اغتصاب .../ آسيا رحاحليه /

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • آسيا رحاحليه
    أديب وكاتب
    • 08-09-2009
    • 7182

    اغتصاب .../ آسيا رحاحليه /

    اغتصاب ..
    منتصفُ الليل . فندقٌ متواضع في قلب مدينة غريبة . حجرةٌ ضيّقة يتوسّطها سرير خشبي و نافذة تآكلت من فرط القِدم فكانت تحدثُ أزيزا مزعجا كلما تحرّكت الريح . أفاق مذعورا يصّبب عرقا . لمح من بين جفونه المنتفخة من أثر النوم و التعب , و من خلف زجاج النافذة , شبحا يحدّق فيه بعيون ملؤها الغضب و الكره ..خفق قلبه بشدّة و ارتعدت فرائصه . فرك عينيه بكفّيه و أمعن النظر . أحس بجفاف في حلقه , و تيار بارد يسري في شرايينه . انتصب واقفا و قد جحظت عيناه حين تعرّف في الشّبح على ملامح زوج خالته .
    نفس الكابوس يعاوده منذ شهور , منذ قرّر الرحيل من هناك . وجد في السفر سبيله الوحيد للخلاص و الفكاك من شرنقتها الحريريّة الخانقة . قرّر المضيّ صوب أفقٍ بعيدة و مجهولة .. هل كان يستطيع غير ذلك ؟ ماذا يمكن أن يفعل و قد تشابه عليه البشر واختلطت في ذهنه المفاهيمُ و الصور ؟
    هذا الصباح لفظته الحافلة في مدينة أخرى , أبعد هذه المرّة .
    هامَ على وجهه مستنفرًا خطاه كهاربٍ من وباء يخشى أن لا شفاء منه سوى التمرّغ فيه .
    جاب الشوارع و الأزقة مشتّتَ الفكر , مبعثرَ الشعور, يغالب نفسا أثقلها الهم و يتحاشى النظرَ في وجوه المارّة مخافة أن يكتشفوا عُرْيَ ذاته , أو يفضحوا ما وراء وسامته و أناقته و قسماته البريئة . يغضّ الطّرف كلما صادفته أنثى.. أعيذني منك ..و من نعيم جنّتك المستعرة... كل النساء لبِسْنَ ملامحكِ ! . تبّا لك...لمَ لا تيسّرين الأمر عليّ ؟ لمَ تصرّين على ملاحقتي ؟ إني راحل صوب أرضٍ محايدة أدفن في تربتها عفونة سوءتي , و أستتر تحت سماءٍ أخرى لم تشهد وضاعة فعلتي و بشاعة جرمي .
    أراد التملّص من شِرك غواية نصبته له عيناها ذات ليلة من ليالي الصيف المثيرة , المغرية بالطيش و الجنون ..
    تحاصره صورتها أنّي يمّمَ أفكاره , تلاحقه كظلّه ,تركض خلفه شياطين فتنتها , تغريه بأن يعود أدراجه , أن يرتمي في وهج أحضانها و ينهل من كنوز جسدها المرمري .. من خلف كتفه , تطلّ أفعى رقطاء يقطر السمّ من أنيابها و يضطرم اللّهب في عينيها , تفحّ في أذنه .... " فعلتَ ذلك دائما , لمَ تتراجع الآن ؟ "
    ينتفض . يلعنها في سره و يلعن الساعة التي شهِدَتْ , على يديها , بدء مأساته و ثورة جحيمه , يوم كان فرخا خفيف الزغب مَرْخيّ الجناحين يحلم بالتحليق في عوالم الفحولة ..دون أن يعي منها سوى شذرات تصله من رفاق الحيّ و المدرسة أو أخيلة تغذيها مراهقة كانت تطرق أبوابه على استحياء .
    مدلّل خالته الصغرى كان , منذ حداثة سنه , المفضّل عندها , وحده من يستأثر باهتمامها و حبّها و حنانها . يرافقها إلى الحلاقة و السوق و تصطحبه في الزيارات و المناسبات و عكس كل خالاته , كانت مرحة حدّ التصابي , مستهترة , تعشق البهرجة و المظاهر ..حتى الزواج لم يغيّر شيئا من طبعها .
    " حبيب خالتك أنت ..اقترب ..تعالى في حضني . من أغضبك ؟ "
    وهكذا , يحتمي بصدرها دائما كلما تضايق أو ضايقه أحد . و حتى لماّ كبر " حبيب خالته " و أصبح شابا يلفت الأنظار , وسيم , جذّاب ,قويّ البنية , شديد الاعتناء بهندامه و مظهره , يبدو بطوله الفارع و صدره العريض و عضلاته المفتولة أكبر من سنّه بكثير .. فقد ظلّ قريبا منها , ملازما لها .
    كثيرا ما كان يغلبه الارتباك و هي تتعمّد أن تلتصق به أو تلامس جسده بجرأة غريبة , أو تضع ذراعها في ذراعه و هما يسيران في الشارع فيحسبهما الرائي حبيبين أو زوجين حديثي الزواج ..بعدها تحوّل الارتباك إلى إحساس بالزّهو و هو برفقة امرأة جميلة أنيقة تلاحقها العيون , ثم أصبح يشعر برعشة لم يألفها كلما تابعته بنظرتها أو اقتربت منه .
