداء المباشر المعلن والمقصود ( أيها اللحن ) هنا يصل
    الشاعر إلى تفسير حالته الشعورية التفاعلية مع المقطوعة الهدية ويحاول شخصنتها وتوقيع
    حدودها وفقا لاستجاباته هو مستخدما الحالة الخبرية المؤكدة بتجسيد معرفي ( اللحن
    الحامل ) ليعود بعدها وفقا لتبادلية الريتمية إلى حالة الفعل المؤكد النفي ( لم أكن خائفا )
    هذا الوقوف في وجه الطوفان فيما سبق يعود هنا ليؤكد عدم خوفه في تلك اللحظة لحظة
    مواجهته مع ( اللحظة الأخيرة ) مستحضرا مصادر قوته ..كلا من المعرفة والحقيقة عن
    الموت والحياة والتاريخ ( أموت حيا .. أعيش ميتا .. تموت التواريخ ..)
    ليعود إلى حالة أكثر استقرارا وثقة وتماسكا حالة فعلية فعلية مستعادة من الماضي
    ( كنت فقط .. ) يتلوها حالة فعلية أكثر رسوخا ونورانية ( أوقد قنديلا ..) وتمثل تفاعلا خلاقا
    مع الحدث يمتد إلى حد تغيير مساراته ومعالم تشكيله ( أعبث بأصول التعاقب ) في محاولة
    فذة لتفسير هذا الطوفان انطلاقا من فلسفة تجريبية واقعية رسمت صورة واضحة وضوح الليل
    والنهار لتصل إلى مفتاح الحل وهو الحلم .. فكل حلم يتحقق هو انتصار حتى لو بدا رقما
    منزو في الذاكرة ..


    أيها اللحنُ
    الحاملُ آلامَ هوميروس

    وصخرةَ سيزيف
    لم أكن خائفا
    من لحظتك الأخيرة
    حين قلتُ بأنّي
    أموت حيا ، ،

    كما
    تموت التواريخ
    وبأنّي
    أعيش ميتا ، ،

    كما تعيش المباني
    كنتُ فقط
    أوقدُ قنديلا

    على كاهل الوقت
    كي أرى انتشاءَ التوحّدِ
    بين فصول الحياة
    ولانهاية الأشياءْ

    كنتُ أعبثُ
    بأصول التعاقب

    حين قلتُ
    بأنّ الفجرَ
    شمسٌ تستأذن الليلَ
    كي تقتلَهْ
    تلوّنُ لحظتَهُ الأخيرةَ
    بالبرتقالْ
    تُحيلُهُ رقماً
    وحلماً في ذاكرة

    هنا في هذه اللحظة يشعر الكاتب بالتعاظم والسمو وبتضاؤل الطوفان أمامه فلا يتردد بالنداء
    ساخرا .. في حالة الفعل الآمر والنداء المباشر ( تعالي أيتها اللحظة الأخيرة .. )
    ويبدا بتحديد معالم ميقاتها ( المؤجلة ) ليقدم مشهدا فذا فيرسم صورة البطل الفاعل
    المؤثر وصانع الأحداث في مشهدية أسطورية عالية تستند إلى حالة استقرار راسخ وواثق
    وتام ومتواصل منطلقا من الشرع و شرعية الصراع وشرعية الانتصار ( شرعت , أوصيت ,
    كتبت , ثرثرت , أوقدت , جزأت , أطعمت ) وحقوق توريث هذا الصراع وهذا الانتصار لامتداد
    حي يمثل نسلا ..
    ليعود إلى حالة التفاعل الآمر بنداء مباشر ( تعالي ) ويليه خفوت إيقاعي متلاشي ومؤكد
    للاقتراب من النهاية في اسقرار واستسلام ورضا راسخ ( فصلت .. أخر الأرض .. تناثرت )
    وقوع أخير وضربة اللحن الأخيرة المتلاشية بعيدا عن القافية


    تعالي ، ، ،
    تعالي

    أيتها اللحظة المؤجلة
    فقد شرّعتُ أنّاتِ الذنوب
    أوصيتُ بالفجر للفجر
    كتبتُ على هيئة النور
    أسطورةً
    ثرثرتُ كثيرا على
    لحن عودْ
    أوقدتُ نارا على شرفة العمر
    وجزّأتُ روحي فتاتا
    وأطعمتها لطيور لاجئة

    تعالي
    فقد فَصَلَت العيرُ

    في آخر الأرض
    وتناثرتُ بعدا
    عن القافيةْ


    كان نصا جميلا عشنا معه حالة انبهار لحني وخفوت وتصاعد لم يتوقف حتى نهاية
    المقطوعة .. وكانت هذه الصور الشعرية المنسابة مع سلاسة اللحن مثل تحديا كبيرا
    وإنجازا يحسب للشاعر كما كانت المفردة تحمل توظيفا شديد الخصوصية في رسم
    المشهدية والحوار السلس وكذلك حافظت على اتزان صوتي دقيق في ثنائية ناجحة
    حققت أجواء لحنية تحاكي أجواء المقطوعة الموسيقية .. شكرا لك محمد خضور على
    هذه التجربة التي دعوتنا أن نعيشها معك ..




  • محمد زعل السلوم
    عضو الملتقى
    • 10-10-2009
    • 2967

    #2
    التناغم البطولي مع الموسيقى

    أولا أحيي الأستاذ المميز صادق حمزة منذر واشكره على هذا الاختيار للشاعر المميز بأصالة محمد الخضور
    واستجابة لدعوة الاستاذ الكريم أقدم دراستي ورأيي النقدي لهذه القصيدة
    أولا كان اختيار الشاعر للتناغم مع قطعة موسيقية تعد تقريبا الأكثر تميزا في موسيقى ياني وضمن أحد أهم وأفضل ألبوماته وأكثرها شاعرية وهو in my time أي في زمني وكأن زمنه حتى القطعة الأخيرة أي حتى اللحظة الأخيرة يترقرق سحرا ويحلق بنا مع البيانو حتى السحاب ,هنا تنسجم كلمات شاعرنا الرائع والبالغ الحساسية محمد الخضور مع روح الموسيقار العالمي الخلاقة وعاطفته الأكثر اثارة للحياة وهنا تبدأ تساؤلات شاعرنا أمام انصاته لتلك الطاقة الرومانسية التي تضفي طابعا شخصيا وحوارا هامسا منسجما بين شاعر وموسيقار ولم لا وكلنا يعلم أن هذا الموسيقار العملاق والعالمي الذي عندما نستمع لموسيقاه نلمس تداخلا وتناغما يحاكي أرواحنا وايماننا لنعرف وبكل بساطة أن قطعته في اللحظة الأخيرة وفي زمننا انما هي لغة مباشرة تتحدث الى الروح ومن هذا المنطلق تساءل شاعرنا محمد الخضور بعد لحظة صمت وهذه اللحظة هي ميزة في البيانو لحظة انطلاقه فهو يبحث في الحياة والموت والحدث والبناء الدرامي والحبكة وصولا للذروة فيقول شاعرنا
    أصمتُ دهراً وأربعين
    أنطقُ وقتاً
    بلا قافيةْ
    أطوِي يأساً وأربعين
    خلف شجرة
    طائشةْ
    نائمة تحت ظلها
    خوفا من الاصفرار

    هنا يبدو جليا الابداع الداخلي لدى الشاعر وكأن خمرة الاستماع الموسيقي والانصات لحشرجات البيانو الرقيقة والمتدفقة والمندفعة تارة والمتراجعة تارة أخرى فيدمج الشاعر الجمل المكتوبة المنسجمة مع الموسيقى وهنا يكشف الشاعر عن غايته ليمتزج بصورة كلية مع العزف
    ثم يستمر الشاعر بوضع الاعجاب والتساؤل والبحث عن أجوبة لتساؤلاته المشروعة من العمر والحياة والموت والدهشة العجيبة والرومانسية الممتدة مع الايقاع الموسيقي والمتناسقة معها فيقول
    أحبالُ صوتي
    مشنوقةٌ حول دهشة
    يأتيها الباطل
    من بين يديها
    ومن خلفها



