التصويت للمجموعة الأولى من مسابقة صيد الخاطر \ صوتكم أمانةٌ أدبية ..؛

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد زكريا
    أديب وكاتب
    • 15-12-2009
    • 2289

    التصويت للمجموعة الأولى من مسابقة صيد الخاطر \ صوتكم أمانةٌ أدبية ..؛

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وأفضل الصلاة وأتمُّ التسليم ، على سيدنا محمد وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين
    السادة الكتاب ، رواد ملتقى صيد الخاطر
    تحت شعار (( صوتكم أمانة أدبية ))
    إليكم المجموعة الأولى من النصوص المشاركة بمسابقة صيد الخاطر
    وقبل أن أبدأ بإيرادِ النصوص ..أود أن ألفت انتباه حضراتكم جميعاً إلى الآلية التي انتهجتها إدارة القسم بهذهِ المسابقة.
    طبعاً لقد قرأنا جميعاً بنود المسابقة وشروطها في موضوع الإعلان
    وبعد التعاون مع الأساتذة الأفاضل \لجنة التحكيم
    لقد وصلتني النصوص جميعها عبر بريدي الخاص حصراً ... وبدوري قمت بإرسالها بالأرقام ((دون ذكر الأسماء )) للسادة أعضاء اللجنة
    وهنا سيتم إيراد النصوص بالأرقام أيضاً كما شرحتُ بتقديمي للمسابقة
    وهنا يجب ملاحظة أمرٍ هام
    كثير من السادة المشاركين بالمسابقة ظنَّوا أن الضبط إلزامي ،ولكنني قدمتُ بالإعلان وقلتْ ، الضبط (( إن وجد )) مما يعني أننا لم نلزم الكاتب بذلك
    فكثير ضبط نصهُ شكلاً .. وآخرون لم يقوموا بذلك .. وهذا لم تأخذ بهِ اللجنة بالعلامات... إلا إذا كان الضبط موجوداً ومغلوطاً..
    أمر آخر ... الترقيم سيكون هنا مختلفاً عن الترقيم الذي أرسلتهُ إلى اللجنة وذلك لأن بعض العلامات وصلتني منهم، وبعضها لم يصل حتى الآن ... وهم سيقيمون وفق الأرقام التي أرسلتها لهم وليس وفق الأرقام الموجودة هنا .. وبالنهاية سأجمع أمامكم علامات التصويت لكل خاطرة مع العلامات النهائية التي حصلت عليها من قِبل لجنة التحكيم
    ناحية أخرى ... كل النصوص التي سأوردها هنا ... سيتم إيرادها كما وصلتني على البريد
    بنفس التنسيق تماماً
    \\
    عدد النصوص المشاركة ((33 ))
    سيتم إيراد ((16))نص بهذهِ المجموعة
    وسيتم إيراد ((17)) نص بالمجموعة الثانية
    \\
    مدة التصويت أسبوع من تاريخ يوم الغد ... وهنا يجب ملاحظة أمرٍ هام، لكي لا نظلم الأعضاء بالمجموعة الثانية
    يمكننا جميعاً أن نصوت في كلا المجموعتين
    مثال \ أنا سأصوت لخاطرة واحدة هنا ... ويمكنني أيضاً أن أصوت لخاطرة أخرى في المجموعة الثانية عند إيرادها.
    \\
    سنبدأ بعون الله
    يرجى عدم إضافة أي رد قبل أن أورد جميع النصوص
    كما أرجو من الجميع أن يتذكروا ما جاء في عنوان الموضوع:
    صوتكم أمانة أدبية
    \\
    مع أطيب التمنيات بالتوفيق لجميع السادة الكتاب


    69

    هذا الاستطلاع منتهي

    نحن الذين ارتمينا على حافة الخرائط ، كحجارة ملقاة في مكان ما ،لايأبه بها تلسكوب الأرض
    ولاأقمار الفضاء
    .


    https://www.facebook.com/mohamad.zakariya
  • محمد زكريا
    أديب وكاتب
    • 15-12-2009
    • 2289

    #2
    الخاطرة رقم ((1 ))



    قلبُ طيرْ


    عندما يَتدلَّى الليل فوق خيمةِ انتظاري ، أُلملَِِمُ أشيائي الصغيرةَ في ذاكرتي ، أُهندِمها وأُلبِسُها ثوبَ بنفسجٍ من خجلٍ ، أعلِّمها الهدوءَ وأطلبُ منها السُّكون ، وأُعِدُّ فنجانا من قهوة الشوقِ وأَجلِسُ حاملة ًبيدي زهرةَ ياسمينٍ ببياضِ قلبِك الجميلِ تتوسَّطها صُفْرة ٌصغيرة ٌ أَرهقَها هَمُّ الذبول ، فعمرُ الياسمين ِيا رفيقَ الليل قصير ......


    أَجْلسُ إلى شُباك اِعْتدتُّ على الجلوسِ إليه أرقبُ الغيابَ كيف يَرحلُ بين أقدام ِالغائبين ، يجرُّون خَلفَهُم أكياسَ هُمومٍ ، وأيديَهم أتعبَها ثِقلُ المحمولِ وعُيونُهم حائرةٌ ما بين غدٍ مأمولٍ وماضٍ أرهَقهُم منه ما يجُرُّون .


    أمُدُّ يدِي إلى ساعِدك الذي يقبضُ بكفِّهِ على أصابِع شوقي ويتسلَّق شُباكي ، لنفترشَ معاً بساط حِكاياتِنا الصغيرة َ ، ونكهةُ قهوةِ شوقِنا تجمعنا لنَتَذَوَّقَ معا رشْفةَ اللقاء .
    وتجيءُ إليّ َتحمِلُ صُرتَّك على ظَهرك والتي مَلأْتَ مِنْ قِصصِ الغيابِ والضَّنى ، تَنثرُها على استحياءٍ فألتقطُ ما فيها على شَوقٍ ، وأنفُضُ ما عَلاها من هَمْهماتِ السنين ، أسترِقُ السمعَ لما امْتَلأَتْ به جيوبُها من خَشْخَشاتِ الوجعِ .


    وتحبو اللهفة بين يديك وعيناي معلقتان بصُرَّتك المملوءةِ بحباتِ زيتونٍ جفاها المطرُ وعانَقَها على عَجلٍ قطافٌ ، وشيءٌ من زعْترِ الأرض الثكلى التي تُقبِّل أقدامَ العابرين قبلَ النزوحِ وترثي أجسادَهم قبل أن تُزْرَعَ في القبور......


    آتي إليك نُغَمّسُ على بِساطِ الليلِ زيتَ الوجع ِونلْضُم حبَّاتِ الزيتونِ في جوفِ الليلِ زادا للمَعَاد ،
    نمشِّط معاً على ضَوءِ قنديلِ الأملِ جَدائلَ الليالي عَلّها تتزينُ ذاتَ فرحٍ ليوم ِزفافٍ في عرسِ عودةْ .
    تُوَشْوشُني أحلامُك الخَجلى وضحكة ٌجذْلى تُسابِق ضوءَ القمر تَرتَسِم على شَفتيك المكتنزتين بالحكاياتِ المرَّة .


    يا رفيقَ السمر ،
    تجوبُ حكاياتُك المُرةَُّ مدائن أوردتي ، وتجعلُني ناطورا يُمسِك بابَ الشوقِ يُشرِعُه لك عند المجيء ويُقفلُه في وجْهِ أولئك سارقي السُّكونِ من عُيونِ حكاياتِنا البريئة ، ينثرُون الملحَ في عُيونِنا ويقصِدون عن عمد سَمْلَ البصيرةِ وكَتْمِ الأنفاسِ في الصُّدورْ.
    يا رَفيق السَّمر ، يا أنا على قارعةِ الانتظارِ في زمَنِ القهْر ِ، خُذْني وعَبِّئني في صُرَّتك حكايةَ أنثى علقَّوها ثوْباً على وتَدِ خِرْبةٍ قديمةٍ تَلُوح ُمع الريحِ ، سَرقوها من سَريرِ الطفولة وجَرُّوها بعودِ مِحراثٍ قديم ٍ، وامتدت أمامَها بيادِرُهم ، وثوبُ أنوثتها معلقٌ هناااااك يَصْفُر مع الريِّح .


    يا رفيقَ السمرِ ، يا أنا ، حنانيك إنْ أَذْهلَتْك قدماي المشقَّقةُ ، وسِحنَتي السوداءُ ، وكفَّانِ من خَشَبٍ ، حنانيك يا أنا إن هالَك علَى بدنِي ثَوبي المرقَّعُ ببقاياهم وشَعري المنفوشُ على رأسِ طفلةٍ قديمةٍ يعلُو جسدَ امرأةٍ لفظتها عُيونُهم وبصَقتْها بين يديكَ مزاريبُ الألم .