    إلى أن كان حفل زفاف أخته .
    تلألأت الأضواء و عبق المكان برائحة العطور و رنين الضحكات و تفتق الأهواء .حسناوات غاية في الأناقة و التبرّج يرقصن على وقع موسيقى صاخبة , و تألّقت خالته في ثوب حريري بديع كشف مفاتن جسدها فبدت أجمل من قبل , فتنة تسير على قدمين , تدور بين المدعوين توزّع الحلوى و الابتسامات و هو إلى جانبها , في كامل أناقته , يساعدها و قد لعبت برأسه بضع كؤوس من الخمرة احتساها في غفلة من الجميع ..
    و في آخر الليل لا يذكر كيف انتهى به الحال على انفراد معها , في غرفة , بالطابق الأول لتغتنم الفرصة و..ترتمي في أحضانه .
    أسقط في يده.. ماذا يفعل ؟ كيف يتصرّف ؟ أين المفرّ و قد أُضيئت كل الحواس المطفأة في شعاب جسده الفتيّ القويّ ..؟ ماذا يفعل أمام امرأة مهووسة , صارخة الأنوثة تجيد كل فنون الإشعال و طقوس الإغراء ؟
    تكاد تردعه رعشة الخوف و يثنيه الخجل لكن أوار الرغبة يستعر في دمه و أمواج الشهوة تجرفه نحو الأعمق فيغرق في شذى أنفاسها..و في لهب السرير .
    مذعورا كان حين أفاق من سكرة النشوة . لمْلَمَ براءته المُراقة فوق شراشف السرير و عفّته المسفوحة بسكين جنونها , و هرول خارجا متعثّرا في عرقه و خجله وذهوله .
    ولكنه استعذب التجربة , انتشى باللذة فأصم أذنيه عن صوت العقل , و انقاد وراء نزوته و استهتار امرأة صار اليوم يمقتها بقدر ما كان يعشقها . انغمس الاثنان في أتون الشهوة أياما بل سنوات . و لأن زوج خالته , بحكم اشتغاله بالتجارة , كثير الغياب و الأسفار فقد كانت الأجواء مهيأة للقائهما و خلوتهما دون رقيب , بل إن الزوج كان يترجّاه أن يهتم ببيته في غيابه و يعتني بخالته .
    إلى أن حدثت هزّة .. مفاجئة , عنيفة , صادمة .
    توفى زوج خالته في حادث سيارة ..شعر بالأسف من اجله , و لكن الغريب ما حصل له لحظة كانوا يدلون بالجسد الهامد في الحفرة الضيّقة المظلمة . لا يدري ما الذي أصابه . أجهش بالبكاء فجأة و لم يستطع التوقّف .. أحس بفزع شديد و انتابه التوتّر و الضيق و راح يحدّث نفسه .. " أ أكون قتلته ؟ .."
    بدأت معاول الندم تحفر في جدران روحه . داخَلَهُ شعور بالخزي و غزت فكره مشاعر سلبية قاتلة تمنّى لو كان يستطيع توجيهها نحو أي عامل خارجيّ .. كم سيكون مرتاحا لو يقنع نفسه بأنه الضحية فيتحرّر من وخز سهام سامة بدأت تنغرز في صدره و ظهره , و رأسه..
    و لكن عذابه كان يزداد يوما بعد يوم . تقاذفته الهواجس و مزقت قلبه نوازع اللذة من جهة و مرارة الإثم و الإحساس بالذنب من جهة أخرى . غير أنّه وجد نفسه مرّة أخرى منساقا وراء هواه , مَقودا بعصا غريزته العمياء و إلحاح شهوته , فعاود الرجوع إلى وكر المتعة و لكنّه ما كاد يقف بالباب حتى أحاطته المخاوف و الوساوس من كل جانب , أحس بضيق شديد في صدره فنكس رأسه و هرول راجعا و صوت يتردّد في أذنيه دون انقطاع .. " غدرتَ بالرجل حيّا , كيف تجرأ على الغدر به ميّتا ؟ "..
    تبًا لي ! منتهى الفظاعة و الجبن و الخسّة أن أغدر بميّت !
    بعد أيام , و الفجر يمسّد بالضياء وجه المدينة , حمل حقيبته و رحل .
    التعديل الأخير تم بواسطة آسيا رحاحليه; الساعة 17-12-2010, 05:53.
    يظن الناس بي خيرا و إنّي
    لشرّ الناس إن لم تعف عنّي
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    آسيا غاليتي
    نص مفجع جدا
    استطعت بإسلوبك الرائع أن تأخذينا بتلك الرحلة مع كل هذا المجون واو
    حقيقة آسيا كنت أحس بجسمي يقشعر والبرد أصابني حتى بأصابعي التي أكتب بها الآن
    ليتك ترين رأيا آخر في العنوان فقد أفشى السر سيدتي
    نص مرعب صدقيني صورت فيه علاقة بشعة لكنها تحدث
    ودي ومحبتي لك
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • آسيا رحاحليه
      أديب وكاتب
      • 08-09-2009
      • 7182