    أنا لا أراقصكِ
    أيتها اللحظة الأخيرة ، ،



    جذعي تلوّى
    دون إرادة
    حين التقطتُ أنفاسي
    عن الأرض
    وقت الرعاشْ
    وهنا التصعيد في البعد الدرامي للقصيدة والانحراف غير المتوقع للكلمات الشعرية المتناسقة مع الجمل الموسيقية للمعزوفة فضلا عن البعد الدرامي ومعاني الموت والبعث والمقاومة عندما يقول الشاعر حين التقطت أنفاسي /عن الأرض /وقت الرعاش.
    ثم يبادر الشاعر الى التصعيد في مقاطعه اللاحقة المتأنية المتراكمة والتي تنتقل من قمة الى قمة ولا تهبط بل تعلو وتصعد الحبكة الدرامية والأسلوبية وهذا الصعود بل والتحليق بعيدا بالكلمات فيسافر بنا وكأنه يعبر عن كونشيرتو الامبراطور والبطولية البيتهوفنية هنا أكثر منها البطولية اليانية وكأنني أستمع الى موسيقا تمتد الى 38 دقيقة هي مدة كونشيرتو الامبراطور او الى السيمفونية البطولية أكثر من الست دقائق ونصف تقريبا لياني الرائع في ألطف مقطوعاته وأكثرها وداعة وتحليق, ومن يقرأ كلمات شاعرنا الممتعة والمسافرة التي نكتشفها وتكشف لنا تلك الروح
    لم أكن أشتهيكِ
    يومَ انتحرتُ احتراقاً ، ،



    كنت أنيرُ لساقيتي
    طريقَ الجذور
    في حلكة العطشْ



    كنت أشعل جزءا من الروح
    حول مآقي الورود
    التي تنتحبْ



    كنتُ شمعةً
    تحرق خيطَها الفقري
    طوعا
    كي تتدلى من الشمعدان
    وتهمسَ للأرض
    سرّ الحريق
    هنا يستمر الشاعر في تحليقه ثم يرتقي الى مستوى أعلى أكثر شموخا هذه المرة انها الحلول التي يجدها الشاعر انها قمة الذروة في الاجابة عن التساؤلات التي طرحها بداية مع الصمت مع الحياة مع العمر والدرب الطويل الذي قطعه ليعود الى حلمه الى حياته فيقول

    أعرف
    كيف تهرع إليك المسافةُ
    عارية من لذة الانتظارْ


    كيف يحابيك الموت
    بتقسيم إرثهْ


    أعرف
    أن انشغالي برسمكِ
    يوجع اليد


    وأن انشغالكِ عني
    لا يؤرّقُ حتميّتَكْ


    لم أكن أناديكِ ، ،


    كنت فقط أئنّ
    حين مرّ طيفُكِ
    تحت الوسادة
    تذكرةً بأوان القطافْ


    لم أكنْ أستحثّك ، ،
    حين لعنتُ أزمنةَ الانتظارْ


    كنتُ فقط
    أسألُ الرّيحَ
    عن حمامةٍ زاجلةْ
    حمّلتُها في الطفولةِ
    حلما
    ولم أجدْها حين أفقتُ
    في الأربعينْ

    ثم تستمر الديناميكية والتيارات الحيوية والتأجيج في الكلمات المعبرة عن استمرارية الحياة لدى الشاعر وبلوغه الذروة والنشوة مع لحظات الحياة وهي تذكرني بقراءة سابقة لقصيدة أخرى للشاعر وهي طفولة فالشاعر ينتقل بالمقاطع التالية معبرا عن حيوية الحياة لديه بصور متزامنة ومتتابعة تعبر عن الحياة ذاتها وتقلباتها بين الحقيقة والحلم بين الطبيعة الانسانية ذاتها ومنابع الحياة ونبضاتها ومستوياتها المتمايزة تارة والمندفعة والمتهالكة والمتعبة تارة أخرى وكأن الشاعر في لحظة يضع يده على جبينه متأسفا على مافات أو متأرجحا الى التوق والطموح والأمل التليد والغض عن الخيبات والطموح بالاستمرار أو الاستمرار بحد ذاته فهكذا هي الحياة انها حلم انها حقيقة انها نشوة وولادة جديدة فموت فلقد بلغناها بلغنا قمة الموت كما في قصيدة طائر الرعد لسميح القاسم فيكون أن يأتي يأتي مع الشمس هو هكذا شاعرنا محمد الخضور انه يأتي كطائر الرعد انها روح الفنان والشاعر والموسيقار على ايقاعات البحث في الكمال وهنا المقاطع التالية تبرز تلك التجليات وتعكسها بامتياز لتعكس حجم زمن الانسان ولحظاته الحميمية تارة والخاصة تارة أخرى لنتشارك بها ولحظات العموم التي يعيشها الجميع
    خُذني بذنْبِكَ
    أيها البحرُ ، ،


    كم نهر فَقدَ عذريةَ مائه
    بملحكْ !


    كم بوصلة أضاعتْ أسرارها
    حين جُنِنْتَ !


    وكم "نجم سُهيْلٍ"
    أضاع رفاقه
    حين لم يفهمكْ !


    زريني بوزركِ
    أيتها الريح ، ،


    كم شراع باع مركبه
    وحطّ على جبالك
    وقت اجتياحك !


    كم برعم
    حرم من الرضاعة
    حين هجتِ
    بين الغصونْ !


    كم شتلة صارت سمادا
    قبل أن تورقْ !


    أيها اللحنُ
    الحاملُ آلامَ هوميروس
    وصخرةَ سيزيف


    لم أكن خائفا
    من لحظتك الأخيرة


    حين قلتُ بأنّي
    أموت حيا ، ،
    كما تموت التواريخ


    وبأنّي
    أعيش ميتا ، ،
    كما تعيش المباني


    كنتُ فقط
    أوقدُ قنديلا
    على كاهل الوقت
    كي أرى انتشاءَ التوحّدِ
    بين فصول الحياة
    ولانهاية الأشياءْ


    كنتُ أعبثُ
    بأصول التعاقب
    حين قلتُ
    بأنّ الفجرَ
    شمسٌ تستأذن الليلَ
    كي تقتلَهْ
    تلوّنُ لحظتَهُ الأخيرةَ
    بالبرتقالْ
    تُحيلُهُ رقماً
    وحلماً في ذاكرة


    تعالي ، ، ،
    تعالي
    أيتها اللحظة المؤجلة
    فقد شرّعتُ أنّاتِ الذنوب
    أوصيتُ بالفجر للفجر
    كتبتُ على هيئة النور
    أسطورةً
    ثرثرتُ كثيرا على
    لحن عودْ
    أوقدتُ نارا على شرفة العمر
    وجزّأتُ روحي فتاتا
    وأطعمتها لطيور لاجئة


    تعالي
    فقد فَصَلَت العيرُ
    في آخر الأرض
    وتناثرتُ بعدا
    عن القافيةْ

    هذه السيول الجارفة في الصور والتعابير وهذا الحماس الفريد في المقاطع الشعرية والزمن النفسي والمكاني والانسجام مع الموسيقى كله أعطى نموذج جديد لقصيدة جديدة لشاعر أصيل اسمه محمد الخضور
    محمد زعل السلوم

    تعليق

    • زهور بن السيد
      رئيس ملتقى النقد الأدبي
      • 15-09-2010
      • 578

      #3
      قراء في قصيدة "حتى اللحظة الأخيرة" للشاعر المبدع محمد الخضور

      لقد بلغت ألحان الموسيقار "ياني" من نفسية الشاعر محمد الخضور مبلغا عظيما, تناغمت مع أعماق ذاته وتفاعلت معها, فأبدع الشاعر قصيدة متميزة انسجمت فيها الكلمة مع لحن القطعة الموسيقية.
      إذا انطلقنا من عنوان القصيدة "حتى اللحظة الأخيرة", نجده يحيلنا إلى زمن مرتقب, قادم لا محالة, وقد يكون هو الموضوع/ الهاجس الذي يسيطر على وجدان الشاعر.
      بعد قراءة القصيدة يتضح أن الشاعر يعبر عن تجربته الذاتية, ويكشف تفاعل ذاته مع الزمن وبالتحديد (اللحظة الأخيرة), بنبرة باعثة على الخوف والارتباك وترقب هذه النهاية الحتمية.
      وهو بذلك يعبر عن رؤيا شمولية إلى الزمن والموت وهي رؤية وجدانية تطفح بها القصيدة.
      وقد بلور هذه الفكرة في مشهد درامي, تترقب فيه الذات برهبة ويأس وعجز واستسلام قدوم هذه اللحظة الأخيرة التي تتربص بها وبكل إنسان.
      وافتتح الشاعر قصيدته بإخبرنا بالمرحلة العمرية التي بلغها وهي سن الأربعين, والتي تنذره بقرب النهاية الحتمية, فيحس بأنه دخل الشوط الأخير من رحلة الحياة التي أوشكت على الوصول إلى نهاية الغاية (وهو ما يفيده حرف "حتى" في العنوان).
      وينقلنا بعد ذلك, وفي تناغم تام مع لحن المعزوفة الموسيقية إلى مشهد درامي يخاطب فيه اللحظة الأخيرة مع إظهار عجزه أمام جبروتها, ويستعرض علينا مصدر قلقه وتوتره ومبرزا الحالة ألا إرادية التي آل.