    يا رفيق السمر يااااااااا أنا ، دعْني أُناديك ، دَعْني أمُدُّ الصوتَ أناجي أنا ، فقد حان المغيبُ ودنا لمحراثي السكون ، لعلي أَسمَعُني في عَينيْكَ وأراني لوْ مرةً في سَمعِك أغنيةَ نايٍ يناجي الخُلود .
    يا رفيقي ، عندما يأتي الصَّباحُ وتُلملِم صُرَّتَك وقد آذنك عني الرَّحيل ، فقالوا عني ما قالوا ، وتركوا جُثتي للطَّير ، فبِحقِّ ما جمعتْنا من ليالي السَّمر ، قف يوما على شُبَّاكي بعد أن يَسْمُلَ الغيابُ من عيْنيهِ خُضرته ويأكلَهُ السواد ُ، وقل :
    هُنا كان يجثو ذاتَ حِكايةٍ قلبُ طيرْ .
    نحن الذين ارتمينا على حافة الخرائط ، كحجارة ملقاة في مكان ما ،لايأبه بها تلسكوب الأرض
    ولاأقمار الفضاء
    .


    https://www.facebook.com/mohamad.zakariya

    تعليق

    • محمد زكريا
      أديب وكاتب
      • 15-12-2009
      • 2289

      #3
      الخاطرة رقم (( 2 ))



      اليوم الآخر



      كانت ضجة الميلاد تزداد كلما اقتربت ساعة الشتاء الحزين على أفياء ذاكرتي, وكانت تلك المسافات الباردة تغطي معظم الوقت المبني على تراكم الأشياء بيني وبينها ,تعلن عن خوف الحب العتيق من أيام ملؤها الترحال في زمن الحروف الصعبة ليصبح الهروب ضجيجا للحرية القائمة على اعتقال الذات في الروح وأكثر الأحيان في قلبينا.
      اقتربتْ أكثر مني في صيرورة خاصة من وقع الوقت على عينيها وهي تقول: حبيبي, أيها الآتي من بحر ما أملك, خذني إليك للحظة الميلاد وتنامي القصيدة, خذني إليك فأنا اليوم وحيدة بعبرات الماضي أستقي منها ذكرى القصيدة,خذني ياحبيبي ما عدت احتمل الوجع أكثر ,اقترب مني ,أحبك وسأظل أحبك......
      وأما تكاثر الدمع في عينيها رأيت فيه حماقة الحلم في زمن الغرباء ورأيت معنى الاستيقاظ وأنت في قيد الكون محطما أكثر من الرؤى المتشعبة في زمن الترهلات الصعبة.
      في تلك اللحظة كان اقترابها مني بخطى منسية عانقتْ فيها انهيار كل العناقيد الغافية على أمنيةٍ صعبة في بوح عمرها الذي لم يتجلى حتى سرق بكل المقاييس على إيقاع معانقة امتدت إلى نهاية الكون حين كان الدمع يغطي الطرف الآخر والتحاف جسدين في لحظة إرهاق راحت تتحدث عن شكل القبائل والقمع وكيف يُسرق الحلم منا في حين غرة دون أن نشعر ؟حينها قالت : أيها الغافي على دفء جسدي, مدَ لي من لحْظك إلى تلك العبرات ما أستطيع احتماله أمام هذا الزمن المجهول,وأعطني مما لديك ياغصناً أخضرا حتى أستطيع كي نار الحرمان في دمي , اجعل من جسدي نبع صفاء يمتد معك مع كل حلم حتى اليوم الآخر.
      نظرت إلى النافذ سريعا أرى منها الشتاء في جوانبه وأرى أكثر أنني تعلمت الحزن منه وتعلمت من برده كيف يمكن أن أبقى دون احتمالات وكيف يكون معنى الفراق ؟ وكيف تصير الحبيبة على نسماته ذكرى معذبة تحتضن الآتين في بوح عمري.
      طال الانتظار أكثر وسادت المكان لحظات الماضي الخائف الى أن ارتمت بين أحضاني ببكاء أحاط مدينتي بسوار حزن من الحين إلى الحين لم يزل قريبا حتى هذه اللحظة, حاولت بلحظة إدراك احتمال الوقت أكثر وتجلى ذلك حين وقفت بها على رائحة الشتاء أتذكر حزنا عميقا يفيض بكل الكلمات وكل الفواصل والحروف على أعتاب الذاكرة والحنين , وعلى حبات المطر المتساقطة تبدى أمامنا شعور الانتماء بكل معاني الحب المتراكم بذروة خاصة تعيد القارئ شبه عار مع القصيدة فيحتضن أنثاه في لحظة ضعف امتدادها بصر الأشياء في قلب الآخرة.
      مشينا إلى الذي اعتاد لقائنا في ساحات العشق ,نراه اليوم حزينا ,يدرك حماقة الحاضر ,
      وعند شجرة قديمة التقت أصابعنا وتجلّت رائحة الشتاء أكثر ,تراقصت حبات المطر أكثر , منها من أعلن الفرح لانتشار الدفء أمام برده القارس ومنها من تبدى بالحزن حتى الرفض والخروج عن دوران المكان .
      ازدادت اللحظات نحولا من شيب العزف المنفرد لبقايا الشتاء وازدادت الكلمات اقترابا من شفتيها وعلى انحدار الوقت في المغيب لفظت بقايا الحروف التي طالت عرش السماء وتراكمت خلف التكوين وقالت: انظر الى الوعد في عيني وستجده أكثر في دموعي.... حبيبي ما عدت أحتمل النظر أكثر , لم أعتد البيع في أمنيات الزمن القادم ولم أعتد الحرمان فكيف سنجد الحلم من جديد.؟
      كيف تمتد الأحلام الى حنين الماضي والى كل الآلام التي تداركت شفاهنا في لحظة الغيب ؟ من منا لم ينتهي اليوم ومن منا أذابه الحرمان والزمن القادم من الشرق؟ من منا لم يبتلع أساطير الصمت التي عانقت كل المسافات في أفياء الذاكرة فلم يبق الحنين إلى الحنين إلا بضع سكنى للأمنية تتجلى اليوم أكثر أمام اليوم الآخر؟
      نحن الذين ارتمينا على حافة الخرائط ، كحجارة ملقاة في مكان ما ،لايأبه بها تلسكوب الأرض
      ولاأقمار الفضاء
      .


      https://www.facebook.com/mohamad.zakariya

      تعليق

      • محمد زكريا
        أديب وكاتب
        • 15-12-2009
        • 2289

        #4
        الخاطرة رقم (( 3 ))


        جَدْبٌ وذئبٌ ووطن..
        .
        .





        (1) حُبّ:


        للقلب لغةٌ تحوي مفردتين اثنتين..
        استأثر الوطنُ بإحداهما منذ السنةِ الأولى للوعي!!
        //




        (2) تَوَحُّد:



        أسْكنتُه قلبي فتَوَحَّدنا في التاريخِ وفي الجغرافيا..
        لقلبي الآن نفس عمر الوطن..
        ولوجهي خارطته!!
        //




        (3) جَوْر:



        وطني ليس منصفًا..
        أعْطيتُه كلَّ شيء، واعْتَذَرَ بالنسيان!!
        //




        (4) جوع:



        وطنٌ نََزِقٌ أضناهُ الجدبْ
        وسَنابِلُ سبعْ
        في أزمنةٍ عُجْفْ
        فتَشَظَّيْنَا في أنفاقِِ العُمْرِ رجالاً صُفْرًا
        نبكي من غيرِ دُموعْ
        أو أطفالاً رضعوا لبنَ الخوفْ
        من ثدي الجوعْ
        ونساءً يَخْمِشْنَ الأوْجُهَ في حضنِ الموتْ
        أو يشربْنَ الحُزنَ المنقوعْ
        حين التقمَ الذئبُ السَّنواتِ السَّبْعْ
        والأبقارَ السَّبْعْ
        وَتَجَلَّى البدرُ رغيفًا تَخْطَفُهُ الطيْرْ
        في ليل الجوعْ
        فتَزَلْزَلَ بالدمعْ
        نهرٌ منْ أحزانِ الموتى الأحياءْ
        عَلقوا بجدار الجُبّ المرصودْ
        حُلْمًا بالدَّلوِ وبالواردْ
        أو باليوم المشهودْ
        //



