بغداد
ما باله الحزنُ في عينيك يبتسم ُ
و الدمعُ في آفاق العين يرتسم ُ
ما بال حزني أيا بغداد يعشقك ِ
كأن دمعي إلى عينيك ِ يختصم ُ
الله أكبر يا بغداد ما سمعوا
صوت الطفولة ِ في أصواتها الألم ُ
بغداد تشكو من الآلام ِ تنحرها
و نحن مازلنا نلهو ونعتصم ُ
بغداد تصرخ واجرحاه يا عربُ
هل العروبة ُ أعيا سمعها الصمم ُ؟
ما باله التاريخ لا يعود ُ كما
كان ما فيه من زيد ٍ و معتصم ُ
أين الرجولة ُ في تاريخ ِ يعربكم؟!
أم أنّ يعرب َفي التاريخ ِ ينفصم ُ
أين الرجولة ُ لا تبدي شظاياها؟!
هل ُأخمـِدتْ في كبريائنا الحممُ؟
لا يُطلبُ النصرُ من تاج ٍ و لابسهُ
كم يعتلي العرش في أحيائنا قزمُ
أخبر عراة القوم ِ أنهم لُعـِنوا
عرّابُ نفط ٍ أبا جهل ٍ و من خدموا
بغداد يمشي في زمانها الشجنْ
بغداد موسيقا الجروح ِ يحصيها الزمنْ
في كربلاءَ يندّهُ الجرحُ و يصرخُ الألمْ
بغداد فيها نخلتان ِ ، نخلة ٌ للهِ نخلة ٌ للوطنْ
قد عادَ هولاكو إلى بغداد يسفكُ الدماءْ
يقتلُ أطفال المدينة ِالعريقة
يستبيحُ أعين النساءْ
يحرُقُ مقهى الرشيد ْ
في شارع ِ الشهيدْ
و يضربُ العيون َبالحديدْ
يقصُّ أفكار الرجالْ
و ينعتُ الأحرار بالعبيد ْ
مازال ابن العلقمي
ينسجُ أوهاما ً من الجليدْ
يقبِّلُ حذاءَ بوشْ
يركع ُ للعرش ِ الجديدْ
بغداد فيها نخلتان ِ ، نخلة ٌ للهِ نخلة ٌ للوطنْ
بغداد تمطرُ الدماء
بغداد يبكيها التراب ْ
تراه ُ يرويها السرابْ ؟!!
....
ينهشُ من نخيلها الذئابْ ، يعضها الكلاب ْ
يحتلها موتٌ أتى مـُختبأ ً خلف قناع ِ الخبز ِ و الشجر
كأنهُ المطر ْ
يقتلعُ الزهر َ و غابتا النخيل ِ يا سياب
يخدّرُ الفكـَرْ
و يدّ عي بأنهُ القدرْ
....
هذي سيولٌ يا عروبتي و لم تكن مطر !
....
بغداد تحكي للسماء ْ
حكاية َ الأغراب ِ و الوطن ْ
حكاية َ الكفن ْ :
كم قاتل الأشرار ُ في هاذي البلاد ْ
كم أشعلوا فيها الفساد
كم خرّبوا ، كم شرّدوا ، كم ذبّحوا
أيا تـُرى هل عمرَ الأوغادْ ؟!
....
تسائلُ العروبة ُ رجالها متى ستخلع الكفنْ :
يجيبها التاريخُ شامخا ً يخاطبُ الوثن ْ :
مازال فيها نخلتان ِ، نخلة ٌ لله نخلة ٌ للوطن ْ
حسن الخطيب
11/7/2010
تعليق