      أحبال صوتي


      منشوقة حول دهشة


      يأتيها الباطل


      من بين يديها


      ومن خلفها


      أنا لا أراقصك


      أيتها اللحظة الأخيرة


      جدعي تلوى


      دون إرادة

      ويستمر الشاعر في سرد الأحداث الدرامية عن رحلة الحياة الذاتية المحكومة بالفناء, في خط تصاعدي تسلسلي يجاري سرعة الزمن الذي يهرع لبلوغ النهاية , حيث تتقلص فيه المسافة الفاصلة بين الحاضر والنهاية/ بين الطفولة ولحظة الموت بشكل مخيف ومريب, يذهل أمامه:

      كيف تهرع إليك المسافة


      عارية من لذة الانتظار


      طيف يحابيك الموت


      بتقسيم إرثه

      يدرك الشاعر أن هذا الصراع النفسي الذي يؤرق تفكيره لا يجدي, ولن يغير شيئا من قرار هذه اللحظة العنيدة الثابتة على موقف النهاية. إدراك واع ممزوج بحالة ضعف يبدي فيها تشبثه بالحياة.

      لم أكن أناديك


      كنت فقط أئن


      حين مر طيفك


      تحت الوسادة


      تذكرة بألوان الطيف


      (...)

      وينقلنا الشاعر في مشاهده الدرامية المتنامية إلى تيمة الضياع حيث يبدي حسرته على ما فاته في المدة الزمنية التي عاشها, وعلى الأحلام التي لم يحققها, نجده يحاسب ذاته بل يؤنبها على غفلتها.
      واعتمد رموزا كثيرة في هذا المقطع: رموز مائية ورمز نجم سهيل ورمز الريح, وحملها دلالة جديدة هي دلالة الضياع في متاهة الحياة.

      خذني بذنبك


      أيها البحر


      كم نهر فقد عذرية مائه


      بملحك


      كم بوصلة أضاعت أسرارها


      حين جننت


      وكم نجم سهيل


      أضاع رفاقه


      حين لم يفهمك


      زريني بوزرك


      أيتها الريح


      (...)

      مشهد جديد تغير فيه إيقاع العزف وتغيرت معه نبرة الصوت, مشهد بطولي يستجمع الشاعر فيه كامل قواه ويظهر أمام "اللحظة الأخيرة" بمظهر الشجاع الذي لا يخاف, استمده من إيمانه بأن موته ليس نهائيا, فالإنسان بعد موته يبقى حيا بأعماله ونسله ....:

      لم أكن خائفا


      من لحظتك الأخيرة


      حين قلت بأني


      أموت حيا


      كما تموت التواريخ


      وبأني


      أعيش ميتا


      كما تعيش المباني

      ليصل في المشهد الأخير إلى تأكيد إيمانه بحتمية القدر, وإعلان استسلامه الكلي أمام حتمية اللحظة الأخيرة/الموت, بل نجده يستعجلها, ونحتار إزاء ذلك أهي الشجاعة الكاملة التي أعلنها سابقا, أم أنه طلب الخلاص من شدة الارتباك والرهبة والعجز:

      تعالي..


      تعالي


      أيتها اللحظة الأخيرة


      (...)

      وهكذا نسجل أن نهاية القصيدة تنسجم مع الشعر الوجداني حيث الذات منهزمة ومستسلمة تجتر معاناتها.
      وإذا انتقلنا إلى المستوى الفني في القصيدة نجدها حافلة بخصائص تخييلية وأسلوبية وإيقاعية, تضع المتلقي أمام صورة فنية كبرى ينسجها اللحن والكلمة والسرد والدراما.
      فمن الناحية التخييلية اتسمت الصورة الشعرية في قصيدة محمد الخضور بالتنوع, حيث جمع بين عناصر البلاغة القديمة (التشبيه والاستعارة) وبين الاعتماد على الانزياح اللغوي والرمز والأسطورة. فتجاوزت الصورة الوظيفة التقليدية, لتكشف عن طاقة تخييلية كبيرة بكل رحابتها الإيحائية والتعبيرية.
      فاستعمل لغة منزاحة عن معانيها الحقيقية, ووظف الرموز المائية والريح ونجم سهيل والرموز الصوفية (نظرية الحلول) في سياقات جديدة للتعبير عن معنى الضياع.
      ووجد الشاعر في الأسطورة اليونانية مادة خصبة للتعبير ووعاء يتسع لاستعاب أعمق مشاعر القلق والحزن, فوظف أسطورة سيزيف وهوميروس لتكثيف معاني المعاناة والعذاب والمصير المحتوم.
      أما الناحية التركيبية فتهيمن الجمل الفعلية في النص بأفعال مضارعة, تعكس مستوى تطور حركة النص وتصاعدية حركته الدرامية واستشرافية نهاية الصراع الداخلي.
      أما بنية الضمير, فنسجل هيمنة ضميري المتكلم والمخاطب, الأول يحيل إلى الذات الشاعرة المنهارة والحزينة, والثاني يحيل إلى "اللحظة الأخيرة" المتجبرة. ويكشف الضمير عن طبيعة العلاقة إلى تربط: الذات الفردية والشخصية المفترضة (اللحظة الأخيرة) التي يحكمها الصراع والنفور والتحدي أحيانا.
      من الناحية الأسلوبية زاوج الشاعر بين الأسلوبين الخبري, يطلعنا من خلاله على حالة الذات المتأزمة في صراعها مع الزمن, والأسلوب الإنشائي الذي يحضر بصيغ متعددة, منها الأمر ( خذيني ـ تعالي..) والتعجب حيث ظلت علامة التعجب ملازمة لنهايات عدد من الأسطر الشعرية, ودلالته تفيد نبرات الاستغراب والدهشة وربما التهكم من الزمن وحتمية المصير.
      أخلص من محاولة فهم هذا النص العميق الدلالات, إلى أن القصيدة تضعنا أمام معاناة الذات وصراعها مع الزمن والمصير, استولى الحزن على مشاعر الشاعر فعاش القلق والرهبة والترقب, فقد طعم الحياة والرغبة فيها, فلا نجده يحلم, ولكنه بشكل مخيب للآمال ينتظر خلاصه بكل استعداد. فالقصيدة هي رؤيا جديدة لمصير الإنسان المحكوم بالفناء الخاضع لحتمية اللحظة الأخيرة.
      وتميزت القصيدة على المستوى الفني بكثافة اللغة وإيحاءاتها الفنية والتعبيرية تكشف عن تفاعل مستويات ومرجعيات مركبة (ذاتية/ موضوعية/ وزمنية ..) وكذلك باعتماد مجموعة من الصور التي تتجاوز سلطة البلاغة القديمة إلى طاقة تخييلية رحبة باعتماد الرمز والأسطورة.
      أكيد أن قصيدة "حتى اللحظة الأخيرة" تحتاج إلى وقفة نقدية متأنية, ما قمت به هو مجرد إشارات عامة لبعض دلالاتها وخصائصها الفنية المتعددة تنقصها الأمثلة... فمعذرة من صاحبها ومنكم على التقصير.

