أجساد جوفاء..
كنتَ تقول لي "أعشق اللون الأبيض والله رزقني بزوجة بيضاء اللون، كل ما فيها ناصع كالثلج، بشرتها، روحها، قلبها" .....
وغطّاك ثلج آخر غيري ... شموس أخرى ملتهبة غزت مجرتنا ..أطفأتني ...ذوبتني ..!
حالت بيننا جبال ، صخور انتصبت على قلبي تحاول تفتيته. وفجأة ما عدت أجد صورتي في مرآتك، ذبلت زهوري في أحواض عينيك .
كيف لا وأنا زهور بلا عطر؟! غيمة راهنت عليها ولم تمطر ؟!
ألومك دائما وأنسى أنني أنا من حوّل الواحة إلى صحراء .ألستُ شجرة النخيل، تلك التي لم تثمر يوما..؟
كنت أختبئ خلف إحدى الظلال، إلى أن جاء ذاك اليوم الذي تعرت فيه الظلال من أقنعتها ، كشفت أكثر من فوهة بركان عن نفسها.وعثرنا على مئات من الألغام تعشعش في أراضينا،
تحاصرنا دون أن ندري ..!
أيام من الترقب عشناها، نسمع لهثات القنابل حولنا، عشنا ذلك الموت بتفاصيله منتظرين الإنفجار الكبير..!
ودوى ذات صباح ..!
كان أعظم مما تخيلناه . نُسفت المحاصيل قبل ولادتها ..وسقطت النخلة ..!
مكثت العاصفة الرملية في دارنا عدة أيام، غطّت ملامحي، دفنتها،
كنت أشعر في كل لحظة أن جزءا منّي كان يُطمر، رمال متحركة كانت تسحبني بينما كنتَ تنظر إليّ بصمت، لم تحاول إنقاذي! وتلك الدمعة التي كنت تذرفها كنت تبكي بها حالك!
وتغيرت نظرتك لي .
هل شعرتَ أن رجلا كان يجلس وينام بقربك لا امرأة؟!
كان ذلك الشعور يراودني أيضا، هو ما دفعني إلى حمل المقص في تلك الليلة العاصفة ، وتنفيذ حكم الإعدام في ضفائر طويلة .لم تعد تناسبني .
يومها اتهمتني بالجنون، فوجهت المقصّ نحو عنقك، أردتك أن تعترف، تقول عني كل ما يختلج في صدرك ، ثم أدركت أن الجرم اقترفه جسدي الأجوف وحده، فأردت تمزيق تينك الأحشاء التي وضعت للزينة فقط .لم منعتني حينها؟ لم أفرغت رصاصة الإنقاذ في رأسي؟!
ثم عشنا أياما من الإغماء، عانقنا فيها كوابيسنا، غفونا على وسادة الخيبة، نتقلب فوق شظايا الأمل المتحطم ..!
كان لا معنى لأن نتشارك ذلك الألم، إنها معاناتى وحدي، عزمت على الطلاق، كنتَ ترفض . ظننته "الحبّ" ، إلى أن رأيت طيف العروس الجديدة يقف عند الباب ، فعرفت أن رفضك ما كان إلا شفقة عليّ !
ترى هل هي أيضا بيضاء اللون؟وغطّاك ثلج آخر غيري ... شموس أخرى ملتهبة غزت مجرتنا ..أطفأتني ...ذوبتني ..!
حالت بيننا جبال ، صخور انتصبت على قلبي تحاول تفتيته. وفجأة ما عدت أجد صورتي في مرآتك، ذبلت زهوري في أحواض عينيك .
كيف لا وأنا زهور بلا عطر؟! غيمة راهنت عليها ولم تمطر ؟!
ألومك دائما وأنسى أنني أنا من حوّل الواحة إلى صحراء .ألستُ شجرة النخيل، تلك التي لم تثمر يوما..؟
كنت أختبئ خلف إحدى الظلال، إلى أن جاء ذاك اليوم الذي تعرت فيه الظلال من أقنعتها ، كشفت أكثر من فوهة بركان عن نفسها.وعثرنا على مئات من الألغام تعشعش في أراضينا،
تحاصرنا دون أن ندري ..!
