اللعب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ماهر المقوسي
    أديب وكاتب
    • 10-09-2008
    • 214

    اللعب

    بينما كان وفداً أجنبياً تابعاً لوكالة الغوث متواجداً في إحدى فصول الصف الأول الابتدائي،حدث أن أخذ أحد التلاميذ قلم زميله، فقال له زميله بغضب و بصوت مرتفع بعض الشيء: كفى لعباً.
    سأل أحد أعضاء الوفد عن سبب غضب التلميذ، فرد عليهم المترجم بترجمة لما حدث، فضحك أعضاء الوفد. سأل أحدهم التلميذ – عن طريق المترجم طبعاً- ما هو اللعب برأيك؟
    فقال التلميذ: أن يأخذ أحدهم ما ليس له فهذا لعب.
    فضحك تلميذ آخر، و قال للسائل، إن فهمه للعب خاطئ، فاللعب هو جرم تعرف أنك فعلته عندما يصيح فيك أبوك و هو يضربك : ألن تكف عن اللعب، و ذلك بعد أن يكون شيء ما تضرر في المنزل، مثل لوح زجاج.
    استغرب حينها جميع أعضاء الوفد، فقرروا سؤال عدد آخرمن التلاميذ عن تعريفهم للعب.
    قال تلميذ آخر: اللعب هو أن يحدث انفجار و يموت عدد من الأطفال فجأة كنتيجه لمحاولة اقتسام قذيفة لم تنفجر بعد إلقائها من إحدى الطائرات أو الدبابات.
    قال آخر: اللعب هو أن يحملني أبي على كتفه و يسير بي بضع دقائق في صالة البيت ثم ينزلني و يقول : أعتقد أنك شبعت لعباً هذا اليوم.
    قال آخر: اللعب هو أن أتبادل الأدوار أنا و أخي في تقليد ما يحدث في شارعنا، فمرة أطلق عليه النار من بندقيه خشبية و يتظاهر بالموت، و أخرى هو يطلق عليّ فأتظاهر أنا بالموت.
    و قال آخر: اللعب هو أن أذهب مع أبي إلى سوق الخضار، لأساعده في حمل بضع أكياس صغيرة، ثم أتأخر عنه في السير.
    قرر الوفد الاكتفاء بهذا القدر من الإجابات، و عند خروجهم من الفصل قال أحدهم: لا بد أن ننقل الصورة لمسئولينا كي يعلنوا احتجاجاً على الاحتلال في احدى القنوات الإعلامية.
    قال آخر: و لمَ لا يكون الاحتجاج على الآباء و بكل القنوات الإعلامية كي يعيروا أطفالهم بعض اهتمام و يشترون لهم بعض الألعاب.
    قال ثالث: أرى أن الأفضل من الإحتجاجات أن نوزع على كل طفل دولاراً أو دولارين، فسيكون هذا مفيداً أكثر.
    التعديل الأخير تم بواسطة ماهر المقوسي; الساعة 17-12-2010, 11:37.
  • آسيا رحاحليه
    أديب وكاتب
    • 08-09-2009
    • 7182

    #2
    فقال التلميذ: أن يأخذ أحدهم ما ليس له فهذا لعب.
    بل هو لهو و استهتار ..
    جميلة القصة و مؤثرة ..
    حسنا ..كنت سأعلّق على " أن " في السطر الأول ..و جميل أنك انتبهت و صحّحت ..
    سعدت بالقراءة لك .
    تحيّتي.
    يظن الناس بي خيرا و إنّي
    لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

    تعليق

    • ماهر المقوسي
      أديب وكاتب
      • 10-09-2008
      • 214

      #3
      شكرا لك أخت آسيا
      هي قصة كتبتها قبل فترة طويلة من ضمن مجموعة قصص قصيرة
      وليتها ترقى لكتابات الإخوة والأخوات المتخصصين بالقصة القصيرة

      بعيدا عن (أن)
      ردك الكريم يدل على قراءتك الواعية والمتأنية
      أكرر شكري وتقديري
      التعديل الأخير تم بواسطة ماهر المقوسي; الساعة 17-12-2010, 21:17.

      تعليق

      • محمد فطومي
        رئيس ملتقى فرعي
        • 05-06-2010
        • 2433

        #4
        جمعت في نصّك الجميل بالإضافة إلى الّلغة المتينة،مقاطع مرعبة لواقع مأساويّ و حقيقيّ.
        أعجبتني الزّاوية الذكيّة التي من خلالها طرقت ثقافة الاحتلال البغيض.
        كأنّك تقول إذا كنت تريد الوصول بفهمك لأعلى مستويات مرارة القضيّة فاسأل الأطفال عمّا يفرحهم.مفارقة رائعة.
        أو كأنّك تقول :سلني عن الأمان تفهم معنى الحرمان.
        أحسنت أستاذ ماهر.
        مودّتي.
        مدوّنة

        فلكُ القصّة القصيرة

        تعليق

        • سامر عبد الكريم
          أديب وكاتب
          • 22-11-2010
          • 95

          #5
          قصة جميلة ومؤثرة تعبر بنا عبر اجابات متعددة الى ظروف الحرمان القاسية وانعكاس البيئة والمحيط على الأطفال..
          تحية لك
          http://www.shurofat.blogspot.com
          http://shurofat.blogspot.com

          تعليق

          • فوزي سليم بيترو
            مستشار أدبي
            • 03-06-2009
            • 10949

            #6
            [align=center]
            تكفي إشارتك لوفد وكالة الغوث
            وكأنك تقول أن اللعب هو ما حصل بقضيتنا الفلسطينية
            وبالوفود التي تأتي وتشاهد ولا تفعل شيئا

            أخي ماهر
            أحسنت وتحياتي لك
            فوزي بيترو
            [/align]

            تعليق

            • ماهر المقوسي
              أديب وكاتب
              • 10-09-2008
              • 214

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة محمد فطومي مشاهدة المشاركة
              جمعت في نصّك الجميل بالإضافة إلى الّلغة المتينة،مقاطع مرعبة لواقع مأساويّ و حقيقيّ.
              أعجبتني الزّاوية الذكيّة التي من خلالها طرقت ثقافة الاحتلال البغيض.
              كأنّك تقول إذا كنت تريد الوصول بفهمك لأعلى مستويات مرارة القضيّة فاسأل الأطفال عمّا يفرحهم.مفارقة رائعة.
              أو كأنّك تقول :سلني عن الأمان تفهم معنى الحرمان.
              أحسنت أستاذ ماهر.
              مودّتي.
              سعيد والله بقراءتك المتأنية الواعية وتفاعلك الصادق
              وما هو بغريب عنك
              كنت أشك أنني قد أخطأت في إدراج النص
              فأزلت كل الشك يا صديقي
              شكرا لك
              محبتي وتقديري واحترامي

              تعليق

              يعمل...
              X