ويكلكس عند العرب
بقلم محسن العبيدي الصفار
دخل سعيد الى محل عمله فوجد زملاءَه منهمكين أمام شاشات الكمبيوتر وتكاد لا تسمع لهم صوتا وذلك على غير العادة حيث يسمع صوت نكاتهم وقهقهتهم من آخر الرواق المؤدي الى القاعة , استغرب سعيد هذا الامر وسلم على الجميع فردوا عليه دون أن يرفع احد عينيه عن شاشة الكمبيوتر , سأل سعيد احد الزملاء عن سبب هذا الاهتمام المفاجئ بالكمبيوتر فأجابه :بقلم محسن العبيدي الصفار
- ويكليكس
لم يكن سعيد قد سمع بهذا الاسم من قبل فقال :
- هل هذا من أدوية التقوية الجنسية التي يعلنون عنها ليل نهار ؟ وكأن الشعب العربي لا همَّ له سوى تقوية نفسه جنسيا ؟ حسبي الله عليهم فضحونا !!
رد زميله ممتعضا :
- أي تقوية وأي جنس ياسعيد ؟ انت وين عايش ؟ في المريخ ؟ موقع ويكليكس هذا موقع على الانترنت ينشر تسريبات لوثائق سرية من الخارجية الامريكية .
استغرب سعيد :
- يارجل هل تريد أن تقول إنكم جميعا مهتمون بتسريبات وثائق الخارجية الامريكية ؟ ومنذ متى صرتم مهتمين بالسياسة الدولية هكذا ؟ آخر مرة كنتم تحملقون بالكمبيوتر بهذا الشكل كانت عندما نشرت صورة إحدى المطربات بالمايوه .
رد زميله :
- يا سعيد ما لنا نحن والسياسة الدولية ؟ يقال: إن الوثائق تحتوي تسريبات عن كل شيئ وكل المسؤولين العرب وكل ما قالوه وفعلوه بل وحتى مايفكرون به .
بقي سعيد مستغرباً :
- طيب وهل أنت بحاجة إلى تسريبات كي تعرف ما يفكر به المسؤولون العرب ؟ خذ كل ما ينطقون به واعكسه فتحصل على النتيجة، فمثلاً عندما يقولون نحن مع الشعب الفلسطيني يكون واقع الحال انهم لا يكترثون أصلاً لا فلسطين ولا أهلها وعندما يقولون نحن اخوة ونبحث التضامن العربي يكون واقع الحال انهم يحفرون تحت أقدام بعضهم ويحيكون الدسائس كل للآخر وعندما ...
قاطعه صديقه :
- مفهوم يا سعيد حتى الطفل يعرف هذا الذي تقوله فوفّر على نفسك التعب
سأل سعيد :
- طيب عن ماذا تبحثون اذا بكل هذا الاهتمام
رد عليه زميله :
- بسيطة جداً بما أننا لا نصدق أي من وعود المسؤولين حول حياتنا المعيشية وبما أننا نعرف أنهم لا يجرؤون على الكذب على امريكا فنحن نبحث في الوثائق المسربة عن أخبار حول علاوات الرواتب وأسعار الطماطم وحل أزمة السكن ومن سيكون الفائز في ستار أكاديمي هذا العام , ولسنا نبحث عن الملف النووي الايراني أو عملية السلام الشرق أوسطية , مفهوم يا سعيد ؟
لم يسمع سعيد بقية الكلام لأنه كان قد شغل كمبيوتره وانضمَّ هو الآخر إلى عملية البحث الاستراتيجية !.
تعليق