أيام من الترقب عشناها، نسمع لهثات القنابل حولنا، عشنا ذلك الموت بتفاصيله منتظرين الإنفجار الكبير..!
ودوى ذات صباح ..!
كان أعظم مما تخيلناه . نُسفت المحاصيل قبل ولادتها ..وسقطت النخلة ..!
مكثت العاصفة الرملية في دارنا عدة أيام، غطّت ملامحي، دفنتها،
كنت أشعر في كل لحظة أن جزءا منّي كان يُطمر، رمال متحركة كانت تسحبني بينما كنتَ تنظر إليّ بصمت، لم تحاول إنقاذي! وتلك الدمعة التي كنت تذرفها كنت تبكي بها حالك!
وتغيرت نظرتك لي .
هل شعرتَ أن رجلا كان يجلس وينام بقربك لا امرأة؟!
كان ذلك الشعور يراودني أيضا، هو ما دفعني إلى حمل المقص في تلك الليلة العاصفة ، وتنفيذ حكم الإعدام في ضفائر طويلة .لم تعد تناسبني .
يومها اتهمتني بالجنون، فوجهت المقصّ نحو عنقك، أردتك أن تعترف، تقول عني كل ما يختلج في صدرك ، ثم أدركت أن الجرم اقترفه جسدي الأجوف وحده، فأردت تمزيق تينك الأحشاء التي وضعت للزينة فقط .لم منعتني حينها؟ لم أفرغت رصاصة الإنقاذ في رأسي؟!
ثم عشنا أياما من الإغماء، عانقنا فيها كوابيسنا، غفونا على وسادة الخيبة، نتقلب فوق شظايا الأمل المتحطم ..!
كان لا معنى لأن نتشارك ذلك الألم، إنها معاناتى وحدي، عزمت على الطلاق، كنتَ ترفض . ظننته "الحبّ" ، إلى أن رأيت طيف العروس الجديدة يقف عند الباب ، فعرفت أن رفضك ما كان إلا شفقة عليّ !
لملمت أمتعتي، تركت لها الفساتين،
التنانير ،
كل أنواع الحلي ،
لبست بنطالا ، واعتمرت إحدى قبعاتك،
وانتظرتك أن تودعني بكلمة : "أنت طالق".
كم كنت بحاجة لسماعها بقدر حاجتي للانتحار!
أنزل إلى الشارع، أتأمل المارة، أنقّب فيهم عن شيء يشبهني - نساء ورجالا- ، إلى أيّ منهم أنتمي حقا؟
أكثر ما كان يحيرني هي الأماكن الخاصة ، بكل صنف منها على حدًه .. أقف تائهة، حائرة في أمري ، ثم أمضي في درب ضياعي!
نظرت النساء إليّ بغرابة : هل تراهنّ يعرفن بأمري؟
العالم كله كان يحدق بي ، ينبذني ، وكنت مصممة أن أعرف من أنا؟ ماذا أكون ؟
هيكل امرأة مهترئ أم ماذا ؟!
الفراغ في جوفي كان يردد صدى مزعجا، فكان عليّ ملؤه بطريقة أو بأخرى ..
وفي كل مساء شتوي كنت أتذكرك، أتساءل عن أحوالك..! وها أنت أمامي الآن ، تمسك بيد طفل ليس منّي .!
أي صدفة جمعتنا من جديد؟!
ولم أعيد سرد قصتنا عليك ؟!
ما الذي أتى بك في هذا اليوم بالذات؟!نظرت النساء إليّ بغرابة : هل تراهنّ يعرفن بأمري؟
العالم كله كان يحدق بي ، ينبذني ، وكنت مصممة أن أعرف من أنا؟ ماذا أكون ؟
هيكل امرأة مهترئ أم ماذا ؟!