      زهور بن السيد

      تعليق

      • محمد مثقال الخضور
        مشرف
        مستشار قصيدة النثر
        • 24-08-2010
        • 5517

        #4
        أستاذي الفاضل
        صادق حمزة منذر

        أشكرك من صميم القلب على قراءتك الرائعة والمميزة
        على عمقك في تناول النص والحالة ولحظة الكتابة
        وأشكرك كثيرا على إدارة الندوة ليلة أمس

        لقد لامست مكان الوجع، وأعطيت النص بهاءً بقراءتك العظيمة
        إنها اللحظة التي تأخذ معها كل اللحظات الجميلة والأليمة
        لحظة الانتهاء
        انتهاء الجمال والقبح في آن واحد
        وكم كنتَ عظيما يا أستاذي العزيز
        في التوغل في الحالة ورصدها
        وإعطاءها الوهج

        مرة أخرى أشكرك جزيلا وأعرب لك عن امتناني لسهرة الأمس الرائعة والجميلة
        والفضل لك

        تقبل مودتي واحترامي وتقديري

        تعليق

        • محمد مثقال الخضور
          مشرف
          مستشار قصيدة النثر
          • 24-08-2010
          • 5517

          #5
          أستاذي الجميل
          وصديقي العزيز
          محمد زعل السلوم

          ثقافتك العالية وحسك المرهف وعمق رؤياك جعلوا قراءتك تتفوق على النص يا عزيزي
          أشكرك على ما جاد به فكرك وقلمك ونبضك هنا
          لقد استمعنا لقراءتك بصوت الأستاذة سعاد ميلي
          وقد غضبنا من شبكة النت غضبا شديدا لأنها حرمتنا من سماع صوتك ومن مداخلاتك في النقاش

          انا ممتن لك على هذه القراءة يا أستاذ محمد
          وقد سحرتني قراءتك ل "طفولة" في قسم الخاطرة فقد كنت فيها رائعا
          كما أنت دوما

          كل المودة والتقدير والاحترام لشخصك الكريم

          تعليق

          • محمد مثقال الخضور
            مشرف
            مستشار قصيدة النثر
            • 24-08-2010
            • 5517

            #6
            الأستاذة الفاضلة
            الدكتورة / زهور بن السيد

            أشكرك يا سيدتي على هذا العمق في دراسة تركيبة النص
            لقد تعلمت الكثير من قراءتك التي شرحت حالة الكتابة بتسلسل رائع
            وتركيبة النص بشكل مذهل حقا

            أشكرك سيدتي على إنجاح سهرة الأمس
            وعلى منحها إضاءة هامة في مداخلتك
            لقد تعلمت منك عن نفسي وعن حالتي حين كتبت
            وما كنت لأرصد هذا لولا ما أنارت قراءتك لي على الطريق

            تقبلي كل المودة والتقدير والاحترام
            أستاذتي الفاضلة

            تعليق

            • زهور بن السيد
              رئيس ملتقى النقد الأدبي
              • 15-09-2010
              • 578

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة محمد الخضور مشاهدة المشاركة
              الأستاذة الفاضلة
              الدكتورة / زهور بن السيد

              أشكرك يا سيدتي على هذا العمق في دراسة تركيبة النص
              لقد تعلمت الكثير من قراءتك التي شرحت حالة الكتابة بتسلسل رائع
              وتركيبة النص بشكل مذهل حقا

              أشكرك سيدتي على إنجاح سهرة الأمس
              وعلى منحها إضاءة هامة في مداخلتك
              لقد تعلمت منك عن نفسي وعن حالتي حين كتبت
              وما كنت لأرصد هذا لولا ما أنارت قراءتك لي على الطريق

              تقبلي كل المودة والتقدير والاحترام
              أستاذتي الفاضلة

              الشاعر المبدع محمد الخضور
              أسعد الله صباحك بكل خير
              يزيدك التواضع تألقا على تألق الإبداع..
              كانت قصيدة "حتى اللحظة الأخيرة" حقا لوحة فنية تفاعلت فيها الكلمة والعاطفة والخيال بشكل خلاق..
              السهرة النقدية ليوم أمس كانت شيقة ومتميزة للغاية بقصيدتك, وبحضورك,وبقراءات السادة الأساتذة الأفاضل..
              أعترف بتقصيري في الوقوف على دلالات القصيدة وخصائصها الفنية وصورها وانزياحاتها اللغوية...
              وأأكد لك أن القصيدة ما تزال على مكتبي أمام أعيني, أقلبها وأحاول النفاذ إلى عوالمها الغائرة.. بل إنها فتحت شهيتي لقراءة المزيد من قصائدك.. وسأبدأ بقصيدة "كابوس" ..
              لك مني كل التقدير والإحترام

              زهور بن السيد

              تعليق

              • منجية بن صالح
                عضو الملتقى
                • 03-11-2009
                • 2119

                #8
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                أساتذتي الأفاضل صادق حمزة منذر
                محمد الخضور

                لكم كل التحية و الشكر على السهرة و الندوة الجميلة
                قراءات راقية من أدباء أعتز بالإستماع إلى مشاركاتهم
                مودتي لكل من شارك في هذا المتصفح لأني حقا
                قرأت شيئا مخلفا و جدير بالقراءة و التمعن
                تحياتي و تقديري

                تعليق

                • بسمة العزاوي
                  أديب وكاتب
                  • 29-09-2010
                  • 71

                  #9
                  اسمحولي ان اقول كلمة قصيرة هنا ، فان ما تفضلتم به لم يترك الكثير فقد اجدتم وابدعتم بتحليل هذا النص الرائع الذي احب والذي اشكر عليه الشاعر المبدع والمميز محمد الخضور كما اشكر الاستاذ الكبير ماهر هاشم القطريب الذي وضعه في قسم كتابات في القمة

                  رأيت القصيدة مبنية على ثلاثة اقسام:

                  فالاول يحاول ابعاد شبح اللجظة الاخيرة حيث يخاطبها بلهجة القلق ، يقول لها لا تفهمي أنيني بأنه مناداة ولا تفهمي مللي من مرارة الحياة بأنه تقرب منك فأنا لا أتمنى الموت ولا أريد رؤيتك

                  والثاني عندما يخلد لنفسه ويتيقن ان اللحظة الأخيرة قادمة لا محالة فيبدأ بالاستعداد لمواجهتها فيستعرض ذنوبه. ويحمل ذنوب الكون ويتمثل بها وهذا أمر مألوف في الثقافة الدينية والعامة فالموت يعني الحساب وعلينا ان نستذكر ونستغفر حين تدركنا الساعة

                  في القسم الثالث اصبح شاعرنا جاهزا للقبول واثقا من نفسه فقال لها تعالي متى شئت فقد جهزت نفسي واشعلت نارا على شرفة العمر

                  وقد اجاد الشاعر في رسم صوره ونحت بنية القصيدة وترك اثرا بالغا في نفوس القراء خصوصا وانه يتحدث عن قضية عامة فلكل منا لحظته الاخيرة ولكل منا يومه

                  بشكل عام - ومن خلال متابعتي لأعمال الخضور المنشورة في هذا الملتقى في قسمي قصيدة النثر والخاطرة - أرى قاسما مشتركا يجمع بين هذه الاعمال وهو حزن دفين خفي تأخذ منه فلسفة الموت جزءا غير يسير.

                  محمد الخضور شاعر يحترم نفسه ويحترم القارئ يقدم فنا رفيع المستوى ويدخل في غياهب الروح ويعبر عن فكر عميق بين سطوره. صوره كلها سلسة ولغته سهلة ومريحة لا يتعمد استخدام الالفاظ الصعبة بل ينحى نحو استعمال لغة بسيطة جدا معتمدا على قدرته الهائلة في صناعة الصورة الرهيبة من الكلام العادي وعلى ثقافته المميزه في قواعد وأصول قصيدة النثر وهو بارع في اقتناص الفكرة وتتويجها على رأس النص.

