"يا من بكته مدامع الأحداق"
بقلم / سليمان بن تملّيست
يا من بكتْهُ مدامعُ الأحداقِ
منّي عليك ترحُّمَ الأعْماقِ
***
قد كنْتَ حقّا في الحياةِ منارةً
دوما ستبْقى قِبلةَ العُشّاقِ
***
يهفُو إليها القلبُ, يذْكيهِ الهوى
مُسْتسلمًا لجناحِه الخفّاقِ
***
بالشعر, قد شيّدتَ صرحًا شامخًا
أَثّثْتَ بيتكَ بالجميلِ الراقِي
***
وكتبتَ بالتبْرِ المُوشّحِ بالرُؤَى
ليظلَّ حرفُك دائمَ الإشراقِ
***
إِنْ كنْتَ قد ودّعْتَ صحبكَ مُرغمًا
وسكبْتَ ماءَ الحُزْنِ في أوراقي
***
فاعلمْ بأنّكَ في القصائدِ ماكثٌ
تسقي الورى منْ نبْعها الرقْراقِ
***
شجرُ العبارةِ منْ مِياهِكَ يرْتَوِي
ويُضمّخُ الأجواءَ بِالأشْواقِ
***
بالأمس أنْشَدْتَ المدائنَ غنوةً
كالبلبلِ الولْهانِ في الآفاق
***
ليظلّ صوتُك مُلْهِمًا لقصائدي
ليظلَّ شِعْرُك موْرِدًا للساقي
***
يا منْ جَعلْتَ من القصائد جنّةً
محفوفةً بحرائقِ المشْتاق
***
عبثًا أُعزّي القلبَ إنْ عزّيته
فالفقدُ أذْكى جذوةَ الإحْراقِ
***
فلمنْ سأشكُو والمُصيبةُ جمّةٌ
وحْدي, سأشْكُو لوْعتِي للباقِي
*****
جربة في 24/06/2002
تعليق