      #3
      صدّقيني غاليتي عائدة..
      كتبت النص و أنا فجعة أيضا..
      قرأت في يوم مشكلة في جريدة يومية من هذا النوع و أحسست بحزن شديد
      و قرّرت أكتب عن هذا المشكل الذي بدأ يتفشى في مجتمعاتنا العربية..
      كنت قلقة قليلا من التجربة مع أني كما قلت اعتمدت أسلوبا معيّنا حتى لا أصدم القاريء..
      و الله يبدو أن مشكلتي في العناوين هاته الأيام..ههههه
      و لا يهمك يا رائعة..
      سوف آخذ رأيك بعين الإعتبار..
      شكرا لك من قلبي.
      التعديل الأخير تم بواسطة آسيا رحاحليه; الساعة 16-12-2010, 19:33.
      يظن الناس بي خيرا و إنّي
      لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

      تعليق

      • وفاء الدوسري
        عضو الملتقى
        • 04-09-2008
        • 6136

        #4
        سرد أكثر من متقن ورائع من قلم أديبة متألقة
        والصمت ابلغ
        أيضا العنوان أقل من النص لم يخدمه..
        شكراً للإبداع
        تحية وأكثر
        التعديل الأخير تم بواسطة وفاء الدوسري; الساعة 16-12-2010, 19:44.

