...دراسة لمحاولة كسر الحاجز بين المتلقى والفن الجميل....
==========================
الى متى تستمر حيرة المشاهد أمام بعض اللوحات التشكيلية ؟ ومتى يمكن لمن يستطيع تذوق الشعر والقصة والمسرح والسينما أن يتفاعل مع الفن التشكيلى والذى أصبحت بعض معروضاته لغزا محيرا ؟ ودائما تبدو الحيرة على وجوه أغلب المشاهدين وتثار أسئلة : ماهى هذه اللوحة؟ أين الجمال فيها ؟ أين الإبداع ؟ أين المضمون ؟.......
ولمحاولة الدخول الى عمق اللوحة التشكيلية وللتعايش معها وتذوقها إن أمكن...من المعروف أنه لكى تكتمل عملية الإبداع يجب أن يتوافر فيها ثلاثة عناصر:
الأول : الفنان التشكيلى
ثانيأ : المتذوق والمتلقى
ثالثا : العمل الإبداعى
===========
الأول : الفنان التشكيلى الذى يمتلك موهبة الإبداع والإبتكار والمسلح بالوعى والإدراك لما يبدع والذى شحذ موهبته وصقلها بالإطلاع على تجارب الآخرين وثقافاتهم والقادر فى نهاية المطاف على إبداع اللوحة الفنية التشكيلية ، ولأننا لا نستطيع أن نصف كل من تصدى لملء فراغ أو مسطح أبيض بالخطوط والأشكال والألوان فنانا كما لا نستطيع أن نصف كل قطعة علقت على جدار أو فى صالة عرض لوحة فنية تشكيلية .
الثانى : المتذوق والمتلقى لهذه اللوحة الفنية التشكيلية والذى يفترض فيه أن يكون مهتما بالفنون الجميلة متابعا لمسيرتها مسلحا بأرضية ثقافية تؤهله للدخول الى عوالم اللوحة الفنية ، حتى ولو كان من حملة أعلى الشهادات ، ولأن تذوق اللوحة الفنية يحتاج الى تربية معينة وتدريب مستمر وثقافة متنامية وليس مجرد متعة وتسلية .
الثالث : العمل الإبداعى وبما فيه من عناصر ومقومات اللوحة الفنية.
وبتوافر الثلاث عناصر يمكن الدخول الى عوالم هذه اللوحة .
ماهية اللوحة الفنية : اللوحة الفنية التشكيلية - اصطلاحا - هى كل مساحة مسطحة رسمت فيها يد
========= الفنان خطوطا وأشكالا وسكبت فيها روحه وعواطفه ألوانا وضمنها عقله قيما وأفكارا وأهدافا تتحدث مع المتذوقين بلغة العيون والأبصار، مترجمة لهم أحاسيس الفنان ومشاعره ورؤاه فى فترة زمنية معينة ، فهى نتاج عمل عقلى وعاطفى مشترك ومتماسك ، كل منهما محرض للآخر ومكمل له فى حركة كروية دؤوبة ، فهى ليست نتاج عمل عاطفى بحت ولا نتاج عمل عقلانى بحت لأن الفن عصارة عمل حضارى والحضارة لا تقوم بالعاطفة وحدها ولا بالعقل وحده بل هى نتاج انصهار الإثنين معا فى بوتقة الإنسان المبدع .
مقومات اللوحة : لكل لوحة فنية تشكيلية أيا كان انتماؤها للمدرسة الفنية { شكل ومضمون }
======
أولا : الشكل فى اللوحة الفنية التشكيلية : يتكون الشكل فى أى لوحة تشكيلية من مجموعة مفردات =================وعناصر متكاملة ومترابطة وهى :
ا- مساحة فارغة محاطة بإطار عام يحدد شكلها الخارجى وأبعادها ونسبها
ب- مجموعة الخطوط المتعانقة والمتشابكة والمتقاطعة المرسومة فى هذا الفراغ والأشكال والتكوينات التى تخلقها هذه الخطوط المحيطة بها
ج- محموعة الألوان المفروشة على سطح هذا الفراغ
هذه بشكل عام عناصر الشكل فى اللوحة الفنية التشكيلية أيا كانت المدرسة التى تنتمى اليها ، ماعدا بعض الأعمال التى حاول بعض الفنانين إضافة مواد جديدة عليها مأخوذة من الورق أو القماش أو سطوح جذوع بعض الأشجار أو النباتات المجففة ولصقها على سطح اللوحة وهى ما يسمى بطريقة القص واللصق ( الكولاج ).