        (5) حُلم:



        وطنٌ نََزِقٌ أضناهُ الخوفْ
        في ليل الزيفْ
        فَتَهَيَّأَ يبحثُ عَمَّنْ يَعْبُرُ حُلْمَ القحْطْ
        في أزمنة الجدبْ
        وصُوَاعُ المُلْكِ المفقودْ
        أمضينا العمرَ هباءً نبحثُ عنْه
        في رَحْلِ الأيَّامِ السُّودْ
        لِنُفَاجَأَ أنَّا كُنَّا نبحثُ عنْ ثَقْبٍ في رَحِمِ الغَدْ
        لِنُمَرِّرَ طفلَ الحُلْمِ المعقودْ
        حين اخترقَ الرِّيحُ الثَّقْبْ
        وسَمعْنَا صوتَ الذِّئْبِ الجائعْ
        في ليل العدلِ الضائعْ
        والحقِّ المسلوبْ
        يعوي في أنحاء الوطن المصلوبْ
        فابْيَضَتْ أعيُنُنا من حُزنْ
        وهتفنا من قاعِ الجُبّْ:
        أعرضْ عنْ هذا يا وطنَ الجُرحْ
        إنَّا أقرِأناكَ الصَفحْ
        إنَّا أعطيناك النُصحْ
        //



        (6) حاشية:


        إما أنْ تُدركَنا..
        أو يُدركَنا الذئب!!
        نحن الذين ارتمينا على حافة الخرائط ، كحجارة ملقاة في مكان ما ،لايأبه بها تلسكوب الأرض
        ولاأقمار الفضاء
        .


        https://www.facebook.com/mohamad.zakariya

        تعليق

        • محمد زكريا
          أديب وكاتب
          • 15-12-2009
          • 2289

          #5
          الخاطرة رقم (( 4 ))


          سأكون من أريد



          تختنق كل الأنوار 0تذبح الأماني 0كرهت الأبواب الموصدة 0 كرهت انتمائي إليك0كرهت حبي كرهت هواني خلف جدرانك تموت أيامي0



          يا صاحبي سأكون من أريد 0 سأعود إلي حيث أنتمي0أعود لنفسي أجد ذاتي 0



          يستغيث ما يتبقي منها تصيح ليتك تنساني 0 يا صاحبي لم يعد في دنياك شيء يبهرني. لم أعد كالأمس طفلة تخدرها الأماني 0كبرت حتى أصبحت لا أعرفني 0هل أنا حقا من تقف أمام مرآتي 0



          هل تلك الحزينة عيوني 0هل هذا الوجه البائس وجهي 0



          يا صاحبي لم أعد أرتضي حالي 0 لم أعد أقبل أن تحترق أمالي 0



          الانكسار ليس في طبعي فما بالك (بانهزامي)0



          يا صاحبي كلما أدنو أشعر امتهاني 0 سعيد أنت بما آلت إليه أحوالي



          يا صاحبي لم يعد في دنياك شيء يبهرني 0 لم تعد صورتك تقتحم أحلامي 0خلف أبوابك تختنق كل المعاني 0 ( آه ) يا صاحبي كم تبدلت كم تغيرت هل أستطيع أن أتركك وأعبر محنتي أتخطى أشواك هزيمتي وأعود إلي حيث أنتمي أعود لنفسي أجد ذاتي أخرجه من قبره وأحمله كما كان0 هل أستطيع أن أفتح كل الأبواب المغلقة 0أن أتخطى الأسوار العالية0



          كم حلمت بأني أطير فهل أستطيع ؟ أريد جناحان من الحرير0



          فهل أستطيع؟ سأجرب وسأخرج من عباءتك وسأكون من أريد رغم كل الصعاب والانكسارات 0لمحت تلك الكلمات عندما نظرت في عيناكِ ولم أعلم لماذا كل هذا ؟ هل حقا كنت قاسي معكِ ؟
          نحن الذين ارتمينا على حافة الخرائط ، كحجارة ملقاة في مكان ما ،لايأبه بها تلسكوب الأرض
          ولاأقمار الفضاء
          .


          https://www.facebook.com/mohamad.zakariya

          تعليق

          • محمد زكريا
            أديب وكاتب
            • 15-12-2009
            • 2289

            #6
            الخاطرة رقم ((5 ))


            ذكرى حب قديم


            الحنينُ إلى العشقِ..عشقُ يتدلى من ألم..

            توخزني حدودُ ذكرياتكَ المشمرةِ بحنق..
            واللاهثةِ للجلوسِ في أدمغتي المؤثثةِ بالشرر..

            تدخلُ خلسةً إلى براءتي..
            وتغرسُ شعوراً ينتشلُ ارتعاشتي إليك...
            تسرقني عيناكَ..وأسرقك..
            هاهم يسمحونَ لقلبينا بالخلوة...

            فجأةً..تأتي لتحترقَ وتتشظى في أعماقي..
            لأعلنَ الانتصار..
            تستلُّ روحي لعالمكَ المتخمِ بالوشاة..
            تسافرُ من إهابي لمعتركٍ محتدم..
            ترفرفُ رغماً عنهم..

            تغتالُ أهدابي..وتقتلُ الكرى في جفنيَّ..
            تغزو أفكاري،وتلهمني الكتابة..
            ألتحف الهدوءَ..وبصمتٍ أفرز صبابةً مبهرجة..

            يأتي ذلك الوضيعُ لِيَشِيَ بي..
            يثملُ الفضاءُ الفسيح بالسواد..لتحاك هناك
            ومن حيث لا أعلم..خيوط أكذبة تنفست الغدر..
            لتصلَ إلى روحكَ النقيةِ الموشومةِ بخيانتهم..
            فتبتعد..

            لازلتَ رونقا يملأ بوتقةَ حبي..وأملا
            يتلفع بشوقٍ لاهث..
            رذاذكَ حلمٌ يمطرني كل مساء..
            ويعبث بيقيني ديجورك المجهول..

            هل كنتَ واضحاً معي في الآونةِ الأخيرة؟..

            نحن الذين ارتمينا على حافة الخرائط ، كحجارة ملقاة في مكان ما ،لايأبه بها تلسكوب الأرض
            ولاأقمار الفضاء
            .


            https://www.facebook.com/mohamad.zakariya

            تعليق

            • محمد زكريا
              أديب وكاتب
              • 15-12-2009
              • 2289

              #7
              الخاطرة رقم (( 6 ))

              عطشُ البرتقالِ

              لم تنضجْ فكرة ُ الغياب ِ بعدْ
              وأنتَ تدقُ فوق َ رأسي
              بمطرقة ِ الوَرد


              أحبس ُ أنفاس َ اللـّغةِ
              لكنّ حروف َ اسمك
              تفتح ُ للشـّهيق ألف َ باب
              أتصببُ شوقا ً
              وأرفع ُ هامة َ العشق ِ
              " بطأطأة ِ الوجع"

              أستلقي على ذراع ِ القصيدة
              فتوخز ُ ظهري
              بسمتـُك
              وأقسم ُ لها : لم تنضجْ فكرةُ الغيابِ بعد.

              أيّها الممتدُ فيَّ كنهر ٍ من نور
              كتاريخ ٍ من الحروب ِ
              يا أولَ الرّجالِ الذيـن
              هالني صهيلُ حروفـِهم
              اسرج فـَــرَسَ قصيدتـِك
              و وافـِني
              عندَ آخر ِ نجمةٍ وقفتْ لتحرسَ
              نافذتي الورديـّة

              لن أطلي أظافرَ الوقت ببسمة ٍ كذُوب
              لتشهدَ على فقرِ الصبر
              ألفُ ندبةٍ بيضـاء
              تؤرخُ عطشَ البرتقال إليـّك

              ضيوفـُيَّ المبعوثون منك
              كثرٌ
              ومئونةُ خيمتي هزيلةٌ
              صوتك لوحدِه
              بحاجةٍ لقلب سليم ٍ
              يـُذبـَح قربانا ً لحضوره
              وليس عندي ما يفي بالذبح !

              أحبـُك
              من أجل ِ أن تستقيم َ
              خطواتُ شعري على كتفي
              وأنا أقفز ُ فوق َ حبل الحـُسن بحرفيـّة
              أحبـُك , كي لا تتناسل
              عناكب ُ الخوف ِ حولَ قلبي

              أحتضنُ السـّماءَ
              حين أمرر ُ كفـّي فوق قميصِك
              يتقاطر الشهدُ من عيوني
              وأنا أنظرُ للـّيل ذوائبك!