        تعليق

        • آسيا رحاحليه
          أديب وكاتب
          • 08-09-2009
          • 7182

          #5
          أختي الغالية وفاء..
          شكرا على تكرمك بالقراءة و على اعجابك بالنص..
          أسعد دائما برأيك و أثق بك..
          كان العنوان الأول " السقوط من وكر الشيطان " ثم غيّرته ل "اغتصاب"..بمعناه الأوسع..
          اغتصاب الحرمات و المبدأ و القيمة و الفضيلة
          ..
          هذا التحاور بشفافية حول النصوص و العناوين هو ما يعجبني في ملتقانا الرائع .
          شكرا من القلب.
          مودتي.
          يظن الناس بي خيرا و إنّي
          لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

          تعليق

          • بلقاسم علواش
            العـلم بالأخـلاق
            • 09-08-2010
            • 865

            #6
            يبدو أنه سيبقى في الدوامة ما إن يحل حتى يرتحل
            لأن الندم يوخزه من دواخله، ولأن الفطرة تصحو أحيانا رغم سدول الليل المتراكمة، لكن المعضلة في القصة تتحدد في تعين الأطراف: من الجاني ومن الضحية؟
            فالجريمة متعددة الأركان متنوعة الوجوه: الفاحشة، زنا المحارم، لامبالاة الخالة،........، فإن جاز وضع عتبة للنص لكانت بحق: إغتصاب رجل
            شكرا لك على الإيهام
            فقد عالجتِ جانب وضاءً في فطرة الرجل
            وأغفلتِ الباقي عند المكللة بتاج الأنوثة
            مجرد قراءة انطباعية عابرة
            تحيتي
            لا يَحـسُـنُ الحـلم إلاّ فـي مواطـنِهِ
            ولا يلـيق الـوفـاء إلاّ لـمـن شـكـرا

            {صفي الدين الحلّي}

            تعليق

            • عبدالمنعم حسن محمود
              أديب وكاتب
              • 30-06-2010
              • 299

              #7
              الأستاذة الفخمة / آسيا نور
              لا أعرف ماذا أقول أمام هذا القص الجميل المنساب كما الشلال
              ولكن تسمحي لي أستاذتي أن أقول شئيا قد أكون مخطئا فيه
              أشعر بأن هناك حلقة مفقودة في مكانٍ ما
              لعله زوج الخالة الذي يبدو كالشبح
              وكان من الممكن الاشتغال عليه قليلا ليكسب قليلا من التعاطف
              مقابل مزيدا من الرفض لذلك الشاب
              أو لعله تكرار الإثم..فلو كان مرة واحدة لكان أجمل حتى يتأخذ مفعول الندم إن جاز القول أثرا أكبر..
              لا أدري أستاذتي
              كيف أبحث عن حلقتي المفقودة
              قد تكون كامنة في قراءتي الناقصة للنص
              وأنا آخر من يعلم بها.
              تقبلي إعجابي..
              مع أجمل تحية
              التواصل الإنساني
              جسرٌ من فراغ .. إذا غادره الصدق


              تعليق

              • آسيا رحاحليه
                أديب وكاتب
                • 08-09-2009
                • 7182

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة بلقاسم علواش مشاهدة المشاركة
                يبدو أنه سيبقى في الدوامة ما إن يحل حتى يرتحل
                لأن الندم يوخزه من دواخله، ولأن الفطرة تصحو أحيانا رغم سدول الليل المتراكمة، لكن المعضلة في القصة تتحدد في تعين الأطراف: من الجاني ومن الضحية؟
                فالجريمة متعددة الأركان متنوعة الوجوه: الفاحشة، زنا المحارم، لامبالاة الخالة،........، فإن جاز وضع عتبة للنص لكانت بحق: إغتصاب رجل
                شكرا لك على الإيهام
                فقد عالجتِ جانب وضاءً في فطرة الرجل
                وأغفلتِ الباقي عند المكللة بتاج الأنوثة
                مجرد قراءة انطباعية عابرة
                تحيتي
                نعم ..هو ذاك أخي الكريم بلقاسم علواش..
                أردت التركيز على اغتصاب الرجل..
                دائما حين تذكر كلمة اغتصاب يذهب تفكيرنا إلى ناحية معيّنة..المرأة الضحية المسكينة ..
                مع أن القصة هنا توضّح مأساة هذا الفتى ..اغتصاب البراءة فيه..
                و صدقت ..قد يظل بين حل و ترحال و..يضيع تماما..
                شكرا لك .
                تحيّتي و احترامي.
                يظن الناس بي خيرا و إنّي
                لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                تعليق