يعتبر اختيار هذه العناصر بشكل دقيق ومدروس وواع وإتقان توظيفها بما يخدم مضمون اللوحة أهم ركيزة فى بناء اللوحة الفنية التشكيلية ،وكلما أدرك المتذوق ذلك واستوعبه وتشربه بدت له جماليات هذه اللوحة وروعتها أو تبدى له قبحها ورداءتها وإنحطاط مستوها .
أ - المساحة الفارغة والشكل الخارجى العام : لكل لوحة نسبها وأبعادها وشكلها الخارجى العام .
فمنها المستطيلة والمربعة والمستديرة ومنها الكبيرة والصغيرة ، ولكل شكل من هذه الأشكال الموضوع الذى يناسبه ويتلاءم معه ، وعلى سبيل المثال أن اللوحات التى تعبر عن الطبيعة الخلوية البحرية تنختلف نسبها وأبعادها عن اللوحات التى تمثل الطبيعة الصامتة أو تلك التى تعبر عن الصور الشخصية ( البورترية ) أو تلك التى تعبر عن الملاحم والبطولات، وكلما استشعر المتذوق الانسجام التام والتوافق بين المفردات والصيغ المرسومة داخل هذا الفراغ والمساحة الاجمالية لهذا الفراغ ،شعر بالمتعة والألفة لما يشاهده والعكس صحيح . وهذا يتطلب التدريب المستمر للعين بإعتبارها الحاسة التى ترتشف بواسطتها الملامح الجمالية للأشكال المرئية سعيا للإرتقاء بعملية التذوق...وعلى سبيل المثال أيضا : يستطيع المشاهد الذواقة أن يحكم من النظرة الأولى على أثاث غرفة بأنه غير منسجم مع مساحة هذه الغرفة وفراغها رغم فخامة هذا الأثاث وجماله ، فى حين ينبهر مشاهد آخر بفخامة هذا الأثاث وجماله دون أن يفطن الى عدم انسجامه مع مساحة الغرفة وفراغها لإفتقار هذا المشاهد الى العين المدربة وحس التذوق العام .....................
=================================
...يلــــــــــــــــــى ..................
==========================
الى متى تستمر حيرة المشاهد أمام بعض اللوحات التشكيلية ؟ ومتى يمكن لمن يستطيع تذوق الشعر والقصة والمسرح والسينما أن يتفاعل مع الفن التشكيلى والذى أصبحت بعض معروضاته لغزا محيرا ؟ ودائما تبدو الحيرة على وجوه أغلب المشاهدين وتثار أسئلة : ماهى هذه اللوحة؟ أين الجمال فيها ؟ أين الإبداع ؟ أين المضمون ؟.......
ولمحاولة الدخول الى عمق اللوحة التشكيلية وللتعايش معها وتذوقها إن أمكن...من المعروف أنه لكى تكتمل عملية الإبداع يجب أن يتوافر فيها ثلاثة عناصر:
الأول : الفنان التشكيلى
ثانيأ : المتذوق والمتلقى
ثالثا : العمل الإبداعى
===========
الأول : الفنان التشكيلى الذى يمتلك موهبة الإبداع والإبتكار والمسلح بالوعى والإدراك لما يبدع والذى شحذ موهبته وصقلها بالإطلاع على تجارب الآخرين وثقافاتهم والقادر فى نهاية المطاف على إبداع اللوحة الفنية التشكيلية ، ولأننا لا نستطيع أن نصف كل من تصدى لملء فراغ أو مسطح أبيض بالخطوط والأشكال والألوان فنانا كما لا نستطيع أن نصف كل قطعة علقت على جدار أو فى صالة عرض لوحة فنية تشكيلية .
الثانى : المتذوق والمتلقى لهذه اللوحة الفنية التشكيلية والذى يفترض فيه أن يكون مهتما بالفنون الجميلة متابعا لمسيرتها مسلحا بأرضية ثقافية تؤهله للدخول الى عوالم اللوحة الفنية ، حتى ولو كان من حملة أعلى الشهادات ، ولأن تذوق اللوحة الفنية يحتاج الى تربية معينة وتدريب مستمر وثقافة متنامية وليس مجرد متعة وتسلية .
الثالث : العمل الإبداعى وبما فيه من عناصر ومقومات اللوحة الفنية.