              فلا تخشَ الغياب
              مادمتُ امرأة ً تركضُ خلفـَها الغيومُ
              كطائرات ٍ ورقيـّة
              وتأكلُ من كفِ عصفور
              وتستحمُ بالشمس
              حتى إذا ما أبصرتَ أرضَ جلدِها
              نازعتك رغبةٌ بالوضوءِ


              لن تنضجْ فكرةُ الغيابِ
              مادمتُ واقفة ً
              بين عينيك وزجاجِ نظارتك
              وغافيةً بين أديمِ إصبعك
              وفضةِ خاتمك

              فاسرج فرسَ قصيدتِك
              ووافني
              عندَ آخر ِ نجمةٍ وقفتْ لتحرسَ
              نافذتي الورديــّة.

              نحن الذين ارتمينا على حافة الخرائط ، كحجارة ملقاة في مكان ما ،لايأبه بها تلسكوب الأرض
              ولاأقمار الفضاء
              .


              https://www.facebook.com/mohamad.zakariya

              تعليق

              • محمد زكريا
                أديب وكاتب
                • 15-12-2009
                • 2289

                #8
                الخاطرة رقم ((7))


                في هذه الإطلالة النورسية على الأرض البلورية



                أحاول متجشما وصف حالتي وحالة المماثل
                ممن أرهقته الحيرة , وشتتته الأفكار
                بسبب ما يتداول داخل أروقة نفسه
                من اختيار البقاء والعيش في بلده الأم , نجد
                وهي : (منطقة واسعة وسط جزيرة العرب) .
                أوتذليل المطيِّ لغرض شدِّ الرحال وقطع المفاوز
                إلى محط نظر القلب والبصر
                لتنعمَ العين برؤية الوجه الصبوحِ المستدير
                كاستدارة البدر منتصف الشهر , وكصفائه عند لحظات السحر .
                ويحثني ويشجعني حبُّ النَّفائس للذهاب لألماسة
                متحلقة في عنق صبيةٍ تلفت أنظار الغواني .
                يحبها ويتفنن في عشقها , ووصفها(المغرم)
                كعشق أرض جرداء لمطر صيِّبٍ هتان .
                وكعشق طفل صغير يتيم , لقلب أمٍّ عطوف , وصدر أبٍ حنون .


                لتوافر محسنات طبيعية بديعية , ونفحات تراثية وتاريخية عريقة
                تربض على أرض(الديار الشامية) .
                فكيف يتحسَّس ويتجسَّس هذاالإنسان
                خفقات وقعقعات أوتار نِياط القلب وتدفقات المشاعر والأحاسيس بين العروق .
                لحظة اشتعال فتيل الإشتياق .
                فيتقلَّب في لظى الشوق , ويستدفئُ بلوعة الحب , ويذوبُ من سَطْوَة الحنان .
                مع ما يرتجيه , ويسعى اليه في تحقيق أمنيته الغالية
                ب(الجمع والتأليف)بين البلدين المتباعدين
                و(التقريب) بين وجهات نظرهما , ليتوحدا فيقطعا قيد الحدود .
                قمعا لكل عدو لدود , وإرغاما لكل حاسد حقود .
                وليمتثلا بين يديه كمجسم كرة أرضية , يقلبها متى , وكيفما شاء .
                حتى يتجوَّلُ ويتعرَّفُ المسافرُالغريب .
                ويقطف ويشتمُّ العاشق الجريح .
                ويتفيأُ وينغمس المتعبُ الهزيل .
                ويتنزه ويلتذُّ الحزين المغتم .
                ويجني ويأكل الجائع المضطرُّ .
                فمتى تزفُّ العروسة الى العريس بهذه الكيفيةالمتخيلة الحالمة


                هذا ماستحكيه أحرف الحب والوجد .
                مع صورها المستلبة , وقوافيها المطرَّزة .
                (فهيا بنا سويا لخوض هذه المعركة الوجدانية) .


                منظر جميل لأشجار العنب في ساحة أحد
                أمكنة الاستحمام بسوريا



                عناقيد عنب الشام



                عذوق النخل بعد قطعها من النخل



                مابين فيافي اليمامة وضياع الشام
                حارت الأفكار , وتاهت العقول , وزاغت الأبصار .
                بين السفوح والهضاب النجدية , والربوع والبساتين الشامية .
                حتى خشيت أن تتقطَّعُ أنفاسي ظمأً
                في صحاري نجد القاحلة الرمضاء .
                بحثا عن حبالٍ ممتدة طويلة , تدلني وتوصلني وتهديني
                لمكامن المياه العذبة , وينابيع الشام المترعة .


                كثير من نواحي الجزيرة العربية
                تشتكي التصحر وشح المياه

                حتى سفينة الصحراء تشتكي الجفاف والتصحر



                بينما كثير من البلاد الشامية تفيض
                بالينابيع والمياه العذبة الغزيرة
                والطبيعة البكر




                نجد هي : هواي , ومَرْتع صباي
                وإن جارت وجارأهلها الأقربون عليَّ .
                وبالشام أشواقي , وبرد ضلوعي
                وإن حال بيني وبينها البعدُ والنأيُ .
                فما أبلغ اللقاء بعد طول الفراق .
                وما أشقَّ الفراق عند ارتخاءالأعناق عن العناق .
                بل الشمس عند المغيب تخفي آلام الجراح فيفضحها
                اصفرارها مبديا لوعة الفراق
                في منظر يجلب الحسرة للعاشق ويفتت منه الأكباد .

                وما أشد تجاذب الأرواح
                بين الحب الفطري لنجد كموطن وبلاد , ومسكن وتلاد .
                وإلى الحب والميل العاطفي للشام
                كعشق محبٍّ لناعمةٍ غيداء
                ممشوقة قوامٍ , حسناء .
                زاهية بألوان شقراء حمراء صهباء .
                وساحرة بأعين دعجاء حوراءكحلاء .


                تتناثر خصلات شعرها من فوق أكتافها
                كتناثر واسترسال خيوط الحرير
                بين يدي امرأة لعوب بيضاء .
                تجلب الأنس والبهجة للتعوب .
                ويُعاقَرُ لأجل عينيها خمرُ الخطوب .
                إنه حب مستمكن من العروق , وضارب بقوة في عمق الجذور .
                وملتفٌّ بمضغة القلب كالتفاف السوار بمعصم عذراء خجول .


                ولن يهتدي الى نقض مغزله أحد .
                ولو اعتلى شاهق العماد , أو تردَّى من أعالي الوهاد , أوقطَّع بِمعوله صخور الواد .
                ولو حاول - ويالخيبته لو فعل -
                فسوف تنقطع عنه الصلاتُ والمداد
                ويذوق مرارة التشرد في البلاد .


                وعندما تتأهب الأماني والأشواق لتمتطي في رحلتها صهوة
                رائد الأرواح وفارس الهوى
                وترخي العنان ليطير بها الجواد المُضمَّرُ
                إلى الشام الحبيبة
                إذا بتلك الأشواق المندفعة , والأحلام الجارفة يعترض طريقها
                شوقٌّ قديم نجدي قادم من بعيد
                يمزق بصوته المجلجل السكون , ويسحر بلطف صداه رياح الصبا .
                ويهزم بقوة اندفاعه ريحَ الدبُّور .
                فيخطفُ الزمام ليجره ويثنيه عكس اتجاه مسير قافلة الهوى
                لتعود بأخفافها إلى مسقط الرأس , ومألف الجنان ومهبط الفؤاد(نجد) .
                ولن تتمكن العافية من نسج بُرْدَتِها على الجسم الناحل الهزيل .
                الا بعدالجمع بين الجارتين ,, وهذا من المحال
                كاستحالة تمازج حمية الناقِهِ من مرضه مع نُشْدَانه ضالَّته في الطعام .


                ومن أعجب المفارقات .
                أن تعشق من لم تعاشره أوتراه , على حقيقته ماثلا أمامك .
                حيث لم تمسُّ بعد مواطئ أقدامي جنة الشام وتربتهاالطاهرة .
                إذ لا زلت عبر وسائل وحيل مختلفة
                قيد بحثٍ وتقصّ ومتابعة حثيثة
                عن :
                حلب الشهباء
                وحمص العنقاء.
                ودمشق الصبوحةالميساء.
                وعن نواعير حماة , وهي تتحرك وتصدرلحنا
                شجيا بين الحدائق الغناء .


                وعن جامع بني أميَّة الشامخ
                أمام عواصف الحروب وخطوب الزمان
                وعند هذا الجامع العزيز ترى هنالك الحنين يشتدُّ
                فتسكب عند بحْرَته وصِيوانه العبرات , وغزيرالدمعات .