                • عائده محمد نادر
                  عضو الملتقى
                  • 18-10-2008
                  • 12843

                  #9
                  آسيا رحاحلية
                  صدقيني غاليتي مامن أحد سيتصور هذا ( الاغتصاب ) لامرأة فقط
                  فللوهلة الأولى وحين سردت أنه رأى وجه زوج الخالة قلت أن زوج الخالة اغتصب البطل وهي حالة تحدث لكني وحين وصل السرد للخالة تيقنت أن الإغتصاب قد جرى من قبل الخالة للبطل وهذا ما أكده النص فعلا
                  صدقيني آسيا
                  أنا لا أريد المحاججة للمحاججة فقط وأنت تعرفينني
                  العنوان وشى بالنص
                  ابحثي بين أوراق مخيلتك الرائعة أو عطليها لأنك ترين أن هذا العنوان هو الأصوب والأجمل لكني أذكرك ربما ما لايعجب الآخرين قد نكتشف أنه ضالتنا
                  والعكس صحيح أيضا
                  المهم
                  أحببت أن أعطيك رأي عائدة الأخير لأني أرى النص يستحق أن تتوقفي عنده طويلا وتعطيه مساحته التي يستحقها لأنه فعلا يستحق ذلك وربما سيكون عنوانا لمجموعتك القادمة
                  ومؤكد لك الرأي الأخير
                  محبتي لك
                  أسعدتني كثيرا بهذه الرائعة
                  الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                  تعليق

                  • آسيا رحاحليه
                    أديب وكاتب
                    • 08-09-2009
                    • 7182

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة عبدالمنعم حسن محمود مشاهدة المشاركة
                    الأستاذة الفخمة / آسيا نور
                    لا أعرف ماذا أقول أمام هذا القص الجميل المنساب كما الشلال
                    ولكن تسمحي لي أستاذتي أن أقول شئيا قد أكون مخطئا فيه
                    أشعر بأن هناك حلقة مفقودة في مكانٍ ما
                    لعله زوج الخالة الذي يبدو كالشبح
                    وكان من الممكن الاشتغال عليه قليلا ليكسب قليلا من التعاطف
                    مقابل مزيدا من الرفض لذلك الشاب
                    أو لعله تكرار الإثم..فلو كان مرة واحدة لكان أجمل حتى يتأخذ مفعول الندم إن جاز القول أثرا أكبر..
                    لا أدري أستاذتي
                    كيف أبحث عن حلقتي المفقودة
                    قد تكون كامنة في قراءتي الناقصة للنص
                    وأنا آخر من يعلم بها.
                    تقبلي إعجابي..
                    مع أجمل تحية

                    أخي الفاضل عبد المنعم حسن محمود..
                    ما شعرت به أفهمه تماما ..و سعيدة أنك تفضّلت بتوضيح رؤيتك
                    و لا أعتقد أن قراءة كاتب مميّز و قاريء في قامتك هي الناقصة..
                    الأمر كله أني تعمّدت نسيان التركيز على الزوج و على الخالة ايضا
                    هدفي من البداية كان أن أبيّن حالة التشرّد النفسي و الروحي للفتى
                    و ربما أيضا همّني أن يتعاطف القاريء مع الفتى فقط ..لأننا في أغلب النصوص
                    التي تتناول الإغتصاب تكون الضحية امرأة و نتعاطف جميعنا معها..
                    هنا كان العكس..
                    سأعيد التفكير في الحلقة التي شعرت بأنها مفقودة..
                    أشكرك..كثيرا..و و الله فرحت بملاحظتك و أرجوك أن لا تحرمني منها
                    و لا تشعر بأي حرج أخي الكريم ..
                    تحيّتي و احترامي.
                    التعديل الأخير تم بواسطة آسيا رحاحليه; الساعة 17-12-2010, 06:47.
                    يظن الناس بي خيرا و إنّي
                    لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                    تعليق

                    • آسيا رحاحليه
                      أديب وكاتب
                      • 08-09-2009
                      • 7182

