عذاب المطر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • وديع عرابي
    أديب وكاتب
    • 04-10-2010
    • 99

    عذاب المطر

    [frame="5 70"]
    عذاب المطر


    من غسق الليل..
    تصدح مآذن الفجر العتيق
    تهليلةً ندية ..
    تزفها إليّ خيوط الفجر
    لترتطم بعتمة سواد زنزانتي..
    تخرق جسدي النحيل المرقع بسياط سعف النخيل..
    وعذاب المطر كموج يفتت... بيت العرين.
    طال غيابي خلف أسوار الحديد والحيطان..
    منذ أن ولدت.. لأكون حرا.. وشهيدا..
    قيدوني بأسلاك شائكة .. واعصموا الربيع من عمري..
    خلف سياج العذاب ... الألم.. والآهات ..
    وحيدا مع أغاني ألحنها وشباك زنزانتي كخيوط العنكبوت...
    فأيّ أغنية احملها لك.. يا أمي..
    وأيّ كلمات ارسمها ... أهديك املأ و أهديك حنينا...
    اسمع صوتك مع حبات المطر ومسالك الرياح
    لتدق سجاني بحذائي القديم الممزق ..
    وتهين كبرياء كرامته المشتتة ... المشتتة.
    لن تستطيع سلب إنسانيتي.. لا ولا السمع بالعيون..
    إليكَ يا أملي المجروح عشق الطفولة..
    عشق ضيعتي وبيسان أبي..
    كم أنا مشتاق لأمل يعيدني إلى تاريخ الذاكرة
    يخرجني من عتمة الغد...
    لا حرية أريد.. ولكن..
    ..اُطمئن صوت أمي من ندائه الأبدي..
    اسمعها تناديني في اليوم ألاف المرات...
    ومع صلاة الفجر ترسل اموميتها الأبدية والتسابيح الغفرانية..
    "الصلاة خير من النوم"
    "...أيّ نوم..."
    ما لي أقدمه لكِ اليوم سوى..
    لوحة "عائدون"
    ببواقي دمي على حيطان الطين .. من..
    زنزانتي .. رقم.. ثمانيةعشر.

    أبو وديع
    12-12-2010
    [/frame]
  • منجية بن صالح
    عضو الملتقى
    • 03-11-2009
    • 2119

    #2

    حرف راقي وحزن شامخ شموخ قمم الجبال
    رغم الأسر و الوحدة يبقى الإنسان بمشاعره
    ووجدانه أصيلا بإنسانيته
    نص جميل أردت أن يأخذ حظه في القراءة
    كل التحية و التقدير

    تعليق

    • أمريل حسن
      عضو أساسي
      • 19-04-2011
      • 605

      #3
      أخ وديع فك الله أسرك وأسرى جميع البلاد العربية...نص امتلك من الكلمة سراج النور وقنديل الحكمة...وحنين إلى الأم التي هي الرمز في كل شيء...

      فهناك حكم ودروس نتعلمها خلال رحلتنا في هذه الحياة ..فجملك الله بالصبر..وحلاك بالعز والكبرياء...
      [IMG]http://www.uparab.com/files/xT4T365ofiH2sNbq.jpg[/IMG]

      تعليق

      • د.نجلاء نصير
        رئيس تحرير صحيفة مواجهات
        • 16-07-2010
        • 4931

        #4
        رغم أسر الجسد إلا أنهم لم يفلحوا في أسر الروح المحلقة التى تأبى العيش
        خلف سياج السجن ،فكأس الألم تتجرعه من فرط الشوق للحرية
        لصوت شذى الحياة المضمخة بالحرية فقط لتسمع صوتك أمك
        وتسمعها صوتك
        رغم أن النص موجع ومضمخ بالشجن إلا أنني سعدت بقراءته وأدرك أن لي عودة
        تحية تليق بك
        sigpic

        تعليق

        • مالكة حبرشيد
          رئيس ملتقى فرعي
          • 28-03-2011
          • 4544

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة وديع عرابي مشاهدة المشاركة
          [frame="5 70"]
          عذاب المطر

          من غسق الليل..
          [/frame]
          المشاركة الأصلية بواسطة وديع عرابي مشاهدة المشاركة
          [frame="5 70"]

          تصدح مآذن الفجر العتيق
          تهليلةً ندية ..
          تزفها إليّ خيوط الفجر
          لترتطم بعتمة سواد زنزانتي..
          تخرق جسدي النحيل المرقع بسياط سعف النخيل..
          وعذاب المطر كموج يفتت... بيت العرين.
          طال غيابي خلف أسوار الحديد والحيطان..
          منذ أن ولدت.. لأكون حرا.. وشهيدا..
          قيدوني بأسلاك شائكة .. واعصموا الربيع من عمري..
          خلف سياج العذاب ... الألم.. والآهات ..
          وحيدا مع أغاني ألحنها وشباك زنزانتي كخيوط العنكبوت...
          فأيّ أغنية احملها لك.. يا أمي..
          وأيّ كلمات ارسمها ... أهديك املأ و أهديك حنينا...
          اسمع صوتك مع حبات المطر ومسالك الرياح
          لتدق سجاني بحذائي القديم الممزق ..
          وتهين كبرياء كرامته المشتتة ... المشتتة.
          لن تستطيع سلب إنسانيتي.. لا ولا السمع بالعيون..
          إليكَ يا أملي المجروح عشق الطفولة..
          عشق ضيعتي وبيسان أبي..
          كم أنا مشتاق لأمل يعيدني إلى تاريخ الذاكرة
          يخرجني من عتمة الغد...
          لا حرية أريد.. ولكن..
          ..اُطمئن صوت أمي من ندائه الأبدي..
          اسمعها تناديني في اليوم ألاف المرات...
          ومع صلاة الفجر ترسل اموميتها الأبدية والتسابيح الغفرانية..
          "الصلاة خير من النوم"
          "...أيّ نوم..."
          ما لي أقدمه لكِ اليوم سوى..
          لوحة "عائدون"
          ببواقي دمي على حيطان الطين .. من..
          زنزانتي .. رقم.. ثمانيةعشر.

          أبو وديع

          12-12-2010
          [/frame]


          تحية نضال وصبر جميل أخي وديع
          تحية اعجاب من هذا المنبر
          لحروفك الصادقة التي اشرقت
          رغم ضباب الحزن الكثيف
          لا شك ان الليل سيشق عنه ثوب السواد
          ليطلع النهار من عيون كل ام
          على عتبة الشوق والوجع تنتظر

          مودتي وتقديري لك استاذ وديع

          تعليق

          يعمل...
          X