الفراغ في جوفي كان يردد صدى مزعجا، فكان عليّ ملؤه بطريقة أو بأخرى ..
وفي كل مساء شتوي كنت أتذكرك، أتساءل عن أحوالك..! وها أنت أمامي الآن ، تمسك بيد طفل ليس منّي .!
أي صدفة جمعتنا من جديد؟!
ولم أعيد سرد قصتنا عليك ؟!
كانت غارقة في حديثها الصامت معه، أيقظها الناس من حولها ؛ فقد حان موعد الإفتتاح . أمسكت بالمقص، ارتجفت يدها ، متذكرة اللحظة التي قصّت فيها شعرها بعنف، عادت لتقصه مرّة أخرى عبر ذلك الشريط!
صخب وآلات تصوير ، ومنصة تنتظر أن تروج كلاما على عجل، اعتلتها. كان حشد من الناس ينتظر عبارات ترحيب اعتادوا عليها، لكنها فاجأتهم وأصابتهم بالبكم...!
قالت بنظرة متجمدة لا تدمع عن غير عادة:
أنا امرأة بجسد أجوف، أنتزع مني الرحم، وحق الولادة، حملت عاهتي ومشيت ألملم رمال الخزي بنظراتي .
العار ملأ مرآتي . كم تمنيت ارتكاب جريمة شرف بحقي!
نبذتني بنات جنسي، رحت أبحث عن هويتي، أحاول طرد أيام ما عبرت بوابة الزمن لتلازمني ، أقاتل ذكريات عاهدت نفسها أن تحرس أبواب الجراح من غزو الإلتئام ..!
أطارد ملامح امرأة كان من المفترض أن أحملها..!
أبحث عن طفل ولدته على غفلة مني ومن طبيب تعجل في إجراء الجراحة، دون أن يعطيني فرصة أكون فيها أمّا!
سرت في كل الطرق ، تأبطت ذراعيّ أسئلتي ووجعي ، لكنني صدمت بما وجدته .
اكتشفت أنني امرأة بلا رحم ؛ بينما المئات من النساء بلا رحمة..!
تجاوزت الصدمة لأعثر على حقيقتي وأثبت أنني امرأة وأمّ .
أشارت إلى مبنى "مأوى الأطفال المشردين الجديد"، وتابعت :
وهذا رَحِمي .
صخب وآلات تصوير ، ومنصة تنتظر أن تروج كلاما على عجل، اعتلتها. كان حشد من الناس ينتظر عبارات ترحيب اعتادوا عليها، لكنها فاجأتهم وأصابتهم بالبكم...!
قالت بنظرة متجمدة لا تدمع عن غير عادة:
أنا امرأة بجسد أجوف، أنتزع مني الرحم، وحق الولادة، حملت عاهتي ومشيت ألملم رمال الخزي بنظراتي .
العار ملأ مرآتي . كم تمنيت ارتكاب جريمة شرف بحقي!
نبذتني بنات جنسي، رحت أبحث عن هويتي، أحاول طرد أيام ما عبرت بوابة الزمن لتلازمني ، أقاتل ذكريات عاهدت نفسها أن تحرس أبواب الجراح من غزو الإلتئام ..!
أطارد ملامح امرأة كان من المفترض أن أحملها..!
أبحث عن طفل ولدته على غفلة مني ومن طبيب تعجل في إجراء الجراحة، دون أن يعطيني فرصة أكون فيها أمّا!
سرت في كل الطرق ، تأبطت ذراعيّ أسئلتي ووجعي ، لكنني صدمت بما وجدته .
اكتشفت أنني امرأة بلا رحم ؛ بينما المئات من النساء بلا رحمة..!
تجاوزت الصدمة لأعثر على حقيقتي وأثبت أنني امرأة وأمّ .
أشارت إلى مبنى "مأوى الأطفال المشردين الجديد"، وتابعت :
وهذا رَحِمي .
.
.
11/12/2010
تعليق