وبتوافر الثلاث عناصر يمكن الدخول الى عوالم هذه اللوحة .
ماهية اللوحة الفنية : اللوحة الفنية التشكيلية - اصطلاحا - هى كل مساحة مسطحة رسمت فيها يد
========= الفنان خطوطا وأشكالا وسكبت فيها روحه وعواطفه ألوانا وضمنها عقله قيما وأفكارا وأهدافا تتحدث مع المتذوقين بلغة العيون والأبصار، مترجمة لهم أحاسيس الفنان ومشاعره ورؤاه فى فترة زمنية معينة ، فهى نتاج عمل عقلى وعاطفى مشترك ومتماسك ، كل منهما محرض للآخر ومكمل له فى حركة كروية دؤوبة ، فهى ليست نتاج عمل عاطفى بحت ولا نتاج عمل عقلانى بحت لأن الفن عصارة عمل حضارى والحضارة لا تقوم بالعاطفة وحدها ولا بالعقل وحده بل هى نتاج انصهار الإثنين معا فى بوتقة الإنسان المبدع .
مقومات اللوحة : لكل لوحة فنية تشكيلية أيا كان انتماؤها للمدرسة الفنية { شكل ومضمون }
======
أولا : الشكل فى اللوحة الفنية التشكيلية : يتكون الشكل فى أى لوحة تشكيلية من مجموعة مفردات =================وعناصر متكاملة ومترابطة وهى :
ا- مساحة فارغة محاطة بإطار عام يحدد شكلها الخارجى وأبعادها ونسبها
ب- مجموعة الخطوط المتعانقة والمتشابكة والمتقاطعة المرسومة فى هذا الفراغ والأشكال والتكوينات التى تخلقها هذه الخطوط المحيطة بها
ج- محموعة الألوان المفروشة على سطح هذا الفراغ
هذه بشكل عام عناصر الشكل فى اللوحة الفنية التشكيلية أيا كانت المدرسة التى تنتمى اليها ، ماعدا بعض الأعمال التى حاول بعض الفنانين إضافة مواد جديدة عليها مأخوذة من الورق أو القماش أو سطوح جذوع بعض الأشجار أو النباتات المجففة ولصقها على سطح اللوحة وهى ما يسمى بطريقة القص واللصق ( الكولاج ).
يعتبر اختيار هذه العناصر بشكل دقيق ومدروس وواع وإتقان توظيفها بما يخدم مضمون اللوحة أهم ركيزة فى بناء اللوحة الفنية التشكيلية ،وكلما أدرك المتذوق ذلك واستوعبه وتشربه بدت له جماليات هذه اللوحة وروعتها أو تبدى له قبحها ورداءتها وإنحطاط مستوها .
أ - المساحة الفارغة والشكل الخارجى العام : لكل لوحة نسبها وأبعادها وشكلها الخارجى العام .
فمنها المستطيلة والمربعة والمستديرة ومنها الكبيرة والصغيرة ، ولكل شكل من هذه الأشكال الموضوع الذى يناسبه ويتلاءم معه ، وعلى سبيل المثال أن اللوحات التى تعبر عن الطبيعة الخلوية البحرية تنختلف نسبها وأبعادها عن اللوحات التى تمثل الطبيعة الصامتة أو تلك التى تعبر عن الصور الشخصية ( البورترية ) أو تلك التى تعبر عن الملاحم والبطولات، وكلما استشعر المتذوق الانسجام التام والتوافق بين المفردات والصيغ المرسومة داخل هذا الفراغ والمساحة الاجمالية لهذا الفراغ ،شعر بالمتعة والألفة لما يشاهده والعكس صحيح . وهذا يتطلب التدريب المستمر للعين بإعتبارها الحاسة التى ترتشف بواسطتها الملامح الجمالية للأشكال المرئية سعيا للإرتقاء بعملية التذوق...وعلى سبيل المثال أيضا : يستطيع المشاهد الذواقة أن يحكم من النظرة الأولى على أثاث غرفة بأنه غير منسجم مع مساحة هذه الغرفة وفراغها رغم فخامة هذا الأثاث وجماله ، فى حين ينبهر مشاهد آخر بفخامة هذا الأثاث وجماله دون أن يفطن الى عدم انسجامه مع مساحة الغرفة وفراغها لإفتقار هذا المشاهد الى العين المدربة وحس التذوق العام .....................
=================================
...يلــــــــــــــــــى ..................
تعليق