                  هذا رأي شخصي من معجبة بالاستاذ المبدع المحترم الطيب محمد الخضور اكثر منه نقدا ادبيا وشكرا لكم وعذرا على الاطالة

                  تعليق

                  • محمد مثقال الخضور
                    مشرف
                    مستشار قصيدة النثر
                    • 24-08-2010
                    • 5517

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة بسمة العزاوي مشاهدة المشاركة
                    اسمحولي ان اقول كلمة قصيرة هنا ، فان ما تفضلتم به لم يترك الكثير فقد اجدتم وابدعتم بتحليل هذا النص الرائع الذي احب والذي اشكر عليه الشاعر المبدع والمميز محمد الخضور كما اشكر الاستاذ الكبير ماهر هاشم القطريب الذي وضعه في قسم كتابات في القمة

                    رأيت القصيدة مبنية على ثلاثة اقسام:

                    فالاول يحاول ابعاد شبح اللجظة الاخيرة حيث يخاطبها بلهجة القلق ، يقول لها لا تفهمي أنيني بأنه مناداة ولا تفهمي مللي من مرارة الحياة بأنه تقرب منك فأنا لا أتمنى الموت ولا أريد رؤيتك

                    والثاني عندما يخلد لنفسه ويتيقن ان اللحظة الأخيرة قادمة لا محالة فيبدأ بالاستعداد لمواجهتها فيستعرض ذنوبه. ويحمل ذنوب الكون ويتمثل بها وهذا أمر مألوف في الثقافة الدينية والعامة فالموت يعني الحساب وعلينا ان نستذكر ونستغفر حين تدركنا الساعة

                    في القسم الثالث اصبح شاعرنا جاهزا للقبول واثقا من نفسه فقال لها تعالي متى شئت فقد جهزت نفسي واشعلت نارا على شرفة العمر

                    وقد اجاد الشاعر في رسم صوره ونحت بنية القصيدة وترك اثرا بالغا في نفوس القراء خصوصا وانه يتحدث عن قضية عامة فلكل منا لحظته الاخيرة ولكل منا يومه

                    بشكل عام - ومن خلال متابعتي لأعمال الخضور المنشورة في هذا الملتقى في قسمي قصيدة النثر والخاطرة - أرى قاسما مشتركا يجمع بين هذه الاعمال وهو حزن دفين خفي تأخذ منه فلسفة الموت جزءا غير يسير.

                    محمد الخضور شاعر يحترم نفسه ويحترم القارئ يقدم فنا رفيع المستوى ويدخل في غياهب الروح ويعبر عن فكر عميق بين سطوره. صوره كلها سلسة ولغته سهلة ومريحة لا يتعمد استخدام الالفاظ الصعبة بل ينحى نحو استعمال لغة بسيطة جدا معتمدا على قدرته الهائلة في صناعة الصورة الرهيبة من الكلام العادي وعلى ثقافته المميزه في قواعد وأصول قصيدة النثر وهو بارع في اقتناص الفكرة وتتويجها على رأس النص.

                    هذا رأي شخصي من معجبة بالاستاذ المبدع المحترم الطيب محمد الخضور اكثر منه نقدا ادبيا وشكرا لكم وعذرا على الاطالة

                    الأستاذة الفاضلة / بسمة العزاوي

                    أشكرك يا سيدتي على اهتمامك وتشجيعك
                    وجودك بالقرب يثري التجربة
                    ويحفز على المضي قدما

                    كل المودة والاحترام والتقدير لك

                    تعليق

                    • محمد زعل السلوم
                      عضو الملتقى
                      • 10-10-2009
                      • 2967

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة محمد الخضور مشاهدة المشاركة
                      أستاذي الجميل
                      وصديقي العزيز
                      محمد زعل السلوم

                      ثقافتك العالية وحسك المرهف وعمق رؤياك جعلوا قراءتك تتفوق على النص يا عزيزي
                      أشكرك على ما جاد به فكرك وقلمك ونبضك هنا
                      لقد استمعنا لقراءتك بصوت الأستاذة سعاد ميلي
                      وقد غضبنا من شبكة النت غضبا شديدا لأنها حرمتنا من سماع صوتك ومن مداخلاتك في النقاش

                      انا ممتن لك على هذه القراءة يا أستاذ محمد
                      وقد سحرتني قراءتك ل "طفولة" في قسم الخاطرة فقد كنت فيها رائعا
                      كما أنت دوما

                      كل المودة والتقدير والاحترام لشخصك الكريم
                      أنا من يشكرك أخي الكريم وشاعرنا المتميز محمد الخضور
                      في الحقيقة كنت أكتب وأقرأ على ايقاع معارك بنفس مقهى النيت بين بعض الأولاد وكنت أرغب بالكتابة أكثر بالمقهى
                      وكنت بين بينين اما الانسحاب واترك نصف ما كتبت أو الثات والمرابطة والعمل بتركيز أعلى مايمكن حتى اتمكن من التفصيل أكثر فقد كان لدي خطة عمل أعمق من تلك لأن قصيدتك تستحق بالفعل أكثر من هذا
                      وباليوم التالي عدت لمقهى ارقى ولا وجود لأولاد فيه ووجدت أن ما كتبته مقبول واستمتعت هذه المرة بالاستماع لمقطوعة اللحظة الأخيرة ولساعة كاملة وانا اعيد بها
                      لقد استمعت لموسيقا ياني من خلال قصيدتك وعلى ايقاع عفريت ه
                      تحياتي ايها الرائع
                      محمد زعل السلوم

                      تعليق

                      • رضا الزواوي
                        نائب رئيس ملتقى النقد الأدبي
                        • 25-10-2009
                        • 575

                        #12
                        اللحظة الأخيرة / محمد الخضور - محطات نقدية

                        فصول الحزن المسافر في اللحظات الهاربة!

                        محمد الخضور شاعر "يقتنص اللحظة الدامعة" شاعر "متآمر مع الأرض" متواطئ مع الجذور".
                        في هدوئه "خضرة الزمن المؤجل"، وفي إبائه "غمد يعشق هجرة السيف" تراه في شعره هائما رائقا يبحث "عن شيء يبيح له الانتظار".
                        محمد الخضور في قصيده اليوم أراه امتدادا لآهة العمر:

                        تآكلَ طرفاهُ
                        على أمنيةٍ واحدة

                        كيف أبدأ في تحليل رائعته، الخضور نفسه يجيبني شعرا:

                        اقتف آثار نزفي
                        التق نفسي
                        شراييني
                        ابدأ من هنالك
                        من مواطئ خنجري
                        من مصرع الآمال ابدأ

                        وسأبدأ تصاحبني رائعة موسيقية تبدأ لتحملني عبر حلم يسترق الحزن، ولكنها لا تنتهي إذ تمتد بي عبر حروف تنوء بحملها الكلمات، فتنثرها في نفوسنا ألقا يستبيح قمم لحظاتنا الساخنة المضمخة بآلامنا المسافرة عبرنا، ومنا إلى جسورنا الممتدة فينا!
                        يقول الشاعر مستهلا رائعته:

                        أصمتُ دهراً وأربعين
                        أنطقُ وقتاً
                        بلا قافيةْ
                        أطوِي يأساً وأربعين
                        خلف شجرة
                        طائشةْ
                        نائمة تحت ظلها
                        خوفا من الاصفرار

                        إنه صوت ينبجس من رحم صمت معتق، صوتٍ بلا طعم، لا يفتح نافذة للعبور، خاوٍ على عرش ظل يخبئ نوما اُحصر في وعاء الأخضر الهارب من الاصفرار!

                        أصمتُ دهراً وأربعين

                        ...

                        أطوِي يأساً وأربعين

                        قمةُ الحزن أن تشهد تدلي لهاثك من حبل لهاتك، وسفحُه أن تفقد َالضوءَ في قمةٍ اشتعالِ الظلالِ!

                        ====


                        "ضحك كالبكاء" مرّ بنا، وعرفناه، واكتوينا بلظاه، ولكننا لم نر "الألم حدّ الرقص" بل انساب فينا عبر صورة شائقة: أن يتلوّى جذعك، وقت الرعاش، وأن يتناثر شتاتك لحظة التقاطك الأنفاس، هذه لمحة، بل "مشهد" التقطه الشاعر ببراعة فائقة!