                وإن قدِّرلك الحظُّ في الولوج داخل هذا الجامع
                فتدثَّرت بِبطانته ملتحفا سقوفه , ومفترشا حرير سجَّاده .
                فتريَّث قليلا , ولا تنصرف حتى تعود بمخيلتك للوراء
                فترى أرتال الحجارة تجرها العربات .
                وتسمع دويَّ تحركات العجلات من أطيط الأحمال والأثقال
                والعاملين متفرقين , بين نقل الحجارة بهمة ونشاط .
                بين الهندسة , والبناء , والتزويق , والتذهيب ..
                وكأنهم أسراب نحل تبني مملكةً , وتصنع شهدا .
                فلما استتمَّ للوليد بن عبدالملك ورعيته , صرح البناء .
                قرَّت الأعين بقيام هذه الجامعة العريقة
                لتكون شاهدا على دولة بني أميةالعظيمة .
                وحسنة من حسناتها إلى هذا العصر .





                ثم جلست في هذاالمكان وتحديدا
                عند فناء هذه الشرفة الفندقية الفاخرة
                في إحدى دول الشرق أوسطية .
                مع بكرة صباح جميل غائم .
                اغتناما لصفاءالذهن , وتداركا لجمال المكان
                واستلطافا لرذاذ المطر المتساقط بنعومة وهدوء .



                جلست لأتفكر وأتأمل لأضع على طاولتي
                بعضا من الحلول لعلاج واقع الحال
                من تلك التقلبات النفسية المزاجية .
                فانقدح الذهن , وانسكب ماء الفكر , ليجود بما تهيأ من الحلول
                تمهيدا لنيل غايتها .
                فمن ذلك أن تسليت وعزَّيت نفسي بالدخول على مواقع السياحة والسفر
                وعل هامتها وقمة رأسها موقع (العرب المسافرون) .
                فتجولت مع السائح الهروي الكويتي في رحلاته ومغامراته في الديارالشامية .
                حيث إنه ممن ساهم في تقوية دعامة أركان هذا الحب في عروش القلب .
                حتى سيطر الحب على قلب المحب , وتوثقت سكاكين الشوق من صدر المحب .


                ثم أشغلت نفسي كحلٍّ آخر
                باحتساء كوب من القهوة بصحبة الصحف اليومية , والكتب والدوريات الشهرية .
                بحثا عن أخبارها وحكاياتها .
                فلم يسعفني الموقع , ولاطعم القهوة الأخَّاذ , ولا حتى الكتب أوالمجلات شيئا
                في ردع أو تخفيف تلك الأشواق .
                (إنها سهام العشق ياصاح) .


                ثم دخلت معترك الشعر
                فجادت نفسي بأبيات شعرية جامحة , قمت بصفصفتها والترنم بها
                لتجمح بمشاعري الفياضة
                كي تبث شكوى الهوى عبر أثير الهوا , علَّها أن تصادف طبيبا حاذقا
                يعرف تشخيص الداء ليصف لجراح الشوق المنثعبة , الدواء .
                وقد تقصدت عن سبق عمد وإصرار
                ختم قافية التحفة الشعرية بلفظة وعبارة (الشام)الفاتنة
                بسبب معاناتي مع سهام الهوى والحب
                وتصبُّري على شقاء الفؤاد والقلب .
                وإدبار حظي ونصيبي عن جمع شام ونجد .


                ولا يهمني بعد ذلك , أن تراكبت نحويا , أوتعافست لغويا
                وليلمني بعد ذلك اللائمون
                من صنَّاع الشعر , وسُداة اللغة , أومن جمهورالمتذوقين .
                لأنني على موعد مع الإفصاح عن
                تلك التجليات التي لن تفلح معها المجاملات
                أوالتخفيات , أووضع الحواجز والجدر العازلة .
                دون ما يجول في خواطري , وأعماق جناني .
                وما لم تنله بعزمك وإصرارك , فلتسعى اليه بشعرك ورقيق بيانك .


                أقول وفي الفؤاد
                أنكى مما أقول:

                عذقٌ من النخل أم قطفٌ من العنب


                لا فرق في نخلنا مع كرْمة الشام .


                يالهفَ نفسي بِبُسْرِ النخل بينكموا


                يطيب عيشي بنجد مع ربى الشام .


                إني ابتغيت بقرب الدار محفَلُكم


                يا حيرة الصبِّ بين النجد والشام .


                ولم تَغِبْ مرجةُ الأحباب عن خلدي


                فكيف أجمع بين اثنين يا شام .


                سحرُالطبيعة أغراني بداركموا


                ياليت لي مزجُ صيفي مع شتاالشام .


                هذي تحايا صباحُ الورد أبعثها


                يضمُّها صدريَ المشتاق للشام .


                أيضا مساءٌ جميل لا ينغصه


                كرُّ الجديدين في نجدٍ وفي شام .


                ياقلبُ صبرا على اللأواء والكمد


                فالنفس تاقت لِوصلِكِ يامها الشام .


                أضحوكةُ الفجر بانت من محيَّاها


                وفي جدائلها عطرُ الشذى شام .


                ترى بِعِرْقٍ مسيلَ الماء يندفع


                وفي الثنايا لآلئ بحر يا شام .


                اذا رأيت عيونا شأنها هملٌ


                فعين نجد تبوحُ السرَّ للشام .


                وإن نزلت ديارا عمَّها الكرم


                كذاك في الشام تلقى صولةَ الشامي .


                يانَسمة الليل هبي وابعثي شجنا


                وأرسلي ذعذعات القلب للشام .


                لعلهم يسمعون اللحن من بلدي


                فيعلموا صدق ما أخفيت ياشام .


                بالشام روحي , وقلبي لايكذبني


                وفي حروفي رسول الشوق ياشام .


                **********


                ثم حاولت في آخر تلك الحلول

                بعد أن تجمَّعت همومي وانحسرت لحظات أفراحي
                وضاع في درب الهوى ربيع عمري وزماني .
                استصحاب الحسَّ المرهف ليفيضَ نهرا سلسالا
                كي تسبح بي الجداول المائية إلى ما أحبه وأهواه
                فتكتحل العيون , وتسكن الخفقات , وتهدأالأشواق
                عن طريق مخيلتي وطيوف خيالي .


                ولما بدأ عقلي يسرحُ في تلك المعاني
                إذا بغفوة نوم هادئة جميلة تضرب أذناي
                وتأخذ بروحي قبل فكري وتسافر بهما سويا .
                محلقةٌ بهما في جو السماء , ومخلفة بلاد نجد ورائها .
                عندئذٍ رأيت نفسي وكأنني قد دنوت إلى أطراف حدود الشام
                وأحسست بتيارات هواء باردة تضرب بقوة على وجهي وجسدي
                حينها أيقنت بأنني قد بلغت الحدود وحيدا فريدا
                فتسلقت أسوارها في خفية وعجلة , ثم دخلتها وييمَّت شطر بيوتها .
                فاشتممت تراب طينها , وقد بلَّلته قطراتٌ من معين نبعها .
                ثم تنقلت خارجا من بين أزقتها , وطرقاتها الضيّقة العتيقة
                قاصدا الأرياف والضيعات .
                لألتقي بالأنهار الجارية , والجنات والروابي الفسيحة .
                فتسلَّلت وتغلغت بين , وفوق , وفي جوف الزهور والورود
                فصافحت الشَّرْنَقات , ورفْرفت روحي مع الفراشات .
                وتبادلت مع ملكة النحل رحيق الهوى وأطراف الحكايات .
                ثم تلقَّفت بلساني قطرات الندى من فوق متن الزهرات .
                فأصابني من ذلك نشوة سحر لا توصف , ولذة أنس لاتدرك .
                فأنا وسط الدوحات والبساتين , ومع شعشة عبق الرياحين .
                فلما بدأت في التشافي من العِلَّات .
                إستيقظتُ بعنف من تلك الغفوة على وقع أقدام متطفل يغار ويتقطَّع قلبه من هذاالحب العذري
                فبادر بضرب باب حجرتي بكل عنف وقسوة لتذهب مع أنكاد تلك الصحوة أحلام الخيال .
                (إنه نادل الفندق الذي جاء من دون أن يستدعى أو ينادى) .
                حيث أخطأت وحدَّثته بالأمس عن سر أشواقي وعشقي وهيامي .
                فعادت إليَّ الأوجاع بسبب انكشاف حقيقة البعد
                عن شام الأحباب , وموطن العشاق .
                فياليتها غفوة فجر طال غطيطها
                حتى أرى وأسمع تغريد البلابل , ونوح الحمام فوق رياضها وسفوحها .
                أو أنها تعاودالمراح إليَّ مرة أخرى
                فتكمل مسيرة ما رأته عيوني وعاشته أحلامي
                لتُخْبِت جمرَ شوقي , وتبرد حرَّ كبدي .
                كان الله عونا للثلاثة :
                مغترب متشتت
                ومستوطن ملتاع
                ومشتاق متلهف
                **************
                وقبل النهاية :
                فماأخفيته ياشامي , قد أوضحته واستبنته
                من بين تعابيرالصور , وخباياالقوافي , ومنثور الدرر .
                أخبرتك ياشامي بعلتي , فابعثي إليَّ الدواء , وجودي بالعطاء .
                فقد أضناني السقم , ولفحني حرُّ السموم .
                فهل تأملتي معنى ماكنزته , كتمر نضيد .
                أو فطنتي وتنبهتي , لمغزى ما دبجته من نظم وقصيد .


