المشاركة الأصلية بواسطة راحيل الأيسر
مشاهدة المشاركة
تمسح الليل بالكاتبة يهب القارئ فسحة للنظر إلى السواد القادم في النص,ربما يحعله متهيئاً لألم قد تحمله السطور,وما بينها,ثم التناغم مع لحن الريح,الرخيم,يجعل الأمر أكثر روية,ويهدئ من روع القارئ,قد ينبئ بقادم أجمل وأكثر شاعرية,خاصة وأن الكاتبة أكدت بأنها سوف تموسق المساء على موسيقا لاكرييف,الشرقية,والتي أرادت الكاتبة من خلال قولها هذا, أن تضع نصب عين القارئ أمراً ما,قد يحثه على التفكر في ماهية الأجواء القادمة,وعمق الكتابة التي سوف تجعله يبتسم رغم غصات الالم المحتملة في السطور المقبلة..حتى الاّن..لا ألم يخز عين القارئ ,هذا ينم عن قدرة الكاتبة على التموج عبر مخيلة قارئها,بين مد وجزر..ربما بدت كالبحر في أول مقطع من نصها,حيث الصور الجميلة والتعابير البليغة وهدوء اللغة.
تعال أيها الشارد من الفكر ..
ناغم اللحن مع اللحن ..
رتب لي بعض فوضى في سيمفونية شهرزاد
لقنني إياها ريميسكي *
وذات سمر مع القمر
نسمات السحر , حملت بضع نوتاته ..
ناغم اللحن مع اللحن ..
رتب لي بعض فوضى في سيمفونية شهرزاد
لقنني إياها ريميسكي *
وذات سمر مع القمر
نسمات السحر , حملت بضع نوتاته ..
هنا: بدأت الكاتبة بالنداء على من أو ما شرد من الفكر..الامر مبهم حتى هذه اللحظة..ربما قصدت أن تنادي فكرة ماشردت من ذاكرتها هذا المساء,عشقتها حد الثمالة,حد الإتيان بها لتتناغم مع لحن الليل وما حملته الريح من رخامة فيه,ارادت أن ترتب فوضاها التي تشبه فيما تشبه..سيمفونية شهرزاد لريميسكي,السيمفونية المشهورة بفوضى المشاعر بين امتداد في الأفق وضيق في المساحات تارة تلو تارة,هذه الطريقة في التعبير,تنم عن كاتب يحسن التحدث إلى قارئه عبر نفسه,يجيد لغة للحوار,قد تبدو خاصة به,خاصة جداً,يدعم هذا بجميل الصورة وبليغ التعبير,وعمق الفكرة..الفكرة التي تجعل من بعض المفردات,أشياء مقدسة في النص,لايمكن الاستغناء عنها لا من قريب ولا من بعيد,هذه الشاعرية لن تتكرر في الأدب مرتين,"هذا ما يقوله القارئ,ولم تقله الكاتبة قطعاً"هذا استنتاج اّني,للحظة والتو,وليس استنتاجاً منطقيا يدعم بالدليل والبرهان,إنما هو من صنع الكاتب في نفس القارئ حيث "السر مع القمر..والسحر يضع النوتة..والشرود من الفكر"هذه قدرة على احتلال مخيلة القارئ ومداركه,تحسب للكاتبة وتستوجب الثناء والتقدير..
ثم تقول:
ثم تقول:
قد أسكب لك في قدح الشعر فيض ثمالة
فأشع في راحه أكثر من وصيفة فارسية
ترقرق نضرة العشق على زجاج بشرتها
مع الهمسات أضبط وقع أناملي
وأشعل في فراغات الصمت أوبرا غلينكان *
فأشع في راحه أكثر من وصيفة فارسية
ترقرق نضرة العشق على زجاج بشرتها
مع الهمسات أضبط وقع أناملي
وأشعل في فراغات الصمت أوبرا غلينكان *
هنا: تسرح الكاتبة في وصف الحال مع شريدها المنادى في الجزء السابق من النص..تصف السهرة وقد جالسته إلى طاولة الشعر..وعبرت بأنها ستسكب له هذا الأخير بأقداح ثمالة,اي أن الأدب سيكون الشراب المفضل التي ستقدمه للجليس في هذه السهرة المغمورة بعزف شهرزاد,في الداخل,ولاكرييف في الخارج يناغم الليل بصوت الريح..تضبط وقع الأنامل مع همساتها..وتشعل في الجزء الذي لا يزال صامتا منه"الجليس"أوبرا لا تبقي على جزء منه, مهما كان بسيطا, إلا وقد جعلته يرقص على موسيقا مختلفة عن سواها مما في الداخل أو الخارج..ثم عبرت عن جمالها المقتبس من كل هذا, بقولها"فأشع في راحه أكثر من وصيفة فارسية
تُرقرِق نضرة العشق على زجاج بشرتها " صورة جميلة بكل المقاييس تكشف عن رقة الأنثى الممتزجة بكل تفاصيلها..التي لم تضعها على الهامش ,بل أرادت التأكيد عن كونها في صلب الموضوع وقد تكون العنوان أيضاً..