                        ====

                        ولا يتوقف سيل الألم، بل يزداد مع لحظةِ الاشتهاء- السراب، لحظةِ تشظي الضوء في حلكة العبارة المظلمة:

                        لم أكن أشتهيكِ
                        يومَ انتحرتُ احتراقاً ، ،

                        تأملوا الرجوع الفجئي في لحظة ذكرى تسوق الألم على عتبات التشرذم من الذات فيها:

                        كنت أشعل جزءا من الروح
                        حول مآقي الورود
                        التي تنتحبْ

                        أن تكون القاتل، والقتيل، الحارق، والحريق، الشعلة، والفتيل، تلك هوة السحق-السحيق في اغتراب الغريق، غريق الماضي غير المكتمل الذي يحاول نسخ الألم، ولصقه على واجهة كأنما أُغشي وجهها، وهذا ما يدل عليه استعمال الفعل الناقص الناسخ:

                        كنت أشعل-كنت شمعة

                        بعد الصوت والصورة ينتقل الشاعر إلى مناجاة الزمن-المسافة-الانتظار- ليوقظنا من حلمنا المتداعي، لينشر حبل غسيل آمالنا المتعبة، وكأنه يهمس إلينا، يثقل كاهل ذاكرتنا بأذيال المسافة المتوغلة في قطاره الزاحف من أول الوجع إلى آخر شرفة تتعرى في وجه الانتظار!

                        أعرف
                        كيف تهرع إليك المسافةُ
                        عارية من لذة الانتظارْ

                        =====

                        لم أكنْ أستحثّك ، ،
                        حين لعنتُ أزمنةَ الانتظارْ

                        ====

                        هل لمثله صوت؟!
                        هل للأنين نبرة توقظ اللحظة العابرة؟!
                        هل لسورة الآه يسكت الغضب المارد المتمرد في الأنة الهائمة؟!

                        لم أكن أناديكِ ، ،
                        ...

                        ====

                        كنتُ فقط
                        أسألُ الرّيحَ

                        ====

                        ويستمر وجع المحطات الرابضة على صدر الجدر البائسة، المحطات غير المنتظرة:
                        عم يبحث الشاعر؟
                        هل يبحث عن عقود لفظها واقع حاضر يئن على وقعه طفولته؟
                        أم هو يبحث عن متكئ داخل ذاكرته المتعبة؟!
                        أم يبحث عن يقظة لم يجدها "حين أفاق في الأربعين"؟!

                        ====

                        ويستمر الاحتراق، والتشظي،
                        تخيل مرارتك حين ترنو
                        إلى الآه في حسراتك
                        تخيل مرارتك حين تهفو
                        ويغفو على جانبيك السؤال،
                        فإذ بك أنت الجواب
                        وأشلاؤك الأجوبةْ!

                        ====

                        حين يكتمل الحزن تولد الأسئلة:

                        كم نهرِ..!، كم بوصلةٍ..!، كم نجمٍ..!،كم شراعٍ..!، كم برعمٍ..!، كم شتلةٍ..!

                        أسئلة تتوحد في دلالاتها وتتراقص مكونة لحظات بين الجذور، والحضور، بين الاصفرار، والثمار:

                        النهر-الماء-البرعم-الشتلة

                        في المقابل:

                        البوصلة-المسار-النجم-الشراع

                        ببراعة يصوغ الشاعر أسئلته السابحة في الجذور باتجاه مساره عبر زمن أتعبه، وأنهكه، فاستغاث باستدعاء ملامح أسطورة في براعة تحسب له:

                        أيها اللحنُ
                        الحاملُ آلامَ هوميروس
                        وصخرةَ سيزيف

                        ماذا تنتظر ممن يستدعي "هوميروس" معلم الإغريق المعروف بنبله والذي يعتبره البعض "ملحمة من الغموض، وفي نفس الوقت يستدعي "سيزيف وصخرته" والمعروف أن "سيزيف "كان أحد أكثر الشخصيات مكرا"وخداعا!
                        فالشاعر يخاطب كائنا متناقضا يلفه الألم الممزوج بالمرارة، وهو في نفس الوقت يحاول التماسك، وإظهار شجاعة تتناثر حباتها بين الموت-الحلم والعيش-الهامد بعيدا عن الحياة-اليقظة في عمد ممددة!

                        أعيش ميتا،
                        كما تعيش المباني

                        بدون أحلام، أو بأحلام مؤجلة حد استحالة تحقيقها يصبح الجسد مبنى بلا معنى، ويعيش الإنسان محبطا، ولا يحيا!

                        ====

                        بعد النداء في الحاضر ينسحب فجأة؛ فترقبه اللحظات "البكر"، وتدار من حواليه عجلة الزمن، فتسحبه إلى ماض نبذه وراء ظهره ذات توغل في رؤية حالمة:

                        كنتُ فقط
                        أوقدُ قنديلا
                        على كاهل الوقت

                        فبعد أن أشعل جزءا من الروح، ها هو يوقد قنديلا، فينتقل من الاشتعال المؤلم، إلى الإيقاد الحالم.
                        وما إن يفترّ ثغرنا عن ظلال ابتسامة حتى يئدها ببوحه:

                        كنتُ أعبثُ
                        بأصول التعاقب
                        يا للعبث!

                        هل لاحظتم معي أن الشاعر يقودنا برقة إلى عباءة اللحظة الهائمة، وكأنه يريد أن يقنعنا أن ما مضى حيرة، والحاضر تأمل، والمستقبل غموض، والآتي منها فجر تائه بينها في استلاب يلوي ألسنة اللحظات الهاربة، فقط لاستدعاء لحظة مؤجلة:

                        تعالي،
                        تعالي
                        أيتها اللحظة المؤجلة

                        فالشاعر قد أعد مأدبة، ضيوفها مفاصل حياته.
                        مأدبة اللحظات الأخيرة، لحظات الوصية، لحظات تطل من شرفة لم يعد جزءا من رؤيتها!
                        بعد القتامة المسافرة في عباراته يعود ليحيا في موت هادئ، موت فيه حياة، وسفر في اللحظات المؤجلة، اللحظات اللاجئة في مدار الزمن اللاهث...

                        أوقدتُ نارا على شرفة العمر
                        وجزّأتُ روحي فتاتا
                        وأطعمتها لطيور لاجئة

                        ملحمة للحزن كانت، ملحمة لسفر داخل نفس مجزأة تبحث عن شتاتها في شظايا ذاتها، ملحمة تغازل الزمن بتقسيم أرهق الحاضر، تقسيم تجذر في ماضٍ أورق في الآتي لجوءا بحجم اللحظات النائمة على صدر مستقبل قد لايأتي!
                        نستطيع أن نجزم أن الرائع محمد الخضور أخذنا في رحلة عبر "مكوكه" الطاهر بعيدا عن دنس الحاضر وكان وقوده لغة سامقة، أبحرت بنا في عالم رائق، وصورا شائقة، التقطها بعدسة، هلامية الأبعاد، فائقة الجودة!
                        شكرا للمبدع الجميل الهادئ الأصيل الذي أمتعنا بجولة راوحت بين الماضي-الظلم، والحاضر-العلم بالظلم، وتواصله، والمستقبل-الحلم بزوال الظلم!
                        وفي الأخير أقول لك أيها الخضور السامق بلسانك:

                        لا تعترف
                        بسواك في هذا المدى المنذور للموت البطيء
                        فأنت وحدك

                        نعم وحدك أبحرت بنا بحروفك التي أسرت "جوامع الكلم"؛ فتمطت كأشرعة تديرها رياح إبداعك الساحرة!
                        التعديل الأخير تم بواسطة رضا الزواوي; الساعة 15-12-2010, 01:21.
                        [frame="15 98"]
                        لقد زادني حبّـا لنفسي أنني***بغيض إلى كل امرئ غير طائل
                        وأنّي شقيّ باللئــام ولا ترى***شـقيّـا بهـم إلا كـريم الشـمـائل!