                أم يكون حالي معك ياشام كحال المعني في قول الأعشى :


                وأراك تُحْبَرُ إن دنتْ لك دارُها
                ويعودُ نفسَك إن نَأتك سقامُها
                ثم في النهاية :
                أقول لكل عاذل أو متجاوز قولة أبي نواس:
                دعْ عنكَ لومي فإنَّ اللومَ إغراءُ
                وداوني بالتي كانت هي الداءُ
                ثم في الختام .
                عذرا يانجد على تقصيري , وإسرافي في وصف أختك الشام .
                فلن يلحقني عتاب أو مسبَّة وعار .
                إذاأقمت العدل بين الضرائر , وقسَّمت في المطعم والمبيت بين الحرائر .
                فيما خلا ما تحمله القلوب والضمائر .
                فلست من أهل العقوق .
                ولكنها سوانحُ فكرٍ بوارح .
                هيضتها أشجان قلب وسطِّرت معانيها بالجوارح .
                بسنان قلم سال بما في جعبته من مداد على صفيح من الورق الثخين
                حتى ترسخ , ولاتجف حروفُها , فيلحقهاالإهمال والنسيان .
                ولتبقى لي , ولمن اطَّلع عليها من الإخوان والخلان .
                ذكرى عاطرة على مرالزمان .


                إلى اللقاء
                حبيبتي الشام
                في موشحة أخرى
                *****
                وبعد أن كشفت سريرتي
                هآئذا أطفئ شمعتي البيضاء النقية
                لأنام في رجاءِ
                حُلُمٍ أجمل .





                وداعاً حبيبتي


                نحن الذين ارتمينا على حافة الخرائط ، كحجارة ملقاة في مكان ما ،لايأبه بها تلسكوب الأرض
                ولاأقمار الفضاء
                .


                https://www.facebook.com/mohamad.zakariya

                تعليق

                • محمد زكريا
                  أديب وكاتب
                  • 15-12-2009
                  • 2289

                  #9
                  الخاطرة رقم (( 8 ))

                  الحب الذي يختبئ أحيانا كي يبكي !





                  مزاجي كان حالما في حزن وأنا أنظر إلى وجهي عبر المرآة . أخذت لي نفسا عميقا تذوقت به طعم

                  ريح تلهج بالتحـليق . تأملـتني ، والبخار المتـصاعد من أنفاسي يزداد كثافــة حتـى خلته منبعثا من

                  الزجاج . حاولت أن أسوي من وضعيتي وأبتسم ، لكن شفتاي ٱستحالتا إلى منقار بني صغير، وثوبي

                  ريشا من ألوان الطيف . حين أدرت رأسي نـحو كتفي لم يدهــشني أن أراهما وقد ٱستـحالتا إلى

                  جناحين صغيرين ، هززتهما في ذفيف رشيق .. وألفيتني أطير وسط همي المطر .. راعشة الخافق.

                  فكرت بسـخاء في الفضـاءات البعيدة .. في أقربائي الذيـن يشاطــرونني فصـيلة الدم ورغيف الخبز

                  ورحيق مدامع الحيرة .. طرت لمسافات طويلة أبحث عن ذاك الخيط المرهف الذي يربطني بمغامرة

                  الحياة حتى في عز قرفي ، متعثرة بشعر الشجرالمرمي فوق ســـجادات الغـــابات لعلي بذلك ألامـس

                  شدوا عريقا ينام في البعيد !!

                  مضيت في الليل الناعس وحدي . أرسو بصمتي بمشارف قرية " الحنين " الملآى بالأشباح .. بنتف

                  الذكريات .. وبأحلام مني . مرت من أمامي سحابة بيضاء على عجل ، لم يفتني أن أسألها عن ذاك

                  الذي طفت بمدائن أشواقه وصحوت على جرس كلماته بقلاع الأسى .. عنه هو .. الملاح المتعب أبدا

                  بغزو القلوب من دون ٱستئذان ، نديم الحياة وحارسها من الصدأ والقسوة .

                  - أين بوسعي أن أجده ؟؟

                  - إنهم يسحبونه من أهدابه .. ويلعبون برأسه " الغولف " .. إذهبي اليه ، لربما هو في حاجة لمن

                  يسأل عنه الآن .. إنه هناك !!



                  السحابة تبتعد عني متنهدة . ووحدي كما كنت أعاود طيراني المجهذ بعينين حائرتين ، مسافة غير

                  قصيرة وأقف عند قمة هضبة عالية ، تشرف على كوخ مهجور بباب خشبي عتيق تتــخلله مساحة

                  يابسة ، بزهور ذابلة مرمية بلا ٱنتظام .. ورأيته ، كان مكبلا بالأصفاد بعمود ضخم ومن حوله رجال

                  ونساء .. عراة .. حفاة .. جياع .. غلاظ وقد أضـــرموا الــنار في موقد دائري أمـام جـسده النحيل

                  وسرعان ماشرعوا في ترانيمهم البدائية في ٱحتفال غريب .

                  تذكرت ، وأنا أهز جناحاي بسرعة ماقرأته عن هذا الرجل الجـــميل المحيا لولا الغبار الكثيف الذي

                  يغطي بشرته كأنه خارج للتو من مدخنة الرماد .. هذا الرجل المضطهد في جنته على الأرض .. كم

                  كان وحيدا لما كتب لي يوما :

                  " أجيء هكذا .. نبعا صافيا من أعالي الشموخ ، ألبس معطف الدفء والسخاء . يدي مبســــوطة

                  دوما أبعد من المدى ووجهي ومضات من اﻹيمان . مبعوث الروح أنا ، إلى غرف القلب المزدحمة

                  بالفوضى والخصام . ترتب أناملي كل شيء برقيق مزهرية تختال في ألواني ، ضاحكة للــــروابي

                  وللطير . أجيء مفعما بالأشواق .. بالوعود التي تنفض الرماد من المحرقة فيركض الأطفال إثري ،

                  يتعقبون فراشاتي بالحقول فأحكي لهم حكايات خالدة عني وعـــن تجوالي الطـــويل ورحلاتي التي

                  بلاقرار. أعلمهم قراءة كفي من بعيد وكيف يتعقبون آثاري فوق الجليد وبرمال الصـــحراء وتحت

                  الماء ، وكيف يجتازون ضفافي لما أقف أمامهم كٱمتحان جديد .. الكل كان يسمعني وأنا أحكي ..

                  والآن يتنكرون لي ، ينظرون إلي نظرة فيها من الخيبة مايفوق الألم :

                  - أنت أكذوبة جميلة .. حلم قاتل أنت ؟!

                  لكن .. هؤلاء البشر ، كم يحملونني مالاأحب .. يطلبون مني أن أكون شيئا غير الذي أنا عليـــه ،

                  أنظري إلى سهام محبتي كيف ثلموها ؟ وأنظري إلى وجــهي المكسو بالورد كيف صار معفرا بوحل




                  وريقات نقدية هشمت عضدي . وٱنظري كيـف صـارت عروقي تضخ بدلا من الدم آبارا من النفط

                  ومن قيء اﻹنسان ، وكيف صارت أشعاري طبول حرب معلنة ضدي .. بإسمي ؟؟ وٱنظري إلــــى

                  جسدي الذي أصابته الأحقاد بالثقوب والشروخ .. آه .. ياإلاهي .. كيف صاروا يملكـــون كـل هذه

                  القدرة على اﻹساءة إلي ؟ كيف أمكنهم حمل السلاح ضدي بعدما علمتهم كيف يهدونني وردة مع

                  كل دفقة مني ؟ هؤلاء البشر .. أشقياء بالفعل .. من دوني !! "

                  جناحاي يرتفعان في خفق متواصل . أصوات صادحة أسمعها تطفو برغوة الضجيج .. والصياحات

                  تعلو :

                  - موت اﻹنسان رهين بموت هذا الرجل ( وأشاروا إلى حيث العمود )!