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
                      آسيا رحاحلية
                      صدقيني غاليتي مامن أحد سيتصور هذا ( الاغتصاب ) لامرأة فقط
                      فللوهلة الأولى وحين سردت أنه رأى وجه زوج الخالة قلت أن زوج الخالة اغتصب البطل وهي حالة تحدث لكني وحين وصل السرد للخالة تيقنت أن الإغتصاب قد جرى من قبل الخالة للبطل وهذا ما أكده النص فعلا
                      صدقيني آسيا
                      أنا لا أريد المحاججة للمحاججة فقط وأنت تعرفينني
                      العنوان وشى بالنص
                      ابحثي بين أوراق مخيلتك الرائعة أو عطليها لأنك ترين أن هذا العنوان هو الأصوب والأجمل لكني أذكرك ربما ما لايعجب الآخرين قد نكتشف أنه ضالتنا
                      والعكس صحيح أيضا
                      المهم
                      أحببت أن أعطيك رأي عائدة الأخير لأني أرى النص يستحق أن تتوقفي عنده طويلا وتعطيه مساحته التي يستحقها لأنه فعلا يستحق ذلك وربما سيكون عنوانا لمجموعتك القادمة
                      ومؤكد لك الرأي الأخير
                      محبتي لك
                      أسعدتني كثيرا بهذه الرائعة
                      أختي العزيزة و زميلتي القديرة عائدة..
                      لم يمر بفكري و لو لثانية أنك تحاججين من فراغ..أبدا..و الله ..
                      بالعكس أحترم رأيك و رأي زملائي هنا و لولا ذلك لجريت بنصوصي إلى المطبعة مباشرة..
                      و لا تنسي أن نقاشنا السابق حول عنوان قصة تداعيات رجل..قد أفادني كثيرا و سعدت به..
                      قد يكون العنوان اغتصاب محاولة لشد الإنتباه و جلب القراء..و لو أني لا أعتمد على هذه التقنية كثيرا في ما أكتب..
                      صدقيني أختاه كل ملاحظاتك و ملاحظات الزملاء أتقبّلها بحب و أحترمها و أفكّر فيها..
                      تقبّلي محبّتي دائما .
                      يظن الناس بي خيرا و إنّي
                      لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                      تعليق

                      • إيمان الدرع
                        نائب ملتقى القصة
                        • 09-02-2010
                        • 3576

                        #12
                        تشدّني نصوصك أختي آسية ...
                        لما تحمله من فكرٍ ، وبعد رؤى ...
                        وللغةٍ حلوةٍ ، محكمةٍ تنسجينها من نبع مفرداتك ...
                        أجل ...هو وباءٌ قادمٌ من خلف الضّباب ...، مرضٌ خبيثٌ يجب الإسراع في اجتثاثه ...
                        ما أجمل قلمك حين كشف عنه الغطاء ...دون أن يجرح النّظر ...؟؟؟!!!!
                        ومع أطيب أمنياتي ...تحيّاتي ...

                        تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                        تعليق

                        • آسيا رحاحليه
                          أديب وكاتب
                          • 08-09-2009
                          • 7182

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
                          تشدّني نصوصك أختي آسية ...
                          لما تحمله من فكرٍ ، وبعد رؤى ...
                          وللغةٍ حلوةٍ ، محكمةٍ تنسجينها من نبع مفرداتك ...
                          أجل ...هو وباءٌ قادمٌ من خلف الضّباب ...، مرضٌ خبيثٌ يجب الإسراع في اجتثاثه ...
                          ما أجمل قلمك حين كشف عنه الغطاء ...دون أن يجرح النّظر ...؟؟؟!!!!
                          ومع أطيب أمنياتي ...تحيّاتي ...
                          لا أرضى عن نصوصي أبدا إن لم تلق قبولا لديك أختي إيمان ..
                          شكرا لك..و أطيب المنى أيضا .
                          يظن الناس بي خيرا و إنّي
                          لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                          تعليق

                          • ربيع عقب الباب
                            مستشار أدبي
                            طائر النورس
                            • 29-07-2008
                            • 25792