                        [/frame]

                        تعليق

                        • محمد مثقال الخضور
                          مشرف
                          مستشار قصيدة النثر
                          • 24-08-2010
                          • 5517

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة رضا الزواوي مشاهدة المشاركة
                          فصول الحزن المسافر في اللحظات الهاربة!



                          محمد الخضور شاعر "يقتنص اللحظة الدامعة" شاعر "متآمر مع الأرض" متواطئ مع الجذور".
                          في هدوئه "خضرة الزمن المؤجل"، وفي إبائه "غمد يعشق هجرة السيف" تراه في شعره هائما رائقا يبحث "عن شيء يبيح له الانتظار".
                          محمد الخضور في قصيده اليوم أراه امتدادا لآهة العمر:

                          تآكلَ طرفاهُ
                          على أمنيةٍ واحدة

                          كيف أبدأ في تحليل رائعته، الخضور نفسه يجيبني شعرا:

                          اقتف آثار نزفي
                          التق نفسي
                          شراييني
                          ابدأ من هنالك
                          من مواطئ خنجري
                          من مصرع الآمال ابدأ

                          وسأبدأ تصاحبني رائعة موسيقية تبدأ لتحملني عبر حلم يسترق الحزن، ولكنها لا تنتهي إذ تمتد بي عبر حروف تنوء بحملها الكلمات، فتنثرها في نفوسنا ألقا يستبيح قمم لحظاتنا الساخنة المضمخة بآلامنا المسافرة عبرنا، ومنا إلى جسورنا الممتدة فينا!
                          يقول الشاعر مستهلا رائعته:

                          أصمتُ دهراً وأربعين
                          أنطقُ وقتاً
                          بلا قافيةْ
                          أطوِي يأساً وأربعين
                          خلف شجرة
                          طائشةْ
                          نائمة تحت ظلها
                          خوفا من الاصفرار

                          إنه صوت ينبجس من رحم صمت معتق، صوتٍ بلا طعم، لا يفتح نافذة للعبور، خاوٍ على عرش ظل يخبئ نوما اُحصر في وعاء الأخضر الهارب من الاصفرار!

                          أصمتُ دهراً وأربعين

                          ...

                          أطوِي يأساً وأربعين

                          قمةُ الحزن أن تشهد تدلي لهاثك من حبل لهاتك، وسفحُه أن تفقد َالضوءَ في قمةٍ اشتعالِ الظلالِ!

                          ====

                          "ضحك كالبكاء" مرّ بنا، وعرفناه، واكتوينا بلظاه، ولكننا لم نر "الألم حدّ الرقص" بل انساب فينا عبر صورة شائقة: أن يتلوّى جذعك، وقت الرعاش، وأن يتناثر شتاتك لحظة التقاطك الأنفاس، هذه لمحة، بل "مشهد" التقطه الشاعر ببراعة فائقة!

                          ====


                          ولا يتوقف سيل الألم، بل يزداد مع لحظةِ الاشتهاء- السراب، لحظةِ تشظي الضوء في حلكة العبارة المظلمة:

                          لم أكن أشتهيكِ
                          يومَ انتحرتُ احتراقاً ، ،

                          تأملوا الرجوع الفجئي في لحظة ذكرى تسوق الألم على عتبات التشرذم من الذات فيها:

                          كنت أشعل جزءا من الروح
                          حول مآقي الورود
                          التي تنتحبْ

                          أن تكون القاتل، والقتيل، الحارق، والحريق، الشعلة، والفتيل، تلك هوة السحق-السحيق في اغتراب الغريق، غريق الماضي غير المكتمل الذي يحاول نسخ الألم، ولصقه على واجهة كأنما أُغشي وجهها، وهذا ما يدل عليه استعمال الفعل الناقص الناسخ:

                          كنت أشعل-كنت شمعة

                          بعد الصوت والصورة ينتقل الشاعر إلى مناجاة الزمن-المسافة-الانتظار- ليوقظنا من حلمنا المتداعي، لينشر حبل غسيل آمالنا المتعبة، وكأنه يهمس إلينا، يثقل كاهل ذاكرتنا بأذيال المسافة المتوغلة في قطاره الزاحف من أول الوجع إلى آخر شرفة تتعرى في وجه الانتظار!

                          أعرف
                          كيف تهرع إليك المسافةُ
                          عارية من لذة الانتظارْ

                          =====

                          لم أكنْ أستحثّك ، ،
                          حين لعنتُ أزمنةَ الانتظارْ

                          ====

                          هل لمثله صوت؟!
                          هل للأنين نبرة توقظ اللحظة العابرة؟!
                          هل لسورة الآه يسكت الغضب المارد المتمرد في الأنة الهائمة؟!

                          لم أكن أناديكِ ، ،
                          ...

                          ====

                          كنتُ فقط
                          أسألُ الرّيحَ

                          ====

                          ويستمر وجع المحطات الرابضة على صدر الجدر البائسة، المحطات غير المنتظرة:
                          عم يبحث الشاعر؟
                          هل يبحث عن عقود لفظها واقع حاضر يئن على وقعه طفولته؟
                          أم هو يبحث عن متكئ داخل ذاكرته المتعبة؟!
                          أم يبحث عن يقظة لم يجدها "حين أفاق في الأربعين"؟!

                          ====

                          ويستمر الاحتراق، والتشظي،
                          تخيل مرارتك حين ترنو
                          إلى الآه في حسراتك
                          تخيل مرارتك حين تهفو
                          ويغفو على جانبيك السؤال،
                          فإذ بك أنت الجواب
                          وأشلاؤك الأجوبةْ!

                          ====

                          حين يكتمل الحزن تولد الأسئلة:

                          كم نهرِ..!، كم بوصلةٍ..!، كم نجمٍ..!،كم شراعٍ..!، كم برعمٍ..!، كم شتلةٍ..!

                          أسئلة تتوحد في دلالاتها وتتراقص مكونة لحظات بين الجذور، والحضور، بين الاصفرار، والثمار:

                          النهر-الماء-البرعم-الشتلة

                          في المقابل:

                          البوصلة-المسار-النجم-الشراع

                          ببراعة يصوغ الشاعر أسئلته السابحة في الجذور باتجاه مساره عبر زمن أتعبه، وأنهكه، فاستغاث باستدعاء ملامح أسطورة في براعة تحسب له:

                          أيها اللحنُ
                          الحاملُ آلامَ هوميروس
                          وصخرةَ سيزيف

                          ماذا تنتظر ممن يستدعي "هوميروس" معلم الإغريق المعروف بنبله والذي يعتبره البعض "ملحمة من الغموض، وفي نفس الوقت يستدعي "سيزيف وصخرته" والمعروف أن "سيزيف "كان أحد أكثر الشخصيات مكرا"وخداعا!
                          فالشاعر يخاطب كائنا متناقضا يلفه الألم الممزوج بالمرارة، وهو في نفس الوقت يحاول التماسك، وإظهار شجاعة تتناثر حباتها بين الموت-الحلم والعيش-الهامد بعيدا عن الحياة-اليقظة في عمد ممددة!

                          أعيش ميتا،
                          كما تعيش المباني

                          بدون أحلام، أو بأحلام مؤجلة حد استحالة تحقيقها يصبح الجسد مبنى بلا معنى، ويعيش الإنسان محبطا، ولا يحيا!

                          ====

                          بعد النداء في الحاضر ينسحب فجأة؛ فترقبه اللحظات "البكر"، وتدار من حواليه عجلة الزمن، فتسحبه إلى ماض نبذه وراء ظهره ذات توغل في رؤية حالمة:

                          كنتُ فقط
                          أوقدُ قنديلا
                          على كاهل الوقت

                          فبعد أن أشعل جزءا من الروح، ها هو يوقد قنديلا، فينتقل من الاشتعال المؤلم، إلى الإيقاد الحالم.
                          وما إن يفترّ ثغرنا عن ظلال ابتسامة حتى يئدها ببوحه:

                          كنتُ أعبثُ
                          بأصول التعاقب
                          يا للعبث!