                  - تخلصوا منه ببطء لكي لايولد من نسله من يطالب بأحقية العودة إلى صفاء النبع الأول !

                  طرت مجددا .. محزونة الخاطر فوق رأس الرجل وهو يفتح عينيه صوب الشمس مبتسما في حسرة.

                  ناديته بٱسمه الـحقيقي فٱرتجفت أهـدابه قليلا .. ٱحتمـيت من خـوفي عليـه بصدر إيمـاني بــجدواه ،

                  والعيون الجاحظة تتأملنا بمقت وعدائية . رأيت نفسي في بؤبؤ عينيه ٱمراة من زمن غابر .. وبعيد.

                  حاولت أن أطير مجددا بيد أن جناحاي تحولتا إلى كتفين عاريتين ومنقاري صار شفة ملتهبة بالدم .

                  وقبل أن أهمس له ولهم بشيء كانت رماحهم موجهة إلى كلينا وخطواتهم تتقدم بنثار الشرر .

                  أغمضت عيناي بألم يتنبأ بالطعنة . حينما فتحتهما من جديد ، عدت لأرى وجهي على صفحة المرآة


                  وقد علته صفرة حزن شفيف .. سحبت وجهي من مرآتي بوجع يكبر في أعماقي شيئا فشيئا .



                  غمغمت أنا ومن ورائي ظلي الذي .. لاأراه :



                  - أتراها نالت منه تلك الحراب فجرح أو مات ؟؟ وخلفنا ورائه أرامل ..

                  من دون أطفال حتى ؟؟! أم أنه يختبيء

                  فقط لكي ... يبكي ؟؟
                  نحن الذين ارتمينا على حافة الخرائط ، كحجارة ملقاة في مكان ما ،لايأبه بها تلسكوب الأرض
                  ولاأقمار الفضاء
                  .


                  https://www.facebook.com/mohamad.zakariya

                  تعليق

                  • محمد زكريا
                    أديب وكاتب
                    • 15-12-2009
                    • 2289

                    #10
                    الخاطرة رقم (( 9 ))












                    اتحتاج اخرى ؟!

                    وقلبي الذي اوقدته في العشق جمرا

                    انسيت انه لا زال

                    جمرا فوق جمرا

                    ؟ ؟
                    ....

                    اتحتاج اخرى ؟!

                    حين صار الشوق اليك بركانا

                    وكل احلامي فيك

                    قهرا دون قهرا
                    ؟؟
                    ....
                    اتحتاج اخرى

                    لتمنحها الوقت الذي عصاك ان يكون لي

                    و تسمعها تراتيل همسك

                    في ظلام الليل

                    سرا بعد سرا

                    ؟؟
                    ....

                    اتحتاج اخرى ?!

                    تضمها اليك قبل نومك

                    وتهديها وسادة من حنان صدرك

                    ويحكي لها دفئ انفاسك

                    حكاية بطول الليل

                    عن قبلاتك

                    ليفوح من جسدها

                    غرامك

                    بخورا و عطرا


                    ؟ ؟

                    ....

                    اتحتاج اخرى


                    تجعلها انا

                    و أكون ... اخرى!

                    ؟ ؟
                    نحن الذين ارتمينا على حافة الخرائط ، كحجارة ملقاة في مكان ما ،لايأبه بها تلسكوب الأرض
                    ولاأقمار الفضاء
                    .


                    https://www.facebook.com/mohamad.zakariya

                    تعليق

                    • محمد زكريا
                      أديب وكاتب
                      • 15-12-2009
                      • 2289

                      #11

                      الخاطرة رقم (( 10))

                      في دياجيَّ ألمٌ وحسرة

                      ذاتَ مساءٍ

                      سقطَ الخليفةُ المعظمُ

                      تحت ظلِّ الفجيعة تتعرّى الحقيقة

                      أحرق تشرينُ خماسيني
                      مدت يدَها إلى القدرِ

                      بكفن الانتظار تلفحَّتْ

                      تصلبت في طريق الألم نسياناً

                      تُعاقِر صرخةَ الصمتِ

                      من تحتِ الجلدِ خرجتْ جنازةٌ

                      فى الوجهِ نهران

                      اختلط الحبربالدم

                      دجلة احترف الأنين

                      والفراتُ احترقَ بصمتِ الهزيمة

                      عذراءَ وجهُهَا نهرانِ

                      جدائلٌ تتمرّغ طينا وحنين

                      تتقهقر....تصرخ ....تتذكر ألما يتحسر.. بسيف معتصم

                      تتارٌ تتلهفُ للدماء

                      اخطبوطٌ يتغذى على الأشلاء

                      قومٌ سكارى يعاقرونَ المجدَ كأسا

                      يحتفلون برأسِ بقرةٍ في سباقْ

                      يُشهرون سيفَ الحرفِ كأنه نصرٌ

                      وتَبقى القصيدة تنتحبُ عنفاًوعنفوانْ
                      نحن الذين ارتمينا على حافة الخرائط ، كحجارة ملقاة في مكان ما ،لايأبه بها تلسكوب الأرض
                      ولاأقمار الفضاء
                      .


                      https://www.facebook.com/mohamad.zakariya

                      تعليق

                      • محمد زكريا
                        أديب وكاتب
                        • 15-12-2009
                        • 2289

                        #12

                        الخاطرة رقم (( 11 ))

                        أنتظار
                        -------

                        أين العبور ..
                        إلى دجلة شفتيك الممتلئتان بعبق النسيم .
                        لنهارات الياسمين
                        أغنية
                        لوجة آت يتخطى سماء حلمي..
                        لوجة أعانق فيه دفء نافذتي
                        لضحكة .. تتوهج ,
                        أعيش ..
                        ****
                        أعبر الفراغ الملطخ بالخراب
                        أرتسم على عينيك ,
                        مركبا يعاند الأنواء.
                        يأوي المطر إلى نشيدك
                        فتنثال الخضرة على شفة القمر.
                        ****
                        الأفق منشور تحت جنحين , أرى المدى مغسولا في يديك .
                        والفضاء نهدا يمرح في زرقة السرير , والحلم الذي يتدفق من وميض الصدر ,
                        يناغي وهج شاعر السماء..
                        ****
                        وأنت
                        قافية الصباح
                        عصفورة أضاءت أيامي السوداء.
                        تجيء من خضرة المساء
                        حبيبتي كبرت أشجارها ,
                        وأغصانها أمتدت
                        صارت تفيء كل العصافير .
                        ****
                        جرح يمتد بغربتي ...بأغنيتي .
                        ****
                        محاصرون بالوجع المزمن , ونبرات الشواع المختنقة .. والخطابات التي ذبحتنا .. وبعض من فرح ذبح في أول مشروع الأبتسامة.
                        التقينا .. تعانقنا .. لعلنا نجد رقصة القصائد .
                        لكننا عدنا .. للزنازين .. للمنافي .. للصمت .. عدنا نسترد بقايا الحلم , نجمعه في الزوايا ونحفظه في الذاكرة.
                        ****
                        فتعالي
                        ياحاملة اشتعالات الحلم في حقائبنا .
                        شاركيني أسرار الرطب تحت ظلال الشبابيك
                        قرنفلة أنت .
                        نثرت أوراقها على أكواخ القرى.
                        رسمت الفرح على شفاه الأطفال
                        بيارق لأوجاعنا
                        كانت تناديني:
                        أيها المنفي الذي لا مأوى لك ,
                        مأواك في عيني : سأجعلهما لك أرجوحة تقضي فيها ما تبقى من العمر
                        ما زلنا نزرع الصفحات أحلاما
                        وأغان على ضفاف الرافدين ,
                        ومازال الياسمين يشتعل على ضفائرك ,
                        وفضاء عينيك الحالمتين
                        قاومي
                        عذاب دروبنا
                        والفراق
                        أنطلقي مع أغاني البراري
                        أغنية تجوب أسارير الحزن
                        وها أنا ..
                        أشيع كل قصائدي .. دموعا للريح
                        وأنحت قلبي منارة للشواطىء التي غرسناها .
                        .. قلت \ تجيئين :
                        نهضت على صدى أغنياتك وهي تطرق بابي .
                        لممت ما تبقى من ضحكات الفرح
                        وضممت شتات الزمن الذي أفلت منا .
                        على الشرفة غازلني ..
                        القمر
                        وأنتظرتك .
                        مهيئا "الچاي " وحنيني لتدفيء عينيك .