لعمري إن هذا لأدب جميل يُشهد له في جميع المحافل..أتحفتني به الكاتبة وجعلت مني كقارئ"مخلوقا نهماً لا يشبع ولا تكفه الكلمات" .
ثم تقول:
تُرقرِق نضرة العشق على زجاج بشرتها " صورة جميلة بكل المقاييس تكشف عن رقة الأنثى الممتزجة بكل تفاصيلها..التي لم تضعها على الهامش ,بل أرادت التأكيد عن كونها في صلب الموضوع وقد تكون العنوان أيضاً..
لعمري إن هذا لأدب جميل يُشهد له في جميع المحافل..أتحفتني به الكاتبة وجعلت مني كقارئ"مخلوقا نهماً لا يشبع ولا تكفه الكلمات" .
ثم تقول:
يا شغفا كموسيقى ليست *البوهيمية ..
تمردت على مفاتيح التكرار
يجعد غيم ليل غجري ..
اقبل وئيدا , أو ساحرا عنيفا كإله الرقص مادهاف *
مارس رقصتك كي تحرر ساعات العمر من زيها الروماني الثقيل
فتركض خيالا حتى مشارف القمر ..
تمردت على مفاتيح التكرار
يجعد غيم ليل غجري ..
اقبل وئيدا , أو ساحرا عنيفا كإله الرقص مادهاف *
مارس رقصتك كي تحرر ساعات العمر من زيها الروماني الثقيل
فتركض خيالا حتى مشارف القمر ..
أيها السواد ..اكشف عن جسد النهار ,
فهذا الليل لا ينفك يلبس هلوساتي قميص دهشة ..
وأنت أيها الشارد ممتنعا , تمشي الهنيهة
.. ولن تأتي لتناغم اللحن معي ..
فهذا الليل لا ينفك يلبس هلوساتي قميص دهشة ..
وأنت أيها الشارد ممتنعا , تمشي الهنيهة
.. ولن تأتي لتناغم اللحن معي ..
هنا: يكمن الألم الذي اشارت إليه الكاتبة في مطلع نصها وقد حذرت القارئ من احتمال أن يقرأ ما سيخز عينه بشدة ,وكانت قدرة فائقة ,نادرة جداً,قل من يستطيع استخدام هذا الأسلوب في الكتابة بحيث يشير إلى الخاتمة منذ البدء في النص,ربط متمكن,بين الخاتمة والبداية تجعل الفكرة حبيسة النص ولا تتفلت عبر السرد كما يحصل في أغلب الكتابات هنا وهناك وفي أكثر المحافل الأدبية يكون للناقد أن يشير إلى أن الفكرة قد تفلتت هنا أو هناك ولا يضيره أمرالبحث عن مثال يشيربه إلى هذه السيئة في أغلب النصوص ,بينما أجد أن الناقد هنا,لايمكنه أن يأتي بدليل يشير به إلى أن هذا النص قد أفلت فكرته في زاوية منه أو في أخرى..تناشد الليل أن ينجلي بسواد المعتم على قلبها,تحاول الاستفاقة من حلمها بأنه سوف يأتي"الشريد المبهم"تعبر عن فقدانها الأمل,وانه سوف لن يأتي مطلقا,تعبر عن هذا برقة رائعة جداً,تغري الكاتب بطلب المزيد من هذه الصور الجميلة والتعابير البليغة بكل المقاييس..
راحيل الأيسر..شكراً أيتهالكاتبة المرهفة الحس,اليانعة القلم والفكر..سكراً لهذا الإمتاع الأدبي الراقي جداً.ً
راحيل الأيسر..شكراً أيتهالكاتبة المرهفة الحس,اليانعة القلم والفكر..سكراً لهذا الإمتاع الأدبي الراقي جداً.ً
تعليق