                          هل لاحظتم معي أن الشاعر يقودنا برقة إلى عباءة اللحظة الهائمة، وكأنه يريد أن يقنعنا أن ما مضى حيرة، والحاضر تأمل، والمستقبل غموض، والآتي منها فجر تائه بينها في استلاب يلوي ألسنة اللحظات الهاربة، فقط لاستدعاء لحظة مؤجلة:

                          تعالي،
                          تعالي
                          أيتها اللحظة المؤجلة

                          فالشاعر قد أعد مأدبة، ضيوفها مفاصل حياته.
                          مأدبة اللحظات الأخيرة، لحظات الوصية، لحظات تطل من شرفة لم يعد جزءا من رؤيتها!
                          بعد القتامة المسافرة في عباراته يعود ليحيا في موت هادئ، موت فيه حياة، وسفر في اللحظات المؤجلة، اللحظات اللاجئة في مدار الزمن اللاهث...

                          أوقدتُ نارا على شرفة العمر
                          وجزّأتُ روحي فتاتا
                          وأطعمتها لطيور لاجئة

                          ملحمة للحزن كانت، ملحمة لسفر داخل نفس مجزأة تبحث عن شتاتها في شظايا ذاتها، ملحمة تغازل الزمن بتقسيم أرهق الحاضر، تقسيم تجذر في ماضٍ أورق في الآتي لجوءا بحجم اللحظات النائمة على صدر مستقبل قد لايأتي!
                          نستطيع أن نجزم أن الرائع محمد الخضور أخذنا في رحلة عبر "مكوكه" الطاهر بعيدا عن دنس الحاضر وكان وقوده لغة سامقة، أبحرت بنا في عالم رائق، وصورا شائقة، التقطها بعدسة، هلامية الأبعاد، فائقة الجودة!
                          شكرا للمبدع الجميل الهادئ الأصيل الذي أمتعنا بجولة راوحت بين الماضي-الظلم، والحاضر-العلم بالظلم، وتواصله، والمستقبل-الحلم بزوال الظلم!
                          وفي الأخير أقول لك أيها الخضور السامق بلسانك:

                          لا تعترف
                          بسواك في هذا المدى المنذور للموت البطيء
                          فأنت وحدك

                          نعم وحدك أبحرت بنا بحروفك التي أسرت "جوامع الكلم"؛ فتمطت كأشرعة تديرها رياح إبداعك الساحرة!
                          أستاذي الرائع الجميل العميق
                          رضا الزواوي

                          وماذا عساني أقول الان ؟
                          بعد كل هذا

                          لقد غمرت النص بتجليات روحك العاليه
                          واقتحمته بعمق بصيرتك ونفاذ ثقافتك العالية
                          فصار صغيرا بين يديك
                          حين جزّأت ما فيه من انتظار وتأمل
                          وأطعمته بيديك للطيور اللاجئة

                          لحظاتنا الأخيرة محطات وجع
                          أواني للحزن والوداع
                          أقبية بعيدة عن الشمس التي لا تطالها ولا تطفؤها حبات المطر

                          لقد كنت عميقا يا سيدي في رصد اللحظة وأبعادها
                          وجعلت جدراني زجاجية هنا
                          فلم تحجب آهةً ولا لحظة شرود ولا سؤالا
                          لقد جعلتني أقرأ النص وكانني أراه لأول مرة
                          على هدي من قراءتك العظيمة
                          التي أسعدتني وأبكيتني بها
                          حين سمعتها في تلك الأمسية الجميلة بصوتك
                          وحين قرأتها هنا مرات عديدة

                          وحقيقة لا أدري ماذا أقول أمام هذا الدفء العميق
                          والعمق الرائع المميز
                          وأمام كل هذا الشموخ في تعرية ومعالجة مواطن الكسر

                          أشكرك من عمق القلب
                          وان كنت أعلم ان الشكر قليل على هذه العظمة

                          كل المودة والتقدير لك
                          يا أستاذي الفاضل

                          تعليق

                          • رضا الزواوي
                            نائب رئيس ملتقى النقد الأدبي
                            • 25-10-2009
                            • 575

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة محمد الخضور مشاهدة المشاركة
                            أستاذي الرائع الجميل العميق
                            رضا الزواوي

                            وماذا عساني أقول الان ؟
                            بعد كل هذا

                            لقد غمرت النص بتجليات روحك العاليه
                            واقتحمته بعمق بصيرتك ونفاذ ثقافتك العالية
                            فصار صغيرا بين يديك
                            حين جزّأت ما فيه من انتظار وتأمل
                            وأطعمته بيديك للطيور اللاجئة

                            لحظاتنا الأخيرة محطات وجع
                            أواني للحزن والوداع
                            أقبية بعيدة عن الشمس التي لا تطالها ولا تطفؤها حبات المطر

                            لقد كنت عميقا يا سيدي في رصد اللحظة وأبعادها
                            وجعلت جدراني زجاجية هنا
                            فلم تحجب آهةً ولا لحظة شرود ولا سؤالا
                            لقد جعلتني أقرأ النص وكانني أراه لأول مرة
                            على هدي من قراءتك العظيمة
                            التي أسعدتني وأبكيتني بها
                            حين سمعتها في تلك الأمسية الجميلة بصوتك
                            وحين قرأتها هنا مرات عديدة

                            وحقيقة لا أدري ماذا أقول أمام هذا الدفء العميق
                            والعمق الرائع المميز
                            وأمام كل هذا الشموخ في تعرية ومعالجة مواطن الكسر

                            أشكرك من عمق القلب
                            وان كنت أعلم ان الشكر قليل على هذه العظمة

                            كل المودة والتقدير لك
                            يا أستاذي الفاضل
                            دعني أعترف أيها المبدع أني لامست شذرات رائعتك، ولم أفها حقها، وما تراءى لك من "جمال التحليل" ما هو إلا من جمال لوحتك الباذخة التي ضمخت كتابتي ببريقها الساحر، أما ما قد يكتشفه القارئ من تقصير في استخراج دررها فهو مني ولا شك.
                            الشكر لك لأنك أخذتني في سياحة رائقة؛ فقد شعرت، وأنا أتواصل مع قطعتك السامقة، بروعة التحليق في سماء أحبها، سماء تختزل الحياة في نبضات، وتختزل النبضات في عبارات، وتختزل العبارات في كلمات، وتختزل الكلمات في حروف نثرتها أيها "الخضور" البارع الجميل؛ فتآلفت، وتهادت تغازل اللغة، وتأسرها!
                            ما أجمل السياحة في نفس ملؤها الإيمان، والصفاء!، نفس تتجاذبها اللحظات الفارهة ما بين هاربة، وحاضرة، ومؤجلة، تتجاذبها، ولا تعيق تحليقها في عالم آمال حالمة لا سلطة للألم السالب فيه، ذلك هو عالمك أخي الرائع محمد الخضور: عالم النقاء، والصفاء، عالم جاذب حالم تهواه الكلمة الصادقة الرائقة فقط لأنك فيه!
                            ...
                            دمت بخير، وشعر...
                            مع تحياتي.
                            رضا
                            [frame="15 98"]
                            لقد زادني حبّـا لنفسي أنني***بغيض إلى كل امرئ غير طائل
                            وأنّي شقيّ باللئــام ولا ترى***شـقيّـا بهـم إلا كـريم الشـمـائل!

                            [/frame]

                            تعليق

                            • منيره الفهري
                              مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
                              • 21-12-2010
                              • 9870

                              #15
                              الأستاذ الكبير محمد الخضور
                              أنا لا أدعي امتلاك زاد أدبي يمكنني من قراءة هذه القصيدة الرائعة كما فعل فطاحل اللغة العربية في الشعرو الأدب أمثال الأستاذ العظيم صادق حمزة منذر و الأستاذ الرائع محمد زعل السلوم و الأستاذة الكبيرة زهور بن السيد و الأستاذة الراقية منجية بن صالح والأستاذة الكبيرة أيضا بسمة العزاوي...و لكني أقول فقط أن قصيدة" حتى اللحظة الأخيرة" سكنتني دون استئذان فانتشيت بقراءتها عديد المرات لأرتوي بلذة إبداعها...فشكرا أستاذي الكبير محمد الخضور على هاته اللوحة الفنية الراقية

                              مع فائق احترامي سيدي

                              تعليق

                              يعمل...
                              X