                        ______________

                        * الچاي :: باللهجة العراقية تعني الشاي
                        نحن الذين ارتمينا على حافة الخرائط ، كحجارة ملقاة في مكان ما ،لايأبه بها تلسكوب الأرض
                        ولاأقمار الفضاء
                        .


                        https://www.facebook.com/mohamad.zakariya

                        تعليق

                        • محمد زكريا
                          أديب وكاتب
                          • 15-12-2009
                          • 2289

                          #13
                          الخاطرة رقم (( 12 ))


                          مسرح الحياة



                          قبلك كانت تتمايز أمامي كل النساء, لكل امرأة لون خاص, و رائحة خاصة,و طريقة حب خاصة,و معك كل النساء سواءٌ في كفّتي ميزان, و ما الميزان إلا أنتِ...قبلك كنت أنهض كل يوم من تابوت الظلام, أقضي طول الصباح أنفض عني رماد الحرائق التي كانت تلتهم ذاتي المُشبعة بالأنين كل ليلة, و معك أنهض كل صباح لأحيك من بنفسج عينيكِ طوق نجاة و أرسم حروف اسمك بألوان قوس قزح على جدران أيامي القادمة...و أعلن أمام كل جمهور مسرحياتي السابقة أنني نقلت مسرحي الجديد إلى القمر, و ليس أي قمر..و لأنني لطالما أحببت الغناء, سأبدأ من الآن فصاعدا بالغناء و ليس بأية كلمات, لغتي الجديدة هي "إني أحبك.."..أكررها مرّاتٍ و مرّات في محراب عينيكِ, أحوّلها فراشاتٍ متوقدّة لا تخشى الشمس, وأجعلها تطيرفي فضاء فؤادي الذي اتّسع ليحتوي فيضان الثورة في حبّك..متمسّكا بخيوطها جميعا كأنها الطائرات الورقية لنرسم معا نجوما على طريقتنا و أقمارا على طريقتنا و طرقاً جديدة في العِشق لم تكن معهودة من قبل, "أغنياتي الجديدة" كلها بعنوان "إني أحبك"..كل مقاطعها "إني أحبك.." سأجعلها أسماكاً ملوّنة تسبح في محيطات شراييني, سأجعلها فنجان قهوتي الصباحي و فيروزي الجديدة و سيجارتي الأولى...سأحفرها على كفّي خطوطاً من نار, يستنير بضوئها كل باحث عن الحقيقة, و أطرّز بها أجنحتي التي نبتت لي من بعدك و صارت تأخذني كل يوم في رحلة بين النجوم...


                          نحن الذين ارتمينا على حافة الخرائط ، كحجارة ملقاة في مكان ما ،لايأبه بها تلسكوب الأرض
                          ولاأقمار الفضاء
                          .


                          https://www.facebook.com/mohamad.zakariya

                          تعليق

                          • محمد زكريا
                            أديب وكاتب
                            • 15-12-2009
                            • 2289

                            #14
                            الخاطرة رقم (( 13 ))

                            عاشق غير مرغوب فيه




                            مازالت حروف رسائلها تعانق بعضها , تنصهر من لوعة الفراق ؛ فتشكل وسط صحراء القلب غيمة تظل تحتها بقايا نبض عاشق افتقد أميرته .

                            تلك كانت حبيبتي ..لم أر وجهها يوما , وإن كانت حروف رسائلها ما تزال ترسم في ذاكرة النبض طيف أميرة تمطرأنوثة وتفترش صدر القلب تاركة للزوجة والأخت وحتى الأم زواياه يتلقفن بعض نبضات الحب والعشق لحظة ارتطام ثلجها وبردها بصحراء قلبي العطشى .

                            تلك كانت أميرتي التي افتقدها , وما زالت حروف رسائلها مبعث هوسي وعشقي لها ؛ فعذرا يا ابن برد إن غاب عنك وجه الحبيبة ؛فقد روى صحراء قلبك نغم أنوثي وجد طريقه إلى قلبك .وعذرا يا من قتلته العيون التي في طرفها حور.

                            عذرا لكم جميعا . قد قتلتني حروف تتساقط عشقا نديا , من شفاه ضنّت بالهمس علي , غابت صوتا ووجها وما هزت بجذع أنوثتها عشية .
                            تلك كانت حبيبتي فأي نوع من العشاق أكون .
                            ما تزال حبيبتي طي الغياب وقلبي يبحث عن قلبها وروحها تبحث عن روحي ,
                            يهمس صمتي في صوتها ويصمت همسها في صوتي
                            هل نحن روح واحدة أم روح شطرت نصفين

                            ها أنا اليوم افترش كومة رسائلها . أشم حبرالسنين الخوالي وجرح القلب ما فتيء ينزف .ها أنا أجمع زجاجات الحبر ,أخلطها جميعا وأسكبها فوق حروفها ,ثم أركض نحو حروف حبيبي أذود عنها من نهر جرحي .

                            أنا في حل يا حبيبتي التي لم أرى من معاهدة الحروف
                            التي وقعتها بحبر الفراق .وها أنا من جديد كطفل يلهو (مرة يبعثر , ومرة يلملم ) سأنهض من فوق كومة حروفك , ألمم رسائل الزمن الجميل , أتعثر بحبر فراقك , فينسكب على حروفك من جديد , لن أذود عنها من جديد ,آه فتعتريني سخونة وغصة , وأتنشق مرغما حبر حروف السنين , واحتاج من يدشيني ,من يراقب الصفارفي عمري .

                            حبيبتي التي لم أرى , ينتابني شعور أني وليد جئت من رحم حروفك , بيدي قطعت سر حبلي لا بمشرط الطبيب .لا تمني علي باسم جميل .لا تتخيريه ,لا تنتقيه.إن شئت أسميني :عاشق غير مرغوب فيه.

                            حبيبتي :ها أنا مرة أخرى أنقض عهدي مع نفسي , وأبعثر رسائلك من جديد و أحبو ,بعكس عقارب الساعة
                            لا أحتاج من يناغيني ,ولا من يعلمني لغتي أو يناديني,
                            ولا من يسرد خرافة للنوم تسلمني,وحدي أنام فوق سرير رسائلك , تهزّه حروف العشق ,تهزّه لتنامي أنت ,ثم أرسم قبلة من حنيني ,تصبحين على خير يا أميرتي , تصبحين على خير يا أميرتي .
                            نحن الذين ارتمينا على حافة الخرائط ، كحجارة ملقاة في مكان ما ،لايأبه بها تلسكوب الأرض
                            ولاأقمار الفضاء
                            .


                            https://www.facebook.com/mohamad.zakariya

                            تعليق

                            • محمد زكريا
                              أديب وكاتب
                              • 15-12-2009
                              • 2289

                              #15

                              الخاطرة رقم (( 14))

                              شفتاكِ


                              شفتاكِ

                              غيمة من مطر

                              تتساقط لهفة

                              تبلل حدود جنوني

                              لهفتي

                              بحاري

                              شفتاكِ

                              طفلة تداعب زخات المطر

                              في ليلة عاشقة

                              احتوت جسدينا

                              دفئا

                              صبابة

                              شفتاكِ

                              حضن يضم أوراقي

                              ارتعاشه قلبي

                              تلمس وجهي

                              تروي الحكايات العاشقة

                              تغني أهازيج الفرح

                              والأمنيات

                              شفتاكِ

                              عصفور ملون يداعب ضوء الشمس

                              يبتعد ويقترب في قفصي

                              ينقر المستحيل

                              يشرب حروفي

                              شفتاكِ

                              تبكي ببراءة الأطفال

                              كبرياء ونقاء

                              وتبقى ذكراكِ الى الأبد


                              شفتاكِ

                              إحساس

                              نقوش مرسومة فوق شفتاي

                              همسة متمردة

                              شفتاكِ

                              فيلم رومانسي

                              أغنية فيروزية

                              قصة أدمنت قراءتها

                              شعور غامض

                              رائحة ما

                              وجه يشبه وجهي

                              أسطورة

                              نثرت فوق حبات المطر

                              وشفتاكِ ..
                              نحن الذين ارتمينا على حافة الخرائط ، كحجارة ملقاة في مكان ما ،لايأبه بها تلسكوب الأرض
                              ولاأقمار الفضاء
                              .


                              https://www.facebook.com/mohamad.zakariya

                              تعليق

                              يعمل...
                              X