                            #14
                            غالبا ما تكون حالة اللا وعى عند الفتى هى المنطقة التى تتسلل منها أفاعى
                            الغواية .. ربما لو كانت الحالة لمراهق كما رأيت عند ايوسا نوبل هذا العام فى امتداح الخالة
                            و عند الأصدقاء الذين برعوا فى الكتابة عن فترة المراهقة عند الفتيان و الفتيات من أدباء المحلة
                            و على رأسهم الكبير ( سعيد الكفراوى ) الذى ظل لفترة طويلة للغاية من حياة الأديبة يتناولهم
                            حتى أغراه ( جبرييال جارثيا ماركيز ) بالرحيل إلى مناطق أخرى !!

                            أسلوبك آسيا يحمل سرا ما ، سرا جماليا ، تمنيت لو كنت أقبض على ناصية النقد الأكاديمى
                            لقلت فيه الكثير و الكثير ، فاللفظ عندك لا يتساوى و لفظ عند عند أى كاتب كان ، سواء ماك كبيرا
                            أم مازال يبحث عن طريق .. له طلاوة و طعمة رغم أنه حرف أو لفظ حاد فى معظم الأحوال ، و كأنك
                            تأخذين ألأمر على روعك ، و بكامل أعصابك و حواسك ، و هذا ربما هو السر ، فالقص يأخذ من روحك أكثر مما يأخذ من الحكاية المطروحة !!

                            لا يهم أن خانك العنوان ، بالتأكيد سوف تصلين إلى العنوان الأنسب قبل النشر فى كتاب
                            بوركت آسيا و بورك قلمك و روحك !!

                            خالص احترامي و تقديري
                            sigpic

                            تعليق

                            • نبيل حاتم
                              عضو الملتقى
                              • 26-08-2010
                              • 37

                              #15
                              العزيزة المبدعة آسيا،

                              كتبت تعليقاً هنا، ولكنه تبخر ولست أدري لماذا!
                              ولأن قصتك هنا من الجمال والإتقان والحرفية بما لا يمكن المرور عليها بلا تعليق، لذلك لا أجد غضاضة بأن أحاول إعادة ما كتبته:
                              أجد نفسي أمام نص قصصي شبه مكتمل ومتماسك بتكثيف رائع، بحيث لا يمكن حذف مفردة واحدة منه. رسمت بقلمك الفاتن حكاية غير عادية بسرد باذخ وماتع، وبحرفية قاصة تعرف تماماً كيف تُكتب الحكاية..
                              رسمك للشخصيات كان مكتملاً وبكلمات قليلة .. وهنا أجد أن شخصية زوج الخالة لا تحتاج إلى أي تفصيلات إضافية فهي تمثل الحالة الحيادة للمجتمع، وكان موته الفجائي، إسقاطاً هاماً للعودة إلى الصراع الداخلي لدى بطل القصة، وجاء موته صرخة في وجه ذلك الاغتصاب المستتر، اغتصاب الرغبة الجامحة و الهوس الجنسي أمام أخلاقيات الحياة...والعقلانية.
                              كما أرى أن العنوان لم يكشف القصة لأن حالة الإغتصاب هي حالة استنتاجية وليست حالة تكتبها القاصة بالخفاء..
                              كنت أود لو وصفت اللقاء الجسدي الأول بين العشيقين بتفصيلات أكثر .. وربما بشيء من العنف لنبرر حالة الشغف الجنسي ..
                              وليس بتقية ومواربة .. فأنا أرى أن الجنس الموظف بالسرد بشكل صحيح هو ضرورة لصدقية القصة أو الرواية .. ربما لأني مدعو الأسبوع المقبل لإلقاء محاضرة في مهرجان الرواية العربية-الرقة ( العجيلي ) بهذا الموضوع...
                              قصتك رائعة وقد تكون من أجمل ما قرأت هنا ..وأرى أنك قاصة تستحقين كل المديح ..ومتمكنة من فنك هذا.
                              لك كل الود

                              نبيل
                              التعديل الأخير تم بواسطة نبيل حاتم; الساعة 17-12-2010, 18:11.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X